خاص بآفاق البيئة والتنمية
بسّام أبو جامع في مصنع جرش البلاستيك شرق خانيونس
أستيقظ يوميًا عند الساعة السادسة صباحًا، متوجهًا إلى عملي في أحد مصانع “جرش البلاستيك” شرق خانيونس، اعتدت هذا الطريق منذ 11 عامًا، وأحبّه رغم حجم المشقّة التي تُصاحبني، فالأمر يهون عندما أتذكر أن إنسانًا بسيطًا مثلي، بإمكانه إحداث تغيير في المجتمع _ ولو يسير- ويُصبح صديقًا للبيئة.
الفكرة قائمة على تهيئة النفايات البلاستيكية تمهيدًا لبيعها لمصانع متخصصة بإعادة التدوير، فأنا أعمل ضمن فريق مكوّن من 15 عاملًا، نفرز البلاستيك حسب نوعه ولونه ثم تأتي مرحلة تفتيته إلى قطعٍ متناهية الصغر، ونغسله جيدًا، ومن ثم تجفيفه، وتسخينه، وجرشه، ليُصبح أخيرًا حبيبات صغيرة، صالحة للصناعة.
الطن الواحد من النفايات البلاستيكية يحتاج لـ 6 ساعات كي يُصبح جاهزًا، لكنّ بسبب عدم انتظام التيار الكهربائي لدينا وهي مشكلة مستمرة منذ سنوات، فإننا نضطر أحيانًا لتأجيل العمل أو إيقافه.
مصنع معالجة وجرش النفايات البلاستيكية شرق خانيونس
بالتأكيد أن هذا النوع من البلاستيك، لا يُستخدم في صناعة أواني الطعام وحفظ المواد الغذائية، بل هو محصور في صناعة أدوات منزلية مثل؛ الكراسي والمناضد، والسِلال البلاستيكية.
قطاع غزة يُنتج آلاف الأطنان من النفايات المنزلية سنويًا؛ دون إيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة. ولعلّ أكثر ما يُسعدني في عملي، هو المساهمة في التخلص من النفايات البلاستيكية صعبة التحلل بأساليب صحيّة وصديقة للبيئة.
فضلًا عن ذلك، أنا محظوظ لأنني نجحت في السعي نحو رزق عائلتي والحفاظ عليه، بينما تأثرت مهن كثيرة بالسلب في ظلّ سوء الأحوال الاقتصادية في غزة، ما دفع أرباب العمل لتسريح عدد كبير من العاملين.
نفايات بلاستيكية للفرز والمعالجة في خانيونس
بسّام أبو جامع (37 عامًا)
خانيونس/ جنوب قطاع غزة