كلية الزراعة / جامعة سوهاج (مصر)

تغير المناخ هو اي تغير مؤثر وطويل المدى في معدل حالة الطقس يحدث لمنطقة معينة. معدل حالة الطقس يمكن ان تشمل معدل درجات الحرارة، معدل التساقط، وحالة الرياح. هذه التغيرات يمكن ان تحدث بسبب العمليات الديناميكية للارض كالبراكين، أو بسبب قوى خارجية كالتغير في شدة الأشعة الشمسية أو سقوط النيازك الكبيرة، ومؤخراً بسبب نشاطات الإنسان. لقد أدى التوجه نحو تطوير الصناعة في الأعوام الـ150 المنصرمة إلى استخراج وحرق مليارات الاطنان من الوقود الاحفوري لتوليد الطاقة. هذه الأنواع من الموارد الاحفورية اطلقت غازات تحبس الحرارة كثاني أكسيد الكربون وهي من أهم أسباب تغير المناخ. وتمكنت كميات هذه الغازات من رفع حرارة الكوكب إلى 1.2 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية.
لا شكْ أنَّ هذا التطور قد سهَّلَ لنا الحياة في الكثير من المجالاتْ، وقرب لنا الدول، والأشخاص، واللغات، وفتحَ لنا آفاق المعرفة على اتساعها، لننهل من معينٍ لا ينضب من العلوم، والأدب، والفكر، ولكنَّ هذا التطور من جانب آخر جرَّ علينا ويلات لا حصر لها، وبقدر ما كان هذا التطور عظيماً، جاءَ معهُ بمشكلاتٍ أعظم، وأخطر، وتحتاج إلى سنوات من البحث لإيجاد حلٍ لها، واذكر من هذهِ المشاكل الأمراض السرطانية الناتجة عن الاشعاعات النووية، واشعاعات الأجهزة، كذلك ثقب الأوزون، هذهِ المصيبة التي تتسع يوماً عن يوم، والناتجة عن غازات الفيرونات، التي تنتج من الثلاجات، ومزيلات العرق، وغيرها، والمشكلة الاكبر منها هي الاحتباس الحراري الذي سأتحدث عنه وسأركز فيه على الحلول المقترحة لهذهِ المشكلة العالمية .
- ما هو الاحتباس الحراري :-
تسمى ظاهرة ارتفاع درجات الحرارة عن معدلها الطبيعي، وتعني ارتفاعاً في درجات حرارة منطقة ما نتيجة التغير في الظروف الحرارية والبيئية فيها .
- أسباب الاحتباس الحراري :-
- غازات الدفيئة الناتجة إمَّا عن النشاط الصناعي للنفط والفحم، أو من ملوثات الجو مثل البراكين وحرائق الغابات
- هناك رأي انَّ السبب هو الدورة الحرارية الطبيعية للارض فهي تشهد فترات انخفاض في درجات الحرارة مثل العصر الجليدي وفترات ارتفاع، ولربما هذهِ المرحلة ضمن مراحل الارتفاع في درجات الحرارة.
- ومنهم من يرى السبب هو الرياح الشمسية والتي تقوم بمساعدة من الجاذبية الشمسية، بتقليل كمية الأشعة الكونية الواصلة للأرض والتي تساعد جزيئات الهواء على التصادم وتكوين نوى جديدة للسحب التي تقوم بتبريد الأرض .
ومهما تعددت الاسباب واختلفت تظلّ المشكلة قائمة وتحتاج إلى حلول وهناك العديد من الظواهر التي ارتبطت بمشكلة الاحتباس الحراري مثل ارتفاع نسبة المياه في البحار، وذوبان الجليد في القطبين، وارتفاع درجات الحرارة في الشتاء، عن معدلها الطبيعي وغيرها .
وهناك العديد من الحلول المقترحة على الصعيد الفردي والدولي لحل هذهِ المشكلة ومنها :-
- نثر كميات من غاز الكبريت، وقد توصل العلماء لهذهِ الفكرة بعد بركان سومطرة، الذي حلَّ بعده انخفاض شديد في درجات الحرارة لمدة طويلة بسبب ضخ كميات كبيرة من الكبريت أثناء انفجاره، ولكنَّ يظل الكبريت عنصراً خطيراً يمكن أن بتسبب بالقضاء على الحياة .
