خاص بآفاق البيئة والتنمية
يجذب بطعامه المليء بالتوابل والمنكهات والدهون شريحة لا بأس بها من الناس، بدءاً من الأطفال من عمر سنة حتى ما بعد الستين، ليس من تراثنا لكنه صناعة أمريكية أصبحت منذ أربعين عاماً الشكل الأبرز للعولمة التي اجتاحت العالم بأسره. ونتيجةً لانتشار العديد من محلات الفاست فود أو الطعام السريع في مختلف محافظات الوطن بالإضافة إلى الشرقية منها كالفلافل، كان التقرير الموسع التالي والذي كشف بعض الحقائق التي تثير القلق صحياً في الزيوت والسلطات على وجه التحديد، مع الإشارة إلى أن تلك الوجبات الجاهزة، بلغت من حيث نسب الإنفاق للأسر الفلسطينية من مجمل مصاريف الطعام الأخرى 12%، وذلك حسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني لعام 2011.
استطلعت مجلة آفاق في البداية، آراء أصحاب وموظفي عدة مطاعم في مدينتي رام الله والبيرة، حيث كانت رائحة القلي تملؤ أجواءها وتلتصق دون استئذان بالجسم والملابس فتستقر لساعات طويلة مسببةً الإزعاج.
"بعض المدارس تطلب وجبات سريعة ضمن مناسبات معينة لطلبتها"-تلك العبارة والتي جاءت على لسان صاحب محل وجبات سريعة ووكيل لشركة أجنبية- كانت مؤشراً على تنامي الإقبال على تلك الوجبات والاعتماد عليها حتى في بعض المدارس، ما يناقض توصيات قسم الصحة في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية.
يؤكد صاحب المحل أن الخلطة لحفظ الدجاج وتبهيره مع القرشلة مستوردة تأتي في أكياس مغلقة مفحوصة من وزارة الصحة في البلد المنشأ، يكمل: "استوردها صدقا ولكن لا اعرف مكوناتها".
يلفت صاحب المطعم إلى أن دجاجه طازج يحضره يوميا من مسلخ للدجاج، وليس مفرزاً، وزيت القلي يحضره من نابلس ويغيره يومياً، وما يتبقى من قطع دجاج يوزعها على العائلات الفقيرة.) بعد التواصل مع الجهات الرقابية تبين أن عينات هذا المطعم وخاصة زيوت القلي والسلطات قد رسبت عدة مرات..، وتم رفع ملفه إلى القضاء).
"طعام البيت أفضل ولكن الفاست فود نبيعه لأنه متعة للزبائن" يختم صاحب المحل الذي يتناول من طعام بيته لكنه لا يمنع نفسه من تناول قطعة واحدة يومياً.
"نبيع الفاست فود...ونأكل من منازلنا"
من اهم الانطباعات التي استقتها المجلة من جولتها على عدة مطاعم للوجبات السريعة، هي أن ثقافة الفاست فود تنتشر لكنها ما زالت تحتل المرتبة الثانية بعد الأكل الشرق أوسطي، البائعون في مطاعم الفاست فود وصناعها يحاولون تجنب تناولها، الوكالات العالمية تستخدم مساحيق من المنكهات والمواد الحافظة تأتي مغلقة في أكياس ولا تفحص فلسطينيا، زيت القلي رغم ما أعلنه التجار، إلا أن المعطيات من الجهات الرسمية حول الزيت والسلطات والدجاج والتي سنسردها لاحقا تثير القلق.
|
مطعم شعبي في رام الله يبيع الفلافل وبعض الوجبات الأخرى، يعترف أحد أصحابه وهو شاب ثلاثيني بأنه لا يغير زيت القلي إلا مرتين أسبوعيا. معبراً عن ضيقه من رائحة زيت القلي حيث يضطر تغيير ملابسه يوميا بسبب الرائحة، مؤكداً أنه لا يأكل من أكل المطعم إلا ما ندر ويفضل أكل البيت.
وفي زيارة لمطعم آخر مختص بالبروست أو الدجاج المقرمش في رام الله ، يقول صاحبه الخمسيني أن زبائنه من مختلف الأعمار لكن الكبار من 20 وفوق يشكلون الغالبية العظمى، مشيراً إلى أنه يصنع توابل دجاجه بنفسه.
ويقول: " اللي بشتغل بصنعته بزهقها". مبرراً عدم تناوله من البروست إلا قطعة واحدة أسبوعيا بعد أن يزيل الجلدة الخارجية عنها ويعصرها من الزيت المشبع فيها .
