شذرات بيئية وتنموية.. عن الفرح النقي وأقاصيص المكان والكتابة والشجر
خاص بآفاق البيئة والتنمية

في صباي، فقدنا عمي أبو طالب -رحمه الله- بدون سابق مرض، كان رحيله صادمًا، فهو العم والجار اللصيق.
عن حالة الحزن المرتبطة بالأمكنة سألت نفسي؛ بعد أول وصول إلى أرضنا التي نعرفها بإسم "النجمة"، و"أم العظام" كما يسميها غيرنا.
تساءلت: تُرى ماذا سيحدث لو أن الصخور نطقت، وأخبرتنا بعرق الآباء والأجداد؟
تستلقي "نجمتنا" بين بلدتي برقين ومثلث الشـهداء، عرفت عن تفاصيلها الدقيقة من أبي -رحمه الله-، فقد غرس فيّ بذرة حب الأرض، وأخبرني بحكاية كل شجرة، وقصة كل صخرة، وأرشدني إلى كل بقعة ينبت فيها الخردل والفطر والعوينة والزعمطوط.
كان أبي يحفظ أرضنا عن ظهر قلب، وسألته مرة: هل تستطيع أن تمشي فيها وأنت مغمض العينين؟ ابتسم وقال: أكيد.

أرض النجمة في قرية برقين
استضافت "النجمة" مقر إقامة جدتي أسماء، اختارت التينة الباسقة لتقيم فيها كل أيام الربيع والصيف وجمعت دائمًا نبتة الجعدة المفضلة لتجففها في ساحة البيت، وكانت شاهدة على كفاح أمي أمد الله في عافيتها، وزوجة عمي الطيبة "أم طالب" رحمة الله عليها.
المكان هو الآخر شاهدٌ على شقاوة وكفاح أخوتنا وأبناء عمنا، حيث الذكريات تحتفظ برائحة الأرض وما يتبعها من "فلاشات" سعيدة: العمل والري الليلي، واللهو والدراسة والمبيت، ومرافقة الأهل، وزراعة الخضروات وقطف الزيتون والبحث عن الفطر، وجمع العوينة، والإيقاع بطائر الشنار (الحجل)، ومحاولة الإمساك بالأرانب البرية.
أخي الأكبر زيدان وهو في الصف الثالث لقي حتفه غرقًا عام 1969، عندما حاول السباحة في بركة "أبو عباس" الملاصقة بأرضنا، ظن الصغار أن صاحبهم "الأسمراني" يدعوهم للنزول إلى البركة، ولم يخمنوا أنه ناداهم مستغيثًا.
أذكر أن أمي عندما أخذت الشرطة إفادتها، طلبت أن يضع مالك البركة سياجًا، حتى لا يتكرر ما حدث مع "ملاك" آخر.
ظّلت أمي تغمض عينها وتُسكت نحيب قلبها، مُشيحًة بوجهها عن المكان الملاصق لأرضنا الذي خسرت فيه ولدها البكر.
بقيت "سيدة روحي" تخبرنا عن أصحاب زيدان في الصف، حتى أن صديق طفولته نادر عبيدي لا يزال حتى اليوم يتواصل معها من حيث يقيم في ألمانيا، ويخاف عليها في كل مرة من نكء الجرح.
جارنا خليل العنتير كان قد حضر دفن أخي؛ أخبرنا أنه سمع أمي تطلب من جدي تغيير مكان دفن فلذة كبدها، وتوسلته بدموعها ألا يتركه في طرف المقبرة، حتى لا يكون وحيدًا ويخاف في الليل".
ثم ودعنا عمي، وقبلهما جدي يوسف، وخالتي أمينة، ثم جدتي أسماء، ورحل بعدهم الكثيرون؛ ولكل راحلٍ منطقته المحببة، وشجرته التي آثرها على غيرها، ولنا جميعًا حكايات شقية مع شجر البرتقال الذي كان يحيط أرضنا من ثلاث جهات.

