خاص بآفاق البيئة والتنمية

قائمة سوداء
من المهم أن ننشر بالتزامن مع عدوان الاحتلال الدموي على غزة، قائمة سوداء بالتُجار الذين يحتكرون السلع أو يرفعون أسعارها. الغريب أن سلوك الشراء لكثيرين يميل إلى تخزين الطعام والشراب والمسليات وقت الأزمات، وكأن اشتعال الحروب نزهة وفترة نقاهة!

تلاعب بأسعار السلع الغذائية أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة- الألبان نموذجا
فن
في أيلول الماضي كان اللبن من إحدى مصانعنا الوطنية (يمين الصورة) بوزن 950 غرامًا بـ 8 شواقل، اليوم أصبح (يسار) بوزن 850 غرامًا بـ 9 شواقل! للأسف، مبدعون نحن في سحق المستهلك!

ذيل فأر تم اكتشافه في كسرة خبز في أحد المطاعم في رام الله
نظافة
عثر قبل أسابيع على ذيل فأر في منتجات مخبز برام الله، وأحدث ذلك ضجة واسعة. هذه القصة فقط يجب أن تشكل صدمة لنا، لنقرر صنع خبزنا وطعامنا بأيدينا، ومقاطعة الأفران والمطاعم، لأن الرقابة عليها هشة، وتغيب عن جزء منها رقابة الضمير.

زلزال_نابلس عام 1927
إيمان وعلم
استمعت إلى خطيب في أحد المساجد بتمعن حول الزلازل والأعاصير، باعتبارهما عقوبة من الله لعباده على فسادهم. وسبق أن حاورت د.جلال الدبيك خبير الهزات الارضية مرارًا حول الأمر، الذي أكد أن الزلازل بيد الله، لكنها أيضًا رقابة على جودة مبانينا، ومحاكمة لضمائرنا.
كنت أنتظر من الوعاظ الكرام استحضار تجربة اليابان، التي تتعرض كثيرًا لهزات أرضية قوية، لكنها صممت أنماطًا معمارية مقاومة للزلازل تخفف من نتائجها، من باب (اعقلها وتوكل).
كما أن سيد المنبر لم يذكر مسار إعصار (دانيال) الذي انطلق من تركيا وبلغاريا واليونان ثم عبر إلى ليبيا، فكانت خسائره المادية والبشرية أقل بمئات المرات في الدول التي لا تغش ببناها التحتية، وتسهر على رعيتها، بينما ضرب كل البنى التحتية الهشة والحافلة بالغش!
الخلاصة، أن الإيمان والعلم لا يتعارضان، فكتاب الله الكريم بدأ بإقرأ، وكرر الدعوة إلى التعقل والتفكر والأخذ بالأسباب، فلا مجال للمقارنة في الهزات والأعاصير بين خيمة أو بناية من طين وقش، وبناية خان فيها المقاول والمالك الأمانة ومارسا كل أساليب الغش، وبيت أو جسر متين أسسا على أصول هندسية صحيحة.
كما أن الدعاء لضحايا الشقيقة الجريحة ليبيا واجب إنساني، لكنه لا يكفي. المرجو خطوات عملية في كل مكان لوقف سوء إدارة البنى التحتية وغشها، ومحاسبة المقصرين والمتقاعسين عن تنفيذ واجباتهم!

اهمال من بعض البلديات
انتظار
ماذا تنتظر البلديات والهيئات المحلية لإصلاح وإنشاء وتمتنين الشوارع، وتقوية قنوات صرف مياه الأمطار؟ وما الإجراءات التي ستتخذ لمن أقاموا بنياتهم ومشاريعهم وطرقاتهم في قلب الوديان وقنوات المياه؟ وما هو السبيل لوقف البناء في الأراضي الزراعية، التي تغرق بشبر ماء؟ وكيف سنصلح الغش البواح في المباني، التي لن تصمد في وجه عاصفة عابرة؟

صواريخ على دولة الاحتلال خلال حرب الخليج عام 1991
ذكريات
عاشت بلدتنا برقين أجواء حرب الخليج عام 1991، وقتها عمت الاستعدادات في بيوت البلدة للاحتماء من الأسلحة الكيميائية المفترضة للجيش العراقي، كنا نشرع في حماية نوافذنا وأبوابنا بالبلاستيك والأشرطة اللاصقة في النهار، ونعتلي أسطح بيوتنا في الليل لنشاهد في شتاء 1991 الصواريخ العراقية وهي تضرب حيفا، ونسمع دوي انفجارها، غير مكترثين بالأسلحة غير التقليدية.
كان الآباء يتابعون بشغف الأخبار، التي لم تكن عاجلة، ونستمع من المذياع إلى تصريحات الناطق بلسان جيش الاحتلال (نحمان شاي) عن إطلاق صفارات الإنذار، ودخول الغرف المُحصنة.
يومها أغلق الاحتلال المدارس، وفرض إجراءات عديدة في الضفة وغزة.
قال لنا الآباء حينها إنها المرة الأولى التي يسمعون فيها عن صواريخ عربية تصل الأرض المحتلة، وكانوا في السابق شهود عيان على قصف دبابات الاحتلال خلال احتلال عام 1948 لأطراف البلدة، حيث كان الجيش العراقي، فيما رأوا طائرات ودبابات إسرائيلية في حزيران 1967، وظن بعض الأهل أنها الجيوش العربية!
كنا نسمع صيف 1982 طائرات الاحتلال الذاهبة لصناعة الموت في لبنان، ونراقب أخبارها بالقنوات الأرضية والراديو، وعشنا جرح صبرا وشاتيلا.
عاشت برقين عام 2001 تفاصيل عدوان الاحـتلال على مخيم جنين، وكانت أصوات القصف وشظاياه تسمع وتصل أطراف البلدة، ومرت أرتال الدبابات من درب السوق نحو شارع الشـهداء.
بعدها، كانت سماء برقين نافذة حية لمشاهدة أو سماع قصف حيفا خلال العدوان على لبنان.
تكررت المشاهد في أيار 2021، فخلال التاسعة مساءً كان وميض الصواريخ المنطلقة من غزة ظاهرا للعيان من أعالي البلدة، وتعيد معها شريط ذكريات عتيق عاشه خريجونا القرن الماضي، وفيه تجددت دعوات الأمهات والأهل أن يحفظ الله غـزة والوطـن.