قراءة في كتاب "فرط المواضيع... الفلسفة والإيكولوجيا بعد نهاية العالم"

اسم الكتاب: فرط المواضيع... الفلسفة والإيكولوجيا بعد نهاية العالم.
سنة الإصدار: 2013 الطبعة الأولى
عدد الصفحات: 240 من القطع المتوسط
دار النشر: جامعة مينيسوتا الأمريكية
إعداد: ربى عنبتاوي
ظاهرة الاحترار العالمي بمثابة إنذار لا رجعة فيه، حيث تواجه البشرية إمكانية حدوث كارثة بيئية. لكن المشكلة في أن حالة الطوارئ البيئية في مواجهة هذه الكارثة هي أيضاً أزمة بالنسبة لعاداتنا الفكرية الفلسفية، حيث تواجهنا مشكلة يبدو أنها لا تتحكم في سيطرتنا على الظاهرة فحسب بل فهمنا لها. ربما كان الاحترار العالمي هو المثال الأكثر دراماتيكية لما يسميه مؤلف الكتاب تيموثي مورتون "فرط المواضيع" أي كافة المفاهيم والأفكار والكيانات المتعلقة بالبيئة كالطاقة المتجددة، الطاقة النووية، عناصر الأرض، ظواهر طبيعية وكونية، حقول النفط، المواد غير المتحللة، ونتائج الرأسمالية...الخ. هي مفرطة في طبيعة علاقاتها مع بعضها البعض، ـوهي تلك الكيانات ذات الأبعاد الزمانية والمكانية الواسعة التي تهزم الأفكار التقليدية.
يحاول الكتاب الإجابة عن مدى تأثير "فرط المواضيع البيئية" على طريقة تفكيرنا؟ وكيف نتعايش مع بعضنا البعض ومع غير البشر من الكائنات والظواهر؟ وكيف نختبر سياساتنا وأخلاقنا وآدابنا؟
تغيير طريقة التفكير
يتنقل الكتاب من تأليف المفكر الايكولوجي مورتون بانسيابية بين الفلسفة والعلم والأدب والفن البصري والمفاهيمي والثقافة الشعبية، حيث يتحدث عن "فرط المواضيع" التي تُظهر أن نهاية العالم قد حدثت بالفعل، بمعنى أن مفاهيم مثل العالم والطبيعة وحتى البيئة لم تعد موجودة في الأفق نتيجة الأحداث البشرية. وبدلاً من أن نتكيف في هذا العالم، وجدنا أنفسنا داخل عدد من المشاريع الضخمة، مثل المناخ، الأسلحة النووية، التطور، أو النسبية. هذه المواضيع تضع قيوداً لا تطاق على طرقنا العادية في التفكير.
بالإصرار على ضرورة إيجاد طريقة جديدة لتفكيرنا حتى نبدأ في فهم العالم الذي نعيش فيه الآن، يتخذ "فرط المواضيع" الخطوات الأولى، التي تحدد منهجًا إيكولوجيًّا ما بعد الحداثة من أجل التفكير والعمل.