l رئيسي3
 
 

مع تهلهل الرقابة الفلسطينيةعلى أبراج الخلوي:
الاشعاعات المنبعثة من الهوائيات في جامعة بيرزيت تُفْحَص لمرة واحدة فقط عند تركيب الابراج   
نقيب العاملين في الجامعة: النقابة ستحمّل إدارة الجامعة المسؤولية الكاملة في حال تعرضت صحة العاملين والطلاب للخطر
د.جودة مدير دائرة الإشعاع: كيف سيطمئن المواطن العادي ان كانت المؤسسات التي تملك مفاتيح المعرفة عاجزة عن القياس؟"

 

 

تقرير: ر.ع
خاص بآفاق البيئة والتنمية

لم تثر تصريحات مدير دائرة الإشعاع في سلطة جودة البيئة د. عدنان جودة حول مسألة غياب الرقابة على قياسات أبراج الاتصالات الخلوية،  والتي فجّرها مؤخرا من على منبر مجلة آفاق البيئة والتنمية أي ردود أفعال رسمية للتحرك لضبط مسألة القياسات، كما لم تهزّ تصريحاته من على إحدى صفحات جريدة الحال التابعة لمركز تطوير الإعلام في جامعة بيرزيت،  الطلبة أو طاقم هيئة العاملين في الجامعة نفسها، وهذا ما تم رصده من خلال هذا التحقيق الذي لم يلمس أي بوادر تحرك ايجابية ضد مسألة غياب القياسات الدورية على برجي شركتي جوال والوطنية، فالأمر كما يبدو، لا يزال مبهماً وغير مرئي بوضوح، تماماً كالموجة التي لا ترى بالعين المجردة أو حتى على أجهزة القياس (المتوفرة عالمياً) والمفقودة فلسطينياً.
بعد أن رفض نائب رئيس جامعة بيرزيت للشؤون الإدارية والمالية د. سامي صيرفي الحديث حول هذا الأمر، على الرغم من أن تفاصيل العقود الموقعة بين شركتي الاتصالات الخلوية والبيانات حول الكثافة الإشعاعية المتفق عليها موثقة لديه، قابلت "آفاق البيئة والتنمية" رئيس المكتب الهندسي في جامعة بيرزيت والمشرف على تركيب برجي الشركتين د. بشارة أبو غنام، والذي تحدث عن تركيب برج جوال على كلية الهندسة، بطلب من الشركة قبل 7 سنوات، حيث وكّله رئيس الجامعة آنذاك د. حنا ناصر بتشكيل لجنة فنية من أساتذة الجامعة المختصين لمتابعة طلب الشركة، وقد تألفت في حينه، من: عميد كلية الهندسة، د. في هندسة الاتصالات، أساتذة من دائرة الفيزياء، مدير مركز الصحة البيئية و د.أبو غنام بصفته مدير المكتب الهندسي، حيث تم دراسة الموضوع وفق المعايير المقبولة عالمياً والقيام بحسابات نظرية بناءً على المعطيات التي تقدمت بها شركة جوال، وبعد عدة اجتماعات تم التوصل  لقناعة ان مستوى الإشعاع سيكون اقل من المقبول به عالمياً، فتم رفع تقرير إلى رئيس الجامعة وبناء عليه، تم إنشاء وتركيب البرج. وفي العام الماضي، أشار د. أبو غنام، تقدمت شركة الوطنية لتركيب برج على كلية الآداب  وتكررت العملية بالأسس نفسها.


وحول إجراء قياسات دورية أضاف د. أبو غنام، بأنه لم يأت أي طرف من أي مؤسسة رسمية فلسطينية وقام بإجراء فحوصات، مع أن الجامعة ترحب بشدة ، وأكد: "اعتمادنا على لجنتنا العلمية المؤلفة من خبراء ومختصين، فهذا صرح علمي فيه آلاف الطلبة والعاملين، وقرارنا بوضع البرجين كان مبنياً على أساس علمي".
وأشار د.أبو غنام إلى وجود جهاز بسيط، بالإضافة  إلى آخر لدى شركة جوال، حيث تم فحص كثافة الموجة فترة تركيب البرج، وتبين أنها في "السيف سايد" وأقل بألف مرة مما تسمح به سلطة البيئة، ولكن عاد ليقول: " اعتقد انه مع مرور السنوات وتزايد استخدام أجهزة الخليوي، فقد تغيرت الكثافة الإشعاعية"
ونفى وجود أي احتجاج من الطلاب على البرجين، قائلاً: " الطلاب يتعلمون أربع سنوات، بينما نحن قد نعمل في الجامعة حتى 25 سنة، فمصلحة الطلاب من مصلحتنا، ونحن مطمئنين 100%".
وحول غياب الفحوصات من قبل سلطة جودة البيئة تفاجأ د. أبو غنام من اعتراف د. جودة الأخير الذي لم يسمع عنه،  كما لم يستوعب عدم وجود جهاز قياس لدى تلك المؤسسة الرسمية.
وأشار إلى أن اللجنة الفنية لا توافق بسهولة ودون دراسة، حيث اعترضت على تركيب أبراج أخرى لشركة جوال حين طلبت الأخيرة ذلك، ووافقت على وضع برج واحد على ارتفاع 12 متراً من أعلى منطقة في مبنى الهندسة، أي ما يزيد عن الـ "9 أمتار" المتعارف عليها عالميا، دليل الحرص.