شذرات حزن الأمكنة المرحوم يوسف خلف
سحر المكان يبقى
أشجار اللوز في موسم إزهاره كانت تُحول محيطها إلى أرض معطرة، وحين تهبّ رياح شباط التي تسبق المطر، كانت تتناثر وتستقر لتغطي الأرض الحمراء.
كنت أحزن حين يبدأ والدي بحراثة الأرض قبل حلول الربيع، ولطالما تمنيت لو أن السجادة المفروشة بالأزهار تبقى، مع أننا كنا نزرع المساحات السهلية بالبطاطا الحلوة، والبصل، والبندورة، والبطيخ، والكوسا، والبامية، والفقوس، ودوار الشمس.
كنا نحافظ على تقليد يومي معظم أيام السنة، ولم يمنعنا من ذلك غير المطر الغزير، لم نكن نبالي بالوحل، فنشق لأنفسنا مسارات فوق الصخر والسلاسل الحجرية.
وفي طريق الذهاب كنا نصادف شجرة زعرور، وخروبة كبيرة وكروم الزيتون واللوز تنتشر في كل الجهات، عدا عن الصبر ونباتات شوكية.
بالتدريج، بدأ سحر المكان بالتراجع، وصار الزحف الإسمنتي يتفشى مثل سرطان مميت في جسد ضعيف، وتكاثرت الطرق العريضة وانتشرت معها النفايات العشوائية وجفت الينابيع، وكأن ذاكرة أصحاب البيارات اُجتثت، وصارت مقالع الحجار تطوق الشارع الرئيس الرابط بين جنين ونابلس وسرق معه ذكرياتنا، وهل هناك أحلى من لعبة المسارات، كان يختار أحدنا اتجاهًا ويبدأ بعدّ السيارات المغادرة لنابلس، فيما يأخذ الثاني الاتجاه المقابل، ويحصي المركبات الواصلة للمدينة، ثم يفوز صاحب العدد الأكبر منها.
ومما يلتصق بالذاكرة، قبل أن تختطف المقالع المشهد وتحجب النظر، عندما شاهدنا ذات يوم رتلاً من دبابات الاحتلال كانت تدخل المدينة مطلع الثمانينات.
ها هو عام 2021 وصل إلى "النجمة" والقلب يبكي أحدث فقيد عشق المكان، فقد أمضى ابن العم والصهر والصديق يوسف كل طفولته فيها، وكان مع أوجاعه الثقيلة يشعر بالسعادة عندما يتحدث عنها، متمنيًا أن يمنحه الله القوة ليتجول فيها ويعود إلى شقاوته، ويلاحق طيور الحجل، ويسترد قصصه العديدة في ليلها ونهارها وزيتونها وبساتينها.
لو أن للأمكنة ألسنة لباحت بكنوزها مع كل الراحلين، ولواستنا قليلًا لتخفف عنا وجع الغياب، ولقرأت الفاتحة على كل روح تعبت ومشت وعمّرت وزرعت وعشقت وطوّعت الصخر.

زقاق شذرات
في الزقاق
يشهد زقاقنا على لهونا في عمر الفرح النقي، وأقاصيص الحزن الصافية، ووداع أحبة، وعلى حظر التجوال والانتفاضة، والجيرة الحسنة.
اليوم يفرغ الزقاق من أهله، ويودع عديد الآباء والأمهات والأبناء.
هو نقطة ضعفنا وقوتنا، وموئلنا الأول، ومهد صبانا. هو رائحة أبي، وخبز أمي، وصاع قمح عمتنا العذبة، وعكاز العم عمر، وكوفية العم خالد، وهدوء العم عبد العزيز، وطيبة العمة أم طالب، ومسارح طفولة أبناء العمومة، وصدق الجيران وتكافلهم واكتفائهم الذاتي: صناعة الصابون، وتحضير رب البندورة، وصناعة البرغل، وتخزين الحنطة، وتجفيف البامية والجعدة والزعتر، وإنتاج الخبز اليومي، وانتظار المطحنة المتنقلة، والاعتماد على الذات في التدفئة.
