أطفال فلسطينيون يحتفلون على طريقتهم بيوم البيئة الفلسطيني
خاص بآفاق البيئة والتنيمة
قبل عامين، أطلق المطران د. منيب يونان، رئيس الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، ورئيس الاتحاد اللوثري العالمي، ورئيس مجلس أمناء مركز التعليم البيئي، دعوة لسلطة جودة البيئة لإعلان الخامس من آذار كل عام يوماً للبيئة الفلسطينية. وجاءت ضمن المبادرة التي أطلقها خلال المؤتمر الثالث للتوعية والتعليم البيئي في بيت لحم عام 2002، وهو التظاهرة التي ينظمها مركز التعليم البيئي كل عام، بهدف تعزيز الوعي البيئي في المجتمع الفلسطيني. وبالفعل، صدر يوم 5 آذار الماضي بياناً عن "جودة البيئة" و"التعليم البيئي" أعلن فيه وبشكل رسمي إطلاق اليوم، على أن يليه تقليد سنوي باعتبار الفترة الممتدة بين 15 آذار و15 نيسان شهراً للبيئة للاحتفال بفعاليات خضراء.
وفي الثالث عشر من آذار الماضي، عقد المكلف بتسيير أعمال سلطة جودة البيئة جميل المطور، والمطران يونان، مؤتمراً صحافيًا في مركز الإعلام الحكومي لإطلاق فعاليات شهر البيئة. ودعا المطران لسلسلة قرارات لدعم البيئة في فلسطين ورفع مكانتها، كتشكيل جهاز شرطة بيئي، وتعيين قاض أو محكمة متخصصة في جرائم البيئة، وحظر التدخين في المؤسسات الحكومية، وغيرها من إجراءات.
أطفال فلسطينيون يعبرون عن حبهم لبيئتهم من خلال الرسومات
رسائل
وأوضح إن مبررات الإعلان عن مناسبة بيئية سنوية، تأتي ترجمة لإحساس الكنيسة الإنجيلية اللوثرية و"التعليم البيئي" بمسؤوليتها الاجتماعية، وكونها جزءاً من النسيج الاجتماعي الفلسطيني، ولتوجيه رسالة للعالم تتصل بانتهاكات الاحتلال لبيئتنا، وتدميرها بسياسات المصادرة، والتجريف، والاقتلاع، وزرع الألغام، والإشعاع النووي، والمصانع الكيماوية الخطرة، ومجاري المستوطنات، وغيرها.
وأضاف إن هذا اليوم يأتي امتدادا لما أعلنه خلال مؤتمرات مركز التعليم البيئي من مبادرات: الأسابيع الوطنية لمراقبة الطيور، ويوم البيئة الفلسطيني، وتسمية عصفور الشمس الفلسطيني طائرًا وطنيًا لفلسطين، وشقائق النعمان زهرة وطنية لفلسطين، والتركيز على أن هذا يهدف للفت أنظار العالم لما تعانيه بيئتنا من انتهاكات بيئية لاحتلال لم يوفر الطيور والأزهار في وطننا الغني بتنوعه الحيوي، كما يسعى لتوعية المواطنين ودعوتهم لحماية بيئتهم.
بيان تأسيسي
ومما جاء في البيان التأسيسي: "تعلن سلطة جودة البيئة، ومركز التعليم البيئي/ الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، وترجمة لتفاهمات سابقة، أطلقت خلال المؤتمر الفلسطيني الثاني للتوعية والتعليم البيئي، عن الخامس من آذار يوماً وطنياً للبيئة الفلسطيني، ليكون بمثابة تاريخ وطني سنوي لإظهار حجم انتهاكات الاحتلال بحق بيئتنا، وليصبح فرصة مثالية لتعزيز وعينا تجاه بيئتنا، وتطوير ممارساتنا لتكون حساسة لمحيطنا الحيوي."
