هل كان الرسول نباتيّاً ؟؟
لا شك، أن الرسول عليه الصلاة والسلام، لم يكن نباتيّاً، إلا ان معظم دارسي السنّة النبوية يؤكدون انه لم يكن من آكلي اللحوم ( meat-eater )، وبهذا فيُصنّف رسولنا الكريم علمياً بأنه شبه نباتي ( semi-vegetarians )، ومع ان الرسول مدح اللحم في بعض المواضع، إلا ان سيّدنا عُمر رضي الله عنه، الذي قال فيه رسولنا ( لو كان نبي بعدي لكان عُمر )، كان ينصح بنصيحة مُثيرة : إياكم واللحم، فإن له ضراوة كضراوة الخمر، وقد ذكر ذلك الإمام مالك في الموطأ، وكثيراً ما كان يقول: اوكُلّما اشتهيتم إشتريتم؟. بل اننا لو تمحصنا الطب النبوي فسنجد النصيحة كالتالي: "وينبغي ألا يداوم على أكل اللحم، فإنه يورث الأمراض الدموية والإمتلائية، والحميات الحادة"، الجميل ان ابقراط، طبيب اليونان الأول، كان يقول في المضمار: لا تجعلوا أجوافكم مقبرة للحيوان، واخيراً فلو عُدنا إلى كثير من المجاعات في هذا العالم لوجدناها نتيجة مُباشرة للإستهلاك الزائد للحوم overconsumption في امريكا وأوروبا، وهذا ليس كلامي، هذا كلام عُلماء الإقتصاد الذين درسوا ( صناعة اللحوم meat industry )!
الفلاسفة .. يبحثون في القمامة ايضاً
عندما نسمع عن الجماعات المُتطرفة، قد نُفكر في كل شيء. إلا أننا قد لا نُفكر بالبيئة، بيد أن جماعة الـ فريجانز Freegans هي أحد ابرز المذاهب المتطرفة في الحفاظ على البيئة. ويتجلى هذا من خلال نمط حياتها الغريب حيث أنهم يُحاربون الإستهلاك anti-consumption movement ولذلك لا يشترون أشياء جديدة. وإذا ارادوا شراء شيء فإنهم يتعاملون بأسلوب المقايضة القديم ( شيء بدل شيء ). وبالطبع لا يركبون السيارات وسفرهم يكون مشياً أو بالدراجة الهوائيّة. والأورط من هذا أنهم بارعون في التنقيب في القمامة ولا يخجلون بهكذا تصرّف بل يعتبرونه مفخرة ً لهم ورمزاً في مقاومتهم وحربهم للبذخ والتبذير في مجتماعتهم. وهم يرون، وكثيرون معهم، أن كل ما يقومون به، هو من أجل الحفاظ على الحياة على ظهر الكوكب وضمان حقوق البشر وسائر المخلوقات فيه.
أطفالنا المساكين !!
تخيّلوا .. تخيّلوا فقط، ان كل واحد فينا استخدم في طفولته حوالي 5000 حفاظه حتى كبر، هكذا تقول الإحصائيات حتى ان امريكا وحدها تـُصدّر للمزابل سنوياً حوالي 27 مليار حفاظة ( يعني 27 الف مليون ... ) شيء مُذهل. كميات مُرعبة. وليس ( وسخ ) الأطفال وحده الشيء المُقرف، حتى اظنه أصلح شيء، فحفاظات الأطفال العادية، تحوي مواد كيميائية مثل الكلور المُبيّضة والديوكسين المُسرطنة. هذا غير النايلون المصنوع من النفط. ومادة التي بي تي المصنوعة من الرصاص. كل هذا في حفاظات أطفالنا المساكين. وبعيداً عن هذا الرُعب، فإن الهندسة تُقدم لنا حفاظات متطورة وبديعة وصديقة للبيئة هي Eco Friendly Diapers، حشوتها مصنوعة من الياف السيليلوز ( cellulose fibers ) المستخلصة من النباتات، وأما الغطاء او الحفاظة نفسها فهي مصنوعة من القطن الطبيعي او حتى من نسيخ الخيزران، وهو بديل بيئي مّذهل ( ابحث عن Bamboo Fabric ). الجميل ايضاً، ان كل هذا قابل للتدوير 100% فليس في الحفاظة مواد مثل البلاستيك وغيرها .. والأجمل من كل هذا ان الحشوة قابلة للغسيل، وقد يستخدم الطفل طيلة حياته 16 حفاظة وليس 5000، وغسيل الحفاظة، يصدر عنه مواد، غنيّة جداً، هو "الوسخ " الذي يُمكن استعماله كسماد عضوي مفيد جداً في الحدائق والبساتين.