جهاز متواضع يكشف تفاوت كثافة الموجة وتعديها المتفق عليه
ومن أحد أعضاء اللجنة الفنية التي شكلت لدراسة مسألة تركيب برجي تقوية لجوال قبل سنوات وللوطنية العام الماضي، تحدث الأستاذ المشارك في دائرة الهندسة الكهربائية د.وصفي الكفري عن تجربته الخاصة في هذا الأمر حيث قال: " بعد أن تمت عملية تركيب برج شركة جوال على كلية الهندسة، ومن خلال جهاز قياس متواضع يقدم مؤشرات تقديرية لمستوى الإشعاع، تملكه دائرة هندسة الكهرباء، أجريت قياسات للتأكد من سلامة الإشعاع من البرج عبر العملية الحسابية  التالية:  يتم ضرب كثافة الموجة الإشعاعية 4,5 واط /متر مربع لمدة ثلاثين دقيقة، ثم يتم قسمة المجموع على الكثافة الإشعاعية الصادرة عن الجهاز، والنتيجة تساوي الزمن المسوح البقاء فيه دون ضرر.
ويضيف د. الكفري أنه استخدم الجهاز ولاحظ  من خلال المؤشرات ان الكثافة الإشعاعية متغيرة مع الوقت.
ويلفت د. الكفري إلى وجود اقتراح سابق بإحضار جهاز قياس حديث من قبل عميد  كلية الهندسة السابق، د.فيصل عوض الله، جدده د. الكفري فيما بعد، وذلك بهدف تشكيل طاقم يتابع بشكل دوري عملية القياس للمحافظة على الحدود العالمية. والفكرة لا تزال قائمة.

د. أبو غنام: " فليقم مركز معاً بشراء جهاز وإجراء قياس الإشعاع لبرجي الجامعة
وفي حديث لاحق مع د.بشارة أبو غنام  حول تصريحات د. وصفي قال: "قياس كثافة الموجة ليست مسؤوليتنا، دورنا هو التركيب الفني للبرج، ناصحاً القائمين على المجلة ( مركز معاً) باقتراح هذا الأمر على نقابة العاملين ورئيس الجامعة، أو إحضار جهاز وإجراء الفحوص اللازمة.
وخاطب المجلّة بنبرة غضب: " لماذا تصنعون من الموضوع قصة كبيرة، لقد أجرينا القياسات وكان كل شيء في السليم، لماذا تفترضون الأسوأ؟
لكنه عاد وثنّى على كلام د. وصفي بضرورة وجود جهاز حديث للقياس ، ونصح مجلة آفاق بسؤال  د. سمير أبو الحاج، مدير عام مركز بيرزيت للفحوص المخبرية، كونه من الضليعين بالقياسات، وباتصال مع د. أبو الحاج أوضح بأن دور مؤسسته يقتصر على الفحوصات الكيميائية وليست الإشعاعية.

نقابة العاملين في الجامعة: لا نعلم شيئاً عن الأبراج وسنتابع فور إجراء المقابلة الأمر مع د. صيرفي
نقيب العاملين في الجامعة سامي شعث،  أشار إلى أنه لم يثر هذا الموضوع مطلقاً مع إدارة الجامعة قبل إجراء المقابلة، مؤكداً أن سلامة الطلبة والعاملين أهم من أي شركة أو مؤسسة، فالجامعة ليست بالحجارة بل بالبشر، لافتاً إلى وجود عشرة آلاف طالب وموظف في هذا الصرح الأكاديمي.
ودعا شعث إلى إجراء فحص دوري من قبل إدارة الجامعة والمختصين وتأمين جهاز حديث للقياس، حيث ستحمّل نقابة العاملين  إدارة الجامعة المسؤولية الكاملة في حال تعرضت صحة العاملين والطلاب للخطر، مشدداً على ضرورة أن تكون الاتفاقيات الموقعة بين شركتي الاتصالات الخليوية والجامعة معروفة للجميع. وتتم القياسات بشكل دوري من حين لآخر، مؤكداً أنه سيرفع هذا الأمر لرئيس الجامعة ونائبه للشؤون الإدارية والمالية د. سامي صيرفي، وذلك بهدف التأكد من سلامة وصحة الأمواج الصادرة عن البرجين، وعليه، فسيطالب بتشكيل لجنة دائمة تتابع هذه المسائل.
واستشهد شعث بقصة شخصية حدثت معه قبل ثماني سنوات، حيث اضطر إلى ترك بناية كان يسكنها في قرية أبو قش المحاذية للجامعة، بسب وجود برج اتصال خلوي عليها،  حيث واجه شركة جوال واشتكى لسلطة جودة البيئة، ولكن لم يسمع صوته فقرر الرحيل من المكان.
وفي استفسار لاحق من المجلة حول متابعة النقابة لهذا الأمر وذلك بعد أسبوعين من إجراء المقابلة، أشار شعث إلى أنه لم يتم اتخاذ أي إجراء، ولكنه سيرتب موعداً مع إدارة الجامعة في الوقت القريب.