يضيف صاحب المحل انه لا يقدم دجاجه المقلي المتبقي لعائلات فقيرة بل يتلف ما يتبقى منه، لأنه يخشى أن يحفظ الدجاج بطريقة غير جيدة ويسبب أمراضاً لعائلة الفقير، فيُساءل المطعم قانونياً. ويؤكد: "أكل البيت أفضل ألف مرة".
وفي جولة داخل محل فاست فود يحمل وكالة عالمية شهيرة في رام الله، لوحظ احتلاله للنسبة الأكبر من الإقبال بين المحلات الأخرى، وأن زواره من كافة الأعمار، لكن فئة الشباب تغلب على الزبائن، كما شوهد أيضاً انتشار بعض الأوزان الكبيرة من الزبائن لكنها لم تتجاوز المتوسطة والعادية.
"زبائننا من عمر سنة حتى 90 سنة، وروادنا من العائلات يشكلون النسبة الأكبر". يقول مدير الفرع وهو شاب عشريني، مشيراً ومن خلال مشاهداته بأن معظم الزبائن يتخذون من الغذاء السريع وجباتِ للغداء أو العشاء بشكل شبه يومي.
يضيف المدير وهو يأخذ المجلة في جولة داخل مطبخ المطعم حيث تم الاطلاع على أوعية القلي الضخمة التي تستخدم زيت الصويا، وثلاجات اللحوم والأكياس المستوردة من الخارج والتي تحوي المنكهات والمواد الحافظة للدجاج، مؤكدا أن الشركة الأم تلزمهم بمعايير صحية كبيرة لا تسمح لهم باستخدام أي نوع دجاج عدا مصدر واحد معروف، عدا عن استخدام زيت قلي لمدة يوم واحد فقط، وعدم إنتاج كمية فائضة إنما حسب الطلب، ومراعاة النظافة العامة في الأدوات وعند العمال.
" لا أتناول الفاست فود إلا مرة في الأسبوع، أفضل الأكل البيتي " يختم الشاب.
من اهم الانطباعات التي استقتها المجلة من جولتها على عدة مطاعم للوجبات السريعة، هي أن ثقافة الفاست فود تنتشر لكنها ما زالت تحتل المرتبة الثانية بعد الأكل الشرق أوسطي، البائعون في مطاعم الفاست فود وصناعها يحاولون تجنب تناولها، الوكالات العالمية تستخدم مساحيق من المنكهات والمواد الحافظة تأتي مغلقة في أكياس ولا تفحص فلسطينيا، زيت القلي رغم ما أعلنه التجار، إلا أن المعطيات من الجهات الرسمية حول الزيت والسلطات والدجاج والتي سنسردها لاحقا تثير القلق.
وزارة الصحة: في بداية الحملة كانت المخالفات الصحية كبيرة، اما اليوم فالوضع افضل
يشير مدير دائرة صحة البيئة وفي وزارة الصحة د.ابراهيم عطية إلى البدايات المثيرة للقلق في فحوصات وزارة الصحة قبل 7 سنوات والتي أثبتت مخالفات عدة في فحوصات القلي (ارتفاع نسبة البروكسيد المسرطنة) مشيراً إلى أنهم استهدفوا بالدرجة الأولى زيوت قلي الفلافل في المطاعم التي يزيد الإقبال عليها وخاصة في مراكز المدن، لكنه عاد وأشار إلى أنه ونتيجة الفحوصات المتكررة في السنوات الأخيرة، فقد قلت النسبة كثيراً من حيث المخالفات، لكنها ما تزال موجودة .
وكشفت فحوصات القلي في البدايات، ارتفاعاً كبيراً لدى محلات الفلافل في نسبة البروكسيد الناتج عن الحرارة العالية، اما زيوت قلي الفاست فود، فيشير د. عطية إلى أنها لا تُفحص بسبب عدم توفر العبوات المتحملة لدرجات الحرارة المرتفعة للعينات. وحول العقوبات فأشار د. عطية إلى أنها تبدأ بالتحذير، ثم رفع التقرير إلى القضاء ليأخذ مجراه .
