خاص بآفاق البيئة والتنمية
المربية المبتكرة دعاء صبحي نقلت الصف التعليمي من داخل الجدران إلى المساحات المفتوحة
ستجد -رغمًا عنك- أثر الأشياء التي وعيت عليها منذ كنتَ صغيرًا، تكبر فيك وتنعكَس على معتقداتك وآرائك، ورؤيتك للأمور من حولك، ويا لحظ من كانت طفولته غنّاء، تمامًا كما حدث معي، فقد وُلدت وسط الطبيعة بمساحتها الحرة، ومارست فيها بكثير من السعادة والنشاط روتين حياتي، إلى أن وصلتُ لما أنا عليه الآن.
تعالوا يا أصدقاء لأخبركم قصتي:
أؤمن جدًا بأهمية قضاء الوقت في الطبيعة والمساحات الخضراء، ومن تجربة شخصية هذا الوقت الذي أقضيه في المشي أو الجلوس في الطبيعة بعيدًا عن صخب حياتنا السريعة كفيلٌ بإمدادي بشحنات من الطاقة تشعرني بالراحة والاسترخاء، فلا بد أن ذلك قد ينعكس على الأطفال وخاصة أطفال فلسطين، كون الطبيعة تشكّل ملاذًا ومساحة آمنة وحرة لهم.
كانت رسالة الماجستير الذي تخرجت منه قبل أشهر من جامعة "بادوفا" الإيطالية عنوانها: "الغابات من أجل الأطفال: دراسة في إمكانية تبني نشاطات في المساحات الخضراء لتحسين الصحة العامة لطلاب المدارس الفلسطينية".
ركزت في الدراسة على قراءة وتحليل دراسات عالمية وتجارب أُجريت في مدارس مختلفة، ثم بحثت بعمق عن مبادرات فلسطينية محلية تركز على العمل مع الأطفال في الطبيعة الخضراء لدراسة تجربتهم والفعاليات التي ينظّمونها وتأثيرها على الأطفال.
وفي استبيان شاركت به 6 مبادرات فلسطينية، أظهرت نتائجه مدى التأثير الإيجابي لهذه النشاطات على الأطفال وسلوكهم، وأيضًا على علاقتهم بالأرض والطبيعة، ولاحقًا وزّعت استبيانًا على معلمين في مدارس محلية لاستطلاع آرائهم حول إمكانية تبني هذه النشاطات، وتبيّن أن نسبة كبيرة تؤيد أهميتها وتعكس رغبة المعلمين في دعمها.
رغم بعض التحديات التي أظهرتها الدراسة؛ من ضمنها نقص الميزانيات والبيروقراطيات الوزارية، والاحتلال، إلا أن هناك توجهاً إيجابيًا خاصة مع وجود بعض البرامج الوطنية في "التربية والتعليم" كالكشّافة والنوادي البيئية التي يمكن استقطابها في بداية الأمر لتنفيذ مشاريع من هذا النوع، لا سيما أن جزءًا منها هو الخروج للطبيعة والمسارات.
وبما أني أعمل حاليًا مُدرّسة، إضافة إلى عملي في معهد فلسطين للتنوع الحيوي والاستدامة، أحاول جاهدة استثمار الفرصة لتعزيز علاقة الأطفال مع الطبيعة عن طريق الجولات التعليمية أو الترفيهية ضمن محيط العائلة والأصدقاء.
أخيرًا، أسعى لتطوير برنامج للأطفال بواسطة المدارس، بحيث يرّكز على قضاء وقت أكبر في الطبيعة، ونقل الصف التعليمي من داخل الجدران إلى المساحات المفتوحة، أودّ ذلك كثيرًا في المرحلة المقبلة، فهذا سيُساعد الطفل على تحسين تركيزه، والارتقاء بقدراته وتحصيله الدراسي لاحقًا في المدرسة أو البيت.
دعاء صبحي تقضي أوقاتا طويلة في الطبيعة والمساحات الخضراء
دعاء صبحي/ مهتمة بطبيعة فلسطين
بيت صفافا- مدينة القدس