شذرات بيئية وتنموية.. غلاء وإضراب مدارس وأمطار أيار وتنمية إسمنتية
خاص بآفاق البيئة والتنمية
اسعار البحرين
ترصد أسعار الفواكه والخضراوات في البحرين، على سبيل المثال العنب المستورد بأربعة شواقل ونصف، وكيلو البطيخ بـشيقلين ونصف، وحبة الأناناس بسبعة شواقل ونصف.
الأثمان في بلادنا المقدسة فلكية، لا ضمير ولا رقابة إلا من رحم ربي، والأعياد فرصة إضافية للسلب والنهب، والمؤسف أننا لا ننتج معظم فاكهتنا، ونستوردها بأثمان باهظة، وإذا ما زرعنا شيئًا منها فسيباغ غالبًا بأسعار عادية أو متدنية.
مدارس حكومية مشلولة بسبب إضراب المعلمين الماراثوني
تعليم
خسرنا في انتفاضة الحجارة الكثير؛ بسبب إغلاق المحتل لمدارسنا وجامعاتنا، وقتئذ، كان التعليم الشعبي جهدًا تعويضيًا لتدارك سياسة التجهيل.
أذكر جيدًا حرص مديرنا المربي فهمي عبيدي على سير عجلة التعليم، كان يستعير عشرات القصص لإقناعنا بأن تعطيل المدرسة لأي سبب جريمة، ويسترجع قصصًا عن التعليم إبان الحرب العالمية الأولى، والتدريس تحت النار والقصف بين أصحاب البشرة البيضاء والدم الأزرق.
اليوم، أقف حائرًا، فأنا مع المعلم وإنصافه، وعليّ رد الجميل للمدرسين الذين أفنوا رحيق شبابهم في سبيل تخريج أجيال تستلم دفة الحياة، وفي الوقت ذاته أنحاز لفلذات أكبادنا، مع كل خسارة كل يوم تعليمي.
وقفت في شتاء 2016 مع مطالب المعلمين، وتواصلت يوميًا مع صديق صاحب شأن لعدم المسّ بكرامة المعلمين، وتحريم الاعتداء عليهم، والإنصات لأصواتهم، وساندت حق أولادنا في التعليم.
تكبر اليوم "كرة النار"، ويشعر المعلمون بأن معظم القطاعات- وكلهم من خريجيهم- تحصل نسبيًا على حقوقها، فيما تتراجع أحوال المربين اقتصاديًا، مقابل انتعاش تلاميذهم، الذين يوّقع جزء منهم على عقوبات بحق أساتذتهم، ويماطلون في إنصافهم، ولا يسعون جاهدين لإصلاحات جذرية تحل الاستعصاء من جذوره.
أظن أن إضراب المعلمين، وأزمة اتحادهم وحراكهم، يجب أن يكون نقطة البداية لإصلاح جذري في منظومة التعليم: الوزارة، والمنهاج، والمدرسة، والمعلم، والطالب، ولكن علينا أن نحزن مع ضياع كل نهار دراسي، وإدارة الظهر لمربي الأجيال، وهجرة الصفوف.
أرى في صوت المعلمين فرصة لإصلاحات حقيقية في هياكل الرواتب والمناصب، تلغي بشجاعة القوانين البائسة، وتنصف المعلمين وباقي الموظفين، وتزيل الفوارق الفلكية بين الأطباء والقضاة والسفراء والمستشارين والخبراء وعلّية القوم، ونتقاسم فيها معًا بعدالة الحلوة والمرة.
المؤكد، أننا سندفع ثمنًا باهظًا آجلًا للإضراب، وسنعاني كثيرًا إعادة إدخال حب المدرسة والتعليم لأفئدة الأبناء، الذين يفضل جزء منهم الإضراب، والسهر، والنوم، والعالم الافتراضي، وكل شيء على الكتاب والتعليم.
إنها النار القادمة، التي سندفع ثمن لهيبها في طبيب ليس أهلًا لعلاجنا، ورجل قانون لا يميز بين الحق والباطل، ومهندس يعجز عن أداء دوره وحساب كمياته، ومحاسب لا يفرّق بين الدائن والمدين، ومعلم غير ملّم بأصول التربية واللغة.
يبدو أن اتحاد المعلمين الراهن جزء من المشكلة لضعفه ولطريقة تشكيله ولغياب قدرته على إقناع الأعضاء بقراراته، فيما تختفي القناعة بالعدالة لدى شريحة كبيرة من مربي الأجيال، فالحكومة حلت غير مرة أزمات الأطباء والممرضين والمهندسين، ولا تقترب من امتيازات القضاة والسفراء وعلّية القوم، ويغيب المسؤول الشجاع الذي يعلن بدء إلغاء الفوارق الفلكية بين الموظفين العموميين، وتطبيق نظام مالي منصف لكل العاملين في السلك الحكومي.