وحذر د. عطية من القلي والشواء للدجاج والحبش على وجه الخصوص، مستنداً على معطيات تصل الوزارة حول قابلية الدجاج للإصابة ببكتيريا السالمونيلا، والتي لا يتم القضاء ليها إلا بسلق وغلي الدجاج، أما القلي السريع في محلات الفاست فود والذي لا يزيد عن 5 دقائق فليس كفيلاً بالقضاء على تلك الجرثومة التي قد تكون بالدجاج بنسبة 30-40%، مؤكداً انه حتى الوكالات العالمية التي تعتمد على مصادر لحوم محلية ليست بمعزل عن السالمونيلا.
|
وحول المواد المنكّهة والحافظة لإضافة الطعم للفاست فود والتي تأتي محكمة الإغلاق في أكياس من الخارج، فقال أنها تتبع الأكل المستورد الذي لا يخضع للفحص عادة، ولكنه لفت إلى عملية ضبط أخيرة لأكياس منكهات منتهية الصلاحية، مشيراً إلى أنها كانت لوكالات عالمية.
250 حالة تسمم بالسالمونيلا تسجل سنوياً، لكن الرقم الحقيقي اكبر
وحذر د. عطية من القلي والشواء للدجاج والحبش على وجه الخصوص، مستنداً على معطيات تصل الوزارة حول قابلية الدجاج للإصابة ببكتيريا السالمونيلا، والتي لا يتم القضاء ليها إلا بسلق وغلي الدجاج، أما القلي السريع في محلات الفاست فود والذي لا يزيد عن 5 دقائق فليس كفيلاً بالقضاء على تلك الجرثومة التي قد تكون بالدجاج بنسبة 30-40%، مؤكداً انه حتى الوكالات العالمية التي تعتمد على مصادر لحوم محلية ليست بمعزل عن السالمونيلا.
"لو تأملنا دجاجة مقلية ووجدنا لحمها ما زال محمرا من الداخل، فذلك معناه أن القلي غير كافي المدة، ويحتاج وقتا أطول" يؤكد عطية أنهم يوصون دائما أصحاب المحال بإطالة مدة القلي وان تزيد عن 70 درجة مئوية وخاصة لقطعة الدجاج الكبيرة، وذلك لتعقيم الدجاجة في حال حملت جرثومة السالمونيلا"
"الفاست فود كلو غلط" يقول د. عطية مستشهداً بالعديد من حالات الإصابة بالسالمونيلا التي وصلت إلى 250 حالة سنوياً، لكنها لا تعكس الواقع الذي يراه أكبر.
بلديتا البيرة ورام الله تكشفان حجم الانتهاكات في المطاعم ومن ضمنها الفاست فود
وذكر د. ضراغمة أن الفحصين اللذين يتم اعتمادهما وخاصةً للسلطات في الوجبات السريعة من خلال اللجنة، هما: لفحص نسبة البكتيريا والجودة أو ما يعرف علمياً بـ coliform Total ، والفحص البرازي لتحديد نسبة النظافة ويعرف بـ fecal Coliform، مشيرا إلى أن هناك العديد من المطاعم التي تكون نتائجها نظيفة، وأخرى عديدة تفشل، لافتاً إلى أن نسبة رسوب المطاعم في محافظة رام الله فيما يتعلق بالسلطات تصل إلى 12.5%.
|
في سؤال د. إياد ضراغمة مدير دائرة الصحة في بلدية البيرة عن آلية فحص المطاعم ومن ضمنها الوجبات السريعة، فأشار إلى أن الفحص يتم من خلال لجنة السلامة العامة المؤلفة من مفتشي وزارة الصحة والمحافظة، وظيفتهم اخذ العينات للفحص المخبري، ومفتش من البلدية وظيفته الفحص الحسي للطعام ونظافة المحل والعمال، ومفتش من وزارة الاقتصاد لمراقبة الأسعار ودواليك من وزارتي الزراعة والعمل.
وذكر د. ضراغمة أن الفحصين اللذين يتم اعتمادهما وخاصةً للسلطات في الوجبات السريعة من خلال اللجنة، هما: لفحص نسبة البكتيريا والجودة أو ما يعرف علمياً بـ coliform Total ، والفحص البرازي لتحديد نسبة النظافة ويعرف بـ fecal Coliform، لافتاً إلى أن هناك العديد من المطاعم التي تكون نتائجها نظيفة، وأخرى عديدة تفشل.
وتبلغ نسبة رسوب المطاعم، وفق ضراغمة، في محافظة رام الله فيما يتعلق بالسلطات 12.5%. وعن فحوصات زيت القلي فتتم بشكل منفصل لتحديد نسبة البروكسيد ويجدها نسبتها قليلة مقارنة بفحوصات السلطات.
