تراجعت أعداد النحل في الضفة والقطاع، في عام 2016، بنسبة 25% عن العام الذي سبقه حسب سلطة جودة البيئة الفلسطينية.
توجد في الضفة الغربية وقطاع غزة أكثر من 85 ألف خلية لإنتاج العسل، ويصل حجم إنتاج الخلية الواحدة إلى 8 كيلو غرام، ما يعني أن حجم الإنتاج السنوي يصل إلى قرابة 600 طن من العسل، بمردود مادي يتجاوز 15 مليون دولار. ويعتبر العسل المنتج في فلسطين من أجود الاصناف العالمية، خصوصا عسل التمر، وعسل السدر.
إلا أن مجموعة من المخاطر تهدد هذا القطاع أبرزها استمرار الاستخدام المفرط لمبيدات الأعشاب في حقول الزيتون، والتي تؤدي الى موت النحل بأعداد كبيرة.
|
خاص بآفاق البيئة والتنمية
 |
الشمع المتكون على خلية النحل |
أمام التحديات التي تواجه النحل في الأراضي الفلسطينية، يسعى مجلس النحل الفلسطيني بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة في سلطة جودة البيئة ووزارة الزراعة إلى رفع مستوى الوعي بضرورة الحفاظ على النحل باعتباره أحد عناصر التوازن البيئي المهدد بفعل التوسع العمراني والممارسات الزراعية الخاطئة، خصوصًا الاستخدام المفرط للمبيدات الكيماوية.
وفي عام 2016 تراجعت أعداد النحل في فلسطين بنسبة 25% عن العام الذي سبقه حسب سلطة جودة البيئة التي دقت ناقوس الخطر، ودعت للحفاظ عليه، وزيادة أعداده، للمحافظة على التوازن البيئي في ظل التغير المناخي والممارسات الأخرى التي تؤثر عليه.

رئيس مجلس النحل خلال لقاء عن أهمية النحل في التغذية والبيئة
مجلس النحل يستهدف طلبة المدارس
في شهر أيار الماضي، أطلق مجلس النحل الفلسطيني مسابقة الرسم عن أهمية النحل في التغذية والبيئة في عشرات المدارس بالضفة الغربية، لتوعية الطلبة بأهمية النحل وضرورة الحفاظ عليه في ظل التهديدات المحدقة به. وبين رئيس المجلس تحسين عودة أن الهدف من الحملة هو رفع الوعي لدى الطلبة من الصف السابع وحتى الحادي عشر، على اعتبار أن هذه الفئة من أكثر الفئات تأثيرا على المجتمع.
وشملت المسابقة تكليف الطلبة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي بإنجاز رسومات ولوحات فنية تسلط الضوء على أهمية النحل، وذلك بعد عقد ورشات ولقاءات في مختلف المدارس بالمحافظات تشرح لهم أهمية النحل وضرورة الحفاظ عليه، لما في ذلك من انعكاس على الصحة والبيئة.
وتوجد في الضفة الغربية وقطاع غزة أكثر من 85 ألف خلية لإنتاج العسل، ويصل حجم إنتاج الخلية الواحدة إلى 8 كيلو غرام، ما يعني أن حجم الإنتاج السنوي يصل إلى قرابة 600 طن من العسل، بمردود مادي يتجاوز 15 مليون دولار، حسب مجلس النحل الفلسطيني.
ويتراوح عدد منتجي العسل من 2000-2400 ، ويطمح مجلس النحل إلى زيادة العدد من خلال العمل مع العائلات المحتاجة وتشجيعها على تربية النحل، من خلال توفير خلايا منتجة لها، الأمر الذي سيخلق مصدر دخل لها، وفي الوقت نفسه الحفاظ على النحل في ظل الظروف التي تهدده، كما قال عودة.
وأورد رئيس مجلس النحل مجموعة من المخاطر التي تهدد هذا القطاع، خصوصا القص الجائر للأشجار، سيما شجرة الكينا التي يتم قصها لإنتاج الفحم، وكذلك شجرة السدر التي تعتبر من الأشجار الرحيقية الهامة للنحل. وحذر عودة من مخاطر استمرار الاستخدام المفرط لمبيدات الأعشاب في حقول الزيتون، التي تؤدي الى موت النحل بأعداد كبيرة.

مدرسة الفجر- بيت فجار خلال حملة توعية بأهمية النحل وضرورة الحفاظ عليه
سلطة البيئة: أعداد النحل في تراجع
حذّر أيمن أبو ظاهر مدير التوعية والتعليم البيئي في سلطة جودة البيئة من استمرار حالة التراجع في أعداد النحل في فلسطين، لما في ذلك من مخاطر تهدد التوازن البيئي برمته. مؤكدا على أن وجود النحل بمثابة صمام لهذا التوازن ورمز لاستدامة النظام البيئي. وأضاف: "موضوع التلقيح يحافظ على الأزهار الطبيعية المهددة بالإنقراض من البيئة الفلسطينية بفعل عوامل تغير المناخ، حيث أن النحل يساهم بـ 80% من عملية التلقيح ونقل حبوب اللقاح".
وتابع أبو ظاهر: "في ظروف التغير المناخي، هناك تراجع في الغطاء النباتي، بسبب عمليات التصحر، والممارسات البشرية، هذه الظروف أدت إلى تراجع اعداد النحل بربع الكمية الموجودة في عام 2016 مقارنة مع العام الذي سبقه، هذا يعكس نفسه على الأمن الغذائي، والغطاء النباتي والحياة البرية".
وفي محاولة لتشجيع المزارعين على التوقف عن استخدام مبيدات الأعشاب، كشف رئيس مجلس النحل عن نيّة المجلس إطلاق حملة تشجيعية للمزارعين تحثهم على ذلك من خلال تقديم حوافز لهم، وأشار إلى أن المجلس سيقوم بتقديم كيلو عسل لكل مزارع عن كل يوم يقوم فيه بحراثة أرضه بدلاً من استخدام المبيدات.
بدوره اعتبر الخبير في قطاع النحل علي غياظة، وهو وكيل مساعد القطاع الاقتصادي سابقًا في وزارة الزراعة أن مبيدات الأعشاب التي يستخدمها المزارعون شديدة الخطورة على النحل، ويجب على المزارع ألا يلجأ إليها تجنبا لتلويث النحل أو القضاء عليه خصوصا في الايام الأولى من عملية الرش.

