خاص بآفاق البيئة والتنمية
تُطلق مطلع تشرين الثاني 2019 مبادرة في برقين، غرب جنين التي تحب؛ لإحياء ذكرى مرور مئة عام على تأسيس مدرستها الثانوية للبنين. تناقش نواتها مع صديقك عضو الهيئة الإدارية لـ "حكي القرايا"، عبد الكريم شلاميش، خلال نشاط بيئي في الطريق إلى بيت لحم.
بعد أيام، تقترح لقاءً موسعًا تدعو إليه المجلس البلدي، والمدرسة، وجمعية سيدات برقين، والنادي الرياضي، ومركز إبداع المعلم، و(حكي القرايا)، والفنان بلال صبح، والمربية عبلة حبايب، ورجل الأعمال فؤاد جرار، ومجلس أولياء الأمور، وسرعان ما تبدأ معالم المبادرة بالتحقق.
توثيق
تحمل اتفاق اللجنة التأسيسية إلى وزارة التربية والتعليم، وتبدأ والصديق عبد الكريم شلاميش في إنشاء مجموعة عبر منصات التواصل الاجتماعي لنشر المبادرة وجمع خريجي المدرسة في مكان افتراضي، وتطلب من فنانين اختيار "لوجو" خاص للمناسبة، وتعلن أهدافها، وغاياتها، وأنها لن تقتصر على احتفال فقط، بل ستفتح ورشة تطوير للمدرسة، وتجمع تراثها وأرشيفها، وتصل إلى أكبر عدد متاح من خريجها.
يضم موقع المئوية اليوم نحو 1300 معظمهم من خريجي المدرسة، ينتشرون في فلسطين، والأردن، والإمارات، والسعودية، والولايات المتحدة، وألمانيا، وتركيا، وإسبانيا، والبحرين، وكندا، وتنزانيا، والدنمارك، وإيطاليا، ومصر، وروسيا، والبرازيل، وكوبا، والمغرب، والجزائر، وعُمان، والسويد، وقطر، وسوريا. وتستعد المبادرة لتشكيل لجنة للخريجين المقيمين في الأردن والإمارات.
ويشهد فضاء "فيس بوك" الأزرق نشرًا يوميًا لوثائق وصور وذكريات ومقترحات تفاعلية جديدة، وينقل مستجدات التبرعات، والتطوع، ويستقبل عشرات الأصدقاء من شخصيات اعتبارية فلسطينية وعربية، من بينها المستشار فوزى الغويل، رئيس المكتب الفني لمجلس وزراء الإعلام العرب بجامعة الدول العربية، وسلمان الشمّري من سلسلة "عرب سات"، وعقاب الشمّري من وزارة الإعلام الكويتية، ود. باسم الفقير من مجلس وزراء الداخلية العرب.
في رصيد الوثائق، ثمة نحو 20 ألف صورة وذكرى وتفاعل في فترة قياسية، ووصول لكل المديرين السابقين للمدرسة خلال مئة عام، 4 منهم من نابلس: المرحوم المؤسس نجيب الخياط، ووزير الأشغال العامة في الحكومة الأردنية الأسبق المرحوم عبد اللطيف عنبتاوي، والشيخ حريص الخطيب، والمرحوم حافظ شاهين، واللافت أن غالبية المديرين قبل النكبة تنقلوا بين اللد ويافا والقدس ونابلس وحيفا. وجرى التواصل مع أولادهم وأحفادهم وجمع صورهم وذكرياتهم.
|
|
مدرسة برقين الثانوية اليوم |
مئوية مدرسة برقين الثانوية |
أرصدة
وأزهرت المبادرة تبرعات من 19 خريجًا وسيدة حتى منتصف كانون الثاني بـ 44872 شيقلًا، و 9950 دولارًا، و3325 دينارًا، و100 يورو، ومساهمات عينية بمئات آلاف الشواقل، تدار كلها بشفافية عالية، ويجري نشر سندات الإيداع البنكي، وأسماء المتبرعين في موقع المئوية، ويعلن عن المشاريع التطويرية والاحتياجات.
فيما قدم أطباء من خريجي المدرسة وأصدقاء برقين خصومات مذهلة، وخدمات مجانية للطلبة والمعلمين، وجائزة ذهبية، ورحلة لإسطنبول للأول في التوجيهي، وحاسوب محمول للأول على المدرسة، وتبرعات بمئات الكتب.
