جامعة سوهاج/ مصر
يُعد الخفاش أكمل الطير خلقًا، كونه يحيض ويطهر ويلد، وله ثدي وأسنان وأذن.
ومن عجائبه أنه لحم ودم. يطير من دون ريش، ويلد كما يلد الحيوان، ولا يبيض كما سائر الطيور، ويحيض كما المرأة، وله ضرع يخرج منه اللبن، ولا يبصر في ضوء النهار ولا في ظلمة الليل، وإنما يرى في ساعتين؛ الأولى بعد غروب الشمس بساعة والثانية بعد طلوع الفجر بساعة، ويضحك كما يضحك الإنسان.
ومن أسماء الخفاش الخفدود والخنفوش و الوطواط،، وهو من الحيوانات الثديية الوحيدة في العالم التي تطير، وبما أن الطيران يحتاج إلى الكثير من الطاقة فإنه يتناول الأطعمة المغذية مثل الفواكه و الحشرات لتلبية هذه الحاجة.
وتعيش بعض الخفافيش في الكهوف والأماكن المظلمة والمباني المهملة والأشجار الكثيفة.
نشاهد على شاشات التلفزيون أن الخفافيش تعيش في الكهوف معلّقة رأسها إلى أسفل مع عيون متوهجة، لكن في الواقع أن بعض الخفافيش ينام في الكهوف المظلمة في أثناء النهار، ويدخل بعض منها في مرحلة البيات الشتوي لعدة شهور، ومع ذلك ليست كل الخفافيش تعيش في الكهوف، فبعضها ينام على الأشجار وبعض آخر يسكن داخل المنازل والمباني المهجورة، وبعض منها يختبئ وراء شبكة العنكبوت، وقد ينسج خيمة من أوراق الأشجار.

"عشيرة الخفاش"
- تشكّل الخفافيش نحو 25 % من أنواع الثدييات، وفي الولايات المتحدة وحدها هناك حوالي 45 نوعاً، فمدينة أوستن هي موطن لأكبر عدد من الخفافيش المكسيكية عديمة الذيل في أمريكا الشمالية.
وفي كل صيف يتجمع حوالي 1,5 مليون من الخفافيش "عديمة الذيل المكسيكية"، تحت جسر شارع الكونجرس في أمريكا الشمالية في أوستن، فهذا النوع من الخفافيش يستفيد من المباني التي يشيّدها الانسان مثل الجسور للاحتماء فيها.
وتتغذى على ما يتراوح بين 5 و15 طناً من الحشرات، كما أنها تجذب كل عام حوالي 100،000 سائح الذين يأتون خصّيصًا لمشاهدتها تطير عند غروب الشمس.
- هناك ما يقرب من 1100 نوعا معروفا من الخفافيش في جميع أنحاء العالم، وبالتالي ربع أنواع الثدييات خفافيش، ما يعني أنه إذا وُضعت كل الثدييات في مجموعات تتكون من أربع أفراد، فإن كل واحدة منها ستحتوي على خفاش.
ومن بين الثدييات تُعد القوارض كالجرذان والفئران والسناجب لديها الكثير من الأنواع العديدة، والخفافيش قد تبدو قليلة مثل القوارض، إلا أنها في الحقيقة أقرب وأكثر ارتباطًا بالقرود والليمور والبشر.
- الخفاش ليس أعمى ولكن حاسة الإبصار لديه ضعيفة، ويُستخدم نظام الرادار لتحديد مكان الطعام وهو طائر في الظلام الدامس، إذ يُرسل من حنجرته ترددات صوتية فوق الترددات السمعية (أي أعلى من20 كيلو هيرتز) لا يسمعها الإنسان تصطدم بالأشياء وتستقبلها مرة أخري فتحدد مكانها وحجمها، فتبتعد عن الأشياء الضارة أو تتغذى على فرائسها (لذلك أحيانًا نعلّق الطُعم السام ليكون في متناولها)، ومن نفس الحنجرة يُطلق الخفاش صيحات يسمعها الإنسان وذلك للتواصل مع بني جنسه.
- تحوّر أطرافها الأمامية إلى أجنحة ليمتلك جناحين كلّ منها يحتوي طبقتين من الجلد، وهما مدعّمان بعظام اليد من الداخل، عظام الذراع واليد رشيقة وطويلة؛ مما يساعده على الطيران.
