خاص بآفاق البيئة والتنمية
طبيبتا الأسنان في الجامعة العربية الأمريكية في جنين "نور كمال ضبابات" و"لينا كمال زحايكة" انخرطتا في منافسة Hult Prize، التي تعقد في أكثر من ١٥٠٠ جامعة حول العالم، ويشارك فيها أكثر من 75000 فريق جامعي. اختارت الشابتان مشروعًا للأسمدة صديقة للبيئة، حمل اسم "جرينرز"، وفيه شرعتا بإنتاج سماد عبر امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الهواء الجوي، بواسطة تقنيات حديثة، إذ يذوب ثاني أكسيد الكربون في الماء متفاعلا مع بعض المعادن لإنتاج العناصر الأساسية التي تعتمد عليها التربة لكي تبقى خصبة، وغنية بعناصر المغنيسيوم، والكالسيوم، والبوتاسيوم.
|
|
-الطبيبتان زحايكة -يمين -وضبابات -يسار |
انحازت طبيبتا الأسنان في الجامعة العربية الأمريكية "نور كمال ضبابات" و"لينا كمال زحايكة" إلى البيئة، فانخرطتا في منافسة Hult Prize، التي تعقد في أكثر من ١٥٠٠ جامعة حول العالم، ويشارك فيها أكثر من 75000 فريق جامعي.
اختارت الشابتان مشروعًا للأسمدة الصديقة للبيئة، حمل اسم "جرينرز"، وفيه شرعتا بإنتاج سماد عبر امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الهواء الجوي، بواسطة تقنيات حديثة، إذ يذوب ثاني أكسيد الكربون في الماء متفاعلاً مع بعض المعادن لإنتاج العناصر الأساسية، التي تعتمد عليها التربة لكي تبقى خصبة، وغنية بعناصر المغنيسيوم، والكالسيوم، والبوتاسيوم.
شعار المبادرة
منافسة دولية
تقيم ضبابات في طوباس، وتسكن زحايكة في القدس، وهما حديثتا التخرج، وعملتا على مبادرتهما من نهاية 2019، وأطلقاها في مسابقة Hult Prize ، التي تهدف إلى إيجاد مشاريع ريادية تحل مشكلات اجتماعية، وتقام في 121 دولة.
تقول الشابتان أنهما وجدتا الكثير من التشجيع من المشرفين في جامعتهما، حتى وصلتا المرحلة ما قبل النهائية من بين ثلاثمائة ألف طالب حول العالم. فيما طبقتا التجارب على المشروع في مركز البحوث الزراعية التابع لوزارة الزراعة في قباطية.
لم يبتسم الحظ لطبيتي الأسنان من أول مرة، فقد اخفقتا في الوصول لأعلى ست مبادرات؛ بسبب بعدِ تخصصهما عن عالم الريادة والأعمال، لكنهما كررتا المحاولة في التحدي الثاني، الذي عقد في مطلع آذار وبداية جائحة كورونا، وشاركتا في تدريب لمركز العمل التنموي / معًا في ريادة الأعمال، وتطوير المشاريع الربحية وإداراتها لثلاثين ساعة، ونجحتا في جولة المنافسة التي أهلت مشروعهما الوصول إلى لندن، وانتقلتا لإجراء تجارب عملية على التربة للتأكد من أن مبادرتهما قادرة بالفعل على إنتاج المعادن الضرورية للتربة، وهو ما تكرر في ثلاث تجارب ناجحة، وهما تعدان العدة لتجربتين جديدتين قبل البدء بتسويق السماد.
|
|
أثناء إجراء الطبيبتين زحايكة وضبابات التجربة المخبرية على السماد العضوي الجديد |
السماد العضوي الجديد |
حصلت الطبيبتان على شهادة في ريادة الأعمال، وشاركتا في المسابقة الدولية مرتين، ما منحهما الخبرة في التسويق وإدارة الأموال، وعملتا منذ البداية في مشروع يسعى إلى تقليل التلوث البيئي، ويكسبهما مهارات جديدة، ويوفر لهما فرصة عمل في سوق يعاني بطالة كبيرة.
بيئة وزراعة
ووفق نور ولينا، فإن الدافع للمبادرة "يرتبط بقطاع الزراعة الذي تعصف به تحديات عديدة تحيط بالفلاح الفلسطيني من كل جانب، ومحاولة لمساعدة المزارعين، والرغبة في المساهمة في حلّ الاحتباس الحراري الذي يهدد الأرض برمتها".
