خاص بآفاق البيئة والتنمية
يعتقد بعض الناس خطأً بأن انتهاج حياة بيئية نظيفة على المستويين الفردي والأسري أمر صعب ويستلزم جلد الذات وفرض قيود سلوكية صارمة على نمط حياتنا. الحقيقة أن إتباع نمط حياة أخضر متوازن وصحي يمكن أن يبدأ بتطبيق مبادئ وأفكار بسيطة وعملية. أن نعمل بشكل مستدام بيئياً وصحيا لا يعني بأن نضحي برفاهيتنا أو أن نتخذ قرارات متطرفة. البيئة قد تكون بالنسبة للبعض موضوعا قاتما، إلا أن مقاربتنا في هذه العجالة ليست كذلك البتة؛ إذ يمكننا أن نسلك الطريق البيئي الأخضر مع شعور بالراحة الذهنية والنفسية والسعادة والانسجام مع الذات والمحيط الحيوي. فيما يلي نقدم بعض الأفكار السلسة القابلة للتطبيق، إلى جانب بعض الإحصاءات المثيرة.
الطعام
أولا: اجعل الحقيبة أو السلة ترافقك إلى دكان البقالة
احتفظ بحقيبة أو ببعض الأكياس القابلة لإعادة الاستعمال عند مدخل منزلك أو في سيارتك، كي تتذكر التقاطها كلما ذهبت إلى دكان البقالة. إنها أكثر متانة وصداقة للبيئة من نظيراتها البلاستيكية والورقية.
ثانيا: ابحث دائما عن المنتج المحلي
كلما استغرق الطعام الذي تتناوله مسافة أقصر كي يصل إلى مائدتك، كلما عنى ذلك توازنا بيئيا وصحيا أكبر. لذا، يحبذ إجمالا الالتزام باقتناء السلع الغذائية المحلية التي تعرضت لأدنى قدر من التصنيع ولم تسافر مسافات طويلة.
ثالثا: التعامل بروح خلاقة مع بقايا الطعام.
استعمال واستهلاك بقايا الطعام يقلل من النفايات. الطعام المتبقي من عشاء أو غذاء يوم سابق، يكون غالبًا صحيا أكثر وذا نكهة ألذ. حاول أن تحتفظ بالطعام من خلال تغطيته بورق مشمع أو بمناديل قماشية، ليبدو أكثر تألقا.
رابعا: تخلى عن المياه المعبأة في قناني بلاستيكية
1.5 مليون طن بلاستيك يستهلك سنويا في إنتاج قناني المياه التي تعتبر بكل المقاييس مؤذية لبيئتنا وكوكبنا وصحتنا. هذه القناني يمكن أن تحوي مركبات كيميائية صناعية مثل هرمون الأستروجين الاصطناعي ثنائي الفينول أ (bisphenol A)، أو نظيره ثنائي الفينول س (bisphenol S)، ويتسبب كلاهما باختلالات هورمونية. وقد تحوي أيضا عشرات المضافات الكيميائية أو المنتجات الثانوية التي قد تتسرب إلى المياه داخل القنينة. منتجو المواد البلاستيكية المستخدمة في تعبئة المياه وتغليف الأغذية، لا يفصحون عن المواد الكيميائية الموجودة في منتجاتهم؛ الأمر الذي يخفي عن المستهلكين المواد الكيميائية التي يمكن أن تتسرب إلى المياه التي يشربونها من العبوات البلاستيكية. ومن أخطر هذه المواد: "الفورمَلْدِهيد" (formaldehyde) وهو مركب مسرطن معروف. إضافة إلى مركب "أَسِيتأَلْدهيد" (acetaldehyde) الذي قد يتسبب بالسرطان أيضا.
لذا، عندما نعطش المرة القادمة فلنحافظ على اخضرار صحتنا وجيبنا وكوكبنا، ولنشرب مباشرة من مياه الحنفية (وبخاصة إذا كانت المياه مباشرة من المصدر).
خامسا: ازرع طعامك بنفسك
من السهولة بمكان زراعة الخضار والفاكهة والأعشاب، حتى لو كنت تعيش بالمدينة. تناولك للطعام الذي أنتجته بنفسك يمنحك الثقة بالمكونات النظيفة التي تدخل جسمك، ناهيك عن المتعة التي تشعر بها أثناء التهامك حصيلة إنتاجك، وأنت ممتلئ بالوعي الصحي والبيئي المتقدم.
