قراءة في كتاب: "مناخ الأمل، كيف تستطيع المدن، الشركات والمواطنين إنقاذ الكوكب"
اسم الكتاب: مناخ الأمل، كيف تستطيع المدن، الشركات والمواطنين إنقاذ الكوكب
 |
المؤلفان: مايكل بلومبيرج وكارل بوب
|
عدد الصفحات: 271 من القطع المتوسط
دار النشر: سانت مارتين برس
سنة الطبع: نيسان 2017
ترك انتخاب دونالد ترامب كرئيس للولايات المتحدة عام 2016 الكثير من مشاعر القلق إزاء البيئة، خوفا من أن تذهب الانجازات والتقدم في هذا الصعيد -على المستوى الأمريكي- أدراج الرياح، ولكن النظرة كانت أكثر ايجابية وعملية مع المؤلفين مايكل بلومبرغ وكارل بوب.
بلومبرغ، وهو رجل أعمال ثري جداً وعمدة سابق لمدينة نيويورك، وبوب قائد وناشط كرس كل حياته للبيئة، يعالجان سوياً في هذا الكتاب التغير المناخي من وجهات نظر مختلفة، ولكنهما يصلان إلى استنتاجات مماثلة. وبدون الاتفاق على كل نقطة، فإنهم يتشاطران الاعتقاد بأن المدن، والشركات، والمواطنين يمكن أن يقودوا وينتصروا في معركة تغير المناخ، بغضِّ النظر عن الطريقة التي قد تتحول فيها الرياح السياسية في واشنطن.
المدن والشركات
إن العمل الذي تقوم به المدن والشركات سيلعب دورًا محوريًا في مكافحة تغير المناخ. وفي الواقع، تستطيع المدن والشركات تحقيق انخفاضات في الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري تفوق التعهدات التي قدمتها الدول، وهو ما سيضع مستقبل الكوكب (والأسواق) على أساس أكثر ثباتًا.
وفق بلومبرغ وفي مقال نشر في ذات السياق في صحيفة "الشرق الأوسط"، تمثل المدن نحو 70 % من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمي، وعندما تحسن المدن كفاءة استخدام الطاقة في مبانيها، فإنها تحفظ أموال دافعي الضرائب لديها. وعندما تستثمر في البنية التحتية الحديثة منخفضة الكربون، فإنها ترفع مستوى معيشة سكانها. وعند اتخاذ جميع تلك الإجراءات معًا، فإنها تجعل المدن أكثر جاذبية للشركات التجارية والمستثمرين.
وأضاف أنه في ظل انتقال العالم إلى الاقتصاد منخفض الكربون، سوف تحدث تحولات هيكلية في الصناعات المنتجة لكميات كبيرة منه، مما سيؤثر على نموها وتوظيفها. لذلك يجب أن يتوفرَ للمستثمرين معلومات موثوقة حول الشركات المعرضة لتلك التحولات، وإلى أي مدى. وهذا يستلزم أنظمة قياس وتبليغ مشتركة.
في مناخ الأمل، بلومبرج وبوب ينظران نظرة متفائلة لمواجهة التحدي المتمثل في تغير المناخ، والحلول التي يعتقدان أنها تحمل أعظم الوعود، والخطوات العملية التي يجب تحقيقها. ومن خلال الكتابة عن تجاربهما الخاصة، وتقاسم قصصهما مع الحكومة، والأعمال التجارية وحملات الدعم والمناصرة، يشارك المؤلفان القراء خارطة طريق لمواجهة التحدي الأكثر تعقيدا منذ أي وقت مضى. عبر تحفيز التحوّل في طريقة التفكير التقليدية حول تغير المناخ من أعلى إلى أسفل إلى العكس، أي من القاعدة (الأفراد، الشركات والمدن) إلى الحكومات، من الحزبية إلى العملية، من التكاليف إلى الفوائد المرجوة، من الغد إلى اليوم، ومن الخوف إلى الأمل.