- تغذية النباتات البحرية والمعلقات المائية، عن طريق ضخ كميات كبيرة من المغذيات لها، لأنَّ النباتات البحرية لها دور كبير في امتصاص الغازات الضارة.
- تسريع دورة ثاني أكسيد الكربون بغرض عودته إلى مكامنه الطبيعية بدلاً من أن يتراكم في الطبيعة مسببا احتباسا حرارياً
- زيادة حجم الغطاء النباتي، وزراعة المزيد من الأشجار، لما لها من دور في التخلص من غاز ثاني أكسيد الكربون كذلك، تلطيف الجو، وتبريده .
- هناك حلول فردية مثل ترشيد استهلاك الطاقة، وتشجيع النقل العام بدلاً من زيادة عدد السيارات وتوجيه المواطنين لبناء منازل معزولة جيداً، بحيث لا تكون بحاجة الى التدفئة شتاءً والتبريد صيفاً.
تقدم الطبيعة مجموعة من الخيارات البديلة من أجل إنتاج الطاقة. ومع توخي ترشيد استعمال الطاقة، تؤمن موارد الطاقة المتجددة كالشمس والهواء والامواج والكتلة الحيوية مصادر فاعلة وموثوقة وتحترم البيئة لتوليد الطاقة التي نحتاجها وبالكميات التي نرغبها.
لن يتطلب تطبيق هذه الحلول اي تنازل من المواطنين عن أنماط حياتهم، بل سيخولهم الدخول الى عصر جديد من الطاقة يأتي عليهم بالازدهار الاقتصادي وفرص العمل والتطور التكنولوجي والحماية البيئية.
سنركز بين الحلول البديلة المتوافرة على الموردين الذين يتمتعان بأكثر التقنيات تطورا في هذا المجال
- ضوء الشمس إلى كهرباء: أهمية الطاقة الشمسية
تتلقى الكرة الارضية ما يكفي من الإشعاع الشمسي لتلبية الطلب المتزايد على أنظمة الطاقة الشمسية. إنّ نسبة أشعة الشمس التي تصل إلى سطح الأرض تكفي لتأمين حاجة العالم من الطاقة بـ 3000 مرة. ويتعرّض كل متر مربع من الارض للشمس، كمعدل، بما يكفي لتوليد 1700 كيلوواط/الساعة من الطاقة كل سنة. يتمّ تحويل اشعة الشمس إلى كهرباء والتيار المباشر الذي تم توليده يتم تخزينه في بطاريات أو تحويله إلى تيار متواتر على الشبكة من خلال محوّل كهربائي.
- الكهرباء – مصانع الطاقة الحرارية الشمسية
تركّز مرايا ضخمة ضوء الشمس في خط أو نقطة واحدة. وتستخدم الحرارة التي تنتج لتوليد البخار. يستعمل البخار الحار المضغوط لتشغيل توربينات تولد الكهرباء. في المناطق التي تغمرها الشمس، تؤمن مصانع الطاقة الحرارية الشمسية كميات كبيرة من الكهرباء. وقد استنتجت دراسة اجرتها "غرينبيس" تحت عنوان "مصانع الطاقة الحرارية الشمسية 2020" بالتعاون مع صناعة الطاقة الحرارية الشمسية الاوروبية أنّ كمية الطاقة الشمسية المنتجة حول العالم قد تصل إلى 54 مليار كيلواط/الساعة (كو/س) بحلول العام 2020. في العام 2040، من الممكن توليد أكثر من 20% من إجمالي الطلب على الكهرباء.
بلغ استغلال طاقة الرياح مراحل متقدمة. والطاقة الهوائية هي ظاهرة شاملة وأكثر مصادر الطاقة المتجددة تطورا بالاعتماد على تقنية حديثة نظيفة، فعالة، مستدامة، ولا تلوث. تشكّل توربينات الرياح الحالية تكنولوجيا متطورة جدا- فهي قابلة للتعديل، سهلة التركيب والتشغيل وقادرة على توليد طاقة تفوق 200 مرة حاجة العالم اليوم. ربما تكون الحلول بدائية، وضئيلة أمام مشكلة كبيرة كمشكلة الإحتباس الحراري، ولكنَّ البحث عن الحل الأمثل يكمن في تعاون واتحاد دول العالم كيدٍ واحدة لنقف جداراً في وجه هذا الخطر القادم الذي يهدد حياتنا، وبقاءنا على الأرض .