اعتصامات واحتجاجات في جنوب الجزائر ضد تفشي البطالة والتمييز في فرص العمل
الجزائر/ ربيعة خريس: عاشت مدن في الجنوب الجزائري مؤخرا، على غرار مدينة تينركوك في ولاية أدرار جنوبي الجزائر اعتصامات واحتجاجات على تفشي البطالة والتمييز في فرص العمل التي توفرها الشركات العاملة في حقول النفط، وأخذت الاحتجاجات منحى تصاعدياً خطيراً بعد أن تحولت إلى مواجهات عنيفة مع قوات مكافحة الشغب. وبُذِلَت مساع حثيثة يقودها أعيان المنطقة لاحتواء حالة التململ والغضب الشعبي والحراك الكبير الذي ينوي شباب مستقلون التحضير له في الأيام القليلة القادمة.
وازدادت حدة الاحتقان الشعبي جنوب الجزائر مؤخرا بسبب تفشي البطالة رغم احتواء هذه المناطق على ثروات مهمة من النفط والغاز، وهو ما دفع بالمتظاهرين إلى المطالبة بفتح قضية توزيع فرص العمل في مدن الجنوب الغنية بالثروات.
ونظم المئات من المتظاهرين من مدينة تينركوك في ولاية أدرار جنوبي الجزائر في أيار الماضي، مسيرة للمطالبة بالإفراج الفوري عن الشباب الذين تم اعتقالهم في وقت سابق، بسبب الاحتجاجات والمطالبة برحيل رئيس دائرة تينركوك والمجلس المحلي، وردد الشباب الغاضبون شعارات عديدة على غرار "لا للتهميش واللامبالاة" و"ونريد معاقبة الفاسدين".
وأسفرت المواجهات التي تفجرت بين الشرطة والمتظاهرين على خلفية توقيف عدد من المشاركين في الاحتجاجات (عاطلين عن العمل) عن إصابة 25 مدنيا بجروح، وانطلقت الحركات الاحتجاجية في المنطقة منذ أوائل نيسان تقريبا، حيث نظموا اعتصامات متتالية للمطالبة بمناصب شغل في الشركات التي تشتغل في حقول النفط في المنطقة، واضطر الشباب إلى نقل اعتصامهم إلى مداخلها بعد أن فشلوا في التوصل إلى نتائج ملموسة مع المسؤولين المحليين.
وفي وقت لاحق توسعت الاحتجاجات على الشغل في مناطق أخرى جنوب البلاد لتشمل منطقة "تيميمون" بولاية أدرار، وأقدم العاطلون عن العمل على غلق الطريق الوطني لتوفير مناصب شغل في الشركات النفطية في المنطقة.
ويتخوف مراقبون من تطور الأوضاع في منطقة الجنوب الجزائري، خاصة في ظل استمرار الحراك الشعبي للمطالبة برحيل بقايا رموز نظام الرئيس المتنحي عبد العزيز بوتفليقة.