وأضاف: ويؤكد الطرفان على أن الإعلان عن هذا اليوم، ليس مجرد إضافة حدث آخر لأجندتنا الحافلة بالمناسبات، ولكنه يُعبّر عن جهد جديد لمنح البيئة وقضاياها في مجتمعنا الفرصة لأخذ جزء يسير من حقها في جدول أعمالنا اليومي، وتفكيرنا، ووعينا، وقراراتنا، والتعامل معها بطريقة تراعي استدامتها، وتغير من مسار اعتبارها قضية هامشية.
ومضى يقول: إن رسالة يوم البيئة الفلسطيني المنشودة، وهي تتزامن مع آذار: بداية الربيع، ويوم الأرض الخالد، وعيد المرأة، وذكرى الكرامة، ويوم المرأة، رسالة حافلة بالدلالات، فهي تؤكد على توق شعبنا للحرية واستعادة أرضه السليبة، والسيطرة على مقدراتنا الوطنية، وثرواتنا الطبيعية المنهوبة، والتحكم بما في جوف أرضنا من ماء يسطو الاحتلال عليه، وما ينتشر في أثيرنا الممتد من إشعاعات نووية وملوثات كيماوية، وما يعترض تنوعنا الحيوي من تقطيع وعزل وتدمير، ويهدد أمنه الغذائي الهش بفعل سياسات الاحتلال التدميرية.
ورأت سلطة جودة البيئة ومركز التعليم البيئي في الخامس من آذار، مناسبة مهمة، كونه يتزامن مع فترة حرجة نتعرض فيها لانحباس تاريخي ومتواصل للإمطار، أمتد أكثر من سبعين يوماً، وفي وقت يُصعد الاحتلال قمعه وتدميره لإنساننا وشجرنا وحجرنا وكل وجودنا.
الصحافي البيئي عبد الباسط خلف يتفاعل بيئيا مع الأطفال في شهر البيئة الفلسطيني
كنوز
وأردف البيان: إذ يعلن الطرفان عن هذا اليوم بما يطمحان أن يمثله من رمزيه كبيرة، في فلسطين الغنية بتنوعها الحيوي الذي يتوج بوجود أكثر من 2700 نبتة برية، 261 نوعاً منها متوطنة في بلادنا، فيما يقدر عدد الكائنات التي تم وصفها فيها بنحو 4700 نوعٍ ويعتقد بوجود حوالي 4000 نوعٍ آخر لم يجر وصفها حتى الآن، فيما تستضيف بلادنا 110 نوعاً من الزواحف والبرمائيات، وفيها نحو530 نوعاً من الطيور، وزهاء 32 نوعاً أصيلاً من الأسماك ونحو 14 – 16 نوعاً دخيلاً منها، فيما تنفرد بوجود 53 نوعاً من النباتات، 12 منها نادر جداً.، وفي وقت توجد فيه أربعة أقاليم نباتية: المتوسط، والصحراوي، والإيراني، والسوداني، فيما تزيد أعداد أشجار الزيتون فيها عن 10 ملايين شجرة مزروعة في نحو 900 ألف دونم. وتتعدد مناخاتها في حيز جغرافي صغير، وموقع هام بالنسبة للطيور المهاجرة، فإنهما يؤكدان أن هذا الكنز البيئي، يحتم علينا بداية جديدة لتناغم العمل الرسمي والأهلي والتطوعي، دون إقصاء أو استثناء لأحد، وبالشراكة الكاملة بين مختلف الجهات الوطنية الناشطة في الدفاع عن أرضنا وبيئتنا، والساهرة على ثرواتنا الطبيعية، والمهتمة والمتخصصة بتنوعنا الحيوي، والقلقة على مياهنا، والفاعلة في مجالات تنظيف البيئة من كل أنواع التلويث، والمهتمة باستدامة مواردنا وتطوير وعينا بمحيطنا وما فيه من تفاعلات، وما يهدده من ظواهر مناخية كالتصحر والاحتباس الحراري والتغير المناخي والجفاف.
