خاص بـآفاق البيئة والتنمية

أصغر المتطوعين في حملات أطلقتها رابطة خريجي مدارس بلدة برقين وخريجاتها

كان الطفل علي واصل شلبي، 8 سنوات، أصغر المتطوعين في مبادرة "همة بلد"، التي أطلقتها رابطة خريجي مدارس برقين وخريجاتها.

وراح "علوش" كما تناديه عائلته ينظف شارع درب السوق، ويساعد في طلاء حجارة الرصيف، ويجمع القمامة المتناثرة، في بلدة برقين، غربي جنين، رفقة عدة متطوعين شباب، وعمال فقدوا مصدر رزقهم في السوق الإسرائيلي.

وقال والده، الذي يعمل معلماً، إن هذه "الحصة التطوعية" أفضل من ألف درس عملي في التربية الوطنية أو النشاط والمحاضرات.

وأطلق خريجو البلدة وخريجاتها، سبع مبادرات خلال النصف الثاني من أيار/مايو والنصف الأول من حزيران/يونيو.

تجميل بلدة برقين	جانب من المبادرات البيئية التي أطلقتها رابطة خريجي مدارس بلدة برقين وخريجاتها

شارع نظيف

واستطاع المبادرون، جمع نحو ألفي دولار من أبناء الحي الممتد شارعه الرئيس، على كيلو متر واحد، وظفوها في تعشيب جنبات الطريق، وإزالة أكوام النفايات المتراكمة، وتجميل الأسوار برمل البحر والإسمنت الأبيض، وإصلاح حفر "الدرب"، وإزالة أكوام من الركام. كما وضعوا سلات مهملات صغيرة ثابتة على أسوار الحي.

وأشادت الخريجة علا محمود بالمبادرة، واعتبرتها "خطوة في الاتجاه الصحيح" لتشجيع الأهالي على الاهتمام ببيئتهم والحرص على نظافتها، بالرغم من الظروف العصيبة التي يعيشها شعبنا.

وعدّد مؤسس الرابطة، عبد الباسط خلف، المبادرات السبع التي أنجزت في وقت قصير: (فكر بإخوتك) لتنظيف مقبرة البلدة وتخضيرها، و(همة بلد) لرعاية شارع درب السوق، و(قسائم برقين الخير)، و(كسوة) لمساعدة الأسر المتعففة في توفير 35 طرداً غذائيًا بـ 200 شيقل لكل واحدة، وتأمين ملابس لأطفال فقدوا آباءهم، و(محراب) لتنظيف 5 مساجد في البلدة، و(روضة) لتنظيف حديقة مدرسة الصداقة الفلسطينية الكورية، التي تحولت إلى مكان لطرح القمامة العشوائية.

مبادرات تنظيف أحد أحياء بلدة برقين أطلقتها رابطة خريجي مدارس برقين وخريجاتها	مبادرة التعشيب في بلدة برقين أطلقتها رابطة خريجي مدارس برقين وخريجاتها

30 فرصة عمل

وذكر خلف أن أحد أهم أهداف المبادرات الرئيس، توفير فرص تشغيل لنحو 30 عاملاً، انقطعوا منذ 8 أشهر عن مصادر رزقهم في السوق الإسرائيلي، عدا عن تشجيع التطوع، وإشاعة أولوية الاهتمام بالبيئة ونظافتها، وتحفيز العمل الجماعي، ومد يد العون للأسر التي ضاقت عليها الدنيا.

وأكد مؤسس الرابطة، أن المبادرات مُولت من الخريجين ومن أصدقاء برقين من ثلاث بلدات مجاورة، بتكلفة 10 آلاف دولار، ذهبت نحو نصفها أجور عمال، فيما انخرط 15 متطوعاً فيها.

ونشرت الرابطة تقارير عملها وبياناتها المالية عبر صفحتها على منصة (فيس بوك)، كما استخدمت الموقع لجمع التبرعات والمساهمات من الأعضاء.

