كيف نفكك عنق الزجاجة!
كان السؤال التالي يأخذ جل تفكيري منذ أكثر من ١٥ سنة: كيف يمكن جمع الكفاءات الفلسطينية حول العالم لتأسيس جسد الكل الفلسطيني وعقلهم الجمعي.
الزخم الفكري الموجود على الساحة الفلسطينية والمتحوصل حول ذاته هو من أهم معوقات بناء فلسطين قوية عابرة للحدود .. كلنا نفهم، كلنا يعرف المشكلة، ويعتقد أن لديه الحل، كلنا قادة.. وكل فرد فينا دولة!
في ما يعرف بالتصميم الطبيعي Natural design صرنا نعلم أن المشكلة هي الحل. بمعنى لا بد من تكوين فضاء عمل يكون كل واحد فينا قائدا ومع ذلك نعمل معا. من هنا جاءت حاجتنا الى الديمقراطية المباشرة. ولكن هذا لا يكفي لأن الأرضية التقنية لهيكلية الديمقراطية المباشرة غير موجودة وتحتاج إلى عمل جماعي وإمكانيات ليست عند احد منا منفردا.
لنتتبع السؤال التالي: ما هي الطريقة التي ستجعل آلاف المطورين والمفكرين يعملون معاً، بالرغم من أن كلاً منهم دولة ولديه افكارٌ جاهزة؟
استمر البحث سنوات الى ان وصلتُ-أزعم للحل. وافترض أني "وجدت الطريقة" التي تحل هذه التعقيدات او تلغيها وهو ما يجعل الفكرة مميزة عن باقي المبادرات وهي:
*السؤال الصحيح*
من منكم لم يكن في اجتماع اداري او فني أو علمي، ولم يخض تجربة طرح سؤال صحيح ومهم للنقاش في خضم الحديث ويستشعر الأثر له؟
إن السؤال الصحيح يعمل على:
١. خلق حالة يقظة في العقل ويهيئ لملكة ومهارة *الإصغاء أو الإنصات* (أقوى وأهم خاصية ذهنية في الوجود البشري).
٢. يخلق فضاء تفاعل بِكْر خالي من الأفكار الجاهزة (السؤال يعمل كالقنبلة التفريغية)
٣. يثير حالة عصف ذهني جماعي لأن الكل جلّ تركيزه حول السؤال الذي يحفز الأفكار ويجذبها كالمغناطيس حوله.
السؤال الصحيح هو مفتاح الحلول التي ستنتج عن فضاء ابداعي مشترك. ارجو التأمل كثيرا بكلمة إبداع وابتكار وهو ما نحتاجه للتجديد الفكري المنهجي والمفاهيمي، ومنه إلى التجديد السياسي.
أن اهم أثر للطرح الذي أنادي به هو التخلص من ثقافة الشخصنة والطبقية .. كلنا سنكون سواسية أمام السؤال الصحيح، قادة ولكن بنفس الوقت Anonymous
لا شك ان التكنولوجيا عامل مساعد لتجميع الكل الفلسطيني ولكنه ليس الأساس، لان أي شخص متمكن صاحب اجندة يمكنه اقتناؤه بالمال والقوة السياسية.
فلنبحث عن اسئلة ونجيب عليها معا! فلنكسر معا عنق الزجاجة ولنحلق في فضاء الحرية.
#القول_الفصل