وأضافتا أن تفكيرهما بالبيئة وبالمزارعين وفي مشروع ريادي في وقت واحد، قادر على توفير حل عملي يخفف من تداعيات الاحتباس الحراري.
وأوضحت ضبابات إن طبيعة طوباس والأغوار الشمالية المرتبطة بالزراعة، شجعتها على الاهتمام بقضايا بيئية وزراعية.
فيما أشارت زحايكة أن تجربتهما تهدف إلى "توفير حلّ للمشاكل الأساسية التي يواجهها المزارع الفلسطيني بالأسمدة"، إذ أن المبادرة ستوفر سمادًا بسعر أقل، بالتالي لن يعاني المزارعون من الأسعار الباهظة، كما أن كل المواد التي ستصنعان منها السماد متوفرة داخل الضفة الغربية، وستحل مشكلة الضوابط الي يضعها الاحتلال على استيراد الأسمدة، والتي تكلف قطاع الزراعة 140 ألف دولار سنويًا، وفق بعض التقديرات.
وتابعت زحايكة أن المبادرة ستوفر أسمدة تشابه في أثرها الأسمدة الكيميائية، لكنها في الوقت نفسه لا تتراكم في التربة وتتلفها، وتوفر ثمارًا صحية بعناصر كاملة على عكس ما تقدمه الأسمدة الكيميائية، ولا تسبب تلوث الماء والهواء، بل تساهم في امتصاص ثاني أكسيد الكربون، وتنظف الهواء، وستساهم في تقليل نحو 900 طن سنويًا من إنتاج ثاني أكسيد الكربون.
|
|
الجائزة التي فازت بها الطبيبة زحايكة |
الجائزة التي فازت بها الطبيبة ضبابات |
عقبات وأحلام
وقالت المبادرتان إن جائحة "كورونا" وما تبعها من إغلاقات شكلت عقبة كبيرة، وخاصة أنهما ليستا من منطقة واحدة، وكان البحث عن مركز مناسب ومجاني لإجراء التجارب مسألة ليست هينة، حتى وجدتا الحلّ في وزارة الزراعة، بعد طلب مراكز خاصة مقابلاً ماديًا.
وتواجه نور ولينا تحديات اقتصادية لإنتاج كميات السماد الأولى، إذ أنهما تلجآن لعائلتيهما للحصول على التمويل للبدء في تسويق المنتج الشهر القادم، والبدء في جمع نتائج تجريبه في المزارع، ثم مضاعفة الإنتاج.
وأفادتا بأنهما وجدتا تشجيعًا كبيرًا من الأصدقاء والزملاء في الجامعة، فيما استغرب أهلهما الفكرة، وطلبا منهما أول الأمر التفرغ للسنة الدراسية الأخيرة، ولكن عندما اجتازتا المرحلة الحاسمة من المسابقة مع 34 فريقًا من بين 300 ألف فريق عالمي؛ تغيرت وجهة نظر الأهل كثيرًا. ولقيتا دعمًا كبيرًا من مركز حسيب الصباغ التابع للجامعة العربية الأميركية، فيما وصف مدير المركز الوطني للأبحاث الزراعية مشروعهما بأنه ابتكار رائع سيقود العالم لمكان أفضل.
وبحسب المبادرتين، فإنه لا يمكن اقناع المزارعين بالتخلي عن الأسمدة الكيماوية تمامًا في الوقت الحالي، ولكن يمكن دفعهم للحد من استخدامها، عبر توفير بديل بجودة عالية وسعر اقل ويصل إلى يد المزارع في وقت أسرع.
في لائحة أحلام نور ولينا؛ أهداف تأسيس شركة والوصول للأسواق الخارجية، وخطط لبيع 8500 منتج خلال الأربع سنوات القادمة، وتقليل نسبة ثاني أكسيد الكربون بنسبة 1% بحلول عام 2025، والعمل على تطوير قطاع الزراعة الفلسطيني، وإضافة عنصر النيتروجين للسماد.
تتمنى الطبيبتان الظفر بجائزة المسابقة الأولى، وقيمتها مليون دولار، وأن تدخل المؤسسة المنظمة للمنافسة في شراكة استثمارية معهما، وقد شاركهما في المنافسة هيثم شرباتي، زميلهما في كلية طب الأسنان، واستلم الإدارة المالية، وانضمت إليهما حديثًا تسنيم خمايسة، من تخصص الوسائط المتعددة، ومحمد عودة تخصص هندسة الحاسوب وتوليا التسويق والمبيعات.
aabdkh@yahoo.com