خاص بآفاق البيئة والتنمية
مقياس للمطر
أرقام شتوية
ترصد منذ بداية الموسم المطري كمية الهطول على بلدتك برقين، اللصيقة بغرب جنين، وتأتي النتائج حتى مساء 19 كانون الثاني الماضي على النحو: 9 تشرين الأول (15 ملم)، 28 تشرين الأول ( 0,5 ملم)، 30 تشرين الأول (1,5ملم)، و31 تشرين الأول (0,5 ملم). أما في تشرين الثاني فحمل 21 منه (17 ملم)، وجادت السماء في اليوم التالي بــ ـ(10 ملم)، وهطلت في 27 منه (0,5 ملم). بينما حمل السادس من كانون الأول (20 ملم)، وجاءت أمطار 24 كانون الأول ( 25 ملم). وفيما يتصل بكانون الثاني فقد شهد الأول منه هطول ( 6 ملم)، و(5 ملم) في اليوم التالي، و( 30 ملم) في الرابع من كانون، وسجل السادس منه ( 60 ملم)، وشهد الرابع عشر منه ( 28 ملم)، وفي الخامس عشر (2 ملم)، وفي السابع عشر ( 6 ملم)، وفي التاسع عشر منه ( 62 ملم).
فيضانات أمطار كانون ثاني الماضي
نلاحظ التذبذب الواضح في الهطول، وجفاف معظم أيام الخريف، وتركز الهطول في كانون الثاني، الذي سجل رقمًا قياسيًا. نأمل من الله أن تنهمر السماء بنعمتها، وأن تسد بقية أيام الشتاء العجز المتلاحق في مواسمنا الماضية.
الزحف العمراني يجتاح الأرضي الزراعية في مرج ابن عامر دون رحمة
زحف أسود
تمضي يومًا بطوله في مرج ابن عامر، وهو ما لم تفعله منذ سنوات، فتغرس الزيتون، وتجمع البطاطا، والسبانخ، والفجل، وتراقب طيور السماء، وتلاحق مجرى وادي خروبة القريب، لكنك تصاب بغصة وألم، فزحف الإسمنت الأسود يزداد تكاثرًا، ويقترب أكثر من مناطق لم يصلها قبل مدة قليلة.
تسترد شريط ذكرياتك العتيق، فتصل إلى منتصف الثمانينيات، حين كنت ووالداك وأخوتك تسيروا إلى أرضكم، ولا تشاهدون غير منزل يتيم في المرج، وطرق ترابية، وبقايا طواحين المياه، فيما كانت الوديان وممرات المياه أكثر وضوحًا.
زحف عمراني عشوائي في مرج ابن عامر
في اليوم التالي، تحاور رئيس بلدية سابق لجنين، وتقول له إن المشاركة في تدمير مرج ابن عامر ستحاسبنا عليها الأجيال القادمة، التي لن تذكرنا بالخير، وستشتم ضيق أفقنا، وتدمير بيوتنا بأيدينا.
الغريب أن الرئيس السابق، يصر على أن مرج ابن عامر لا يستحق كل هذا النقاش والاهتمام، فهو مجرد أرض تغّير شكل استعمالها، والزراعة ليست مهمة إلى هذه الدرجة!
الحدائق المنزلية من أهم ممارسات الاقتصاد المقاوم
تجربة تفاعلية
تنفذ ورشة حول الاقتصاد المقاوم لأعضاء منتدى السوسنة البيئي والصحافيات الصغيرات في طوباس، وتجري نقاشًا تفاعلياً حول أسباب تراجع الاقتصاد المنزلي، وقلة الاهتمام بالاكتفاء الذاتي، وتدني الممارسات البيئية داخل المنزل. وتنقل للمشاركات مفاهيم الأمن الغذائي، والاكتفاء الذاتي، والاقتصاد المقاوم، وتستعرض لائحة من ممارسات اقتصادية منزلية أصبحت في حكم الماضي، تخص تخزين السلع الغذائية وإنتاجها ذاتيًا، والقدرة على حل الأزمات الخاصة بانقطاع الخدمات الأساسية. وتشرح فلسفة الاقتصاد المقاوم، النظام اقتصادي الذي يتبنى آلية اختيار البدائل، ويضع مجموعة من الأهداف التي تخدم سياسة المقاومة في مجالات الزراعة، لإنتاج ما يلزم من محاصيل لسد الفجوة، وإحلال الواردات، والاعتماد على الذات في توفير مستلزمات إنتاج محلية ما أمكن، واستدامة الموارد الطبيعية، وضمان الحد الأدنى من الأمن الغذائي.
أدوات منزلية تراثية تستخدم في الاقتصاد المنزلي
وتحلل استمارة اشتملت أسئلة حول الحديقة المنزلية، وتوفر آبار جمع مياه الأمطار، ووسائل الإنارة البديلة، ووسائل ومعدات إنتاج الخبز، وتخزين الطحين والقمح والزيت، ووجود الثروة الحيوانية والدواجن، وتصنيع الزيتون الأخضر، والمنتجات الغذائية التراثية، وإعداد الصابون البلدي، ومدى إعداد الأطباق التراثية، وغيرها من مكونات الاكتفاء الذاتي.
