تَمر صناعة الخلايا الكهروضوئية (PV) بعد سنوات عديدة من النمو والابتكار بفترة صعبة مع وجود تغيرات ديناميكية في الدول المنتجة للطاقة الشمسية، ففي قارة أوروبا خلق الدعم السياسي المتغير مناخاً من عدم اليقين يعيق إعادة تطوير سوق الخلايا الكهروضوئية، على العكس خارج قارة أوروبا، حيث إمكانات النمو متاحة بشكل كبير وهو ما يعمل على زيادة الطاقة المتولدة من الطاقة الشمسية عالمياً.
ولا يخفى على أحدٍ أن الإمكانات الهائلة للطاقة الشمسية وفوائدها للمجتمع أكثر وضوحاً من أي وقتٍ مضى، وأصبحت الخلايا الكهروضوئية لاعباً رئيسياً داخل نظام الطاقة النظيفة.
وتحت جميع السيناريوهات سوف تستم الخلايا الكهروضوئية في الزيادة في أوروبا ودول العالم خاصة الدول الأسيوية كالصين والهند واليابان، مما يوفر بشكل متزايد الكهرباء النظيفة والآمنة وبأسعار معقولة للمواطنين.
تم إضافة ما لا يقل عن نحو 38.4 جيجا وات إلى جملة الطاقة العالمية من الطاقة الشمسية (الخلايا الضوئية) لتصل القدرات المركبة الإجمالية إلى نحو 138.9 جيجا وات عام 2013.
يتضح أن سوق الطاقة الشمسية (الخلايا الضوئية) في تقدم سريع، حيث أن إجمالي القدرات المولدة من الخلايا الضوئية في العامين السابقين بلغ نحو أكثر من 30 جيجا وات.
ويعتبر السوق الأوروبي للخلايا الضوئية في مقدمة الأسواق العالمية منذ أكثر من 10 سنوات، وتجاوزت قارة أسيا القارة الأوروبية بطريقة دراماتيكية، حيث تُمثل القارة الصفراء نحو 56% من السوق العالمي للخلايا الضوئية في العام 2013.
وحدث هذا التطور الآسيوي بالتوازي مع الإنخفاض النسبي في السوق الأوروبية عام 2012، وهذا التطور الهائل في الأسواق الغير أوروبية أبقى النمو العالمي للخلايا الضوئية في مسار تصاعدي، وعوض إلى حد كبير تباطؤ السوق الأوروبية.
تعتبر الطاقة الشمسية (الخلايا الضوئية) بعد الطاقة الكهرومائية (المائية) وطاقة الرياح أهم ثالث مصدر من مصادر الطاقة المتجددة في العالم.
تم ربط نحو 11 جيجا وات من الطاقة الشمسية بالشبكة العامة للكهرباء بقارة أوروبا عام 2013، بالمقارنة بنحو 17.7 جيجا وات في عام 2012، ونحو 22.4 جيجا وات عام 2011.
فقدت قارة أوروبا الريادة في سوق الطاقة الشمسية لصالح قارة أسيا منذ عام 2003.
تحتل الصين المرتبة الأولى في السوق العالمي لعام 2013 بنحو 11.8 جيجا وات، وجاءت اليابان ثانياً بنحو 6.9 جيجا وات، ثم الولايات المتحدة الأمريكية ثالثاً بنحو 4.8 جيجا وات.
وأحتلت ألمانيا المرتبة الأولى في السوق الأوروبية بنحو 3.3 جيجا وات، تليها المملكة المتحدة 1.5 جيجا وات، وإيطاليا ثالثاً بنحو 1.4 جيجا وات، تتبعها رومانيا بنحو 1.1 جيجا وات، ثم اليونان خامساً بنحو 1.04 جيجا وات.
إنخفض أداء العديد من الدول الأوروبية والتي كان أداؤها جيداً في الماضي ففي العام 2013 ، ونتيجة لتقليل الحوافز من قبل الحكومات على الطاقة الشمسية إنخفضت قدرة إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية في بلجيكا من 600 ميجا وات إلى نحو 215 ميجا وات وفرنسا من 1115 ميجا وات إلى 613 ميجا وات، والدانمارك من 300 ميجا وات إلى نحو 200 ميجا وات.
وعلى الرغم من الإنخفاض في السوق الأوروبي لبعض الدول، فإن حجم إنتاج السوق الأوروبي من الطاقة الشمسية كان مستقراً، حيث بلغ نحو 6 جيجا وات سنوياً في أخر ثلاثة أعوام.
