
مزارعون فلسطينيون يفحلون الأرض بالقرب من مدينة نابلس- عصام ريماوي
محمد خبيصة / رام الله: تعرض مزارعون فلسطينيون لخسائر كبيرة، بسبب نقص الأمطار خلال موسم الشتاء الحالي، ما أدى إلى تراجع الإنتاج الزراعي، واضطرهم إلى تسريح العمال.
وأعلنت سلطة المياه الفلسطينية في أواخر شباط الماضي، أن حجم الأمطار الهاطلة على الضفة خلال الفترة من منتصف كانون الأول، وحتى منتصف شباط، لم تتجاوز 85 مليون متر مكعب.
وقالت سلطة المياه إن هذه الكمية لا تتجاوز 7٪ من كمية المياه الهاطلة منذ بداية موسم الأمطار من شهر تشرين أول وحتى منتصف كانون ثاني، التي بلغت أكثر من 1200 مليون متر مكعب.
ولم تتجاوز نسبة هطول الأمطار خلال تلك الفترة 50٪ عما كانت عليه خلال نفس الفترة من العام الماضي، ما أثر سلبا على الثروة الزراعية والحيوانية، ولم تستطع الأمطار تغذية الآبار الجوفية في الأراضي الفلسطينية.
وقدرت سلطة المياه معدلات التغذية لأحواض المياه الجوفية حتى منتصف شباط الماضي، بحوالي 240 مليون متر مكعب من المياه، وهو ما يشكل 35% من المعدل العام للتغذية البالغ 688 مليون متر مكعب سنويا.
وفي محافظة أريحا والأغوار (شرق الضفة الغربية)، التي تتركز بها المزارع والآبار الجوفية والثروة الحيوانية، بدأ المزارعون بإحصاء حجم الخسائر التي تعرضوا لها، جراء تراجع هطول الأمطار خلال شهري كانون ثاني وشباط.
وقال عبد الباسط دراغمة، أحد أكبر المزارعين في مناطق الأغوار على الحدود مع الأردن، إن الخسائر الأولية التي تعرض لها في الموسم الزراعي الحالي تتجاوز 30 مليون شيكل (8 مليون دولار أمريكي)، "وقد تتجاوز الخسائر 40 مليونا (11.5 مليون دولار)، إذا استمر شح الأمطار حتى نهاية موسم الشتاء"، أي حتى أواخر آذار تقريبا.
وأضاف دراغمة إنه اضطر للاستغناء عن 20 عاملا خلال شهري كانون ثاني وشباط، لانخفاض كمية الإنتاج الزراعي، بسبب تراجع كمية الأمطار الهاطلة، "أنا مجبر للاستغناء عنهم تجنبا لتضخم لحجم الخسائر".
وحتى أوائل آذار الماضي، لم يكن بحوزة وزارة الزراعة في الحكومة الفلسطينية، أرقاما حول حجم الخسائر التي عصفت بالمزارعين وأصحاب الثروة الحيوانية في الأراضي الفلسطينية، مبررة ذلك بعدم انتهاء الموسم الشتوي بعد.
وأعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية عن إقامة صلاة الاستسقاء أربع مرات منذ مطلع العام الجاري، بعد أن أشارت تنبؤات الأرصاد الجوية الفلسطينية والإسرائيلية بأن موسم الشتاء الحالي سيكون الأكثر جفافا منذ 8 عقود.
وتوقع رئيس جمعية حماية المستهلك الفلسطيني صلاح هنية، ارتفاعا كبيرا في أسعار الخضار والفواكه، والثروة الحيوانية في السوق المحلية خلال الفترة المقبلة، بسبب نقص المخزون المحلي والإسرائيلي.
وقال هنية إن "الاستهلاك المحلي للخضار والفواكه يأتي جزء منه من المزارع الفلسطينية، والغالبية العظمى من الأسواق الإسرائيلية التي ستضطر إلى وقف التصدير لنا بسبب النقص المتوقع في أسواقهم".
وبحسب تقارير صادرة عن وسائل إعلام إسرائيلية، فإن نسبة الانخفاض في الناتج الزراعي الإسرائيلي تبلغ 40٪، ما سيدفعها للاستيراد من الخارج، ووقف تصدير أية منتجات زراعية أو حيوانية للخارج.