خاص بآفاق البيئة والتنمية

كفاءة الطاقة في المنازل العربية القديمة أعلى من المنازل الحديثة
ازداد وعي العديد منا حول الممارسات البيئية والتصميم البيئي بوقت متأخر، لم يمكنهم من إعادة تصميم منازلهم التي تفتقد لمعايير الكفاءة بالطاقة، لتلائم ممارساتهم أو قناعاتهم الجديدة. لكن مع ازدياد عدد الناس التي تريد أن تعيش بطريقة مستدامة أكثر وبتكلفة أقل، فإنه من الضروري أن يجدوا طرقهم الخاصة لإحداث تغييرات تهدف إلى نمط حياة إيجابي، من دون التخلي عن جميع ما قاموا ببنائه حتى الآن. بحيث يجرون بعض التعديلات التحديثية على نمط حياتهم، ويستفيدون من جميع ما يتوافر لديهم بأفضل طريقة. من حسن الحظ، وإلى حد ما؛ فإن أساليب التدفئة السلبية أو غير المباشرة هي خيار بديل مناسب لخلق نمط حياة إيجابي لهم.
تعديلات تحديثية تساعد على حفظ الحرارة داخل المنزل:
(الشمس والكتلة الحرارية)
فيما يتعلق بالتدفئة السلبية، فإن الشمس تعتبر أكبر مصدر مجاني متوفر وغير ملوث للبيئة، وأسهل طريقة لاستغلالها هي من خلال الشبابيك المقابلة للشمس. في تصاميم البيرماكلتشر الفعالة، يتم أخذ هذا الأمر بعين الاعتبار قبل بناء المنزل. هناك نسب للجدران والشبابيك التي تُبنى على أساس كمية الشمس التي يتلقاها الحائط المقابل للشمس، وكم المساحة التي يجب تحويلها إلى شباك.
الشبابيك والجدران
أما بالنسبة للبيوت التي لم يتم أخذ هذا الأمر بالحسبان فيها منذ البداية، فإن الخيار التالي المناسب لها هو الوعي بأية شبابيك مواجهة للجنوب فيها. يجب التأكد خلال الشتاء بأن تكون الشمس قادرة على الدخول من هذه الشبابيك دون أية معوقات، أما خلال الصيف فيجب تغطيتها لمنع دخول الشمس والحرارة إلى الداخل.
مواد كثيفة مثل الحجر، الطوب والقرميد هي مواد تحفظ درجة الحرارة بشكل جيد. عندما يتم تعريض هذه المواد للشمس لوقت طويل، يتم تسخينها بحيث عندما تغيب الشمس، تقوم هذه المواد بإصدار أو التخلص من هذه الحرارة بشكل بطيء. في تصاميم البيرماكلتشر، يتم بناء الجدران المقابلة للشمس مع أخذ الكتلة الحرارية بعين الاعتبار، بحيث يتم تعريضها للحرارة في الشتاء، ويتم تغطيتها في الصيف.
أما من أجل إجراء تعديلات مشابهة في البيوت الأقل فاعلية بما يتعلق بكفاءة الطاقة، فيجب التركيز على الأرضيات المبنية باستخدام الخرسانة والقرميد، أو ذات الحيطان المصنوعة من الطوب المتواجدة أصلاً، أو من الممكن إضافة زينة مصنوعة من الحجر لتغطية الحائط الداخلي للبيت.
المياه
للماء كتلة حرارية جيدة أيضاً، والعديد من التصاميم الفعالة تحتوي على أحواض مياه داخلية لتزويد البيت بالحرارة خلال الشتاء. أحواض المياه الداكنة اللون هي خيار مناسب جداً لإمداد البيت بالحرارة، ويمكن إزالة المياه منها في الصيف.
طريقة ذكية أخرى للاستفادة من المياه الساخنة هي عن طريق تأجيل تصريف مياه حوض الاستحمام حتى تبرد المياه. المياه الساخنة أو الدافئة ستقوم بتسخين الهواء في الغرفة. يمكن أيضاً استخدام قناني المياه الساخنة في الفراش، أو تحت غطاء الفراش وستقوم بتوفير الدفء طوال الليل دون حاجة لتشغيل المدفأة.
تجميع العديد من الفوائد بمهمة واحدة
إحدى المشاكل الكبيرة في العديد من البيوت الأميركية هي أن مساحاتها كبيرة جداً، ما يتطلب طاقة كبيرة جداً للتدفئة والتبريد. بالنسبة للناس الذين يعيشون في مثل هذه البيوت، يصبح من المهم تقليل المساحة التي تحتاج لتحكم كلي بحرارتها. مثلاً يمكن إغلاق أبواب الغرف التي من النادر أن يتم استخدامها، ومحاولة توجيه معظم النشاطات إلى الغرف المواجهة للشمس في المنزل والتي يتم تسخينها سلبياً من قبل الشمس، بالإضافة إلى درجة حرارة أجسام الأفراد داخل الغرفة. الشتاء هو وقت للتقارب، أما في الصيف فيجب فتح الأبواب والشبابيك من أجل خلق مسارات هوائية متضاربة لتبريد المنزل.