كأنك .. عابر سبيل !!
من الرائع ان تجد بعض الشباب في السويد، رغم الحالة الإقتصادية الممتازة التي يتمتعون بها هُناك، يقومون بتطبيق بعض المبادئ التي يحث عليها الإسلام، والتي كنا نقرا عنها في كتب الصالحين، وهي انهم لم يكونوا يملكون الكثير، عملاً ( بالجانب المادي ) لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيْبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيْلٍ)، هؤلاء الشباب ليسوا مسلمين ولا من الصالحين، ولكنهم من المنتمين لحركات مناهضة الإستهلاك "المجنون" ( ابحث عن Anti-consumerism ) وهو داء العصر، والذي يرفضه الإسلام أيضاً، هؤلاء الشباب قاموا بمشروع "All I Own"، والذي من خلاله يقوم كل منهم بتصوير نفسه مع كل ما يملك، بشرط ان كل ممتلكاته يمكن ان تدخل في حقيبة او في صورة على الأقل. كما انهم يأملون من خلاله ان يطرحوا على مُجتماعتهم ثلاثة أسئلة ضرورية: ما الأشياء التي نحن بحاجة إليها فعلاً ؟؟ وهل معظم الأشياء التي نشتريها هي ضرورية حقاً، أم هي مُجرّد "تفاهات crap ". والسؤال الأخير: هل تملُكنا للقليل من الأشياء، يعطينا مساحات أكبر من الحرية في الحياة ؟!
"رحمة الإحتلال"
تشتهر ارض فلسطين بزيتها والزيتون .. وبعد كل موسم، حيث يعصر الزيتون، يبقى الجفت، هذا الجفت يعرف علمياً بإسم ( OLIVE MILL WASTE ) ومن الأمور المُثيرة انه بالإمكان انتاج حوالي 0.08 متر مكعب من البيوغاز، من كل كغم جفت، وبتقنيّات بسيطة وغير مُعقدة بالمرّة ! بعد موسم الزيتون يبقى في فلسطين 76 الف طن جفت. هذه كلها وغيرها من مخلفات الحيوانات وبقايا الطعام وغيرها من نفايات عضوية، لو تم استغلالها بشكل ( حكيم ) لاستطاع الشعب الفلسطيني توفير مبالغ هائلة كان سيدفعها لإسرائيل مُقابل 6 مليون متر مكعب من الغاز من الجفت وحده، فكيف لو تم الاستفادة من كل المخلفات الأخرى. فأين فلاح المُستقبل؟ الذي يُنتج غازه بنفسه. بعيداً عن " رحمة الإحتلال " و"غلاء الأسعار"!!
وقود الصواريخ .. من المراحيض !!
عجائب هذا الكون لا تنتهي. ولن تنتهي. يكفيك أن تعلم عن دلّوعة صغيرة، تُدعى Brocadia anammoxidans، هي أصغر من أن تراها عينيك. او تُلامسها يديّك، فهي صنف من البكتيريا العجيبة، لعلّك أيضاً تعشقها إذا ما علمت أن صغرها ليس عقبة في مُساهمتها في إنتاج الهايدريزين ( hydrazine )، بكلمات أخرى، وقود الصواريخ، كُل هذا بمساعدة شيء بسيط جداً ومتوفر بكثرة، هو بُراز البشر ( human sewage )، وبغض النظر إن كنتم تعتقدون انها ( باروكاديا ) مُقرفة .. هذا لا يهمنا، ما ينفع هو التشمير عن الأيدي والمساهمة في هكذا ابحاث مُدهشة، من قبل طلاب العلوم الدقيقة والعلوم البيئية، وحتى الهواة، اصحاب المُختبرات المنزلية !!
البيوغاز،، لكل من يلعن الحُكومات !!
خاطرة نهضوية بدقيقة ..