أقترح على المربين، الذين يواصلون إضرابهم اليوم، عدم الامتناع عن التدريس، واستثمار الوقت القصير في تدريس أحبتهم وأحبتنا قيم الكرامة والعدالة والمساواة والإنصاف والانتماء والعطاء والتطوع والأخلاق، وإدخالها في اللغات والرياضيات والهندسة والفن والرياضة والفيزياء والتاريخ، فربما هي الحل، لحين ميسرة.
مستشفى أميركي
سؤال
أردد دائمًا سؤالًا قصيرًا: لماذا تبني الحكومات العربية المدارس والمستشفيات والمتنزهات، ثم يتعلم كبار القوم وأولادهم ويتعالجون ويستجمون في أوروبا والولايات المتحدة؟
بالتأكيد الإجابات صعبة وغير متوفرة.
مطر ايار في جنين
سجلات
تطلّب عام 2020 من دائرة الأرصاد الجوية بيانات مطر أيار، فتدّون التساقطات العليا المسجلة في الدائرة منذ بداية تدوين الهطولات المطرية، ففي القدس هطلت عام 1878 (32 ملم) متجاوزة معدلها المعتاد (3,1 ملم).
وأما في جنين فسجلت أعلى قيمة عام 2014 بواقع ( 22,5 ملم)، مع أن معدلها السنوي (2,4 ملم).
ووّثقت في نابلس عام 1986 (65,1 ملم) متجاوزة كثيرًا معدلها السنوي (7,3 ملم).
وهطلت على الخليل عام 2001 (53,9 ملم) مبتعدة عن معدلها الموسمي (3,1 ملم). أما في أريحا فشهدت عام 2014 هطول (31,5 ملم) مع أن معدلها السنوي (1,9 ملم).
وفي رام الله، كان حضور عام 2014 لافتًا بـ (29 ملم)، وفوق المعدل الاعتيادي (3,3 ملم). في 6 أيار 2022 هطلت على برقين، الملاصقة لجنين، (28 ملم) ملم خلال ساعة ونصف، بينما هطلت في أشهر أيلول وتشرين الأول وتشرين الثاني 2021 ما مجموعه (31 ملم).
وفي حوار سابق لـ "آفاق البيئة والتنمية" قال المهتم بمتابعة الطقس ورصده محمد العيايدة إن بلاد الشام لها فصلان أساسيان، الصيف والشتاء، وفصلان انتقاليان الربيع والخريف.
والفصول الأساسية تكون أكثر استقرارًا، أما الانتقالية فتكون متقلبة. وأمطار شرق المتوسط لها موسم محدد يقسم إلى ثلاثة أقسام: مبكرة (الخريف)، وفصلية (الشتاء)، ومتأخرة (الربيع).
وأوضح أنه خلال الفصول الانتقالية الخريف والربيع، تتحول الرياح في المحيط الهندي إلى شرقية، فتدفع بالرطوبة نحو بحر العرب والسودان، وذلك في فترة نشاط وذروة منخفض البحر الأحمر، وينشط هذا المنخفض نتيجة الفروقات الحرارية بين الماء واليابسة المحيطة، فيصبح هذا المنخفض مصيدة للتيارات الرطبة المتواجدة في بحر العرب، وجنوب السودان، والقادمة في الأساس من المحيط الهندي نتيجة نشاط الرياح الشرقية هناك.
وأضاف بحكم انتقال التيارات الهوائية الرطبة دائمًا من الضغط المرتفع نحو الضغط المنخفض ستستقر ضمن نطاق تأثير منخفَض البحر الأحمر، الذي حين ينشط يتمدد فيصل أحيانًا إلى إيران، والعراق، وجنوب تركيا، وشمال مصر، وبلاد الشام. ومنخفض الربيع حراري رطب، حين ينشط يتمدد فيؤثر على بلاد الشام بأمطار ربيعية نتيجة الاستجابة للتيارات الشمالية الأقل حرارة أو الباردة.
زحف اسمنتي
تخطيط
إحدى أخطاء جنين الاقتصادية القاتلة، تصميم تجارة المدينة على أهلنا في الداخل المحتل، صحيح إنهم جزء من دمنا ولحمنا، لكن قرار وصولهم ليس بيدهم.
أزمات حاجز الجلمة المتكررة تثبت ذلك. كان لا بد من هندسة تجارية تحافظ على جزء من اقتصاد جنين الزراعي، وعدم وأده.
التحولات العالمية من الزراعة إلى الصناعة والتجارة احتاجت سنوات طويلة، حتى أُنجزت، أما المنطقة الصناعية المنتظرة، فأشبه بفقاعة صابون.