"التفتيش يتم وفق برنامج عمل وبشكل دوري، كل مطعم يفتش مرة شهرياً، المطاعم المخالفة تفحص بعد أسبوع من التنبيه الأول، وفي حال تكرار الانتهاك الصحي يحول الملف للقضاء". يشير د.ضراغمة.
وحول حق المواطنين بمعرفة المطعم المخالف لضمان سلامتهم، لفت د.ضراغمة أن النشر بالإعلام لا يجوز إلا بعد صدور قرار المحكمة حتى لا تدخل البلدية في متاهة قضايا التشهير، لكن في ذات الوقت أشار إلى أن كونه طبيبا بيطريا وفق قانون المجالس المحلية، فله حق غير قابل للطعن فيما يتعلق بإتلاف اللحوم الفاسدة ومصادرتها فورا مهما بلغ حجمها. وهذا ما حدث في حالات عدة.
بلدية رام الله: زيارة 80 مطعماً شهرياً
وأكد د. ناصر من متابعاته في البلدية على رسوب العديد من فحوصات السلطات بعد اكتشاف البكتيريا القولونية البرازية فيها، وهذا أن دلل على شيء فهو يرجع إلى عدم نظافة العمال أو الخضراوات نفسها حيث تكون غير مغسولة أو نظيفة المصدر. داعياً إلى إخضاع العمال لفحص تشرف عليه وزارة الصحة من حيث الخلو من الأمراض وذلك بشكل دوري.
|
يشير د. نضال ناصر، طبيب بلدية رام الله، إلى أن الفحص الدوري الذي يشمل كافة المطاعم يتم مرتين أسبوعيا يومي الأحد والخميس، حيث يتم مراقبة وفحص كل محتويات المطعم (جودة المنتجات: لحوم، زيوت قلي وسلطات يتم فحصها في مختبرات وزارة الصحة)، طرق التخزين، نظافة العمال، وجود بضائع مستوطنات أو إسرائيلية من دون بطاقة تعريف بالعربي).
"من الوارد جدا رسوب عينات من زيت القلي، وما لوحظ أيضا أن زيت التخزين يكون مليئاً بالبروكسيد المسرطن، وهذا يدلل على أن المطعم إما يشتريه قديما أو يعيد تخزينه بعد استهلاكه" يقول ناصر مشيرا إلى أن مجموع ما يفحص من المطاعم شهريا يصل إلى 80 مطعماً، بمعدل زيارة واحدة لكل مطعم شهريا أما المخالف فيتم تنبيهه أول مرة وزيارته بعد أسبوع، فإن استمرت المخالفة يتم احالة الملف إلى المحافظة التي تتابع الموضوع في القضاء.
وكشف د. ناصر في سياق الرقابة على المطاعم وللتدليل عن أن هناك مستهترين بالصحة العامة، عن إغلاق مصنع لصنع الحلويات في محافظة رام الله تم فحص بيضه المستخدم في صناعة الكعك والحلويات والمحفوظ في براميل، فتبين أن البيض ملوث بالسالمونيلا ومكسور ومليء بالصراصير وأشار د. ناصر إلى أن قضية المصنع الآن في المحاكم. وتم مصادرة كل كعكاته التي بلغت 130 كعكة. وفي ذات السياق، تم إحالة ملف مخبز يبيع المعجنات في ضواحي رام الله إلى النيابة بسبب انعدام أدنى معايير النظافة سواء لدى الأدوات المستخدمة أو نظافة العمال، عدا أن المخبز غير مرخص ومعمله على تماس مع كراج للسيارات.
|
وأكد د. ناصر من متابعاته في البلدية على رسوب العديد من فحوصات السلطات بعد اكتشاف البكتيريا القولونية البرازية فيها، وهذا أن دلل على شيء فهو يرجع إلى عدم نظافة العمال أو الخضراوات نفسها حيث تكون غير مغسولة أو نظيفة المصدر. داعياً إلى إخضاع العمال لفحص تشرف عليه وزارة الصحة من حيث الخلو من الأمراض وذلك بشكل دوري.
كعك بالصراصير والسالمونيلا ومخبز بعيد عن أدنى معايير النظافة
وكشف د. ناصر في سياق الرقابة على المطاعم وللتدليل عن أن هناك مستهترين بالصحة العامة، عن إغلاق مصنع لصنع الحلويات في محافظة رام الله تم فحص بيضه المستخدم في صناعة الكعك والحلويات والمحفوظ في براميل، فتبين أن البيض ملوث بالسالمونيلا ومكسور ومليء بالصراصير، وأشار د. ناصر إلى أن قضية المصنع الآن في المحاكم. وتم مصادرة كل كعكاته التي بلغت 130 كعكة. وفي ذات السياق، تم إحالة ملف مخبز يبيع المعجنات في ضواحي رام الله إلى النيابة بسبب انعدام أدنى معايير النظافة سواء لدى الأدوات المستخدمة أو نظافة العمال، عدا أن المخبز غير مرخص ومعمله على تماس مع كراج للسيارات.
