خاص بآفاق البيئة والتنمية
استيراد
تسير في أسواق جنين والمهندس الزراعي علاء جمعة، تصابا بالدهشة وأنتما تشاهدان شحنة بندورة مستوردة من تركيا؛ وهي المرة الأولى التي تصل فيها هذه السلعة إلى أسواقنا. تبدو البندورة الطارئة مائلة إلى الاخضرار أكثر، وبسعر منافس للمنتج الوطني. أما الأسئلة التي تثار على هامش هذا الاستيراد فعديدة: أولها من الذي قرر هذه الخطوة؟ وهل أُجريت فحوصات على هذه السلعة قبل وصولها؟ وما هي ظروف إنتاجها وتاريخ قطفها؟ وكيف يمكن لها أن تنافس المنتج الوطني في عقر داره بثمنها الرخيص؟
عرض
لم أرغب في التعليق على حادثة عرض فيلم الفنان محمد عساف، ولا ثمن تذكرة فيلمه، فعروضنا الملونة والمؤلمة غالباً متواصلة ببث حي. لكن طوفان الآراء المعاكسة للأصدقاء، جعلني أكتفي بسؤالين: من يضع لنا أجندتنا لنترك كل شيء ونركض وراء عساف مع تقديرنا لفنه؟ وكم عدد الأيدي التي تعجز عن توفير هذه الورقة النقدية، أو ترى الموت بالألوان للحصول عليها- كحال الشبان الذين يبحثون عن نافذة لاختراق الجدار العنصري، أو ينامون في عراء الوطن المسلوب، للقمة عيش مُغمسة بالذل!- إنها أزمة أولوياتنا كالعادة؟
مهنية
نشر موقع إعلامي فلسطيني ذائع صيت صورًا لهجرة طيور وطننا السليب، نسبها لنفسه، واكتفى بالإشارة لمصور بارع. المذهل أن المشاهد هي لصحافي إسرائيلي ومنشورة في "هآرتس" هل هذه هي المهنية في إعلامنا الباحث عن الحقيقة، وصاحب القضية العادلة!
جندر
أخشى أن تشن الأطر النسوية حملة ضد راصد جوي دعا سيدات البيوت للاستفادة من شمس الشتاء في تنظيف منازلهن وطرد الرطوبة منها، قبل حلول المنخفض الجديد. من باب الإنصاف: الرجال عادة أو الغلمان هم من يتعهدون بالسجاد العجمي واللحف العربية والفراش غير التقليدي!
توزيع
تكون أكبر كمية للأمطار (في العادة) في كانون الثاني، تليها ما يهطل في شباط الخبّاط، ثم كانون الأول، بعدها آذار(أبو الزلازل والأمطار)، فتشرين الثاني، ثم نيسان، فتشرين الأول، وأخيراً أيار الأقل مطراً.
سُّكر
تمضي نحو الشهر السابع من مقاطعة السُّكر الأبيض وأي شيء تدخل فيه هذه المادة. يبدو القرار جميلًا، ويدخل البهجة للنفس، حين يبدأ معارف وأقارب بالتأثر من قرارك، ويلتحقون بتجربتك. الشعار الذي ترفعه: (الحياة بلا سكر عسل) ينجح في الـتأثير على آخرين. في آخر حوار مع زميل في المهنة، تخبره بأن أجمل القرارات هي التي تصدر للوقاية وليس العلاج، وبخاصة أن هذه المادة البيضاء تساهم في جر الأمراض إلى صاحبها، وبالإمكان الاستغناء عنها والعودة إلى روح الطبيعة التي تفيض بسُّكرها الطبيعي في فاكهتها وأطايبها.
عزاء
تقصد بيت عزاء في ديوان إحدى العائلات. ترى من بعيد سحب دخان تخرج من المكان، وحين تصل إليه بالكاد ترى أمامك، فالسواد الأعظم من المعزين يطلقون العنان لسجائرهم. تقترب من النافذة وتفتحها على مصراعيها، هربًا من الجو الملوث. يقول أحدهم: إن الجو بارد، ولا داعي للنوافذ!
غرباء نحن في أحزاننا، ونُصر على السجائر كواحدة من أهم ثوابت مجالس العزاء وغيرها، ولا نراعي وجود عدم مدخنين، ولا نريد أن نتذكر أن السجائر إدمان ووباء.
متى سيأتي اليوم، الذي نعترف فيه أن بالتدخين نعتدي على حقوق غير المدخنين؟ وما الجدوى من هذه العادة السيئة التي تترك آثارها على الصحة والبيئة؟
حلول
يقترح التربوي د. منير فاشة حلاً للتعلّم في الابتدائية، يتمحور حول جوانب حياتية تستعمل المجاورة وسيطًا، كالزراعة (وتشمل العلوم والرياضيات والطقس والطعام)، والثقافة (تضم اللغة الحيّة، والتاريخ الذي نبدأه بالذاكرة الجمعية، والجغرافيا والتي يمكن أن تبدأ بالتعرّف على المكان والطبيعة والناس من حولنا، والقمر ( ويجمع بين العلم والفلك والطبيعة والدين والشعر)، والقدس باعتبارها المدينة الوحيدة التي يطمح أكثر من نصف البشر بزيارتها. والجميل في هذه المواد أنها تستعمل الحواس والأطراف المهملة في مدارسنا، والضرورية لربط الفكر بالطبيعة والحياة.
ويقول فاشة الذي سبق وأطلق مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي: "لدينا كعرب منذ 1400 سنة بديلاً للتقييم العمودي الذي يضع كل الطلبة على خط واحد، لكنه يحتاج إلى جرأة، ويتمثل بعبارة الإمام علي: "قيمة كل امرئ ما يحسنه"، التي تتضمن كرامة وتعددية وحكمة وقيمة لكل إنسان وتشفينا من الوضع المريض السائد، الذييشهد كل سنة أن 30 و40% من أبنائنا فاشلون."
يضيف: إن المنهاج وامتحاناته يقيسان بأفضل الأحوال أمورًا ترتبط بقدرات آلية، وتتعامل مع ألفاظ أغلبها مبهم، ولا ترتبط بفهم وقدرة على ترجمة المعرفة إلى فِعْل. ويتمّ هذا الإذلال بحق الطلبة ونلوم الضحية، ثم نستغرب مدى الخراب الذي نشهده!
aabdkh@yahoo.com