وحظيت صور المبادرات وملخصات عملها اليومي بتفاعل كبير، بين جمهور الصفحة التي ينتشر خريجوها ببن 32 بلداً في العالم، وكانت أحدث المتبرعات مغتربة قدمت 300 دولار لاستمرار حملة الشارع النظيف.

ومما كتبه المبادرون: "الأولويات بعد العيد، العمل على إتمام التعشيب والوصول لجدران جديدة، وإصلاح حفر الطرقات، وتعديل حمايات الشوارع، واستحداث ملعب عام صغير للأطفال، وتنفيذ جدارية، كما سيجري التعاقد أسبوعيا مع عامل لإبقاء الحي دون نفايات، ولاحقًا في موسم الخريف تخضير الطرقات، وتشكيل لجنة أهالي الحي."

وأكدوا أنهم يدركون أن هذه الأعمال مسؤولية منوطة بالهيئات المحلية، لكنهم يساعدونها في تنفيذ واجباتها، ويأملون منها تفقد كل أرجاء الحي باستمرار بعمالها وآلياتها، وأهابت بقاطني الحي والسوق وكل أحياء البلدة، ذات التسعة آلاف نسمة، الحرص على النظافة، وعدم التعامل مع شوارعها كسلة نفايات كبرى.

مبادرة تجميل شوارع بلدة برقين أطلقتها  رابطة خريجي مدارس بلدة برقين وخريجاتها	مبادرة ترميم مقبرة بلدة برقين أطلقتها رابطة خريجي مدارس بلدة برقين وخريجاتها

وسبق أن نفذ الخريجون مبادرة وظفت 13 عاملاً انقطعوا عن أشغالهم في سوق العمل الإسرائيلي، رمموا بأجر مقبرة البلدية، وأزالوا نفايات، وغرسوا اشجاراً جديدة، واستحدثوا عدة ممرات حجرية، وأصلحوا البوابة الشرقية، ورمموا غرفة المقبرة، وتخلصوا من الأعشاب الجافة والأشواك، ودهنوا عدة جدران، ونصبوا لافتة إرشادية كبيرة، لاستدامة نظافة المكان.

واشتغل العمال في المقبرة قرابة أسبوعين، وتقاضوا أجراً يومياً بين 170 و150 شيقلاً.

وأشارت المتطوعة وعضو بلدية جنين، صمود نزال، أنها تدعم استمرار المبادرات للوصول للأسر المتعففة المستحقة في البلد، خاصة مع وجود كثير من الحالات الصعبة؛ بسبب الظروف الاقتصادية الراهنة الحرجة.

وقال رجل الأعمال، وأحد خريجي البلدة راشد الشايب، إن أبرز ما حققته المبادرات تحفيز العمل الجماعي، وتطوير روح التعاون بين أبناء البلدة.

من مبادرات رابطة خريجي مدارس بلدة برقين وخريجاتها

بينما وصفت المغتربة، مها محمد، المبادرات السبع بأنها استطاعت "تحريك المياه الراكدة في برقين"، وجعلت الأهالي يعملون يداً وفريقاً واحداً، ويفكرون معاً، ولا يكتفون بوصف أزمة الذين يعانون البطالة في صفوفهم.

وانطلقت الرابطة صيف 2021، بعد أن ساهمت خلال ثلاث سنوات في إحياء مرور 100 عام على تأسيس مدرسة البلدة، وجمعت أكثر من 120 ألف دولار من خريجيها وردتها لصالح تطوير مرافقها، وساهمت في سلسلة فعاليات تربوية وثقافية، وأنجزت عدة مبادرات صحية وبيئية وتعليمية في البلدة.

مبادرة تنظيف أحياء بلدة برقين أطلقتها رابطة خريجي مدارس برقين وخريجاتها	مبادرة تنظيف وتجميل أحد أحياء بلدة برقين أطلقتها رابطة خريجي مدارس برقين وخريجاتها