وحث د. ناصر المواطنين ممن يرتادون المطاعم على زيارة مطبخ كل مطعم للتأكد من نظافة الأدوات والطعام والعمال وتساءل: "لا اعلم لماذا يخجل الناس من دخول المطابخ الخاصة بالمطاعم والتأكد بأم عينهم" مطالبا المواطنين بإبلاغ البلديات عن أي مطعم مخالف وعدم التردد في ذلك بدءاً من عدم ارتداء الطباخين للكفوف أو الطاقية على رأسه، أو عدم نظافة الأدوات المستخدمة، أو الاشتباه بفساد الأطعمة، مؤكداً أن المخالفات موجودة لكنها مراقبة في المناطق التي تخضع لسيطرتنا، اما المناطق الأبعد مثل كفر عقب وأم الشرايط ونظيراتها فالمخاوف أكبر، وعلى المواطن أن يكون حذراً ويعتمد على أكل منزله المطهو تحت عينه.
صحافي أمريكي يكشف حقيقة الفاست فود
ويكشف الصحافي شلوزر في فصل آخر الأسباب التي تجعل المقالي لذيذة الطعم، تجربة أجراها في شركة الروائح والمنكهات الدولية التي تصنع النكهات والروائح لشركات الوجبات السريعة فيقول: "أغلقت عيني واستنشقت بشكل عميق فأحسست بروائح الأطعمة واحدة تلو الأخرى .. شممت رائحة كرز طازج وزيتون أسود وبصل مقلي وقريدس ثم رائحة همبرغر مشوية، و كانت رائحة لذيذة غير معلبة و كأن شخصاً يقلب قطع الهمبرغر على شواية حامية قريبة، ولكن عندما فتحت عيني لم يكن هناك سوى قطعة صغيرة من الورق ودزينة من الزجاجات الصغيرة، وعالم نكهة يبتسم"!!
|
في سياق العودة للجذور الأساسية للمشكلة ألا وهي: "ثقافة الغذاء السريع المستورد الفكرة من أمريكا" والذي غزا العالم بأسره، فمن المهم الإشارة إلى أهمية ما قام به صحافي أمريكي جريء يدعى اريك شلوزر تحدى كبرى شركات الفاست فود وفضح ممارستها المقززة والغير صحية في صناعة اللحوم المصنعة والمستخدمة في الفاست فود، حيث سرد كل مجريات رحلته الاستقصائية في سبر غور تلك الصناعة، وقام بجمعها في كتاب أطلق عليه" امة الفاست فود" عُدّ من أهم 10 تحقيقات استقصائية في التاريخ.
يكشف الكاتب الاميركي ايريك شلوسر حقائق مروّعة وفضائح وملاحظات هائلة، في عالم الوجبات السريعة. وذلك من نواح عدّة اقتصادية واجتماعية وعلمية. ويعتبر كتابه بمثابة تحقيق صحافي مطول، يمتد من المقاطعات الفرعية لكاليفورنيا، حيث ولّدت هذه الصناعة، إلى المنطقة الصناعية، يقول المؤلف: " لقد عجّل الأكل السريع في إفساد طبيعتنا، ووسّع الهوة بين الفقراء والأغنياء، وغذّى داء البدانة، وحثّ على الإمبريالية الثقافية الأميركية في الخارج".
يبدأ شلوسر باقناع القارئ بخطورة تلك الوجبات "العملاقة"، من الصفحة الأولى حيث يعرض كيف يغزو الأكل السريع كل الأماكن العامة بدءاً من المدارس الابتدائية والملاعب والمستشفيات والجامعات، وصولاً إلى حدائق الحيوانات والمطــارات. ثـم تتعاظم الخطورة شيئاً فشيئاً حين يوضّح كيف تطوّرت أهمية هذه الوجبات في الحياة اليومية لتصبح ضرورة لا غنى عنها: "ينفق الأميركيون الآن على الوجبات السريعة أكثر مما ينفقوه على التعليم العالي أو الحــواسيــب الشخصـية أو برامـج الكومبيوتر أو السيارات".