هناك بعض الأسواق خارج قارة أوروبا واصلت نموها بوتيرة معقولة (متنامية) مثل دولة الهند حيث بلغت القدرات المركبة بها 1115 ميجا وات وكوريا 442 ميجا وات وتايلاند 317 ميجا وات وكندا 444 ميجا وات.
أولاً: تغير الاتجاهات الإقليمية ورواد السوق الجديد
أقترب دور قارة أوروبا كزعيمة لسوق الطاقة الشمسية من نهايته حيث شكلت أوروبا نحو 74% من القدرات المركبة في عام 2011 ونحو 55% في عام 2012، وبلغت النسبة نحو 29% في عام 2013، وتزايد النمو العالمي للطاقة الشمسية في عام 2013 في دول قارة أسيا وخاصة الصين واليابان، واللذان يصنفان كأول وثاني السوق العالمي على الترتيب.
زيادة التنافسية
واصلت أسواق الطاقة الشمسية في أوروبا والعالم التقدم السريع نحو التنافسية في قطاع الكهرباء في عام 2013 وأدى الإنخفاض الكبير في أسعار تكنولوجيا الطاقة الشمسية والإرتفاع الكبير في أسعار الكهرباء إلى زيادة التوجه نحو الطاقة الشمسية خاصةً عندما تكون الإيرادات الناتجة من بيع الكهرباء المتولدة من الطاقة الشمسية في السوق تعادل أو اكبر من تكلفة تركيب نظام الطاقة الشمسية في المدى الطويل.
الطاقة الشمسية كسوق يحركها السياسة
تظل الطاقة الشمسية في معظم الدول سوق يحركه السياسة، حيث أن تعديل أو الإلغاء التدريجي للدعم الوطني للصناعة يؤثر بشكل كبير على تطوير أسواق الطاقة الشمسية، حيث أن الإنخفاض في الدعم السياسي أدى إلى إنخفاض سوق الطاقة الشمسية في عدد كبير من الدول الأوروبية كإيطاليا وألمانيا وبلجيكا وفرنسا وأسبانيا في حين أن تنفيذ بعض السياسات الجديدة (حوافز الطاقة الشمسية) أدى إلى زيادة دراماتيكية في أسواق بعض الدول كالصين واليابان.
ثانياً:السيناريوهات المستقبلية للطاقة الشمسية العالمية
يُعتبر التنبؤ بتطور سوق الطاقة الشمسية حالياً أكثر تعقيداً منه في الماضي، وتقوم السياسة بالتأثير على سوق الطاقة الشمسية ولكن كما هو معروف فإن هذا العصر هو عصر التكامل في سوق الطاقة حيث أن إمكانات سوق الطاقة الشمسية تَعتمد على توفير الطاقة والمبيعات الممكنة في سوق الجملة للكهرباء، كما أن عدم الإستقرار الإقتصادي في العديد من الدول الأوروبية أدى إلى إتخاذ صانعي القرار قرارات لها تأثير سلبي على سوق الطاقة الشمسية (PV)، ومثل هذه القرارات تُضعف بشدة ثقة المستثمرين كما أنها تعمل على تباطؤ تطور سوق الطاقة الشمسية، وتُعيق عملية التنبؤ المستقبلي لسوق الطاقة الشمسية.
ففي مارس عام 2014 أسست جمعية صناعة الطاقة الشمسية الأوروبية (EPIA)، (بعد تجميع البيانات من عينه ممثلة لصناعة الطاقة الشمسة وشركات الكهرباء والجمعيات الوطنية ووكالات الطاقة بإستخدام طرق التنبؤ التكاملية) ثلاثة سيناريوهات للتنمية المستقبلية لأسواق الطاقة الشمسية.
السيناريو الأول
يفترض إستمرار تعديل أو إستخدام آليات الدعم المناسبة مصحوبة بإرادة سياسية قوية للإعتماد على الطاقة الشمسية كمصدر رئيسي للكهرباء في السنوات المقبلة. ولتحقيق هذا يتطلب إزالة العوائق الإدارية غير الضرورية وتنظيم إجراءات التواصل بين الهيئات.
السيناريو الثاني
وهو سيناريو متشائم حيث يَفترض أن سلوك سوق الطاقة الشمسية بلا دعم أو تَعزيزات مناسبة أو بلا إحلال لآليات الدعم القائمة حالياً، أو تقليل (الحد من) البرامج المتبعة أو عدم وجود سياسات ملائمة.
السيناريو الثالث (المتوسط)
يزن هذا السيناريو السيناريوهين السابقين طبقاً لإحتمالية تحقيقهما، ويحدد هذا السيناريو توقعات تطور السوق الأكثر ترجيحاً وفقاً للمعلومات المتاحة في شهر مارس 2014.