وتابع البيان التأسيسي: تؤكد ""جودة البيئة" التعليم البيئي" على أن الخامس من آذار، سيكون يوماً سنويًا تنطلق فيه العديد من الفعاليات والأنشطة الخضراء، على امتداد محافظات الوطن، وبالشراكة الكاملة، والتنسيق الفعّال مع مختلف الجهات الناشطة في البيئة وحمايتها، وستتجلى فيه مفاهيم التطوع والنظافة وحماية الأرض، وتجميل المدن والبلدات والمخيمات والقرى، وتنفيذ حملات خضراء في سائر المؤسسات الرسمية والأهلية، وبث ونشر العديد من الحقائق والأرقام البيئة في وسائل الإعلام بأشكالها المختلفة، وتسليط الضوء على الممارسات الضارة بالبيئة، وتكريم ودعم الجهود الصديقة لها، ومد جسور التعاون مع الأشقاء العرب والأصدقاء في العالم للاستفادة من خبراتهم، ولمساعدتنا في مقاضاة الاحتلال على انتهاكاته المدمرة لبيئتنا، عدا عن التعريف بقانون البيئة الفلسطيني رقم(7) لسنة 1999 ليكون بمثابة الدستور والقاعدة، التي نلجأ إليها، ونتشارك في تفعيلها، والاحتكام إليها.
جرائم الاحتلال
وسيحمل هذا اليوم شعاراً محدداً كل عام؛ بهدف تسليط الضوء عليه، وإثراء النقاش حوله، وتنفيذ المبادرات والأنشطة لتغييره بكل السبل المتاحة، وتطوير الوعي المتصل به. وسيأتي الشعار الأول لهذه المناسبة (جرائم الاحتلال البيئية: عداء لكل أشكال الحياة)؛ للتأكيد على أن إسرائيل تمارس دوراً مدمراً لبيئتنا وعدوانا يتجاوز كل القوانين والشرائع والمواثيق، دون حساب ومقاضاة.
إن استعراض سريع للأرقام المتصلة بالاحتلال وواقعنا البيئي كفيل برسم صورة قاتمة لحالنا، فمع وجود (144) مستوطنة وعشرات البؤر الاستيطانية العشوائية ومعسكرات التدريب والحواجز العسكرية فوق أرضنا في الضفة الغربية المحتلة، وفي ظل جدار فصل عنصري يبتلع 13% من مساحة الضفة الغربية، ويقطع أوصالها بطول سيبلغ بكل مراحله810 كيلومتراتٍ، وحصاره لنحو40% من أرضنا، وبموازاة اقتلاع سلطات الاحتلال قرابة 2,5 مليون شجرة،ٍ وعزله 184,899 دونمًا خلف الجدار، وبالتوازي مع انتشار (134) مكبًا للنفايات المستوطنات فوق أرضنا، وتلويث مجاري المستوطنات لحقولنا وبيئتنا، وبجوار تحكم الاحتلال بكل مقدراتنا المائية، واستنزافه ما يزيد عن 89% من مياه الأحواض الجوفية في الضفة الغربية، ومع انتشار مصانع الكيماويات والصناعات الخطرة في المستعمرات، وفي ظل الكثير من أشكال تلويث الهواء، والتلويث الإشعاعي المنبعث من مصانع الاحتلال ومفاعل (ديمونا) النووي، ودفن النفايات النووية والخطرة في أرضنا، وغيرها من انتهاكات، وإزاء هذه الحقائق يصبح من المستحيل الحديث عن بيئة فلسطينية قابلة للتنمية والتطوير والاستدامة.
وأضاف البيان: ويرى الطرفان أن تراجع الوعي البيئي في مجتمعنا، وانتشار العديد من الظواهر السلبية المُقلقة، التي تهدد ثرواتنا الوطنية، وتتلف تنوعنا الحيوي، وتشوه بيئتنا، تحتم علينا أن نمنح جزءًا يسيرًا من وقتنا وجهدنا ووعينا لصالح قضايانا البيئية. من دون استمرار تأجيلها، أو التقليل من شأنها، أو اعتبار أنها ليست أولوية في ظل تعقيدات وضعنا الفلسطيني.