ويكشف الصحافي شلوزر في فصل آخر الأسباب التي تجعل المقالي لذيذة الطعم، تجربة أجراها في شركة الروائح والمنكهات الدولية التي تصنع النكهات والروائح لشركات الوجبات السريعة فيقول: "أغلقت عيني واستنشقت بشكل عميق فأحسست بروائح الأطعمة واحدة تلو الأخرى .. شممت رائحة كرز طازج وزيتون أسود وبصل مقلي وقريدس ثم رائحة همبرغر مشوية، و كانت رائحة لذيذة غير معلبة و كأن شخصاً يقلب قطع الهمبرغر على شواية حامية قريبة، ولكن عندما فتحت عيني لم يكن هناك سوى قطعة صغيرة من الورق ودزينة من الزجاجات الصغيرة، وعالم نكهة يبتسم"!!
لكن الأسوأ بالفعل في كتابه هو ما يأتي لاحقاً عندما يجوب (ايريك سلوشر) خلف مصادر الوجبات اللذيذة الطعم ، حيث يزور مزارع الأبقار ومسالخ اللحوم، ومصانع تعبئة وتغليف تلك اللحوم. حيث يفرد لها صفحات طويلة في فصول ( مسننات في آله كبيرة، العمل الأشد خطورة، ماذا يوجد في اللحم) و تعتقد لوهلة، وهو يصف جولته داخل أحد المسالخ أنك تقرأ وصفاً لأحد أفلام الرعب المعوي.
في دراسته لصناعة اللحوم في الولايات المتحدة، يجد شلوزر أن شركات تلك المصانع تستغل العمالة المهاجرة، كما تعّد نسب الإصابات في العمل من أعلى الوظائف في الولايات المتحدة، وبالنسبة للخطوات المتبعة في تصنيع اللحوم فيكشف عن العديد من الممارسات الخطرة غير المعروفة لكثير من المستهلكين، مثل ممارسة تقديم الخنازير والخيول النافقة، ومخلفات الدواجن في تغذية الماشية. والتي وفق شلوزر هي المسؤولة عن اعتلال الدماغ الاسفنجي البقري أو ما يعرف بجنون البقر، فضلا عن ادخال البكتيريا الضارة في الامدادات الغذائية كتلك القولونية.
خوري: الفاست فود له العديد من الأضرار الصحية
تشير خبيرة التغذية المقدسية سهى خوري في حديث مع أفاق إلى مخاطر الفاست فود على الصحة الجسدية والنفسية والمزاجية، مشيرةً إلى انه وبالرغم من عيشنا في عصر السرعة، وأننا بسبب مشكلة قلة الوقت نبحث أحيانا عن الطعام الجاهز والوجبات السريعة، فهي من جهة تحل مشكلة الوقت ومن جهة أخرى هي غير مكلفة ولذيذة المذاق، ولكنها تسبب الكثير من المشاكل الصحية، وتتمثل بالاتي:-
-مرض الازما (الربو)
وجدت "الدراسة العالمية لأمراض الحساسية والربو في الطفولة" أن تناول ثلاثة وجبات سريعة أو أكثر في الأسبوع يرتبط مع ارتفاع خطر الإصابة بالربو لدى الأطفال. وللوقاية من هذا المرض، فإن اتباع نظام غذائي صحي غني بالفاكهة والخضار والسمك يقلل من مخاطر الإصابة بالربو لاحتوائها على مضادات الأكسدة وغيرها من المركبات الهامة التي يمكن أن تؤثر بشكل ايجابي على وظيفة الرئة.
-أمراض القلب والشرايين
كشف باحثون في جامعة ماكماستر الكندية، أن الوجبات الجاهزة والسريعة والنقرشات المملحة هي مسؤولة عن حوالي 35% من النوبات القلبية في العالم. وقد اشتملت الدراسة على 16000 مريض من 52 بلداً.
_الأمراض السرطانية
أظهرت دراسة قام بها المعهد الوطني للسرطان في الولايات المتحدة أن النساء في منتصف العمر اللواتي يستهلكن نظاما عاليا من الدهون كتلك الموجودة في الوجبات السريعة، يرتفع لديهن خطر الإصابة بسرطان الثدي بمعدّل 15% وخاصةً اللواتي تشكل نسبة الدهون في غذائهن 40 % من السعرات الحرارية.