- كما لديه أصابع طويلة ممدودة تُشبه الأصابع البشرية، ويصل بينها غشاء رقيق يستخدمه للطيران عن طريق فرده كاملًا، وله مخالب في بعض أصابعه كمخلب إبهام حرّ، ليستخدمه للتعلّق أو التسلّق، وتجدر الإشارة إلى أن له قدرة على الطيران بسرعة حوالي 100 كيلومتر في الساعة، مع الارتفاع إلى ما يصل ثلاثة كيلومترات نحو السماء، ويتميز بالقدرة على المناورة عندما يطير، ويبطئ من سرعته مستخدماً ذيله في ذلك.
- خفافيش الحشرات لكي تستطيع أن تصطاد الحشرات، فإنها ترسل سلسلة من الصرخات الأسرع من الصوت، وتلك الموجات الصوتية تصطدم بالحشرات الطائرة لترتدّ مرة أخرى إلى الخفاش الذي يستطيع تحديد مكان الفريسة مستخدماً ارتداد تلك الموجات وهي أصوات لا يستطيع الإنسان سماعها.
وفي تفسير ذلك يقول العلماء إن الخفافيش تسترشد بالتغيرات التي تحدث في طول موجات صدى الصوت لتحديد اتجاه الفريسة، مقارنة بطول النبضات المرتدة بطول الموجات التي أرسلتها.
فإذا كانت الفريسة تتحرك مقتربة من الخفاش، فإن الموجات الصوتية المرتدة ستكون أقصر، وكلما كانت سرعتها أكبر انضغطت الموجات المرتدة بدرجة كبيرة.
وإذا كانت الفريسة تبتعد عن الخفاش فإن الموجات الصوتية للصدى ستمتد وتبعد لمسافة أكبر، وتستطيع الخفافيش أن تصطاد الفريسة من الماء كما يمكنها اصطيادها من الهواء، فهي ترسل إشارات ضوئية صوتية وبمجرد أن تحصل على الإجابة اللازمة تلامس أرجلها في الماء وتُخرج فريستها.

- الخفاش آكل الحشرات، يمكنه أن يستهلك نحو ( 2,000-6,000 ) من الحشرات كل ليلة، حتى أنه قد يتناول ما يعادل وزن جسمه.
- يُقدّر الخبراء أن الخفافيش توفر خدمات مكافحة الآفات قيمتها على الأقل 3,700,000,000$ سنويًا.
- بعضها تخرج عن المألوف في التغذية على الحشرات، فتتغذى على الضفادع والزواحف الصغيرة والطيور، وعُثر على أنواع في أميركا الوسطى والجنوبية تتغذى على الأسماك باستخدامها الصدى للكشف عن التموجات في المياه والتي تنتج عن تحرك الأسماك فتتمكن من اصطيادها.
- تنام الخفافيش ورأسها للأسفل للأسباب التالية:
- عظام سيقانها الخلفية خفيفة وضعيفة، لذلك تكون غير قادرة على تحمل وزنها، إذا وقفت منتصبة.
- حتى لا تستهلك كمية كبيرة من الطاقة.
- تنطلق للطيران بسهولة بهذا الوضع (الرأس للأسفل في أثناء الراحة).
 |
 |
"صورة توضح وضع النوم المقلوب عند الخفافيش" |
- بعض أنواع خفافيش الفاكهة التي تُسمى Tent-making bats تتخذ أوراق الأشجار أو النباتات مأوى لها، فتثني الورقة كأنها خيمة لتحتمي بها من الحيوانات المفترسة والمطر والطقس السيّئ.
- الخفافيش تأكل الكثير ولكن لا تحصل على الدهون، فهي تقضي معظم الليل تبحث عن الطعام ومن ثم يتناولونه، والصغير يأكل الكثير من الطعام، والخفاش البنّي الواحد يمكن أن يأكل أكثر من ألف بعوضة في ساعة واحدة.
أما الخفافيش مصاصّة الدماء يمكن أن تشرب 28 جم من الدم في 20 دقيقة، ويعد هذا أكثر من وزن الجسم.
والعديد من الخفافيش تستطيع أن تأكل حتى تصل إلى ضعف وزن جسمها في الليلة الواحدة، ومع ذلك لا تستطيع أن تجد خفاشًا يعاني السمنة، وذلك لأن الخفافيش التي لديها سمنة لن تكون قادرة على الطيران، فعملية الأيض أو التمثيل الغذائي في الخفافيش سريعة، وهذا يعني أن الطعام يتحول الى طاقة بسرعة؛ ويمكن أن تهضم كل شيء تقريبًا يأكلونه في 20 دقيقة أو أقل، وهذا وقت قصير بالنسبة للبشر الذين قد يستغرقون ثلاثة أيام لهضم وجبة.