وتحت مظلة هذه السيناريوهات يتم تحليل التطور الزمني لقيمة سوق الطاقة الشمسية والإمكانات المستقبلية لهذا السوق، إعتماداً على نظرية (القاع- القمة)على المستوى القطري (Bottom- up approach)
مشاركة الجهات المحلية في صنع القرار عن طريق اختيار الاستراتيجيات والأولويات التي يجب إتباعها في منطقتهم، فهذه النظرية تقدم أرقام مجمعة وسيناريوهات .
ثالثاً: التطور السوقي
التطور التاريخي لسوق الطاقة الشمسية
نمت أسواق الطاقة الشمسية على مدى العقد الماضي بمعدل ملحوظ حتى أثناء الأزمات الإقتصادية، وأصبحت الطاقة الشمسية على خارطة الطريق لتُصبح مصدراً رئيسياً لتوليد الطاقة في العالم، فبعد نمو قياسي في عام 2011 استقر سوق الطاقة الشمسية (PV) العالمي في عام 2012، ثم نما مرةً أخرى بشكل معنوي في العام 2013.
القدرة الإجمالية المركبة على المستوى العالمي من الطاقة الشمسية
World cumulative installed capacity
بلغت القدرة الإجمالية المركبة (المثبتة) للطاقة الشمسية على المستوى العالمي أكثر من 23 جيجا وات في أواخر عام 2009. وبلغت في العام الذي يليه نحو 40.3 جيجا وات، وفي أواخر عام 2011 بلغت نحو 70.5 جيجا وات، كما بلغت القدرة الإجمالية للطاقة الشمسية المثبتة في عام 2012 نحو 100 جيجا وات، وتم تثبيت نحو 138.9 جيجا وات على المستوى العالمي للطاقة الشمسية في عام 2013. وهذه الكمية تُنتج ما لا يقل عن 160 تيرا وات / ساعة من الكهرباء سنوياً. وتكفي هذه الكمية لتلبية الإحتياجات السنوية لنحو أكثر من 45 مليون أسرة بالكهرباء في قارة أوروبا، وهي تعادل كمية الطاقة الكهربائية المتولدة من نحو 32 محطة كبيرة لإنتاج الكهرباء من الفحم. وتصل كمية الطاقة الشمسية لعام 2013 لنحو 140 جيجا وات، عند الأخذ في الإعتبار (إضافة) 1.1 جيجا وات إضافية لدولة الصين.
وتُعتبر قارة أوروبا هي الرائدة في مجال الطاقة الشمسية حيث بلغت إجمالي القدرات المثبتة نحو 81.5 جيجا وات في عام 2013 وهو ما يمثل نحو 59% من الإجمالي العالمي، حيث تراجعت النسبة من نحو 70%، 75% في عامي 2011، 2012 على التوالي.
وتنمو بلاد أسيا والمحيط الهادي نمواً سريعاً حيث بلغت إجمالي الطاقة الشمسية المثبتة نحو 40.6 جيجا وات تليها الأمريكتين بنحو 13.7 جيجا وات.
وهناك العديد من الأسواق خارج الإتحاد الأوروبي خاصةً أمريكا والهند لم تستغل سوى جزءٍ ضئيل جداً من الإمكانات الهائلة لديهما، ففي العام 2013 إحتلت الدول الأسيوية الريادة في مجال الطاقة الشمسية وشرعت في عملية تطوير أسرع من الأسواق الأوروبية التقليدية، فالعديد من الدول في مناطق الحزام الشمسي مثل أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب شرق أسيا وأمريكا اللاتينية على مشارف البدء في تنمية الطاقة الشمسية لديها.
تَضاعفت إجمالي الطاقات المثبتة خارج أوروبا من نحو 30 جيجا وات في عام 2012 إلى ما يقارب نحو 60 جيجا وات في العام 2013، وهو دليل على إعادة التوازن فيما بين أوروبا وباقي دول العالم وهو ما يعكس بشكل وثيق أنماط إستهلاك الكهرباء.
تطور سوق الطاقة الشمسية العالمي
World PV market development
تطور السوق العالمي للطاقة الشمسية في عام 2013 بعد ثبات الطاقة السنوية عند 30 جيجا وات لمدة عامين، حيث وصل السوق العالمي إلى أكثر من نحو 38 جيجا وات (رقم قياسي عالمي جديد)، ولكن الحقيقة الأكثر أهمية في عام 2013 هي التطور السريع للطاقة الشمسية في دول أسيا مقترنة بإنخفاضٍ حاد في الدول الأوروبية