شؤون الطلبة:" لم يحدث يوماً أي احتجاج رسمي من الطلاب، ولكن سنستفسر من إدارة الجامعة حول الأمر"
رئيس شؤون مجلس الطلبة فضل خالدي توقع التزام الجامعة بالحيطة في مسألة الأبراج استناداً إلى الدراسات والأبحاث العلمية، مشيراً إلى عدم حدوث أي احتجاج رسمي من قبل الطلاب، بينما قد تحدث احتجاجات وتساؤلات فردية عشوائية وغير منظمة.
ونوه إلى أن الموضوع ممكن أن يثير تخوفاً لدى الطالب، فلا بد من مختصين ولجنة فنية توضح للطالب الحقائق. مؤكداً أنه سيستفسر من إدارة الجامعة حول هذا الأمر، لأنه إذا ثبت وجود ضرر فعلي  من الأبراج عموماً في الجامعة وخارجها، فعلى كل المواطنين الاحتجاج.

د. جودة: أصعب قضايا قياسات الأبراج تحلّ بجهاز قياس فماذا تنتظر الجامعة؟؟
د.عدنان جودة الذي أثار بتصريحاته الأخيرة -حول ضعف الرقابة على الأبراج من قبل سلطة جودة البيئة- "زوبعة" لم تلق أصداءً من قبل الجهات الرسمية فظلت في فنجان، عاد وأكّد حقيقة عدم إجراء أي قياس إشعاعي في السنة الأخيرة لأي برج هوائي.
وأضاف د. جودة : " كانت دائرة الإشعاع تقيس بجهاز لجوال وهذه نقطة ضعف تحسب ضدنا، لكنها أفضل من غياب القياسات اليوم" مشيراً إلى عدم سماع طلبه باستيراد جهاز جديد .

سلطة البيئة في تراجع مستمر
وبعد تصريحاته تلقى د. جودة  بعض الردود الشعبية، إلا أنه لم يتلق أي ردة فعل من مؤسسته، أو تم إخضاعه للمساءلة أو استيضاح الأمر منه، و"كأن الوضع طبيعي" على حد تعبيره. مطالباً من خلال مجلة  آفاق البيئة بتشكيل لجنة تحقيق ومحاسبة المقصرين في سلطة جودة البيئة.
وانتقد د. جودة عدم وجود قياسات دورية لجامعة بيرزيت، وهي صرح علمي لديه خبراء ومختصون، حيث أشار إلى أن وجود جهاز للقياس يحلّ أصعب القضايا. وتساءل: "ماذا عن المواطنين العاديين في المدن أو القرى النائية؟ كيف سيطمئنون ان كانت المؤسسات التي تملك مفاتيح المعرفة عاجزة عن القياس؟"
وبالنسبة لمستقبل القياسات من قبل دائرة الإشعاع في سلطة جودة البيئة قال د. جودة :" نحن في مرحلة ندعي الإصلاح المؤسساتي، ولكن في حالة سلطة البيئة فوضعنا في تراجع".  وعلى المستوى الشخصي تمنى د. جودة ترك تلك المؤسسة وإيجاد عمل في مكان آخر.
صمت رسمي وشعبي فلسطيني على مسألة فوضى القياسات، وجامعة بيرزيت مثال على العديد من الجامعات والكليات المحتضنة للأبراج في ظل غياب جهاز قياس وفحوصات دورية تحسم الأمر. لا مبالاة تدعو للريبة مع تزايد الأبحاث العلمية التي تثبت خطر الأشعة الراديوية غير المؤينة المنبعثة من الهوائيات على الخلايا الحية، وتأثيراتها السلبية على الصحة العامة، والمجموعات السكانية التي تعد خلاياها أكثر حساسية للإشعاعات، مثل الأولاد والمسنين والمرضى.

