خاص بآفاق البيئة والتنمية

دعاية
سبق وأن ناقشت "آفاق" خلو البرامج الانتخابية للقوائم المتنافسة في الانتخابات المحلية من التوجهات الخضراء، وتكرار طريقة تفسير البيئة في أجندة المرشحين، باعتبارها أمرًا هامشيًا لحدود بعيدة، أو إلصاقها بالصحة كأمر ثانوي.
تتابع بعد "عاصفة" 13 أيار النفايات التي تسببت بها الدعاية الانتخابية من تلويث للبيئة، وتشويه للمرافق العامة والخاصة، كالجدران والأبواب، وحتى اللوحات الإعلانية، والإرشادية المرورية.
تُعرّف لجنة الانتخابات المركزية الدعاية الانتخابية على أنها:" النشاطات والفعاليات الانتخابية التي تقوم بها القوائم الانتخابية والمرشحين لشرح برامجهم الانتخابية للناخبين، وكذلك الدعوات التي يتم توجيهها للناخبين للتصويت لصالحهم، بما لا يتعارض مع القانون والأنظمة السارية."

وما جاء في نشرة اللجنة" تلتزم كافة القوائم الانتخابية بتزويد اللجنة بجميع موادها الانتخابية، وبالمواقع الإلكترونية الخاصة بحملتها الانتخابية. ولا يجوز أن تتضمن مواد الدعاية الانتخابية أية تعليمات عن إجراءات الاقتراع والفرز. ولا يجوز أن تنطوي مواد الدعاية الانتخابية على خداع الناخبين، أو التدليس عليهم. يتم مراعاة حق الأشخاص ذوي الإعاقة في مواءمة كافة مواد الدعاية الانتخابية. "
وحول الأماكن التي يمنع فيها ممارسة الدعاية الانتخابية، قالت اللجنة: يحظر إقامة المهرجانات أو عقد الاجتماعات الانتخابية العامة في المساجد أو الكنائس، بجوار المشافي أو في الأبنية والمحلات التي تشغلها الإدارات العامة أو المؤسسات الحكومية. مقرات الأمنية الفلسطينية.ّ المعسكرات ومحيط المقرات والمراكز الانتخابية."

وأضافت:" يحظر وضع الملصقات واللافتات الانتخابية أو الكتابية على الأماكن الخاصة، التي تعود ملكيتها لأشخاص أو شركات أو جمعيات، دون موافقة أصحابها."
ومما جاء في النشرة ويهمنا هنا:" تلتزم القوائم الانتخابية ومرشحوها بالمحافظة على البيئة نظيفة أثناء الدعاية الانتخابية، وتجنب اللصق العشوائي للصور والبيانات في الأماكن العامة، وضرورة الاهتمام بمظهرها وتنظيفها بعد الانتهاء من المسيرات والمهرجانات الانتخابية." وتابعت: "على القوائم والمرشحين الالتزام بإزالة كافة مظاهر الدعاية الانتخابية من ملصقات وغيرها خلال مدة لا تتجاوز أسبوعين بعد يوم الاقتراع. في حال عدم التزام القوائم أو المرشحين بإزالة مظاهر الدعاية خلال المدة المحددة، يجوز للجنة الانتخابات إزالتها على نفقة القائمة وخصم هذه التكاليف من مبلغ التأمين."
وبشأن تمويل الحملات، تقول اللجنة": "على كل قائمة انتخابية، أن تقدم للجنة -خلال مدة أقصاها شهر من تاريخ إعلان نتائج الانتخابات النهائية- بيانًا مفصلًا عن جميع مصادر التمويل التي حصلت عليها، والمبالغ التي أنفقتها أثناء الحملة الانتخابية..."

على الأرض، نرصد بالصور تجاوزات لأنظمة الدعاية الانتخابية تنتهك الإرشادات، وتمس القانون والتعليمات، فهناك ملصقات في أماكن خاصة وعامة عديدة، منها ما يستعصي على الإزالة، أو يترك آثارًا بشعة، ونشاهد نفايات المواد الدعائية في الطرقات، ونرى ملصقات مُمزقة، ولافتات ضخمة.
نسأل عن جدوى الدعاية الانتخابية من جذورها، فبالإمكان تطوير قانون الانتخابات، وصولاً نحو دعاية انتخابية افتراضية وصديقة للبيئة، تنطلق بشكل أساسي في وسائل التواصل الاجتماعي، وتوفّر المال والورق، ولا تذهب إلى مقالب القمامة، مع تخصيص لوحات إعلانية للمرشحين، لا تعتدي على الأملاك الخاصة، وتحافظ على جدراننا ومؤسساتنا وشوارعنا نظيفة أو بالحد الأدنى من النظافة. وقبل هذا وذاك، لا تستنزف الأموال الطائلة لدعاية لا يلتفت إليها الناخبون، والتي تحولت إلى مجرد شكل، دون أن تكون ذات تأثير، بل على العكس، غالبًا ما تُقابل بردود فعل سلبية تشكك في المصداقية، ولا تتعامل مع الدعاية إلا بشعارات لا رصيد لها في الواقع.

