"معلمتي الأخطبوط" ينافس على جائزة أفضل فيلم وثائقي في "أوسكار"

لم تكن في نيّة الغوّاص صناعة فيلم وثائقي من مادته المصوّرة (نتفليكس)
آفاق البيئة والتنمية/
قد ترتبط الحيوانات الأليفة بالإنسان بسهولة، لكن عندما ينجح أخطبوط في إقامة علاقة صداقة مع غواص ويصبح معلمه في الحياة فإنه يحق لقصة حقيقية كهذه أن تحجز مكاناً بين الأسماء المرشحة لأفضل فيلم وثائقي في حفل جوائز "أوسكار".
وبدأ فيلم "معلمتي الأخطبوط" (ماي أوكتوبوس تيتشر) الذي استغرق عشرة أعوام كمشروع فيديو شخصي للمخرج الجنوب أفريقي كريج فوستر، لتوطيد ارتباطه بالطبيعة، وذلك بمراقبة أنثى أخطبوط فضولية، وهو يمارس الغطس الحر قرب كيب تاون.
يقول إنّه كان يحتاج إلى تغيير جذري في حياته، خصوصاً بعدما عانى من الإجهاد بسبب كثرة العمل. فقرر المواظبة على ممارسة الغوص الحرّ والتواصل مع الطبيعة. في غابة أعشاب البحر تلك، يلتقي فوستر بأنثى أخطبوط، تراقبه في البداية من مسافة آمنة، لكنها سرعان ما تدرك أنه ليس مصدراً للخطر. تنشأ علاقة من الثقة بين الأخطبوط وفوستر، الذي يزورها كلّ يوم لمدة تزيد عن سنة؛ يراقبها ويوثق كلّ لحظاته معها بكاميرته. هكذا، أنجز فوستر الجزء الأصعب في صناعة الفيلم الوثائقي (My Octopus Teacher)، من دون تخطيط أو نية لصناعة الفيلم.
وشاركته أنثى الأخطبوط حياتها الخاصة في منطقة عشبية بحرية كل يوم على مدار عام قبل نفوقها بعد زواجها ووضعها البيض، وطوّر الاثنان علاقة قوية.
وقال فوستر إنّ علاقته بالأخطبوط عرفته بمدى هشاشة الحياة، وارتباط البشر بالطبيعة، كما ساعدته أيضاً على أن يصبح أباً أفضل.
ويقودنا فوستر في رحلة تأمل واسترخاء بصوته الهادئ، وفي الخلفية أمواج البحر وصوت الماء. خلال نزهات غوصه اليومية، تمكن فوستر من تصوير غالبية المراحل والأحداث الرئيسية في حياة الأخطبوط.
وأضاف "الشيء الغريب حقاً هو أنه كلما اقتربت منها، تدرك أننا متشابهون جداً في كثير من الجوانب... قمت بتغيير جذري في حياتي والسبيل الوحيد الذي مكنني من ذلك هو أن أكون معها في المحيط".
تقول المخرجة بيبا إيرليش إنها أمضت أشهرًا في مراجعة المواد المصورة، وقررت لاحقًا أن تتخلى عن وظيفتها لتتفرغ لصناعة هذا الوثائقي.
وعرض فوستر، الذي حزن على فراق صديقته، ثلاثة آلاف ساعة من التسجيل المصور على زميلته الغواصة والمخرجة بيبا التي سجلت مواد إضافية للطبيعة البحرية تحت المياه الباردة في خليج فولس قرب منزل فوستر.
واجتذب الفيلم الوثائقي الذي أنتجته "نتفليكس" جمهوراً كبيراً على غير المتوقع قبل أن يفوز بجائزة "بافتا". ورُشح الفيلم لـ"أوسكار" في فئة أفضل فيلم وثائقي.
المصدر: رويترز- العربي الجديد