احتجاجات صاخبة لجماعات حماية المناخ الأسترالية ضد شركة "سيمنز" الألمانية بسبب منجم مثير للجدل

كانبيرا/خاص: نظمت جماعات حماية البيئة والمناخ الأسترالية في كانون ثاني الماضي احتجاجا ضد شركة "سيمنز" الألمانية العملاقة للأعمال الهندسية لموافقتها على بناء نظام إشارات السكك الحديدية الخاصة بمنجم "أداني" المثير للجدل في وسط مقاطعة كوينزلاند.
وأعلنت شركة "أداني" الهندية الشهر الماضي أنه "بعد إجراء مناقصة تنافسية كبيرة، حصلت شركة سيمنز على عقد لتنفيذ أنظمة إشارات السكك الحديدية لشبكة كارمايكل للسكك الحديدية". وأضافت "تم تصميم النظام الرقمي للحفاظ على تشغيل القطارات بأمان وكفاءة. وتساعد تقنية سيمنز الأساسية على تجنب الخروج عن القضبان، مما يؤمن بيئة نظيفة على طول خط السكك الحديدية"، مضيفة أن المشروع سيخلق 50 وظيفة محلية في كوينزلاند.
وتخطط "أداني" لإنشاء منجم كارمايكل للفحم في حوض جاليلي في وسط كوينزلاند منذ عام 2010. ومن المتوقع أن ينتج المنجم 2.3 مليار طن من الفحم على مدار 60 عامًا.
وقال كريستيان سلاتري، أحد كبار قادة حملة "أستراليان كونسرفيشن فونديشن" للمحافظة على البيئة في كانون ثاني الماضي "سوف يسحب خط السكة الحديدية فحم أداني … ليتم شحنه عبر البحار ليمر من خلال منطقة الحيد المرجاني العظيم المسجلة ضمن التراث العالمي".
وأضاف "سيكون خط السكة الحديدية مهمًا أيضا لمناجم الفحم الأخرى المقترحة في حوض جاليلي، أحد أكبر احتياطيات الفحم الحرارية غير المستغلة على هذا الكوكب".
وقالت حملة "ستوب أداني" البيئية المعارضة للمشروع أنه بدون شركة "سيمنز" فإن الشركة الهندية التي لا تهتم سوى بأرباحها سوف تكافح من أجل بناء خط للسكك الحديدية إلى حوض جاليلي للفحم حيث لا توجد حاليا مناجم للفحم.
وقال سلاتري من خلال السماح ببناء "البُنية التحتية الرئيسية" للمشروع، "فإن سيمنز تساهم في مليارات الأطنان من التلوث المناخي سيطلقها منجم أداني إلى مناخنا". وأضاف "إن عيون العالم تركز على أستراليا لأن التغير المناخي غذى أسوأ موسم حرائق غابات شهدناه على الإطلاق، ومن العار أن تختار شركة سيمنز دعم منجم للفحم يجعل حرائق الغابات في المستقبل أكثر سوء".
من جهة ثانية نظم آلاف المتظاهرين في كانون ثاني الماضي مسيرات في ملبورن وسيدني ومدن استرالية رئيسية أخرى، مطالبين الحكومات بوقف الصناعات المعتمدة على الوقود الأحفوري (الفحم والنفط والغاز(.
على صعيد آخر نصحت السلطات الأسترالية في كانون ثاني السكان في مناطق واسعة في شمال شرقي فيكتوريا بمغادرة منازلهم أو المخاطرة بأن تحاصرهم حرائق الغابات في الوقت الذي تواجه فيه أستراليا أحوالا جوية قاسية.
وقد بلغت درجات الحرارة في البلاد إلى 40 درجة مئوية وأكثر، إلى جانب تعرضها لرياح قوية وصلت سرعتها إلى 90 كيلومترًا في الساعة، في العديد من المناطق الريفية حيث تسببت الحرائق في الكثير من الدمار منذ عيد الميلاد في الخامس والعشرين من شهر كانون أول الماضي.
وقال رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون في كانون ثاني المنصرم أنه "لا يزال أمامنا وقت طويل على نهاية هذه الأزمة وهذه الكارثة". وتابع القول أنه لا تزال هناك سفينتان قبالة سواحل نيو ساوث ويلز، الولاية الأكثر تضررا، مستعدتان لإخلاء البلدات إذا لزم الأمر. وأضاف أن الجيش والبحرية والقوات الجوية على أهبة الاستعداد للمساعدة في مكافحة الحرائق.
وفي سياق متصل نظم نشطاء معنيون بالمناخ في كانون ثاني الماضي احتجاجا خارج مقار شركة "سيمنز" في أنحاء شتى من ألمانيا أمس مطالبين بأن تنهي مشاركتها في منجم الفحم الأسترالي. وانتشرت المظاهرات التي تعمل على تنظيمها مجموعة "أيام الجمعة من أجل المستقبل" في عدة مدن ألمانية من بينها ميونيخ، حيث يقع المقر الرئيسي للشركة. وذكر المحتجون أنهم سلموا مذكرة وقعها 57 ألف شخص خلال المظاهرة التي تم تنظيمها في ميونيخ.
والتقى المدير التنفيذي لشركة سيمنز جو كايسر أيضا مع الناشطة الشابة لويزا نويباور التي أصبحت أبرز أعضاء مجموعة "أيام الجمعة من أجل المستقبل". وأكد متحدث باسم الشركة أنها تلقت دعوة لمناقشة القضية معه. وكان كايسر قد وافق في ديسمبر/كانون أول الماضي على إعادة تقييم عقد شركته مع "أداني" الهندية.
وقال متحدث باسم شركة "سيمنز" أنها تأخذ القضية على محمل الجد، وأنها ستخصص الوقت اللازم "لسماع وجهات نظر مختلفة ومناقشتها".