صيام
كيف نحوّل شهر رمضان إلى شهر أخضر؟ يتجدد هذا السؤال كل سنة، بجوار انتشار مظاهر الإسراف، ومضاعفة الإنفاق على وجبات الطعام، وانتشار عادات غير صحية تقلب النهار إلى ليل، والليل إلى نهار، وينتشر معها تقليص الدوام اليومي الرسمي، وغيرها من الممارسات.
تبدو المسألة الأسهل، العمل مع الأطفال، وتعويدهم على أن رمضان موسم عبادة وليس فرصة للطعام والطهو. كمثال لما يمكن فعله، تنفّذ مع أطفال منتدى الياسمين البيئي ( التجربة المشتركة بين مركز التعليم البيئي وبلدية نابلس) فكرة (الطبق النظيف)، وفيه وفّر الأطفال وجبات طعام من مائدة الأسرة، وأوصلوها قبل موعد الإفطار إلى أسر تحتاجها أو إلى طلبة جامعات بعيدين عن أهلهم، وهي وجبات كانت تذهب غالباً إلى القمامة.
على الأسرة وضع جدول أسبوعي لما تريد طهوه، وأن تكتفي بطبق واحد يوميًا، وبكمية محسوبة لا تزيد عن الحاجة، ومن الضروري أن يكون قرار الطبخ، وكذلك التسوق بعد الإفطار؛ لأن المتسوق الجائع سيفتح شهيته على الشراء دون توقف.
ومن المهم، إشراك أطفالنا في إعداد الطعام، والعودة إلى الأطباق التراثية، التي لا تكرر الدهون والشحوم واللحوم كل يوم، وتحرص على نظام غذائي أكثر رشاقة، وصديق للجيوب.
بوسع الأسرة الاقتصاد في تناول السكر الصناعي المفرط، فالحلويات ليست وصفة مثالية للصائم الحريص على وزنه وحيويته، والخائف من السمنة وما يلتحق بها من قائمة أمراض.

الإفطار الجماعي بشكله الحالي ليس فكرة صحية في الوقت الراهن، فالأسر الممتدة قديمًا مارسته بحكمة وإدارة أكثر سلامة، إذ كان يضم خيارات نباتية أوسع، وفيه قائمة أطباق تراثية غنية بعناصر غذائية عديدة، ولم يشمل "وجبات سريعة" أو جدولاً مختلطًا من اللحوم الحمراء والبيضاء والأسماك مجتمعة، أو 3 أصناف من السلطات، ومثلهن من الحساء، عدا عن 3 أطباق رئيسة، وحلويات، مسليات، وفاكهة في آن واحد.
بإمكاننا إلصاق جدول لحصر الأغذية التي لا يجب تناولها معًا، وعلينا وضع ميزانية للشهر الكريم مشابهة تمامًا للأشهر العادية، لا يسمح تجاوزها بأي حال، وقبل كل هذا، عدم مواصلة عادتنا السيئة برمي بقايا الأطعمة، فالحكمة أن نحسب ما نحتاجه، ولا نضاعف الكمية، والأهم استلهام دروس الصيام الجليلة.

عطلة
يشكو الأهالي من العطلة الصيفية، التي تتحول إلى عبء على الكثيرين، فالأبناء العائدين من عامهم الدراسي الطويل لا يجدون على الأغلب ما يشغلهم.
بوسعنا التخطيط بالشراكة مع الأبناء لتنويع الأنشطة التي سننجزها معهم، علينا أن نسألهم عن اهتماماتهم، وخططهم الذاتية للصيف، وأن نبحث لهم عن مخيم أو برنامج تدريبي مفيد، أو أن نخرطهم في مساعدتنا بأعمال منزلية، كرعاية الحديقة، أو المشاركة في أعمال الصيانة الموسمية للبيت.

قضاء وقت طويل على الأجهزة الإلكترونية والتلفاز فكرة ليست في مكانها، ولها تداعياتها، إذ ستتحول إلى إدمان، وستُفقد أطفالنا روح المبادرة، وتزيحهم إلى عوالم افتراضية ستضر بهم، ولن تغرس فيهم كيفية التعامل مع الواقع.
بالإمكان التخطيط لإجازة عائلية مشتركة، تجري خلالها أنشطة منزلية وخارجية، ويتم في كل مرة الاتفاق على عمل أو مبادرة كتغيير ديكور المنزل، أو إعداد طبق تراثي لم يسبق أن تم استضافته، أو الخروج إلى الطبيعة، أو العمل معًا في حديقة المنزل، أو مساعدة الأطفال على تنمية مواهبهم، وتوجيههم نحو مخيمات وأنشطة صيفية، وقبل كل هذا الاهتمام كثيرًا بالصحة، وتفادي الوقوع في فخ الحوادث المنزلية-لا قدر الله- التي تترك تداعيات سلبية دائمة على فلذات أكبادنا، وبوسع الجيران في الحي، أو مؤسسات المدينة تنفيذ مخيم صيفي عائلي، يدمج الأطفال مع الآباء والأمهات والأقران.
aabdkh@yahoo.com