وبموازاة هذا الإعلان، يؤكد المركز و"السلطة" على أن الفترة الممتدة بين الخامس عشر من آذار والخامس عشر من نيسان، ستكون محطة سنوية أيضاً للاحتفال بفعاليات شهر البيئة، وفيها ستجري إعادة التأكيد على أهمية بيئتنا، والإعلان عن الأسبوع الوطني لمراقبة الطيور وتحجيلها، وتنفيذ عشرات الأنشطة الخضراء على امتداد محافظات الوطن، بأشكال ومضامين مختلفة تتوحد لهدف رئيس، يتمثل في تغيير حالنا البيئي نحو الأفضل، وصولاً نحو التمتع، وفق ما جاء في قانون البيئة الفلسطيني " بأكبر قدر ممكن من الصحة والرفاه".
وأنهى بالقول: إن الأنشطة العديدة التي سيشهدها شهر البيئة في عدة محافظات، ستهدف إلى تعزيز الوعي البيئي عبر رسم جداريات، وتنظيم حملات تطوعية، وعقد محاضرات وندوات وورش عمل، وتقديم رسائل إعلامية، وتنفيذ أنشطة مدرسية وجامعية، ودعم وتشجيع مبادرات تُعرّف بالبيئة، وتدعو إلى التفكير بكل قطرة مياه في هذا الصيف تحديداَ، وتُذكّر العالم بانتهاكات الاحتلال لبيئتنا، وتوجه المواطنين للحفاظ على بيئتهم نظيفة خضراء، وتعرّفهم بطيور فلسطين، وغيرها من قضايا خضراء.
حراك أخضر
وترجمة للإعلان شرع المركز في فعاليات عديدة، فنفذ بالتعاون مع بلدية رام الله وعدة مدارس غرس عشرات أشجار الزيتون والخروب في حرش ردانا بالمدينة، في رسالة انتماء بالأرض، فيما رسم قرابة مئة من طلبة: الكلية الأهلية، والرجاء الإنجيلية اللوثرية، وسيدة البشارة للروم الكاثوليك، والمستقبل، جدارية تدعو المواطنين والمارة للاهتمام بالبيئة وتجميلها والكف عن تخريب توازنها.
وغرس المشاركون عشرات الأشجار في الحرش، وصورا في عمل فني جمال الطبيعة، عبر حديقة ذات أشجار خلابة، وطيور محلقة، بجوار عبارة: ( بيئة نظيفة خالية من الملوثات الكيماوية). ونفذ الطلبة حملة نظافة، وجمعوا الكثير من النفايات العشوائية التي تشوه المنطقة.
وأعلن المركز بالشراكة مع مركز التعليم والتنمية المجتمعية وبالتعاون مع وزارة الإعلام بطوباس تأسيس المنتدى البيئي المجتمعي (ضياء)، بهدف تعزيز الوعي البيئي، وإطلاق مبادرات صغيرة تساهم في تغيير الواقع البيئي، وتحدث حراكاً مجتمعياً تجاه القضايا الخضراء.
ووفق منسق "التعليم والتنمية المجتمعية" في طوباس أحمد دراغمة، فإن المنتدى سيطلق موقعاً افتراضياً للتواصل بين الأعضاء، وسيشكل شبكة أصدقاء؛ لدعمه في تنفيذ فعاليات خضراء في طوباس والأغوار الشمالية.
وأعقب الإعلان عن (ضياء) وهو المشتق من اسم المدينة الكنعاني، تنفيذ حملة نظافة رمزية في محيط جامعة القدس المفتوحة، والشارع الرئيس الرابط بنابلس، شارك فيها طلبة جامعة القدس المفتوحة ومواطنون وموظفون وطلبة مدارس، وتم خلالها تنظيف الأرصفة وحواف الطرق من النفايات العشوائية المتراكمة، في رسالة ترمز إلى ضرورة تغيير التعامل مع البيئة والحرص على نظافتها. ووزع المشاركون ملصقات للسائقين تدعوهم لفحص عوادم مركباتهم، ونقلوا للمارة ملصقات أخرى تحث على غرس الأشجار وتجميل البيئة.