التعليقات

نأمل أن يشكل تحرك نقابةالعاملين  ومجلس الطلبة في جامعة بير زيت ضد كابوس
الهوائيات ونفاق الشركات سابقة يمكن البناء عليها في سائر أنحاء الوطن ...
سهى سبعاوي

 

كلا الاحترام والتقدير للدكتور عدنان جودة على جرأته العلمية وكسره لحاجز
الخوف الذي تفرضه شركات الخلوي على الناس ...
 
سامر ديراوي

 

كيف تصمت إدارة الجامعة على حقيقة أنه لم تجر أي قياسات للإشعاعات المنبعثة
من الهوائيات من ذ نحو سبع سنوات؟  باعتقادناأن فضيحة أكاديمية وأخلاقية
كبيرة تقف وراء هذه الهوائيات...وقد آن الأوان لتشكيل لجنة تحقيق محايدة تحقق
وتحاسب المنتفعين من جريمة الأبراج !
 
قدري حلبي

 

في السنوات الأخيرة ضرب السرطان بضعة طلاب في الجامعة...يجب التحقيق فيما إذا
كان لهذه الحالات علاقة بالأبراج الخلوية في الجامعة ومحاسبة المسؤولين عن
وضعها على مباني الكليات...وقبل ذلك يجب إزالتها فورا من الجامعة كإجراء
وقائي ..
 
ناهض العالم

 

يفترض بصرح علمي مثل جامعة بير زيت أن تكون قد سمعت بالبحث العالمي المعروف
بالانترفون الذي أجرته منظمة الصحة العالمية وأثبت بأن التعرض المتواصل
للإشعاعات الراديوية غير المؤينة قد يتسبب في سرطانات الدماغ والغدد
اللعابية...وبخاصة لدى الأطفال واليافعينوالمسنين.  نأمل أن تتحركإدارة
الجامعة لإزالة أبراج الخلوي فورا وإلا تطلب الأمر تحركا
طلابيا ونقابيا لإزالتها بالتي هي أحسن !

جهاد برغوت

 

ما الهدف الحقيقي لإصرار إدارة الجامعة على نصب الأبراج؟  أليس الطمع والشره
المالي؟  إذن، أولوية إدارة الجامعة هي الربح الرخيص والمطامع التجارية قبل
أي قيم أو اعتبارات تربوية وأكاديمية وصحية للطلاب والعاملين، وهذا بحد ذاته
فضيحة وعار لا بد أن يحاسب المسؤولون عنهما
 
نازك سعود

 

بغض النظر عن الخلافات العلمية حول الضرر الصحي لأبراج الخلوي، إلا أنه
وبمجرد أن الموضوع خلافي، وقد يتأكدمستقبلا الضرر، فلماذا يتم احتجاز الطلاب
في الجامعة كحقل تجارب، كما الفئران المخبرية...المطلوب، وانطلاقا من المبدأ
العلمي والطبي المعروف بالحذر الوقائي، إقتلاع هذه الأبراج ليس فقط من جامعة
بير زيت بل ومن سائر الجامعات والكليات والمدارس .
 
أحمد مسافر
الأسم
البريد الألكتروني
التعليق
 
  مجلة افاق البيئة و التنمية
دعوة للمساهمة في مجلة آفاق البيئة والتنمية

يتوجه مركز العمل التنموي / معاً إلى جميع المهتمين بقضايا البيئة والتنمية، أفرادا ومؤسسات، أطفالا وأندية بيئية، للمساهمة في الكتابة لهذه المجلة، حول ملف العدد القادم (العولمة...التدهور البيئي...والتغير المناخي.) أو في الزوايا الثابتة (منبر البيئة والتنمية، أخبار البيئة والتنمية، أريد حلا، الراصد البيئي، أصدقاء البيئة، إصدارات بيئية – تنموية، قراءة في كتاب، مبادرات بيئية، تراثيات بيئية، سp,ياحة بيئية وأثرية، البيئة والتنمية في صور، ورسائل القراء).  ترسل المواد إلى العنوان المذكور أسفل هذه الصفحة.  الحد الزمني الأقصى لإرسال المادة 22 نيسان 2010..
 

  نلفت انتباه قرائنا الأعزاء إلى أنه بإمكان أي كان إعادة نشر أي نص ورد في هذه المجلة، أو الاستشهاد بأي جزء من المجلة أو نسخه أو إرساله لآخرين، شريطة الالتزام بذكر المصدر .

 

توصيــة
هذا الموقع صديق للبيئة ويشجع تقليص إنتاج النفايات، لذا يرجى التفكير قبل طباعة أي من مواد هذه المجلة
 
 

 

 
 
الصفحة الرئيسية | ارشيف المجلة | افاق البيئة والتنمية