تحقيق انبعاثات صفرية بحلول عام 2050 يتطلب وقف التوسع في إنتاج الوقود الأحفوري الآن
باريس/ آفاق البيئة والتنمية: قالت "وكالة الطاقة الدولية" أن وضع نظام الطاقة العالمي على المسار الصحيح، نحو الوصول إلى صافي الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2050، سيتطلب وقف التوسع في إنتاج الوقود الأحفوري الآن.
وأوضحت في تحديث صدر في أيلول الماضي إن النمو القياسي في تكنولوجيا الطاقة النظيفة لا سيما الألواح الشمسية والسيارات الكهربائية يعني أنه لا يزال بالإمكان الحد من ظاهرة ارتفاع درجة حرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية عما كانت علية قبل الثورة الصناعية.
لكنها ذكرت أيضاً أن العالم في حاجة لاستثمار ما يقرب من 4.5 تريليون دولار سنوياً في التحول إلى الطاقة النظيفة اعتبارا من بداية العقد المقبل، ارتفاعا من انفاق 1.8 تريليون دولار متوقع في 2023.
وسجلت درجات الحرارة مستويات قياسية هذا العام وبلغ متوسط ارتفاع درجة الحرارة العالمية 1.1 درجة مئوية أعلى من متوسط عصر ما قبل الصناعة.
ويقارن هذا بالهدف الذي حددته "اتفاقية باريس للمناخ" لعام 2015 بإبقاء ارتفاع درجة حرارة الأرض أقل من درجتين مئوية، والسعي في الوقت نفسه إلى خفضها إلى 1.5 مئوية للحيلولة دون حدوث المزيد من التداعيات الخطيرة مثل الجفاف والفيضانات وحرائق الغابات المتزايدة. وفي تحديث لتقريرها الذي يحمل عنوان "خارطة طريق الانبعاثات الصفرية"، الذي يطرح تصورات لبلوغ صافي انبعاثات صفرية بحلول منتصف القرن، قالت "وكالة الطاقة الدولية" أن الزيادة في توليد الطاقة الشمسية ومبيعات السيارات الكهربائية يتفق مع الأهداف المحددة وكذلك خطط البُنية التحتية في المجالين.
لكنها أضافت أن هناك حاجة لمزيد من الجهود من أجل مضاعفة القدرة العالمية للطاقة المتجددة ثلاثة أضعاف، ومضاعفة البُنية التحتية المُوَفِّرة للطاقة، وزيادة مبيعات المضخات الحرارية، وزيادة أخرى في استخدام السيارات الكهربائية بحلول عام 2030.
كما دعت الوكالة أيضاً إلى خفض انبعاثات غاز الميثان في قطاع استخراج مواد الطاقة الأحفورية (الفحم والنفط والغاز) بنسبة 75 في المئة بحلول 2030، وهو ما سيكلف نحو 75 مليار دولار أي اثنين في المئة فحسب من صافي دخل قطاع النفط والغاز في 2022.
وقال فاتح بيرول، مدير عام الوكالة "يتعين على الحكومات فصل المناخ عن الجغرافيا السياسية، نظراً لحجم التحدي الذي نواجهه".
وقال الوكالة في تحديثها الأخير أن العالم "مطالب بألا يكون هناك أي توسع في القدرة العالمية على استخراج النفط والغاز، وألا تكون هناك مناجم فحم جديدة أو توسيع للمناجم القائمة".
وخلُصت إلى أنه في عام 2030، سيكون الطلب العالمي على الوقود الأحفوري أقل بنسبة 25 في المئة، عما هو عليه الآن "ومن ثم سينخفض الطلب بشكل أكثر حدة". وأضافت "بحلول 2050، قد تصل نسبة الطلب على الوقود الأحفوري نحو 20 في المئة فقط من المستويات الحالية"، أي قرابة 20.5 مليون برميل يومياً، مقارنة بـ 102 مليون برميل يومياً متوقعة في 2023.
ويجيء تقرير الوكالة قبل أسابيع من مفاوضات حاسمة خلال مؤتمر الأطراف حول تغير المناخ "كوب28" في دبي حيث يتوقع أن يكون مستقبل مصادر الطاقة الأحفورية محور نقاشات حادة.