في الزقاق درسنا، وابتهجنا بالعيد، ولهونا بالثلج، وأدخلنا الحنطة إلى بيوتنا، وعانينا الفيضان المتكرر، وتحلّقنا حول كانون النار والشاشة الصغيرة في سهرات المساء، وفي حضرته بعنا المثلجات، وعلى جنباته تينة الخالة أم زياد، وفي جوفه ميدان ألعابنا الشعبية، التي لم تُزحها الشبكة العنكبوتية.

عبد الباسط خلف أثناء عمله الصحافي
أول مقال.. أول ولادة
في صيف 1986، استأجرت كاميرا "بنفسجية اللون"، وذهبت إلى حقل البرتقال، كان صاحب البيارة المرحوم محمود الرفيق يشكو الحال، فالبرتقال عطش، والأسعار متدنية، والإنتاج شحيح.
قررت أن أكتب عن ذلك الفلاح موضوعاً إنشائياً، والتقطت صورتين واحدة له والثانية لأشجاره، ثم عرضته على مدرسي الذي أشاد بأسلوبي. لم استطع الانتظار، ذهبت مسرعًا إلى مكتب صحيفة "الفجر"، وطلبت منهم نشر المقالة المعنونة ب مزارعو البرتقال يشمون الأرباح ولا يذوقونها".
بعد ثلاثة أيام تم النشر بدون أن يُكتب إسمي، لم اهتم، ففي يوم كهذا يحق لي أن أفرح بكل جوارحي، ولأول مرة أرى كلماتي منشورة في صحيفة محلية يومية، كما أن صوري سيشاهدها القراء، والعجوز صاحب الحقل سيفرح لأني وفيت بوعدي.
في اليوم التالي، هرعت إلى مدير مكتب الصحيفة اسأله عن اسمي، بأعصاب باردة أجاب: "لقد أرسلت النص من الفاكس خاصتنا، وأرسلت الصور بسيارة للقدس، ودفعت الأجرة، يعني الموضوع صار ملكنا".
تعجبت وقلت: "كلماتي لم يجرِ عليها أي تعديل وكذلك الصورة، كيف تشطب إسمي وتستبدله بإسمك؟.
أخذ يبرر بلا طائل، خرجت من عنده نحو بيارة البرتقال، لأخبر صاحبها عن المقال. كان الفلاح النشيط لا يجيد القراءة فحمدت الله كثيراً، لأنه لن يفرق بين إسمي وإسم الذي سرق جهدي، وابتسم عندما لمح الصورة، ثم أحضرت له نسخة من الجريدة بناءً على طلبه.

الإعلانات الانتخابية العشوائية تكرس التلويث البيئي والبصري
البيئة.. الغائبة المهمشّة
شاركت في أول انتخابات خلال حياتي الجامعية، يومها لم ترق لي برامج الكتل المُتناحرة، بحثت عن إطار يرغب في تحسين التعليم، والاهتمام بالبيئة الجامعية وتخضيرها أكثر من رفع الشعارات فلم أجد، وهكذا استمرت إشارة "إكس" وبالبنط العريض على ورقة الاقتراع.
كنت متأثرًا أيضًا باعتراف رفاق الحجارة عليّ خلال الاعتقال، قبل الانتخابات، أي في "الهزيع الأخير" من انتفاضة الحجارة، قررت معاقبتهم على قلة الوفاء.
لم تكن الراية الصفراء قد انتشرت كما اليوم، كنا نؤمن بالكوفية وعلم فلسطين.
ثم شاهدني في منافسة انتخابية ثانية أستاذ جامعي، فقال لي: "واحد مثابر ومبدع مثلك حرام يكون مش معنا"!
وفي المنافسات الطلابية التالية، غيرت موقفي وشاركت في انتخاب المجلس لاقتاعي بزملاء تنافسوا على مقاعده، كنت أعرفهم من التجربة الاعتقالية، وانتصرت للفكرة التي آمنت بها.
