صفاء حوراني.. صانعة إكسير الجمال من الموروث الثقافي الطبيعي
خاص بآفاق البيئة والتنمية
صفاء حوراني ابنة قرية العطارة، الواقعة جنوب غرب جنين، الغنية بالأعشاب العلاجية والتجميلية، بدأت مشروعها بجمع النباتات ثم تجفيفها واستخدامها بالعلاج، كما حاولت استخدامها في صناعة الصابون؛ حيث كان أول منتج صنعته "صابون حليب الماعز". لماذا حليب الماعز؟ تجيب حوراني أن الفوائد العديدة الجمالية لحليب الماعز وجهت تفكيرها نحو تصنيعه مع الصابون بطريقة تحافظ على فوائده الجمة، فأسمته اكسير الجمال. خرجت عن المألوف، فطعّمت الصابون بمنتجات طبيعية واستخدمت الرماد في منتجاتها التجميلية، حيث حرقت بعض انواع الاغصان من شجر البطم والسريس وغيرها وخلطتها بكميات معينة مع حليب الماعز، لتخرج بكريمات لعلاج مشاكل البشرة، كما استخدمت قشور البطيخ والشاي الأخضر في منتجاتها، وزيت الزيتون النقي، فتوصلت إلى منتج يعالج الطفح الجلدي إضافة الى فوائد أخرى جمالية.
|
 |
صفاء حوراني صانعة اكسير الجمال |
صفاء حوراني (41) عاما، أم لثلاثة أطفال، لم تعيقها أمومتها عن شق طريقها نحو الريادية، لتترك بصمتها على جبين الزمن، بمشروع بنته بحبٍ ممزوج مع مكونات الطبيعة.
بعد انقطاعها عن دراستها الجامعية لسبع سنوات منذ إنهائها الثانوية العامة؛ قررت حوراني مواصلة طريقها ودراسة تخصص اللغة الانجليزية، وكأي فتاة خرّيجة طمحت للحصول على الوظيفة، فتقدمت لامتحان التوظيف السنوي في وزارة التربية والتعليم العالي، لكن لم تعجبها طريقة التقييم واخضاع الطلبة لاختبارات ترى أنها غير منصفة، فما كان منها إلا أن عملت كمعلمة ومديرة في رياض الأطفال، وتطوعت في الرؤيا العالمية لسنوات عدة، مع مواظبتها على التدريب ومواصلة تطوير نفسها في مجالات شتى كي تصل يوماً ما لما تطمح له.
لديها شهادات متعددة، كشهادة خبيرة بشرة، وشهادة في صنع مواد التنظيف، وخبيرة مساج طبي وأحجار ساخنة، وحجامة. حوراني تعشق كل الأمور المتعلقة بالطب البديل الذي يقود نحو الاستغناء عن المواد الكيميائية. وتحب الإهتمام بنفسها كما تقول، مستعينة بموروثها الثقافي الذي دفعها لتجربة الأعشاب في وصفاتها المنزلية، كي تصبح هذه الهواية باب رزقها.

المستحضرات الطبيعية تصنعها صفاء حوراني من خلطات نباتية ابتكرتها بالتجربة
اكسير الجمال
حوراني ابنة قرية العطارة، الواقعة جنوب غرب جنين، الغنية بالأعشاب العلاجية والتجميلية، بدأت مشروعها عبر جمع النباتات ثم تجفيفها واستخدامها بالعلاج، كما حاولت استخدامها في صناعة الصابون، حيث كان أول منتج صنعته "صابون حليب الماعز".
لماذا حليب الماعز؟ تجيب حوراني أن الفوائد العديدة الجمالية لحليب الماعز وجهت تفكيرها نحو تصنيعه مع الصابون بطريقة تحافظ على فوائده الجمة، فأسمته إكسير الجمال.
حليب الماعز هو العلاج الأساسي لأي نوع بشرة، يحتوي على الزنك والحديد، ومادته الدهنية فيها مركبات ضد حموضة البشرة، وأيضا مضادات حيوية طبيعية للجلد، بالتالي ضمان أكيد وإيجاد حلول لمعظم مشاكل البشرة كحب الشباب والكلف والجفاف وغيره.