الموضة والجمال
سادسا: ابتعد عن شفرات الحلاقة المستخدمة لمرة واحدة
مليارا ماكنة حلاقة مستعملة لمرة واحدة، إلى جانب أغلفتها البلاستيكية، تلقى في مكبات النفايات سنويا. فلنوفر المساحة النادرة المهدورة في مكب النفايات، ولنستخدم الماكنات الدائمة والمعمرة التي تستبدل فيها الشفرات.
سابعا: اشتر ثيابا مصنوعة من القطن والصوف وخيوط القنب
ابتعد عن الأقمشة الاصطناعية غير الصحية للجسم، مثل النايلون والبوليستر والأكريليك، لصالح خيارات تستنزف موارداً أقل.
ثامنا: تبرع بالملابس المستهلكة لجهات الخير
بدلا من إلقاء الملابس التي لا نحتاجها في حاوية النفايات، فلنقدمها إلى أحد معارفنا أو أصدقاءنا أو أقاربنا ممن قد يكون بحاجة إليها؛ أو لنتبرع بها إلى إحدى الجمعيات الخيرية، أو لنبعها للمحلات المتخصصة بالسلع المستعملة.
تاسعا: اختصر فترة الاستحمام
إحدى الطرق المبتكرة التي تجعلك تتحكم بشكل روتيني بالفترة الزمنية التي تقضيها في الاستحمام، تتمثل في توقيت تلك الفترة بمقطوعة موسيقية أو أغنية. فقبل بدء الاستحمام، قم بتشغيل أغنية مدتها نحو 5-7 دقائق. حينما تنتهي الأغنية أو المقطوعة الموسيقية، فهذا مؤشر إلى أن وقت الخروج من الحمام قد حان.
المنزل
عاشرا: بيكربونات الصوديوم أو صودا الخبز يعد مادة طبيعية ومتاحة. فلنستعملها ليس فقط لتصنيع الخبز والمعجنات، بل يمكننا استعمالها كبديل للصابون الكيميائي، لتنظيف المصارف وأحواض المياه ولتبييض الأسنان وتلطيف لدغات البعوض.
أحد عشر: جلي الأواني والأطباق يدويا
يستهلك تشغيل الجلاية كمية من المياه أكبر بثلاث مرات مما يستهلكه جلي نفس الأواني يدويا. في حال كان لديك قليلا من الصحون وبعض الأواني الزجاجية الأخرى المتسخة، نظفها يدويا. أوقف استنزاف المياه واملأ حوضا بالمياه الدافئة بدلا من ترك مياه الصنبور تتدفق هدرا.
اثنا عشر: جفف ملابسك بالطريقة الطبيعية التقليدية
أجهزة تجفيف الملابس هي الأسوأ سمعة من ناحية استنزافها للطاقة في المنزل. فلنجفف ملابسنا تجفيفا طبيعيا في كنف الطبيعة (أي نشرها على حبل الغسيل) حينما يكون الطقس لطيفا ومشمسا أو جافا. حينئذ، سنحصل على ملابس رائحتها طازجة وخالية من المواد الكيميائية الضارة.
التكنولوجيا
ثلاثة عشر: أعد تدوير هاتفك القديم
عندما تقرر تحديث هاتفك الخلوي، لا تلقي بالقديم في الجرار أو في حاوية النفايات. فكر في بيعه (لدكان تشتري أجهزة مستعملة) ولو بسعر رمزي، أو امنحه مجانا لمن يحتاجه. لواتبعنا هكذا سلوك فإننا سنخفض كمية كبيرة من النفايات الميكانيكية التي تصل سنويا إلى مكب النفايات بمئات أو آلاف الأطنان.
أ
ربعة عشر: استثمر في الأجهزة والمصابيح الموفرة للطاقة
في حال استخدمت الإضاءة الموفرة للطاقة في جميع أنحاء العالم، عندئذ قد تنخفضتكاليف الطاقة العالمية بمقدار العشر.
الأجهزة الموفرة للطاقة بشكل مميز يمكنها أن توفر سنويا مئات الدولارات من الكهرباء للمنزل الواحد. فرغم أن سعرها أعلى قليلا وبالتالي ستدفع مبلغا أكبر بعض الشيء، إلا أنه مع مرور الوقت ستكتشف بأنها تستحق المبلغ الذي دفعته.