-السمنة ومرض السكري
للنظر في العلاقة بين استهلاك الوجبات السريعة وخطر الإصابة بالسمنة ومرض السكري، تتبع باحثون أمريكيون حياة مجموعة من النساء الأمريكيات خلال عشر سنوات، تبين أن اللواتي يتناولن الوجبات السريعة والدجاج المقلي مرتين في الأسبوع كن أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري بمعدل 40 - 70 % أكثر من نظيراتهن اللواتي لم يستهلكن هذه الأطعمة أو استهلكنها بوتيرة أقل. إضافة إلى ذلك، أفاد الباحثون أن النساء اللواتي استهلكن الوجبات السريعة اكتسبن المزيد من الوزن خلال فترة الدراسة.
الفاست فود والاكتئاب
وقد أكدت نتائج دراسة عالمية أن استهلاك الوجبات السريعة يرفع من خطر الإصابة بالاكتئاب بمعدّل 42%.أما أنواع الوجبات التي وجدت ذات علاقة بالاكتئاب، فهي ما يلي:
- النقانق، الهامبورغر، الكرواسون، البيتزا، الجاتوه، المعجنات الدسمة، الدوناتس.
|
تضيف خوري بأن الوجبات السريعة تسبب أيضا تقلبات نفسية مزاجية، فبعد تناول وجبة فاست فود يشعر الإنسان بالثقل العام والتعب النفسي وذلك بسبب تأثير الوجبات السريعة على خلايا الدماغ. وقد كشف العلماء الأسبانفي دراسة حديثة أن الأشخاص الذين يتناولون وجبات سريعة يكونون أكثر عرضة من ذويهم الذين يتبعون نظاما غذائيا صحيا للإصابة بالإكتئاب بمعدل 51%، وقد فسّر العلماء هذه العلاقة بأن خلايا الدماغ تتكون من الأحماض الدهنية "اوميغا-3"، DHA ، EPA الموجودة بكثرة في السمك. وعندما يكون الغذاء فقيرا بهذه الأحماض الدهنية، يضطر الدماغ إلى استخدام الدهون المهدرجة. وقد أكدت نتائج دراسة عالمية أن استهلاك الوجبات السريعة يرفع من خطر الإصابة بالاكتئاب بمعدّل 42%.أما أنواع الوجبات التي وجدت ذات علاقة بالاكتئاب، فهي ما يلي:
- النقانق، الهامبورغر، الكرواسون، البيتزا، الجاتوه، المعجنات الدسمة، الدوناتس.
وتلفت خوري الى بحث آخر أشار إلى أن الوجبات السريعة تسبب تلفاً في منطقة من الدماغ المتوسط تدعى الوطاء (hypothalamus) المسؤول عن تنظيم شعور الجوع والعطش ودورات الجسم الطبيعية، ما يسبب نوعا من الإدمان على الوجبات السريعة واستهلاكها بكميات عالية.
أما عن المشروبات الغازية التي ترافق الوجبات السريعة، فحذرت خوري ايضاً من بحث أجراه علماء أستراليون عام 2010 تأثيرها على الحالة النفسية، حيث يزيد خطر الإصابة بالإكتئاب والضغط النفسي بمعدّل 60% لدى الأشخاص الذين يستهلكون أكثر من نصف لتر من المشروبات الغازية يوميا مقارنة مع أولئك الذين لا يستهلكونها بتاتا.
الأكل الشرق أوسطي هو السد المنيع أمام البدانة
"ما ألاحظه أن الأم تكون بوزنها الصحي وأطفالها عندهم سمنة"، وذلك تفسره العجولي بأن الأم ربيت على طعام أمها وجدتها الصحي الغني بالعناصر الغذائية، ولكنها أخذت تبعده عن أطفالها، نظرا لكونها عاملة أو لإيقاع الحياة السريع والميل إلى الرفاهية الزائدة". مشيرةً إلى إحصائية فلسطينية تفيد ان السمنة ارتفعت في الخمس سنوات الأخيرة من 9% إلى 13%.
|
في الختام، نُعقب على ما نشرته مؤخراً وكالة معا الإخبارية في الـ29 من شباط، أن هناك وفق القاضي سامي صرصور رئيس المحكمة العليا ورئيس مجلس القضاء الأعلى، حوالي 160 ألف ملفّ تنفيذٍ يتراكم أمام المحاكم في المحافظات الشمالية، هذا عدا عن المحافظات الوسطى والجنوبية.