وسبق الفعالية الرمزية نقاش إداره منسق وزارة الإعلام في طوباس عبد الباسط خلف عرّف بيوم البيئة الفلسطيني، وقدم إطلالة على البيئة الفلسطينية وتنوعها الحيوي، فيما عرض المشاركون خلاله مداخلات تتصل بأسباب عدم الاهتمام بالبيئة، والمبادرات الواجب إطلاقها في المحافظة لتغيير واقعها البيئي، وأشاروا إلى طرق تشجيع المواطنين على الانخراط في حملات مماثلة في الفترة القادمة.

حلقة نقاش شبابية حول هموم البيئة الفلسطينية
"ندى"
كما أطلق "التعليم البيئي" وقسم اللغة العربية والإعلام بالجامعة العربية الأمريكية منتدى الإعلام البيئي ( ندى)، الذي سيكون بوابة تفاعلية لتشجيع دارسي الإعلام على الاهتمام بالقضايا الخضراء، وتشجيعهم على إدماج البيئة في عملهم، وتنفيذ مبادرات وجهود تربط الإعلام بالبيئة، وإعداد تحقيقات صحافية ذات أبعاد ومضامين حساسة لها، وسيواكبه جهد تفاعلي عبر وسائل مواقع التواصل الاجتماعي، بجوار لقاءات شهرية تجمع الطلبة بصحافيين وبمختصين، وتنفيذ أنشطة ومبادرات خضراء.
وقال رئيس قسم اللغة العربية والإعلام بالجامعة د. عماد أبو الحسن إن المنتدى يتقاطع مع توجه القسم، الذي يُخصص مساقاً للإعلام البيئي، وسيساهم في رفع مكانة البيئة في إطار العمل الإعلامي، وسيعرف دارسي الإعلام بالتحديات البيئية التي يواجهها مجتمعنا، وبالتنوع الحيوي الفريد لبلادنا، وبطرق تسويق البيئة داخلياً وخارجيًا.
وأضاف إن "ندى" سيعزز علاقة الطلبة بالأرض، عبر تناول التجاوزات والاعتداءات عليها، كما سيمنحهم فرصة للبدء في التخصص والتعمق في حقل الإعلام البيئي، وسيوفر لهم منبراً تفاعلياً دائماً لمناقشة الأفكار والقضايا البيئية.
وكان "التعليم البيئي" وقسم "العربية والإعلام" عقدا حلقة نقاش للطلبة حاضر فيها الصحافي المهتم بقضايا البيئة عبد الباسط خلف، اشتملت تعريفا ببيئة فلسطين وتنوعها الحيوي، والتحديات التي تواجهها، وطرق بناء ونشر تحقيقات استقصائية متخصصة بالبيئة.
بدورهم طرح الطلبة أفكاراً لمبادرات وتحقيقات خضراء، كملاحقة المبيدات الكيماوية وفحص سمية الخضروات والفواكه، والنفايات الصلبة وحرقها، والزحف العمراني، وقطع الأشجار، والمفاحم، ومقالع الحجارة ( الكسارات)، والتلوث الإشعاعي، وتراجع الوعي البيئي.
"زهر اللوز"
وأعلن المركز وجمعية أصدقاء البيئة وناشطون عن منتدى زهر اللوز البيئي، بهدف دفع الوعي بقضايا البيئة، وتنفيذ نشاطات ومبادرات خضراء.
ووفق الناشطة ورئيسة جمعية أصدقاء البيئة عدين ظافر، فإن المنتدى سيحرص على تنفيذ أنشطة صديقة للبيئة، ويهدف إلى تغيير الصورة النمطية في التعامل مع القضايا الخضراء بشكل دوري في محافظة نابلس، عبر طلبة وأساتذة جامعات ونشطاء.
وأضافت ظافر إن المنتدى سيطلق موقعاً تفاعلياً لتبادل الأفكار وترتيب الفعاليات، التي ستكون شهرية، وتستند إلى تشجيع الطلبة والأطفال والنساء والسائقين والمواطنين على التفكير بطرق تعاملهم مع البيئة وشؤونها.
