كيف ستواجه إسرائيل كارثة نووية محتملة في الوقت الذي عجزت عن التصدي لحريق الكرمل بقواها الذاتية؟
"الحركات البيئية" الإسرائيلية تتستر على المخزون النووي الحربي المرعب لإسرائيل
المجموعات الإسرائيلية "الخضراء": "احتجاج" مصطنع ضد المفاعلات الذرية "المدنية"
 |
الرادارات العسكرية التي نصبتها الولايات المتحدة الأميركية في صحراء النقب بمحاذاة المفاعل النووي في ديمونا |
جورج كرزم
خاص بآفاق البيئة والتنمية
يثير التحرك الإسرائيلي الرسمي لإنشاء مفاعلات نووية لتوليد الكهرباء، تحركا مضادا لما يسمى الحركات البيئية في إسرائيل؛ وذلك بالرغم من أن غازات الدفيئة المنبعثة من تلك المشاريع تكاد تقترب من الصفر. كما أن تلويح "الحركات البيئية" الإسرائيلية بالمعايير الخضراء الأوروبية قد لا يصمد، وبخاصة أن الكهرباء المولدة من الطاقة النووية، تنتشر وبقوة في الكثير من الدول الأوروبية، كما هو الحال في فرنسا وبلجيكا وبريطانيا وغيرها. وفي المقابل، يصمت "الخضر" الإسرائيليون صمت القبور على الترسانة النووية العسكرية الإسرائيلية الضخمة.
ويتلخص موقف معظم "الحركات البيئية" من مسألة الطاقة النووية (المدنية) بأنها خطيرة، ملوِّثة ومكلفة. ويتمثل الخطر الأساسي في احتمال حدوث زلزال كبير أو خلل فني خطير؛ على غرار كارثة "تشرنوبيل" عام 1986. ناهيك أن مساحة فلسطين الصغيرة وعالية الكثافة السكانية لا تتحمل مثل هذه الحوادث المدمرة. فكيف ستواجه إسرائيل مثل هذه الكوارث النووية؛ في الوقت الذي فشلت فيه فشلا ذريعا في محاولاتها للسيطرة على حريق جبل الكرمل بقواها الذاتية؛ دون توسل المساعدات الخارجية والجسر الجوي المكثف؟ علما بأن المساحات التي امتد إليها الحريق، تعد بالمقاييس العالمية صغيرة نسبيا. كما أن إسرائيل تعجز، حتى اليوم، عن التصدي لكارثة كيميائية كبيرة محتملة، قد تنتج من انفجارات وحرائق ضخمة في المجمعات الصناعية الكيميائية بحيفا، على سبيل المثال.
يضاف إلى ذلك، كيف ستتعامل إسرائيل مع النفايات النووية؟ فمؤيدو الكهرباء النووية يدعون بأن المفاعلات الحديثة تشمل طرق تخزين محكمة جدا؛ بحيث أن التسرب الإشعاعي صفر. بينما يشدد المعارضون على أن لا وجود لشيء اسمه تسرب إشعاعي صفر أو كهرباء نووية غير ملوثة للبيئة. فمع أن التلوث غير موجود في المداخن؛ إلا أنه ناتج عن استهلاك الطاقة المستنفذة في معالجة اليورانيوم ونقله وتخصيبه. فالفارق، إذن، كبير بين صفر انبعاثات وصفر تلوث. والحديث عن التكنولوجيا النووية الآمنة مضلل؛ لأن الحوادث النووية الخطيرة التي يتم إخفاؤها عن الجمهور لا تزال تحدث فعليا كل عام.
وتعمل، إسرائيل حاليا على تجنيد الأردن ومصر للعمل المشترك على بناء محطات نووية مدنية، من خلال تسويقها لخبرتها ومعرفتها العلمية والتكنولوجية النووية.