ومن هنا تتساءل مجلة آفاق البيئة والتنمية: تأخر البت في القضايا الحساسة وخاصة موضوع المطاعم المخالفة والغير مراعية لأدنى الشروط الصحية، أليس من حق المواطن أن يعرف عنها، أم نلتزم بالقانون الذي يمنع النشر بالإعلام حتى يبت القضاء بالقضية، وفق قاعدة أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته.. حتى لو أخذت القضية سنوات! رغم أن كل المعطيات الحسية والبصرية والمخبرية تؤكد الانتهاك الصريح... سؤال تنتظر المجلة الإجابة عنه! لأن صحة المواطن لا تحتمل التأجيل.
|
أما إخصائية التغذية أثار العجولي والتي تستقبل في عيادتها في رام الله كثيراً من الحالات التي تشكو من البدانة بهدف الرغبة بإنزال الوزن وخاصةً للسيدات فوق العشرين، والأطفال بين الأعمار(5-18 عاماً)، بأن ثقافة الفاست فود المليء بالدهنيات المشبعة والسكريات بدأت تنتشر في الفترة الأخيرة وتنافس الغذاء الفلسطيني الشرق اوسطي الذي يتميز بغناه بالفيتامينات والمعادن، والعناصر الغذائية المتنوعة.
"تناولنا في بيتنا لوجبة الملوخية، تغنينا عن كثير من الدهون والمنكهات والمواد الحافظة والزيوت المهدرجة، عدا أنها تزود جسمنا بالفيتامينات والمعادن والبروتين، التي ستجنبنا فقر الدم والأنيميا والأمراض الأخرى". تؤكد العجولي.
وتضيف الإخصائية ومن متابعتها لرواد عيادتها، بأن البدانة تنتشر أيضا لدى الموظفين والموظفات ممن يعتمدون على الفاست فود والمعجنات والسكاكر خلال أوقات الدوام عبر وجبتي الفطور والغذاء وما بينهما، مشيرة إلى أن وضعنا حتى الآن ما زال افضل من الولايات المتحدة التي تنتشر فيها شركات ومطاعم الوجبات السريعة بشكل كبير، مشددةً على أن الأكل الشرق الأوسطي هو الأفضل والأسلم لصحتنا ورشاقتنا.
"ما ألاحظه أن الأم تكون بوزنها الصحي وأطفالها عندهم سمنة"، وذلك تفسره العجولي بأن الأم ربيت على طعام أمها وجدتها الصحي الغني بالعناصر الغذائية، ولكنها أخذت تبعده عن أطفالها، نظرا لكونها عاملة أو لإيقاع الحياة السريع والميل إلى الرفاهية الزائدة". مشيرةً إلى إحصائية فلسطينية تفيد ان السمنة ارتفعت في الخمس سنوات الأخيرة من 9% إلى 13%.
"الأهل والمدرسة يقع عليهما الدور الأكبر، ولكن إن لقي الأطفال التشجيع والدعم منهما لهذا الطعام فطبيعي أن نرى مزيداً من الإقبال فالبدانة والأمراض الناجمة عنها، وانتشار ثقافة "الويك اند في المطاعم" وزيادة الرفاهية والدلال لأطفالنا قد يجلب تداعيات غير مرغوب فيها صحياً". تختم العجولي.
في الختام، نُعقب على ما نشرته مؤخراً وكالة معا الإخبارية في الـ29 من شباط، أن هناك وفق القاضي سامي صرصور رئيس المحكمة العليا ورئيس مجلس القضاء الأعلى، حوالي 160 ألف ملفّ تنفيذٍ يتراكم أمام المحاكم في المحافظات الشمالية، هذا عدا عن المحافظات الوسطى والجنوبية.
ومن هنا تتساءل مجلة آفاق البيئة والتنمية: تأخر البت في القضايا الحساسة وخاصة موضوع المطاعم المخالفة والغير مراعية لأدنى الشروط الصحية، أليس من حق المواطن أن يعرف عنها، أم نلتزم بالقانون الذي يمنع النشر بالإعلام حتى يبت القضاء بالقضية، وفق قاعدة أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته.. حتى لو أخذت القضية سنوات! رغم أن كل المعطيات الحسية والبصرية والمخبرية تؤكد الانتهاك الصريح... سؤال تنتظر المجلة الإجابة عنه! لأن صحة المواطن لا تحتمل التأجيل.
لمزيد من الاطلاع حول مواضيع ذات صلة بالتقرير، يرجى زيارة الروابط التالية:
إحصائية إنفاق الأسر الفلسطينية:
معلومات عن مادة البروكسيد المسرطنة:
معلومات عن بكتيريا السالمونيلا:
http://www.childclinic.net/ccs/details-1345.html