ويضم المنتدى في تركيبته طلبة من تخصصات علمية وإنسانية وأعضاء جمعية أصدقاء البيئة المنبثقة عن جامعة النجاح الوطنية، فيما سيشارك "التعليم البيئي" في تنفيذ ورعاية أنشطته خضراء، كتنفيذ حملات نظافة ميدانية، وفتح نقاشات مع الجمهور، وترتيب محاضرات عامة، وعروض أفلام، وترتيب جولات علمية للتعريف بالتنوع الحيوي في فلسطين، وما يتعرض له من انتهاكات، ونشر نصوص قانون البيئة.
وكان المركز و"أصدقاء البيئة" عقدا ندوة قدمها الصحفي المهتم بقضايا البيئة عبد الباسط خلف، ناقشت قانون البيئة الفلسطيني الصادر عام 1997، ورسمت صورة للمشهد البيئي في فلسطين، وما يتميز به من تنوع حيوي، وعرفت بالانتهاكات التي يواجهها بفعل الاحتلال وتراجع الوعي.
وقال أستاذ الصحافة في الجامعة د. فريد أبو ظهير إن عدم وجود إستراتيجية وطنية للتعامل مع البيئة كأولوية يُعقد جهود التغيير، ويجعل المهمة صعبة. ورأى أن التوعية البيئية يجب أن تبدأ مع الأطفال في سن مبكر؛ لإحداث نقلة نوعية.
ووفق المنظمون، فإن أولى فعاليات "زهر اللوز" ستكون في الثالث من نيسان، عبر حملة "فكر فيها" والتي ستنطلق في جامعة النجاح، وتهدف لبث الوعي البيئي في صفوف طلبتها، وتنفيذ حملة نظافة في حرمها.
مسيرة خضراء
ونظم "التعليم البيئي" بالتعاون مع سلطة جودة البيئة، ومديرية التربية والتعليم في ضواحي القدس، ومجلس محلي العيزرية مسيرة خضراء احتفالاً بيوم البيئة الفلسطيني، وحملة تشجير.
وشارك نحو 200 طالب من مدارس العيزرية في المسيرة حاملين يافطات ومطبوعات تدعو المواطنين إلى الاهتمام بالبيئة والحفاظ عليها، تقدمهم رئيس مجلس العيزرية المحامي سفيان بصة، ومسؤول لجنة الصحة والبيئة عنان غباش، وأعضاء المجلس نبيل عدوان، وعز عودة، وهشام أبو زياد، ومحمد الزين، ومسؤولة قسم الصحة والبيئة حنان العبيدي، بالإضافة إلى ممثلين عن مؤسسات محلية وناشطين وممثلين عن" التعليم البيئي".
واشترك الطلبة والمسؤولون في غرس أشجار زيتون في البلدة، فيما أطلقت كل مدرسة اسمها على بعض الأشجار؛ لتشجيع طلبتها على رعايتها وريها. ودهن الطلبة الأرصفة وممرات المشاة، في دعوة إلى البدء بالاهتمام بالبيئة والحفاظ على الممتلكات العامة، وتعزيز مفهوم الانتماء الوطني.
بدوره، أكد المحامي بصة إن احتفال العيزرية بيوم البيئة سيكون تقليداً سنوياً بالشراكة مع "التعليم البيئي"، وهو رسالة هامة تدعو المواطنين لمراجعة سلوكهم في التعامل مع بيئتهم، وتخضيرها بالأشجار، والحفاظ عليها دون نفايات عشوائية.
وقالت الطالبة أسيل الشريف إن النشاط عزز لديها روح الانتماء للمجتمع المحلي، وشعرت بأنها قدمت خدمة لمجتمعها الذي يعاني كثيراً بفعل الانتهاكات البيئية. وأضافت إن الفعالية أحيت روح العمل التطوعي، والاهتمام بالمحيط الذي نعيش فيه.
تربية بيئية
واحتفل أطفال جمعية طوباس الخيرية بيوم البيئة الفلسطيني برحلة رسم وتعريف بالطبيعة والتنوع الحيوي، واستمع الصغار إلى شرح مبسط تناول عناصر البيئة واستخدامات التنوع الحيوي في الغذاء والدواء والقيمة الجمالية، والتحديات التي تواجه بيئتنا.