كثيراً ما نسمع بكلمة باكستان، حتى نشعر بالشفقة عليهم، لعلنا لا نعرف عنهم سوى انهم فقراء، مع انهم متقدمون علمياً أكثر من كُل العرب .. هَباد، طالب باكستاني، شغوف بالعلم كشعبه، الذي لم يمنعه " الفقر " ان يُبدع في العلم أيضاً، هباد، شغوف بإنتاج البيوغاز ( الميثان ) من النفايات العضوية، حيث يقدم بهذا حلّا رائعاً وبسيطاً للفقراء الذين لا يملكون المال لشراء الغاز ولكنهم يملكون القمامة دائماً. هباد ليس وحيداً فقد فوجئت مُنذ تعرفي على المُنتدى العلمي الباكستاني (paksc.org) بنماذج مميزة جداً، أكثر ما يميزها تبسيطها للعلم وبالعودة إلينا، نحن البارعون في الشفقة على الآخرين، يبدو لي أننا اكثر من يستحق الشفقة، فلا زال المحتوى الرقمي العربي ضعيفاً جدا جدا بخصوص البيوغاز مثلاً، هذا غير اننا مُستعدين ان نمكث الف عام نلعن الحُكومات على أسعار الغاز ولا نتقدم خطوة واحدة إلى الأمام للبحث عن بدائل !!
بدلاً من لعن الظلام .. أشعل شمعه
من خيرات بلادي !
رفيقتي الحسناء .. !
كثيراً، ما تــُرافقني في كل جولاتي حول قريتي، ومع ذلك لم اكن أعرفها، ولا حتى إسمها، كنت اكتفي بتأملها، والإستمتاع بجمالها وإستنشاق رائحتها الزكية، قبل يومين فقط، سألت ابي عنها، وإذا به يعرفها جيداً، قال لي انها تـُدعى ( الخلة ) وفيها فوائد جمّة، اليوم وجدتني مضطراً للبحث اكثر، فوجدتها تدعى باللاتينية Ammi visnaga ويستعملها اهل مصر ضد حصى الكلى .. وتساعد على إرتخاء العضلات الملساء ( كالقلب والرئة مثلاً ) .. وليس هذا فحسب، بل ان الإسبان يستعملونها لتطهير الأسنان وتنظيفها، وليسوا لوحدهم في ذلك، فقد اخبرني أبي ان الفلاح الفلسطيني، كان يعتبرها بمثابة، قش اسنان طبيعي.
الخيزران أحسن !
بالإضافة إلى حُسنها، فهي أكثر النباتات خدمة للبيئة. فهي اكثرهن إمتصاصاً لثاني أكسيد الكربون المُسبب للإحتباس الحراري. بل وتُطلق أكثر بـ 35 % من الأكسجين عن قريناتها من نفس الحجم. وليس هذا فحسب فهي تتحلى بصفات عجيبة جداً ابرزها قدرتها خارقة السرعة على النمو حيث يُمكن ان تكبر بمعدل متر إلى متر ونصف يومياً - كما قرأت - دُون أي حاجة لسماد .. ويُمكن لنبتة الخيزران ان تقلص بشكل كبير من حاجتنا لقطع الأشجار وتستخدم بشكل كبير في صناعة الأثاث المنزلي، النسيج، والأرضيات المنزلية ( الباركيت ). هذه المنتوجات هي احياناً ارخص. وأفضل بكثير من غيرها، ولكنها تحتاج الوعي بها.
فندق .. بـ مليون نجمة :)
عندما نتحدث عن فندق برج العرب، أو عن الموفنبيك او حتى الأنتركونتنتال وكذلك الشيراتون والماريوت وغيره .. فإننا نتحدث عن فنادق خمس نجوم ليس أكثر .. ولكننا عندما نتحدث عن ( الخيمة ) فإننا نتحدث عن فندق، بمليون نجمة. نعم فليس هُناك أجمل من أن تخيم تحت السماء، فوقك مليون مليون نجمة. أمام البحر أو النهر. أو الغابة. في الصباح تُداعبك خيوط الشمس. وتلهو مسامعك بزقزقة العصافير. وتلاطم أمواج البحر. أو حتى سكينة الجبال. وفي المساء تجلس لمشاهدة مراسيم توديع الشمس. وإستقبال القمر. ولا ننسى، حفلة الرقص التي تشارك فيها المليون مليون نجمة. طيلة الليل.
وأجمل ما في هذه الفنادق. أنها لا تُكلف إلا بضعة قروش.