كريمات نباتية طبيعية صنعتها صفاء حوراني
منتجات عدة مستخلصة من الطبيعة
تعلمت حوراني صناعة الصابون من الجدات، كوصفات تقليدية، لكنها تمتلك ذلك الذكاء الذي دفعها للخروج عن المألوف وتطعيم الصابون بمنتجات طبيعية هي بمتناول اليد لحسن حظها، كونها ابنة قرية تشتهر بهذه الأعشاب، وأخذت الفكرة تتسع الى أن وصلت لاستخدام الرماد في منتجاتها التجميلية، حيث قامت بحرق بعض انواع الأغصان من شجر البطم والسريس وغيرها وخلطتها بكميات معينة مع حليب الماعز، لتخرج بكريمات لعلاج مشاكل البشرة، إضافة لاستخدامها في المساعدة على التئام الجروح.
كما استخدمت قشور البطيخ والشاي الأخضر في منتجاتها، مع مكونها الأساسي حليب الماعز، وزيت الزيتون النقي، حيث توصلت بعد التجربة لدور هذه المنتجات في الخروج بمنتج يعالج الطفح الجلدي إضافة الى فوائد أخرى جمالية.
ومن منتجات حوراني أنواع متعددة من الصابون الطبيعي بمكونه الأساسي حليب الماعز وخلاصات طبيعية أخرى، الكريمات والمراهم الطبيعية، الزيوت ومغذيات الشعر، المرطبات ومعطرات الجسم، زيوت المساج، وخلطات طبيعية تساعد في حلّ العديد من مشاكل البشرة.
التجربة خير برهان
المعلومات التي امتلكتها حوراني لم تكن وليدة الصدفة، انما كانت دائمة البحث والتحري، تستمع لقصص الموروث الثقافي من الجدات، وتقرأ الكتب والمجلات الطبية، كما استعانت بمصادر أجنبية، وساعدها على ذلك تخصصها في دراسة اللغة الانجليزية.
"التجربة خير برهان"، تقول حوراني، حيث قامت بداية بتجربة المنتجات على نفسها، كما ساعدت العديد من الفتيات على التخلص من مشاكل البشرة لديهن، ما دفعها لتنمية مشروعها، والتركيز عليه كمشروع لا مجرد هواية.
لدى حوراني الثقة العالية بمنتجاتها وخاصة من ناحية الأمان، التفاصيل الدقيقة التي تعتمدها في تصنيع الكريمات والصابون، واعتمادها بشكل تام على مواد طبيعية آمنة بشكل يناسب طبيعة كل فرد على حداً، اضافة الى تركيزها على سلامة الجسم من الداخل قبل العلاج الخارجي، كل هذه الأمور ساعدتها في المضي قدما بخطى واثقة.

مراهم طبيعية من إنتاج صفاء حوراني
رفض تام للمواد الكيميائية ولا حلول سحرية
تقول حوراني "أصررت أن يكون منتجي طبيعياً 100%، وأن لا اضيف أي مادة كيميائية عليه، كمادة تضفي اللون الأبيض الناصع على الصابون مثلاُ، أو مادة تمنح رغوة أكثر، أو رائحة ولون معين.
حوراني صاحبة مشروع (soft drop)، تقوم في شركتها ومقرها في مدينة جنين بتصنيع المنتجات الطبيعية التجميلية، والشركة مسجلة في وزارة الاقتصاد الوطني كأول شركة فلسطينية لإنتاج المواد التجميلية الطبيعية.
وكنصيحة للفتيات، قالت حوراني أن العلاج الطبيعي والمنتجات الطبيعية تحتاج أن تأخذ وقتها الكافي للحصول على نتائج مرضية، فكلمة منتج سحري ومعجزة غير موجود في علاجاتها، كونها تتجنب أي مواد قد يكون لها آثار جانبية، كما تتجنب التهويل والكلمات المنمقة التي تخدع الزبائن للحفاظ على سمعة منتجها.
شاركت حوراني في عدة مسابقات، وحظيت منتجاتها باقبال جميل، كونها أيضا تراعي الأسعار المعتدلة كما تقول، لتكون منتجاتها في متناول الجميع.
كما أرادت حوراني دوما أن تكون كافة مدخلات الإنتاج تحت سيطرتها، حيث تعمل على تأمين الخامات بنفسها وتعمل على شراء المواكن اللازمة التي تساعدها في تأمين هذه المواد بنفسها، وذلك بسبب ارتفاع تكاليف المواد الخام التي تستوردها من الخارج، وبالتالي الاستغناء عن المواد المصنعة الكيميائية الضارة واستبدالها بمنتجات صحية طبيعية آمنة وبتكاليف أقل.
لم تتلق دعما من جهات رسمية، سمعت وعودا كثيرة، لكنها لم تعتمد عليها، واصلت طريقها دون انتظار يد العون من أحد، حتى وصلت إلى مستوى من الثقة حيث يوصي أطباء الجلد بمنتجاتها حين لاحظوا النتائج بأنفسهم.