استطلاع للرأي: غالبية تعتقد بأن الاحتلال الإسرائيلي وأطراف فلسطينية وعربية معا يتحملون مسؤولية البؤس الإنساني والبيئي المريع في قطاع غزة
خاص بآفاق البيئة والتنمية
بين استطلاع أخير للرأي أجرته مجلة آفاق البيئة والتنمية في عددها الصادر في أيلول الماضي، بأن حوالي 65% من المستطلعة آرائهم يعتقدون بأن الاحتلال الإسرائيلي وأطرافا فلسطينية وعربية معا يتحملون مسؤولية البؤس الإنساني والاقتصادي والبيئي المريع في قطاع غزة. وفي المقابل، 19% يعتقدون بأن الاحتلال الإسرائيلي وحده يتحمل مسؤولية البؤس الإنساني والاقتصادي والبيئي في القطاع ونحو 14% يعتقدون بأن الاحتلال الإسرائيلي وأطرافا فلسطينية معا يتحملون المسؤولية، وحوالي 2% يعتقدون بأن أطرافا فلسطينية و/أو عربية وحدها تتحمل المسؤولية عن الأوضاع الانسانية والبيئية المزرية في القطاع.
وبلغ حجم العينة المبحوثة 219 موزعة على بضع فئات مختلفة هي: طلاب، باحثون، صحفيون، ناشطون بيئيون، منظمات غير حكومية، قطاع خاص، مزارعون، ومسؤولون حكوميون / قطاع حكومي.
وتشير نتيجة الاستطلاع إلى أن غالبية المستطلعة آرائهم (نحو 65%) لديهم وعي بحقيقة الأطراف المتسببة في تدهور الأوضاع الحياتية والإنسانية والبيئية في قطاع غزة.
وقد برز هذا الوعي لدى فئة الناشطين البيئيين الذين شاركوا في الاستطلاع وعددهم 42، إذ أن 88% منهم يعتقدون بأن الاحتلال الإسرائيلي وأطرافا فلسطينية وعربية معا يتحملون مسؤولية البؤس الإنساني والاقتصادي والبيئي في قطاع غزة، بينما أجاب 12% (من فئة الناشطين البيئيين) بأن الاحتلال الإسرائيلي وأطرافا فلسطينية معا يتحملون المسؤولية؛ في حين أن أحدا من الناشطين البيئيين لم يقل بأن الاحتلال الإسرائيلي وحده يتحمل المسؤولية أو أن أطرافا فلسطينية و/أو عربية وحدها تتحمل المسؤولية.
في المقابل، يعتقد 69% من الطلاب الذين شاركوا في الاستطلاع وعددهم 51 بأن الاحتلال الإسرائيلي وأطرافا فلسطينية وعربية معا يتحملون مسؤولية البؤس الإنساني والاقتصادي والبيئي في قطاع غزة، بينما يعتقد 17% من الطلاب بأن الاحتلال الإسرائيلي وحده يتحمل مسؤولية البؤس الإنساني والبيئي في غزة، و14% يعتقدون بأن الاحتلال الإسرائيلي وأطرافا فلسطينية معا يتحملون المسؤولية؛ بينما لم يقل أحد من الطلاب بأن أطرافا فلسطينية و/أو عربية وحدها تتحمل المسؤولية.
واللافت أن اتجاه تصويت المسؤولين الحكوميين والقطاع الحكومي كان مختلفا بالمقارنة مع الناشطين البيئيين والطلاب، إذ أن 14% فقط من أفراد القطاع الحكومي الذين شاركوا في الاستطلاع (وعددهم 29) قالوا بأن الاحتلال وأطرافا فلسطينية وعربية معا يتحملون مسؤولية البؤس الإنساني والاقتصادي والبيئي في غزة، بينما 83% يعتقدون بأن الاحتلال وحده يتحمل المسؤولية، مقابل 3% يعتقدون بأن الاحتلال الإسرائيلي وأطرافا فلسطينية معا يتحملون المسؤولية، ولم يقل أحد من القطاع الحكومي بأن أطرافا فلسطينية و/أو عربية وحدها تتحمل المسؤولية.
وكما في حال الناشطين البيئيين والتنمويين، فإن غالبية الصحافيين (73%) الذين تفاعلوا مع الاستطلاع (وعددهم 30) أكدوا بأن الاحتلال وأطرافا فلسطينية وعربية معا يتحملون مسؤولية البؤس الإنساني والاقتصادي والبيئي في غزة؛ بينما يعتقد 23% بأن الاحتلال الإسرائيلي وأطرافا فلسطينية معا يتحملون المسؤولية. واللافت أن 3% فقط قالوا بأن الاحتلال الإسرائيلي وحده يتحمل المسؤولية، بينما لم يقل أي صحافي بأن أطرافا فلسطينية و/أو عربية وحدها تتحمل المسؤولية.
وبالمقارنة مع استطلاع مشابه أجرته المجلة قبل نحو سنتين (آب 2019)، نجد أن نسبة الذين يعتقدون بأن الاحتلال الإسرائيلي وأطرافا فلسطينية وعربية معا يتحملون مسؤولية البؤس الإنساني والاقتصادي والبيئي المريع في قطاع كانت قريبة من الاستطلاع الحالي، إذ بلغ (عام 2019) 66%، بينما 15% أجابوا (عام 2019) بأن الاحتلال الإسرائيلي وحده يتحمل مسؤولية البؤس الإنساني والاقتصادي والبيئي في القطاع ونحو 17% قالوا بأن الاحتلال الإسرائيلي وأطرافا فلسطينية معا يتحملون المسؤولية، وحوالي 2% اعتقدوا بأن أطرافا فلسطينية و/أو عربية وحدها تتحمل المسؤولية عن الأوضاع الانسانية والبيئية المزرية في القطاع.
وفي المحصلة، تشير نتائج الاستطلاع إلى أن معظم المبحوثين يعتقدون بأن الاحتلال الإسرائيلي وأطرافا فلسطينية وعربية معا يتحملون مسؤولية البؤس الإنساني والبيئي المريع في قطاع غزة. فبالإضافة لدور الاحتلال في الأوضاع الإنسانية والمعيشية البائسة في قطاع غزة، تتحمل أطراف عربية (وبخاصة النظام المصري) دورا رئيسيا في استمرار الحصار والتجويع المفروضين على قطاع غزة. يضاف إلى ذلك العجز الفلسطيني الرسمي في رام الله وغزة عن إدارة البنى التحتية القائمة؛ فالانقسام والخلاف بين سلطتي رام الله وغزة حول مراكز القوة والسيطرة في القطاع يزيدان المشهد تعقيدا وخطورة.