وتجول الطلبة في النشاط الذي نفذه المركز والجمعية بالتعاون مع وزارة الإعلام في المناطق الجبلية المحيطة بطوباس، وتعرفوا على أزهار الأقحوان وشقائق النعمان ونباتات العلك والخبيزة والزعتر وعشرات النباتات والأشجار الأصيلة، فيما رسموا لوحات حاكت الطبيعة الخلابة، التي أخذت تزهو بعد الأمطار الأخيرة، وتعرفوا إلى عناصر البيئة وما يعترضها من نفايات عشوائية وزحف عمراني وحرق للنفايات وغيرها.
وتجول الأطفال في الروضة الصديقة للبيئة، التي تنفذها الجمعية منذ مطلع عام 2012، في مسار طبيعي في الحقول المحيطة بطوباس، فيما وجهت لهم رسائل خضراء بلغة مبسطة، أشارت إلى أهمية الحفاظ على التنوع الحيوي، وتفادي تخريبه، والاستفادة منه في الغذاء والدواء. وتعرفوا إلى عشرات الأسماء للأزهار التي تنمو في فلسطين، والتي تقدرها جهات الاختصار بأكثر من 2700 نبتة تنتشر في أربعة أقاليم نباتية في بلادنا.
وقالت الصغيرة نيسان مأمون إنها رسمت الأقحوان، وعرفت فوائده، وستطلب من أخوتها عدم قطفه، وستزرع الأشجار في حديقة بيتهم، ولن ترمي النفايات بين الأزهار وفي الطرقات. فيما عدد الطفل يوسف أسامة أسماء الأزهار البرية التي تدخل في طعامنا كالخبيزة واللوف والعلك والشومر البري. ووزع الأطفال إلى مجموعات رسمت الأزهار والأشجار والبيئة المحيطة. وذكرت المعلمة لينا دراغمة إن الجمعية تحرص على تنفيذ أنشطة بيئية، وتتبع في الروضة ممارسات صحية، وتمنع إدخال النقانق والمأكولات التي تحتوي على مواد حافظة إليها، وتشجع الصغار على تناول وجبات تراثية وطبيعية، وتعلمهم الكثير من مفاهيم غرس الأشجار وزرع النباتات، وعدم رمي النفايات في الشوارع. وقالت رئيسة الجمعية مها دراغمة أن الروضة ستواصل جهودها البيئية، وستبحث عن وسائل لمتابعة طلبة الروضة بعد انتقالهم للمدارس، في سبيل تعزيز الوعي البيئي لديهم في مراحل زمنية مبكرة.
جهد نسوي
كما أطلق المركز والاتحاد العام للمرأة الفلسطينية بالتعاون مع وزارة الإعلام المنتدى البيئي النسوي، لنقاش قضايا البيئة والبحث عن حلول لها، وتنفيذ ودعم مبادرات خضراء.
وجاء الإطلاق خلال لقاء عقد في مركز نسوي مخيم الفارعة. وسيتولى المنتدى عقد لقاءات تثقيفية شهرياً للنساء، تُكرس لنقاش التحديات البيئية في المجتمع المحلي، والتواصل مع جهات الاختصاص في سبيل إيجاد حل للقضايا العالقة، وتنفيذ مبادرات صغيرة لتعزيز الوعي البيئي.
وعرضت على هامش اللقاء ثلاثة أفلام وثائقية قصيرة خضراء، تناولت الغذاء والنفايات، فيما جرى استعراض التحديات التي تواجه البيئة في محافظة طوباس والوطن، وتعرفت الحاضرات إلى نصوص قانون البيئة الفلسطيني الصادر عام 1999.
