رام الله / خاص: شكل اتفاق قيمته مليار دولار وقع في كانون ثاني الماضي يشمل حقلا إسرائيليا للغاز الطبيعي وشركة فلسطينية للكهرباء "انتصارا" نادرا للقطاع الخاص على الصراع السياسي، لكنه قد يحتاج إلى دعم من مستويات سياسية عليا لكي يكلل بالنجاح.
ويقول مسؤولون فلسطينيون ان التنفيذ سيكون رهنا بالضمانات التي تقدمها حكومتا الجانبين. وزاد الإرتياب بين الطرفين في ظل إضطراب عملية السلام التي ترعاها الولايات المتحدة.
ويقول الفلسطينيون المؤيدون للإتفاق ان إسرائيل تعهدت بأن أي أزمة سياسية أو أمنية في المستقبل لن تعطل إمدادات الغاز. غير أن أيا من مثل تلك التأكيدات لم يعلن.
وقال سمير حليلة، الرئيس التنفيذي لشركة فلسطين للتنمية والاستثمار (باديكو) القابضة، ان هناك نوعا من الضمان من المستويات العليا في إسرائيل باستمرار تدفق الغاز بغض النظر عما يحدث على الصعيد السياسي. وتملك "باديكو" حصة 18% في شركة فلسطين لتوليد الطاقة التي تأتي في قلب الإتفاق الذي قال حليلة إنه تلقى الضمان بشأنه من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل أقل من عام. ولم يرد مكتب نتنياهو على طلب للتعليق.
وبموجب الإتفاق تشتري شركة فلسطين لتوليد الكهرباء ما قيمته 1.2 مليار دولار من الغاز الإسرائيلي على مدى 20 عاما، من المجموعة الأميركية الإسرائيلية التي تطور حقل غاز "ليفياثان" البحري الضخم.
وخلال حفل التوقيع في الخامس من كانون ثاني أشاد الملياردير الإسرائيلي إسحاق تشوفا – الذي تملك مجموعته "ديليك" حصة رئيسية في حقل "ليفياثان" – بالإتفاق بوصفه صفقة تاريخية، وقال إن من شأنه أن يعزز جهود السلام. لكن مسؤولي "ديليك" رفضوا التحدث بخصوص أي دعم سياسي إسرائيلي للإتفاق.
وقال محمد مصطفى، نائب رئيس الوزراء الفلسطيني، ان حكومته تنظر إلى الإتفاق بشكل إيجابي لكن الموافقة النهائية لن تأتي إلا بعد إطلاعها على نص العقد ودراسة التعهدات السياسية لإسرائيل.
ويشتري الفلسطينيون في الضفة الغربية الآن الكهرباء من إسرائيل. وإذا حصلت شركة فلسطين لتوليد الكهرباء على موافقة الحكومة الفلسطينية على صفقة الغاز، وأكملت إنشاء محطة مزمعة للطاقة بتكلفة 300 مليون دولار في شمال الضفة الغربية، فإن ذلك سيمنح الفلسطينيين سيطرة أكبر على امداداتهم من الكهرباء.
ويعارض بعض الفلسطينيين الصفقة قائلين إن تعميق الروابط الاقتصادية مع إسرائيل يتعارض مع السعى إلى الاستقلال. وقال المحلل الاقتصادي المستقل ياسر عبد الكريم "افتراض أن إسرائيل ستفي بهذا الإتفاق وتستمر في توريد الغاز على مدى جيل كامل هو مجرد افتراض".
وأضاف بالقول: "يجب علينا أن نحرر بلدنا وشعبنا أولا، لا أن نبرم صفقات بين الذي يحتل والمحتل. يجب أن نقلل اعتمادنا على إسرائيل ونتجه شرقا من حيث تنويع شركائنا ومستثمرينا ولاسيما بين العرب، لا أن نبقى رهينة لإسرائيل". غير ان وليد سلمان، الرئيس التنفيذي لشركة فلسطين لتوليد الكهرباء، يرى أن صفقة "ليفياثان" مجدية تماما من وجهة النظر الإقتصادية.
وقال مشيرا إلى التعقيدات السياسية المحتملة "من وجهة النظر التجارية الإتفاق يعود بالنفع على الطرفين كليهما. وما يدور بذهن السلطة الفلسطينية وإسرائيل ليس مجالنا". وأضاف "فلسطين وإسرائيل جيران وإذا كنت ستحصل على الوقود فمن الأفضل أن تحصل عليه من جارك لا من الخارج".
وقال سلمان ان تقدماً قد تحقق في المفاوضات مع شركات التنقيب من أجل تطوير حقل غاز قبالة ساحل غزة تم اكتشافه عام 1998.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي حمد الله أواخر العام الماضي إن الغاز الذي سيستخرج من الحقل قد يساعد على تحقيق أرباح صافية قدرها 150 مليون دولار سنويا من المبيعات في الداخل والخارج.
وكان مسؤولون قالوا إن اتفاقا مبدئيا بين شركة المقاولين المتحدين الفلسطينية "سي.سي.سي" وشركة "بريتيش غاز" البريطانية قد يؤدي إلى بدء الإنتاج في عام 2017.