رشحت نفسي لنادي الصحافة الجامعي، وقدمت برنامجًا طموحًا، لم يخلو من البيئة وأنشطتها وتجميلها، وتوفي خالي الوحيد يوم الاقتراع، فتركت المنافسة لأحتوي حزني، ولم أتابع العملية الديمقراطية.
كنت شاهدًا على انتخابات 1996، واكتفيت برصد التناحر عليها، جمعت برامج الأحزاب والمستقلين، كانت كذبًا أنيقًا، واستغباءً للمقترعين، ومثيرة الضحك، ولم يتحدث أي مرشح عن البيئة، وكأنها مسألة غريبة!
لم أقبل دعوة للمشاركة في تناول وجبة مجانية من أحد المرشحين، ورصدت شائعات تهدد المترددين في الاقتراع بحرمانهم من الرضا.
كان يوم الاقتراع مسرحية، الناس ينقلون الناخبين بمركباتهم، وشراء الذمم يجري في العلن، وأجزم أن أحدًا لم يقرأ برامج المرشحين بوعي، وتحولت الكثير من البرامج إلى نفايات عشوائية.
شاهدت شيوخًا لا يفكون الخط ويبصمون، سألت واحدًا منهم: "عمي الحج أنت مع مين؟" رد بقوله: "هم قالوا لمين أصوت!"
حاورت قبلها المتنافسين، سألتهم عن معنى الديمقراطية، وبرامجهم، وكيف سيُشرعون، وقلت لهم أنتم تستخدمون الناس مرة واحدة، وتحدثت عن النفايات الانتخابية كثيرًا، ودعوت إلى فرض غرامات كبيرة على المتسببين بتلويث الجدران والطرقات.
رفضت العمل في هندسة حملة انتخابية، رغم إغرائي بالمال. وصوّت في الانتخابات، واخترقت قواعدها بتصوير ورقة اقتراعي.
دخلت مركز التصويت قبل إقفاله بدقائق، وكنت أعرف النتائج سلفًا.
تكررت الانتخابات الرئاسية عام 2005، كنت وقتها في القاهرة أستلم جائزة القصة القصيرة من "ديوان العرب". ولم تتح لي فرصة المُفاضلة بين المرشحين.
تقاطر المرشحون في الانتخابات التشريعية إلى ديوان عائلتنا، كانوا يطرحون برامجهم، وكنت أرجوهم ألا يرفعوا السقف، حتى لا يُصاب الناخب بخيبة أمل.
ثم طلبنا من أحد المرشحين موالًا لكسر الأجواء المشحونة. سألته عن البيئة وكيف سيدافع عنها إن فاز، ولسوء الحظ، استوضح أحد المرشحين السؤال، وكأنه لم يسمع بالبيئة من قبل!
تكرر الحال في الانتخابات البلدية مرارًا، وأعدت تجميع البرامج الانتخابية، كانت كلامًا معسولًا، وتصنع من "البحر طحينة"، وجرى زجّ البيئة في البرنامج لمجرد الحديث، وتم حصرها في قسم الصحة.
في حمى الانتخابات تتغير أقوال المرشحين وأفعالهم، ومع خطاب النصر يشرب كل واد سيله.
نحتاج للانتخابات، لكن قبلها نريد الوفاء والصدق والانتماء لقناعاتنا، وتصنيف البيئة كأولوية.
علينا ألا نُجبر على اختيار "أهون الشرين"، بل ننتقي الأفضل لإدارة شؤوننا، وبدون إدعاء وتسييس.
علينا أن نتحدث "على بساط أحمدي"، بلا مبالغة وتهويل، وقبل ذلك كله الاعتراف أن الانتخابات إبنة السياسة، التي هي في أفضل الأحوال "لعبة قذرة"، لكنها تجري-إن تم الأمر- بدون حرية، وبإعادة تدوير لثقوبنا وعيوبنا، وببحث عن مآربنا الأخرى.