في الاستبانة 34 سؤالاً تضع خياري "نعم" و"لا"، للتعبير عن مكونات الاقتصاد المقاومة، تجيب عليها 19 مشاركة، المؤسف أن اثنتين فقط قالتا إنهما تقومان فعلاً بأنشطة داعمة للاكتفاء الذاتي (24 بندًا من أصل 34)، أما بقية المشاركات فكانت كفة الترجيح لعدم تنفيذهن إلا لعدد متواضع من مقومات الاكتفاء الذاتي.
تطلب من المشاركات إعداد تقييم ذاتي لإجاباتهن، ويعترفن بوجود فجوة في اقتصاد بيوتهن، ويقترحن إطلاق مبادرات مشتركة للحديقة المنزلية النموذجية، وتأهيل الأجيال الشابة على الزراعة المنزلية، وتنفيذ جولات ميدانية إلى حدائق بيتية نموذجية، وعقد دورات تصنيع غذائي تشمل طرق إنتاج وتخزين السلع الأساسية دون مواد حافظة كالتجفيف والتمليح.
خبر عاجل
يصلك خبر بيئي عاجل من وكالة (فرانس 24)، وهي واحدة من المناسبات النادرة التي تقرأ فيها خبراً بيئيًا عالميًا يقول نقلًا عن الأمم المتحدة: "السنوات الثلاثة الأخيرة كانت الأكثر حراً على الإطلاق".
وفي التفاصيل: أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن أعوام 2015 و2016 و2017 شهدت أعلى درجات حرارة تم تسجيلها، وأن عام 2016 كان الأعلى حرارة على الإطلاق. ولكن عام 2017 سجل أعلى درجات حرارة في سنة لم يحدث فيها ظاهرة النينيو، التي يمكن أن تزيد درجات الحرارة العالمية سنويا.
وأضافت: البيانات التي أظهرها تحليل موحد أجرته المنظمة لخمس مجموعات من البيانات الدولية الرائدة، تشير إلى أن متوسط درجة حرارة سطح الأرض في عام 2017 زاد بنحو 1.1 درجة مئوية عن معدل عصر ما قبل الثورة الصناعية، فيما كانت الزيادة في عام 2016 (أحر سنة مسجلة) 1.2 درجة مئوية.
ورشة حول الاقتصاد المقاوم لأعضاء منتدى السوسنة البيئي في طوباس
وأورد الخبر حوارًا مع عمر بدور العالم بالمنظمة العالمية للأرصاد الجوية حذر فيه أن عام 2018 من المتوقع أن يسير في نفس الاتجاه. كما أشار إلى أن بلدان المنطقة العربية أكثر عرضة للخطر، بسبب موقعها الجغرافي: "أولًا التأثير الأشد خطورة هو الجفاف والتصحر. هذه المنطقة تعاني بشكل عام من نقصان المياه، وتواتر ظاهرة الجفاف سيكون للأسف أشد مع ارتفاع درجات الحرارة، ما يؤدي إلى صعوبة كبيرة في إيجاد موارد مائية قابلة للاستعمال في المجالات المختلفة كالزراعة والمياه الصالحة للشرب. هذا هو الخطر الأول، ثم هناك الخطر الثاني وهو الظواهر القصوى، حيث تظهر بين الفينة والأخرى ظاهرة التساقطات الشديدة، ما يؤدي إلى الفيضانات التي تؤثر بدورها على البنية التحتية وحياة الأشخاص."
وأضاف بدور أنه إذا ما تخطى العالم ارتفاعًا ملحوظًا في درجات الحرارة، أي أعلى من درجتين مئويتين مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية، فسيكون العالم قد وصل إلى مرحلة لا يمكن عكسها، وسيؤدي ذلك إلى تفاقم تواتر الظواهر القصوى، بما يشكل خطرًا محدقًا للحياة على كوكب الأرض: "الظواهر القصوى للطقس تشكل ثاني أشد المخاطر التي تواجه الإنسانية بعد أسلحة الدمار الشامل. هذا يعني أن الطقس أصبح يهدد البشرية مثلما تهدده أسلحة الدمار الشامل. هذا شيء مثير للانتباه ويجب على الجميع، من حكومات والمجتمع المدني، الوقوف وقفة واحدة تجاه تحديد انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون في الأجواء."
تتذكر وأنت تقرأ الرسالة أن الثمن الأسود للحر يدفعه الفقراء وجياع الأرض أولاً، ولا يؤثر كثيرًا على أهل المال والأعمال، لكننا حتمًا سنصل إلى لحظة ندفع فيها جميعًا ثمن الاحترار العالمي والاحتباس الحراري، وجشع الدول الصناعية، وعندها لن ينفعنا لا النفط ولا الذهب ولا الفضة.
aabdkh@yahoo.com