تجربة لاستخراج ثاني أكسيد الكربون من أدخنة النفايات المحترقة في النرويج
أوسلو / خاص: بدأت محرقة النفايات الرئيسية في العاصمة النرويجية أوسلو أول تجربة في العالم لانتزاع غاز ثاني أكسيد الكربون من أدخنة القمامة المحترقة، على أمل ابتكار تقنية جديدة للتخلص من انبعاثات مكبات الفضلات، والحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.
والتجربة التي شهدتها محرقة القمامة، في منطقة كليميتسيرد لإحراق النفايات المنزلية والصناعية، خطوة تتفوق على معظم جهود استخلاص غازات الانبعاثات-الناتجة عن محطات القوى الكهربية التي تعمل بالفحم، أو المصانع التي تستخدم الوقود الأحفوري- تمهيدا لطمرها.
وقالت ماريان بورغين، رئيسة بلدية أوسلو، في حفل افتتاح التجربة في محرقة نفايات كليميتسيرد، التي تولد طاقة حرارية لتدفئة مباني المدينة "أتمنى ان تؤكد أوسلو للمدن الأخرى أن بالإمكان استخلاص الانبعاثات الكربونية من القمامة".
وحتى الآن لا تزال التكلفة العالية تمثل حائلا دون انتزاع الكربون وتخزينه، على الرغم من موافقة نحو 200 دولة في شهر كانون أول الماضي على اتفاق في باريس لمكافحة تغير المناخ، ما يضيف زخما جديدا لتقنيات الحد من الانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري.
وتطلق محرقة نفايات كليميتسيرد أكثر من 300 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنويا، أو 0.6% من إجمالي انبعاثات النرويج الناشئة عن البشر. وثاني أكسيد الكربون هو الغاز الرئيسي المسؤول عن ظاهرة الاحتباس الحراري وما يستتبعها من فيضانات وموجات جفاف وزيادة منسوب مياه البحار.
وتضم المحطة التجريبية خمس حاويات تضخ الغازات الناتجة من المحرقة عبر سلسلة من الأنابيب والمرشحات وتسهم في استخلاص ثاني أكسيد الكربون بمعدل ألفي طن سنويا حتى نهاية نيسان القادم.
ويقول المسؤولون إنه في حالة نجاح التجربة فسيجري انشاء محطة كبرى لاستخلاص ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2020 ثم تشحن النواتج إلى بحر الشمال وتحقن في حقول النفط والغاز لتكثيف الضغط وزيادة الإنتاج. وقالت فالبورج لوندجارد مديرة مؤسسة (آكر سوليوشنز) الهندسية المشرفة على هذه التجربة "نرى آفاقا لهذه السوق في شتى أرجاء العالم" مشيرة إلى أنها الأولى من نوعها في العالم لتحويل النفايات إلى طاقة.
وامتنع المسؤولون عن مناقشة تفاصيل التكلفة، واكتفوا بالقول أن أسعار مقايضة ثاني أكسيد الكربون في السوق الأوروبية لتجارة الانبعاثات تتجاوز كثيرا سعر ستة يورو (6.50 دولار) للطن في هذه التقنية، التي ستكون مجدية على النطاق الواسع.
ونحو 60% من النفايات المحترقة في المحطة من أصل بيولوجي-من القمامة وحتى بقايا الغذاء- ما يعني أن انتزاع الانبعاثات سيكون خطوة ضمن استخلاص الكربون من الدورة الطبيعية لما يعرف باسم "الانبعاثات السلبية".