- يختلف شكل وجهه باختلاف نوعه، فمنها ما يُشبه الكلب، أو الثعلب أو ذا وجه مشقوق، أو ذا حدوة الحصان، أو ذا الأنف الورقية، أو ذا الأذن القمعية أو ذا أنف الخنازير مثل الخفّاش مصاص الدماء أو غير ذلك.

- أكبر الخفافيش الثعالب الطائرة وأصغرها النحل الطنان، ولا بد أنكم سمعتم عن الثعالب الطائرة، إنها في الواقع ليست ثعالب؛ بل خفافيش، وهي تُعد الأكبر في العالم، وبعضٌ من أكبرها تسمى "الثعلب الطائر الذهبي العملاق المُتوّج"
والثعلب الطائر لديه أجنحة يصل طولها الى حوالي 6 أقدام أي 1.8 متر، ويبلغ وزنه حوالي 3 رطل أي نحو 1.4 كيلو جرام، والثعالب الكبيرة الطائرة قادمة من جنوب شرق أسيا والهند، ويُطلق عليها هذا المسمى لأنها تبدو مثل الثعالب.
علمًا أن لها أذن صغيرة وعينان كبيرتان جداً مثل خفاش الثعلب الطائر الذهبي العملاق المتوج.
أما أصغر الخفافيش تُعرف بخفافيش النحلة، وذلك لأن أجنحتها المغلقة يبلغ طولها حوالي واحد بوصة أي 2.5 سم، وحتى مع نشر أجنحتها فإنها تبقى صغيرة، فيصل طول جناحيها الى 6 بوصة أي 15 سم، ويعتقد علماء أنها من أصغر الثدييات في العالم.
-تُعد مخزنًا للعديد من الأمراض التي تنتقل بين البشر مثل فيروس مرض الالتهاب الرئوي الحاد ( السارس)، والأيبولا، وفيروس مابورغ، وفيروس هيندرا، وآخرها متلازمة الجهاز التنفسي وذلك على سبيل المثال لا الحصر دون أن تصاب بها.
-عُثر على الخفافيش مصاصة الدماء في أميركا الوسطى والجنوبية، وقد عرفها العلم لأول مرة في عام 1500م عندما اكتشفها مستكشفو العالم الجديد.
وفي الوقت نفسه ظهرت أسطورة مصاص الدماء في أوروبا الشرقية في عصر القرون الوسطى، إذ ارتبطت في معظم تفاصيلها بالخفاش مصاص الدماء، وفي واقع الأمر أنه لا يمتص الدم بل يلتهمه عن طريق إحداث ثقب صغير في جسم الضحية، وتتغذى هذه الخفافيش على دماء الماشية والثدييات البرية مثل الغزلان وأحيانًا البشر.
- أكثر الأنواع المهددة بالانقراض هو خفاش الفاكهة، فقد عُثر على 160 خفاش فقط في كهف في بابوا غينيا الجديدة، وهو من ضمن 250 نوعاً مهددًا بالانقراض، وأكثر من 50% من الخفافيش في الولايات المتحدة عرضة لخطر الانقراض، إذ تشهد انخفاضاً حاداً في أعدادها.
- لها قدرة فائقة على حفظ الطاقة عن طريق تخفيض معدلات الأيض، ما يساعدها على النجاة والهرب.
- بخلاف الحيوانات الصغيرة والحشرات، الخفافيش تعيش لسنوات طويلة تصل إلى ما يتراوح بين 20 و 30 عامًا، و هي مدة أطول من الفترة التي تعيشها الكلاب، ذلك أن لديها جهاز مناعي قوي قادر على تحمل الكثير من الإصابات.
ومن المعروف أن توربينات الرياح تتسبب في وفاة عدد كبير من الخفافيش بطريقتين: الأولى عن طريق اصطدامها بشفرات التوربينات، والثانية وهي أقل حدوثاً، عندما تتلف الرئتين بسبب الضغط الكبير عندما تحلّق الخفافيش بالقرب من التوربينات، فينتج عن ذلك نزيف داخلي مما يؤدي إلى وفاته.
-وفيات الخفافيش مرتفعة نسبياً لانطلاق صغارها أول مرة من الوضع المقلوب، أو إصابتها بالأمراض ولكن إذا عاشت في بيئة آمنة حتى فترة البلوغ، وبعيداً عن الإصابة بالأمراض والطفيليات يمكنها أن تعيش فترة طويلة.
ومعظمها تعيش عمرًا يتراوح بين 10 و 20 عاماً، مع أن هناك حالات موثقة لخفافيش عاشت 30 عاماً، حتى أن واحداً منها في أوروبا بلغ من العمر 41 عاماً في عام 2013، ويعد الأطول عمرًا.