خمسة عشر: اترك سيارتك في موقفها لمدة يوم أو يومين أسبوعيا
يمضي الفرد الفلسطيني (في المتوسط) أكثر من نصف ساعة يوميا في السيارة. استخدام السيارة قد يكون أحيانا ضروريا؛ لكن يمكننا، مع ذلك، اختصار ساعات طويلة من السياقة غير الضرورية أسبوعيا. مارس التحدي الصحي والبيئي لمدة يوم أو يومين أسبوعيا (كمرحلة أولى) من خلال استخدامك الدراجة الهوائية أو السير مشيا على الأقدام أو السفر جماعة إلى العمل وبالعكس؛ عندئذ سترى كيف ستشعر بطاقة صحية إيجابية كبيرة، فضلا عن توفيرك المال الذي لا لزوم لتبذيره.
ستة عشر: الأولوية للقطارات وليس السيارات والطائرات
التلوث المنبعث من القطارات أقل بنحو 8 مرات من ذلك المنبعث من الطائرات. حاول أن تنطلق في رحلاتك على السكك الحديدية (التي قد تنجز أيضا في الضفة الغربية عاجلا أم آجلا) بدلا من السفر على الطرق المعبدة.
سبعة عشر: طبق شعار "التقليل من النفايات، إعادة الاستعمال، إعادة التدوير والإصلاح".
جميعنا سمع بهذا الشعار، إلا أن القليلين هم الذين طبقوه. الفكرة بسيطة: قلل من مشترياتك، أعد استعمال ما لديك، أصلح ما يمكن إصلاحه وأعد تدوير المخلفات.
البلاستيك
إضافة لاستخدام السلع البلاستيكية على نطاق واسع منزليا، فقد دخلنا هذه الأيام في موسم الرحلات والسباحة وحفلات الشواء. لذا، فلنحاول التخلص من استعمال البلاستيك أو التقليل من استخدامه إلى الحد الأدنى:
ثمانية عشر: اشتر الأطعمة (الحبوب، التوابل، الخضار، الفاكهة، الأعشاب...إلخ.) مباشرة من الصناديق والعلب المفتوحة، بدلا من المواد الغذائية المعلبة.
الرز، الحبوب، البذور، الفاصوليا، المكسرات، المعجنات، المعكرونة، الزيوت، الأعشاب، الشاي، القهوة وغير ذلك الكثير يمكننا شراؤه بالجملة وتخزينه بأكياس قابلة لإعادة الاستعمال.
تسعة عشر: حضر وجباتك الخفيفة من نقطة الصفر
بمجرد أن تواظب على إعداد وجباتك الخفيفة بنفسك، فإنك ستشطب التغليف البلاستيكي من قاموسك، كما ستتحكم بما ستدخل إلى داخل جسمك بالضبط.
عشرون: اشتر الحليب المعبأ بقناني زجاجية قابلة لإعادة الاستعمال.
محلات البقالة في بعض الدول تدفع العربون نقدا مقابل إرجاع القناني الزجاجية الفارغة إليها.
واحد وعشرون: قل وداعا للأغذية المفرزة
عالم الأغذية المفرزة طافح بالبلاستيك. فإذا تخلصت من تناولها، تكون بذلك قد ساهمت في تحسين حالتك الصحية وأيضا الحالة الصحية للبيئة المحيطة بك.
اثنان وعشرون: استعمل "القراطيس" بدلا من العلب الكرتونية والبلاستيكية
عندما تحن إلى بعض المسليات المفرزة، مثل البوظة، فيفضل شرائها بالقرطاس (البسكويت)، بدلا من شرائها معلبة بعلب بلاستيكية. "القراطيس" تنتج صفر نفايات، كما أنها تحد من التهامك المفرط للبوظة.
ثلاثة وعشرون: احتفظ بأدوات المائدة القابلة لإعادة الاستعمال في مكتبك
هذا سيساعدك على تجنب أدوات المائدة (الملاعق، الشوك، السكاكين،الصحون...إلخ.) المستخدمة لمرة واحدة، ويشجعك على إحضار وجبة الغذاء إلى العمل (وبالطبع موضوعة في وعاء زجاجي أو معدني).
أربعة وعشرون: نظف بالماء والخل
تخلى عن المنظفات المنزلية الكيميائية المعبأة، لصالح مزيل الأوساخ الطبيعي.
خمسة وعشرون: دقق في ملصقات مستحضرات العناية الشخصية
هل تعلم بأن بعض منتجات العناية الشخصية تحوي متبقيات البلاستيك؟ قاطع أي منتج يحوي على "بولي إثيلين" (بحسب ملصق السلعة). لا تنسى أيضا التخلي عن الشامبوهات المعلبة بعبوات بلاستيكية. وبدلا من الشامبو السائل، استعمل، على سبيل المثال، قضيب الشامبو الصلب.