يجب أيضاً تغيير العادات القديمة من أجل الراحة والفعالية، وفيما يتعلق بالبقاء دافئين، فإن ارتداء الملابس المناسبة داخل وخارج المنزل هي خطوة جيدة. لا يوجد شيء سيء في ارتداء سترة داخل المنزل، بالإضافة إلى بيجاما فانيلا مصنوعة من الصوف أو القطن مع حذاء أو نعل دافئ. من المفيد أيضاً استخدام حرام إضافي على السرير في الليل بدلا ً من إبقاء جميع أجزاء المنزل على درجة حرارة مثالية واحدة. بهذه الخطوات البسيطة نستطيع أن نغير طريقة تفكيرنا لتقليل كمية الطاقة التي نستهلكها.
يمكننا أيضاً أن نجمع عدة فوائد من وظيفة واحدة داخل منازلنا حتى نحصل على درجات الحرارة المناسبة بينما نقوم بإنجاز أمور أخرى. هذا يتضمن استخدام مطابخنا، الفرن والغاز بالتحديد، فمن خلال الطبيخ يتم إنتاج الحرارة، وطبق شوربة كبير هو مثال جيد على ذلك. الشوربة مفيدة غذائياً، وتساعد أيضاً على بقائنا دافئين من الداخل والخارج. تشغيل الفرن من أجل خبز الكيك أو الخبز أو البسكويت أيضاً يعمل على إصدار أشعة حرارية إضافية، ويمكن ترك باب الفرن مفتوحاً حتى بعد إطفائه ما يساهم في نقل الطاقة من داخله إلى الغرفة.
الحماية من الهواء البارد
عندما نبدأ بالحصول على الحرارة سلبياً وبطرق غير مباشرة يصبح من المهم أن نعمل على حفظها وأن نحمي منازلنا من البرد القادم من الخارج، والعزل الجيد هو مفتاح أساسي لذلك. بالحالة المثالية، الجدران المواجهة للهواء البارد تحتوي عادة على عزل إضافي. من الممكن عزل هذه الجدران أيضاً عن طريق تخزين أكوام من بالات القش بجانبها لاستخدامها العام المقبل في الحديقة، ونفس الأمر يمكن فعله عن طريق زراعة شجيرات دائمة الخضرة وتتحمل الظل. أما بالنسبة للشبابيك، فيجب إبقاؤها مغلقة وتغطيتها بالستائر أو بورق مقوى لمنع الهواء البارد من الدخول. العلّية تحتاج أيضا إلى عزل دقيق، عن طريق الصوف، أو الورق والقماش المعاد استخدامه.
هناك نقطة أساسية أخرى تتعلق ببقاء الهواء البارد خارج المنزل والدافئ داخله، وهي العمل على إغلاق أي مدخل أو مصدر هوائي في الشبابيك. يمكن أيضاً الاستثمار بإضافة شبابيك مزدوجة أو شبابيك مناسبة للعواصف، إذا لم يكونوا موجودين بالأصل.
الأبواب هي أمر منفصل هنا، ويمكن منع الهواء من الدخول عن طريق الفتحات الموجودة أسفل الأبواب، عن طريق وضع منشفة أو وسادة تحت الباب لمنع الهواء من الدخول. الفكرة هي بالأساس عزل المنزل قدر الإمكان.
الأبواب المزدوجة هي حلّ رائع أيضاً لإبقاء الحرارة الدافئة داخل البيوت. في حالة الأبواب المواجهة للشمس، يمكن إضافة بيت زجاجي أو غرفة شمس في مدخل المنزل. البيت الزجاجي يساعد على عزل البيت من البرد مع ترك المجال لدخول الشمس في نفس الوقت وبذلك تشكيل وسيط بين الداخل والخارج.
على الرغم من أن هذه التصاميم الغير مراعية للتدفئة السلبية بالمنازل قد تكون محبطة في بعض الأحيان، إلا أنه يوجد دائماً طرق لجعل التصاميم تعمل بطريقة أفضل. من المؤكد أنها لن تكون جيدة بقدر التصاميم التي تأخذ التدفئة السلبية بعين الاعتبار منذ البداية، إلا أن هذا لا يعني أننا لا نستطيع أن نعدّل على ما لدينا ليصبح أفضل. بالإضافة إلى أن هذه فرصة رائعة للناس الذين يرغبون بخطو أولى خطواتهم نحو الاستدامة. وسيكتشفون حينها أن هذه الطريق مثمرة وسهلة وأفضل للكوكب وللناس التي تعيش عليه.