مزرعة نحل
الاستيطان..تهديد آخر للنحل
شددت سلطة جودة البيئة ومجلس النحل على مخاطر الاستيلاء على الاراضي من قبل الاحتلال الاسرائيلي لأغراض التوسع الاستيطاني. وبين كل من عودة وأبو ظاهر على أن تجريف الأراضي واقتلاع الأشجار يهدد وجود النحل. وأشار أبو ظاهر إلى أن "النحلة تتحرك في مسافة 8 كم، وحينما يتم تجريف مئات الدونمات هذا يعني إعدام آلاف الأشجار الموجودة المهمة بالنسبة للنحل للقيام بعمليات التلقيح، فحينما تعدم هذه الأشجار، يتم محاصرة النحل وتقييد حركته، وإجباره على السير مسافات أطول بحثا عن الغطاء النباتي، ما يعني حرمان مناطق واسعة من عمليات التلقيح.
ونوه عودة إلى مشكلة أخرى تواجه مربي النحل، وهي صعوبة نقل خلايا النحل المنتجة من مكان إلى آخر، وأضاف: "عملية نقل صناديق خلايا النحل، قد تؤدي إلى موت أعداد كبيرة، خصوصا حينما يتم احتجاز هذه الخلايا على الحواجز لفترات طويلة".

نحالون فلسطينيون
برامج توعوية متنوعة
"مسابقة الرسم عن الأهمية البيئية للنحل" كانت قد استهدفت عشرات المدارس في مختلف المحافظات، 17 قرية في غرب رام الله، و24 قرية في جنين، عنها يلفت أبو ظاهر إلى انعقاد محاضرات في معرض زهور فلسطين برام الله والبيرة، بالإضافة إلى عقد ورشات عمل في قلقيلية بالشراكة مع وزارة الزراعة حول قضية النحل والتحديات أمامها، إلى جانب سلسلة أخرى من النشاطات التي ستنفذ في المستقبل، من أبرزها، تشجيع زراعة الأشتال وإنشاء حدائق بيئية في مختلف المدارس، بالإضافة إلى تنظيم مخيمات صيفية بيئية تسلط الضوء على الموضوع". وبين أبو ظاهر أن العام المقبل سيشهد توسيعا لمثل هذه النشاطات مع طلبة المدارس والجامعات وكليات الزراعة.
استهلاك الفرد من العسل 130 غرام سنويا
يسعى مجلس النحل الفلسطيني لزيادة معدل استهلاك الفرد الفلسطيي من العسل في السنوات المقبلة من 130 غرام سنويا - وهي كمية قليلة حسب رئيس المجلس تحسين عودة- إلى 500 غرام لما في ذلك من مردود صحي وأيضا اقتصادي بالإضافة إلى الفوائد البيئية. وقال عودة: "نحن بحاجة لزيادة أعداد المناحل، وإدخال مربين جدد إلى دائرة إنتاج العسل لتحقيق نوع من الاكتفاء الذاتي، علمًا أن الإنتاج المحلي يغطي فقط ما نسبته 35- 40%.
ويعتبر العسل المنتج في فلسطين من أجود الاصناف العالمية، خصوصا عسل التمر، وعسل السدر، وفي عام 2014 ، عُقد مؤتمرٌ في ايطاليا لدول حوض البحر الابيض المتوسط المنتجة للعسل، نالت فلسطين فيه المرتبة الأولى من حيث الجودة والنقاوة، وذلك بعد اجراء فحوصات حسية ومخبرية عليه، وتم اعتباره عسلا عضويا كاملا.
في عام 2008 أصدر مجلس الوزراء قراراً لتنظيم أعمال تربية نحل العسل في فلسطين، بالاستناد الى قانون الزراعة لعام 2003 ، ونصت المادة الثالثة من القرار على: "يتم تنقل المناحل بناء على الوضع الوبائي للمكان الموجودة فيها والمنوي نقلها إليها ويتم النقل بموجب شهادة بيطرية رسمية صادرة عن الطبيب المختص، وضرورة إصدار تعليمات موسمية لمزارعي الفواكه والخضروات بعدم تعفير ورش المبيدات خلال موسم الإزهار بمواد سامة للنحل. وتحديد ظرف ومواعيد الوقاية والمعالجة للأمراض والآفات وتحديد أنواع العلاجات المستخدمة لعلاج طوائف النحل لحمايتها من الأمراض. الى جانب توعية مربى النحل بتطوير وتوسيع معلوماتهم في مجال الوقاية والمعالجة بأية وسيل سمعية أو بصرية".
كما نصت المادة الرابعة على أن "يكون المنحل بعيداً عن الطرق التي تسير عليها السيارات مسافة لا تقل عن (50 م) بحيث يتوفر الهدوء لطوائف النحل للقيام بنشاطها المعتاد".