النفاق السياسي "لحركات البيئة" في إسرائيل
اللافت أن ما يسمى الحركات البيئية في إسرائيل تدعي أنها "قلقة" من العواقب البيئية الوخيمة للتوجه النووي "المدني" لحكومة إسرائيل؛ بينما لا تبدي "القلق" ذاته على الواقع النووي العسكري الإسرائيلي المروع والقائم فعليا على الأرض.
"فحركات البيئة" الإسرائيلية لا تبدي تخوفاتها إزاء المخزون النووي العسكري الإسرائيلي المخيف، ولا تحرك ساكنا ضد الترسانة النووية الإسرائيلية العسكرية المرعبة التي تشكل تهديدا وجوديا ليس فقط على مجرد الوجود الفيزيائي البشري للشعوب العربية والإسلامية في المنطقة، بل أيضا على جميع أشكال الحياة البرية والنباتية والحيوانية والبحرية. وفي المقابل، تمارس تلك الحركات نفاقها السياسي والأيديولوجي البيئي، من خلال ادعائها بأنها قلقة من نية الحكومة الإسرائيلية إنشاء محطة طاقة نووية لإنتاج الكهرباء؛ علما بأن تحالفا عسكريا أميركيا-إسرائيليا وغربيا يدق، منذ زمن، طبول الحرب ضد إيران التي يعمل علماؤها وخبراؤها على إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية أيضا، وهي، أي إيران، لا تملك صفرا بالمائة مما تملكه إسرائيل من سلاح نووي مدمر.
 |
مشهد جوي للمفاعل النووي الإسرائيلي في ديمونا الذي ينتج أسلحة وقنابل نووية |
العواقب الإستراتيجية
يتمثل الجانب الأهم المثير للمخاوف الجدية في النشاط النووي الإسرائيلي، في حقيقة أن فلسطين صغيرة بحجمها، وبالتالي، فإن عواقب إستراتيجية قد تنجم عن أي خلل إشعاعي نووي خطير، ابتداء من تلويث إشعاعي للأحواض المائية الجوفية بسبب تسرب مواد مشعة، وانتهاءً بانتشار كثيف لغازات وجسيمات مشعة في جميع أنحاء فلسطين بسبب خلل فني كبير قد يحدث في المفاعل النووي.
علاوة على ذلك، بما أن فلسطين تقع في منطقة جيولوجية نشطة زلزاليا، فإن زلزالا كبيرا قد يدمر المفاعلات النووية ويؤدي إلى تسرب مواد مشعة خطرة.
ويفترض بإسرائيل التي تدعي تفوقها في مجال تكنولوجيا الطاقات البديلة وتعمل على تسويقها في البلدان العربية، أن تعمل أولا على تخفيض انبعاثاتها الغازية الضخمة الناجمة عن نشاطاتها العسكرية ومحطاتها الفحمية المولدة للكهرباء، من خلال استثمارها في ترشيد استهلاك الطاقة وفي الطاقة المتجددة، بدلا من خوضها مغامرات نووية مرعبة تعرض حياة الملايين للخطر.
كيف تستوي مشاركة نشيطي حركات البيئة الصهاينة في الحروب العدوانية والجرائم
ضد لبشرية مع ادعائهم بحماية البيئة والطبيعة؟ من يناصر البيئة لايمكنه إلا
أن يناصر المظلومين والمضطهدين الذين هم جزء من البيئة الالفلسطينية المعذبة
والمهانة من قبل الاحتلال .
نزار عابد
أعتقد أن ثورة الشباب المصري وانتصارها أسقطت المشاريع الإسرائيلية الأمنية
> والسياسيةالهادفة إلى جر العرب إلى مستنقع التطبيع تحت غطاء العلم
> والتكنولوجيا تارة والبيئة والزراعة تارة أخرى
عاهد عثمان
ما يسمى حركات البيئة الإسرائيلية عبارة عن حركات تهدف إلى تجميل الجرائم
الإسرائيلية ضد البيئة واإنسان الفلسطيني ليس أكثر ..
سائد سعداوي
|