واللافت انضمام عشرات المتطوعين في التخطيط والهندسة المعمارية والمدنية، والبناء، والتمديدات الصحية، والدهان، والصيانة، والفن على الجدران، وأشغال الألمنيوم، والحدادة، وغيرها.
|
|
توزيع الجوائز على الطلاب الفائزين في مدرسة برقين الثانوية في السنوات الأولى لتأسيسها |
طلاب ومعلمون في مدرسة برقين الثانوية منذ السنوات الأولى لتأسيسها |
خطط
ويجري التحضير لتشكيل فرق استشارية وفنية لأحياء المناسبة بفعاليات ضخمة، وتتويجها بحملة أهلية لتطوير المدرسة، وإبراز عراقتها، ورفع وتيرة الاهتمام بالعملية التعليمية، وتوفير مناخات إنجاحها لتنعكس على التحصيل، وتكريم مديريها ومعلميها المتعاقبين، وإبراز خريجيها، وتوثيق مسيرتها، وعقد تظاهرة تجمع أكبر عدد من معلميها وطلبتها القدامى، ويسبقها حشد للدعم من الخريجين في الوطن والشتات يخصص لتطوير المدرسة ومرافقها، وتدشين حديقة بيئية تعليمية، وتوثيق تراثها وعرضه، وإنتاج فيلم وثائقي قصير حولها، وتلحين أنشودة خاصة، وإطلاق جائزة للأبحاث التطبيقية التربوية على مستوى الوطن، وتنفيذ فعاليات رياضية وإبداعية وتطوعية.
ومما قاله عضو الهيئة الإدارية لـ"حكي القرايا"، عبد الكريم شلاميش الذي يقتطع جزءًا كبيرًا من وقته يوميًا للمبادرة، ومدير المدرسة، رائد يحيى، ورئيس البلدية، محمد صبّاح، وعضو مجلس أولياء الأمور، محمد صبح، ومنسق مركز إبداع المعلم، عبد الله جرار عن المبادرة لعشر وسائل إعلام أنها تعكس حرص الأجداد على تعليم البنات فكانت مختلطة قبل عقود طويلة، فيما تعاقب 13 مديرًا بعد عام 1948، وخرّجت العديد من الأطباء، والمهندسين، والتربويين، والمبدعين، ووزير الثقافة الأردني، ومهندس في وكالة "ناسا" الأمريكية، ورياديين، وأكاديميين.
|
|
ترميمات جارية في مدرسة برقين الثانوية |
طلاب وأساتذة في مدرسة برقين الثانوية منذ السنوات الأولى لتأسيسها |
وبدأ المهندسان المتطوعان الأخوان خالد ورامي صبح في تصميم حديقة بيئية تعليمية، ستشمل خارطة مُكبرة للعالم، وسيجري غرس كل قارة بنوع أشجار وأزهار مختلف، بجوار عيادة طبية، ومقصف صحي، ومتحف تعليمي مفتوح.
فيما انطلقت ورشة مفتوحة لتطوير المدرسة، وتزويدها بستائر، ووسائل تدفئة، ويجري العمل على مختبرات متقدمة، وتطوير المكتبة، والتوجه نحو الطاقة الشمسية، وتوفير حافلة لنقل الطلبة من الأماكن البعيدة، وتدشين غرفة مصادر متقدمة، وتطبيق تجربة تربوية ريادية، من خلال مسابقة، وإطلاق مارثون رياضي بمشاركة محافظات الوطن.
وتُنشر مراراً على الصفحة مقتطفات من تاريخ المدرسة المرتبط بالبيئة والطبيعة، اشتملت نشاطات جماعية أبرزها فرقة الكشافة، والتجوال في رحلات جبلية، وانتخاب هيئة الهلال الأحمر والنشاط البيئي، والعمل الزراعي، وتوزيع الحديقة على الطلبة، وتقديم حوافز للأفضل زراعيًا، إضافة إلى غرس أشجار في محيطها، ورعايتها من الطلبة بإشراف معلم العلوم العامة والتعليم الزراعي.
تدون في يومياتك ما قاله أكبر الخريجين د. عبد الرازق جرار، الذي تعلم في المدرسة مطلع الأربعينيات، وكان هو وطلبة صفه يتناوبون يومًيًا على ري شتلات السرو والصنوبر، التي كبرت وأصبحت باسقة.
وبحسب الراوي، فإن المعلّم كان يشرف على نقل المياه بالأيدي من بئر المدرسة، وري الأشجار، وتفقّد الغراس كل صباح، ومعاقبة الطلبة المقصرين في واجبات رعاية السرو والصنوبر.
تُعيد المبادرة -وفق ما ينشر من تعليقات على مجموعتها في الفيسبوك- المدرسة إلى واجهة الاهتمام، وتحث المجتمع على رعاية مسيرة التربية، وتشعل المبادرة الذكريات بين مئة فوج تعاقبوا على هذه المؤسسة، والأهم تنمّي روح التطوع الغائبة، وتعيد الثقة بالعمل الجماعي.
أول مدير لمدرسة برقين الثانوية
aabdkh@yahoo.com