وقالت الناشطة رائدة جعايصة إن التحديات البيئية كبيرة، وأولوها النفايات العشوائية، وحرقها، وعدم تدويرها، الأمر الذي يتطلب جهودا دائمة لحلها، وتثقيف الجيل الشاب في شؤون البيئة، وعدم التعامل معها كعدو. وأشارت مسؤولة الاتحاد العام للمرأة في طوباس ليلى سعيد إلى أن المنتدى سيضم نساء من محافظة طوباس والأغوار الشمالية، وسيبدأن في نيسان المقبل بنقاش قضايا بيئية والبحث عن حلول لها بحضور ممثلين عن جهات الاختصاص، وهيئات الحكم المحلي، وبإشراف من "التعليم البيئي" وبالشراكة مع وزارة الإعلام.
وأضافت إن الأنشطة ستكرس لتعزيز دور النساء ومساهمتهن في الحفاظ على البيئة، وتغيير الطريقة التي يجري فيها التعامل مع القضايا الخضراء دون اهتمام كافٍ، وفي ظل تراجع كبير للوعي حولها.
أفلام
وعرض المركز فيلماً وثائقيًا يوثق عدوان الاحتلال، ضمن فعاليات شهر البيئة واحتفالاً بيوم البيئة الفلسطيني الذي انطلق لأول مرة في الخامس من آذار الحالي، بالتعاون مع سلطة جودة البيئة.
وناقش طلبة من مدرسة طاليتا قومي فيلم "على حافة الانقراض" الذي أنتجه تلفزيون فلسطين، ويصور المحميات الطبيعية في فلسطين وما تواجهه من انتهاكات وتحديات، أدت إلى تغيير واقعها البيئي وأثرت على تنوعها الحيوي. كما ويسلط الفيلم الضوء على انتهاكات الاحتلال التي يفرضها على البيئة الفلسطينية من سرقة للمياه الجوفية، وبناء جدار الفصل العنصري، وقطع الأشجار، ونهب للمياه، وتلويث بمجاري المستوطنات.
وشمل الفيلم الكثير من خلال المقابلات مع مواطنين عاشوا الواقع المرير من تدني منسوب المياه، الذي يعتبر عنصرًا ضرورياً لحياة البشر وللأشجار وللحيوانات بالمنطقة، وتطرق إلى أشكال التهجير، ونشر الكثير من الحيوانات البرية المفترسة، التي تُدمّر البيئة.
وعقب انتهاء الفيلم، ناقش الطلبة الانتهاكات الاحتلال للبيئة الفلسطينية، والإجراءات الواجبة لتقليل التلوث، وكيفية ترشيد استهلاك المياه وغيرها من مفاهيم بيئة.
فيما عرّف موظفو المركز الطلبة بيوم البيئة الفلسطيني الذي أطلق في الخامس من آذار، وأهدافه والنشاطات التي ستنفذ خلال شهر كامل في عدة محافظات، في محاولة لتعزيز الوعي البيئي، ومنح القضايا الخضراء حقها في اهتمامات المواطنين وصناع القرار.
وتترافق الأنشطة الخضراء بمجهود إعلامي عبر بث رسائل إذاعية، تتضمن رسائل بيئية، وحقائق وأرقام؛ لحث المواطنين على مراجعة سلوكهم تجاه البيئة ومكوناتها، والتعريف بما تتعرض له من تدمير بفعل اعتداءات الاحتلال. فيما ستنطلق فعاليات عديدة أخرى، كتنفيذ الأسبوع الوطني الثالث لمراقبة الطيور وتحجيلها، والذي سيتنقل بين محطتي طاليتا قومي والمركز.
أهداف
وبحسب المدير التنفيذي لـ"التعليم البيئي" سيمون عوض، فإن المنتديات ستنفذ نشاطات دورية في عدة محافظات، تغير من طريقة التعامل مع البيئة واعتبارها قضية هامشية، وتشجع المواطنين على زيادة الوعي بها وتخضيرها. وستساعد عبر الأنشطة الدورية في مسيرة التغيير الإيجابي للممارسات الفردية والجماعية، وصولاً نحو تعميق المسؤولية البيئية لمختلف فئات المجتمع.
وأضاف: إن تنوع الأنشطة وتعدد المشاركين فيها وانتقالها بين محافظات مختلفة، يقدم رسائل عددية، ويعزز من تغيير موقع البيئة وحضورها ومكانتها في الوعي والممارسات والسياسات الفردية والجماعية.