"نشتغل" ببعضنا
عشقت "صاحبة الجلالة" في أول الصبا، وكان رفاق الطفولة يطلقون عليّ "الصحافي". نشرت أول نص في الصف الثاني الإعدادي في جريدة "الشعب"، كان نقدًا متواضعًا لمسلسل الريحانية الأردني، الحافل بالأخطاء كعدم تغيير أشتال الورد على حواف ساحات البيوت طوال الحلقات، واستمرار بيع الصبر 30 حلقة كاملة! تابعت محاولاتي في الصحيفة المقدسية ذاتها، ثم طرقت باب "الفجر" بنصوص عن بلدتي ومرج ابن عامر، ومساهمات منوعة، وخواطر.
وأطرف موقف لا أنساه، يوم غشني بائع الصحف وقدم لي جريدة "الميثاق" الصادرة الأربعاء على أنها جريدة السبت، وعندما راجعته قال: "كل الأخبار مثل بعض عمو!".
عملت وأنا في ربيعي الثاني والعشرين مراسلًا لـ"الحياة الجديدة"، وجمعت بين دراسة الصحافة، والبحث عن هموم الناس. التقطت مفارقات عديدة من نابلس الجميلة وقصصها غير المعتادة، ورصدت جمالها وشؤونها البيئية، وفيها أيضًا لم يرق للزملاء عملي في وقت مُبكر، ونجحوا في إقصائي، وضغطوا على رئيس التحرير لاستبعادي.
لم أستغرب الأمر، يا للأسف نحن "نشتغل" ببعض أكثر من عملنا مع بعض"، ثم طرقت أبواب صحف ومجلات عربية، قبل التخرج.
نشرت في "الفنون" الكوييتة، و"المنارة" الإماراتية"، ووصلت إلى مجلة "العربي" الكويتية، و"السفير" اللبنانية ومواقع إخبارية وأدبية ورقية وإلكترونية، وكنت دائم الحضور في ملاحق: "صوت النساء"، و"نداء الطفولة"، و"حق العودة"، و"سنابل"، ومجلة "ينابيع"، و"الحال" وغيرها.
وعملت مراسلًا ومحررًا في راديو "ألف"، وأتخصص في الشأن البيئي منذ ظهور الجميلة بحيزّها الأخضر "آفاق البيئة والتنمية" بنسختيها الورقية والإلكترونية، وكنت دائم الرصد للبيئة والحث على الانتصار لها، ورفضت الكتابة لصحيفة تؤيد التطبيع وتروّج له، رغم مالها الوفير.
وتطوعت في خمس إذاعات محلية وثلاث قنوات تلفزيونية، قدمت خلالها مسابقات وبرامج تتابع المحتوى الافتراضي وتطورات الشبكة العنكبوتية وأخبارها. وفي إحدى المرات طلبت الماء لضيفي، فقال المصور: "فش عنا"، فخرجت من البرنامج واشتريت للضيف سر الحياة!
كتبت لصحافتنا المحلية والعربية من واشنطن، ونيويورك، وكارولاينا الشمالية، وجنيف، ودبي، ولشبونة، والقاهرة، والمنامة، وطوكيو، وعمّان، وفرانكفورت. كما تطوعت في نصوص لوكالة "معا"، وقدمت منذ عقدين تغطيات إنسانية وتوثيقية عديدة من جنين وطوباس والأغوار الشمالية لصالح وزارة الإعلام عبر برامج: "أصوات من طوباس"، و"كواكب لا تغيب"، و"ذاكرة لا تصدأ"، و"نور".
حقًا ما أجمل مهنتنا، وكم يُصر بعض المتسلقين على تشويه وجهها بتحويلها إلى "سلعة"، متأثرين بتجارتهم وحساباتهم الضيّقة.
إن الإعلاميين حراس الحقيقة وسدنتها، يعملون في عين النار، فقدوا حياتهم وحريتهم في سبيل واجبهم المهني والإنساني، ومن كل قلبي أتضامن مع زملاء المهنة الذين دفعوا ثمن التخلي عنهم، وأُجبروا على ترك مواقعهم بعد عطاء طويل، ليخسروا مصدر رزقهم عند أول أزمة مرت بمؤسساتهم.