استطلاع للرأي: غالبية تثق بالسلع الغذائية العضوية أو الطبيعية شريطة تأكدها من مصداقية المُنْتِج
خاص بآفاق البيئة والتنمية

بين استطلاع للرأي أجرته مجلة آفاق البيئة والتنمية في عددها الصادر في حزيران الماضي حول مدى الثقة بالسلع الغذائية التي تسوق باعتبارها عضوية أو طبيعية أو بيئية، بأن 64% من المستطلعة آرائهم يثقون بالسلع الغذائية التي تسوق باعتبارها عضوية أو طبيعية فقط في حال تأكدوا من مصداقية المُنْتِج ، بينما أجاب 10% بأنهم يثقون بها في كل الحالات ودون شروط؛ في حين قال 26% بأنهم لا يثقون بمثل هذه السلع. وبلغ حجم العينة 319 مبحوثا موزعة على بضع فئات مختلفة هي: الطلاب، الباحثون، الصحفيون، الناشطون البيئيون، منظمات غير حكومية، قطاع خاص، مزارعون، ومسؤولون حكوميون / قطاع حكومي.
وبالمقارنة مع استطلاع مشابه أجرته المجلة في آذار عام 2017، نجد أن نسبة الذين يثقون بالسلع الغذائية التي تسوق باعتبارها عضوية أو طبيعية فقط إذا تأكدوا من مصداقية المُنْتِج، قد انخفض في الاستطلاع الحالي بمقدار 16%، حيث بلغ في الاستطلاع السابق 80%. بينما ارتفعت نسبة الذين لا يثقون بمثل هذه السلع بمقدار 18% (8% السنة الماضية و26% الاستطلاع الحالي). أما الذين يثقون بمثل هذه السلع في كل الحالات ودون شروط فقد انخفضت نسبتهم من 12% (استطلاع السنة الماضية) إلى 10% في الاستطلاع الحالي.
وإجمالا نجد في الاستطلاع الحالي انخفاضا ملحوظا في الثقة بالسلع الغذائية التي تسوق باعتبارها عضوية أو طبيعية أو بيئية، وذلك بالمقارنة مع ذات الاستطلاع في السنة الماضية. وقد يعود ذلك إلى ارتفاع مستوى وعي المستهلكين وحساسيتهم بنوعية السلع الغذائية المسوقة؛ إذ أن العديد من الناس لا يثقون بالضرورة بالتعابير والمصطلحات الشائعة المدموغة على العديد من السلع باعتبارها "بيئية" و"صحية" "وعضوية"، والتي تروجها لنا العديد من الشركات والصناعات الغذائية والزراعية المحلية والأجنبية على حدٍ سواء؛ لأن مثل هذه التعابير والمصطلحات قد تكون مضللة، بل كاذبة، وبالتالي فإن مثل هذه السلع ليست أكثر من سلع يمارس منتِجوها ما يعرف بـ "greenwash"، أي "غسيل الدماغ الأخضر"، أو ممارسة الأكاذيب التي تدخل في باب غش المستهلك.
ويمكننا الاستنتاج أيضا بأن غالبية المستطلعة آرائهم يعتقدون بأنه لا يمكننا الحكم على سلعة ما بالاعتماد فقط على التغليف والمظهر الخارجيين والدعايات والإعلانات التجارية المغرية والجذابة والمثيرة، بل لا بد التأكد من مصداقية المُنْتِج.
اللافت أن لدى النشطاء البيئيين الذين شاركوا في الاستطلاع الأخير وعددهم 72 أعلى نسبة ثقة بالسلع الغذائية التي تسوق باعتبارها عضوية أو طبيعية في حال تم التأكد من مصداقية المُنْتِج، وتحديدا 89% من إجمالي النشطاء البيئيين، بينما 5% يثقون في كل الحالات ودون شروط، و6% لا يثقون.
أما الطلاب المبحوثون وعددهم 117، فإن 49% منهم يثقون بالسلع الغذائية التي تسوق باعتبارها عضوية أو طبيعية في حال تأكدوا من مصداقية المُنْتِج، مقابل 34% لا يثقون و17% يثقون في كل الحالات ودون شروط.
وفي المقابل، توزع المبحوثون العاملون في القطاع الحكومي وعددهم 44، كما يلي: 52% يثقون بالسلع الغذائية التي تسوق باعتبارها عضوية أو طبيعية في حال تأكدوا من مصداقية المُنْتِج، 11% يثقون في كل الحالات ودون شروط و37% لا يثقون.