الإحصائيات تشير الى وجود أكثر من مائة حاجز وبوابة الكترونية في محيط البلدة القديمة بمدينة الخليل، تشابه بعضها البوابات التي توضع على المعابر الحدودية. وتضم هذه الحواجز عددًا من الحجرات مختلفة الشكل، المزودة بأجهزة الفحص بالأشعة، حيث يتعرض أكثر من 60 الفَ مواطنٍ ممن يقطنون البلدة القديمة لهذه البوابات مرتين على الأقل يوميا. ربما نحتاج إلى لجنة تحقيق دولية تفحص نوعية الأشعة المستخدمة في هذه البوابات الالكترونية الذي يركبها الاحتلال في معظم الأراضي الفلسطينية، مع التأكيد على ان مدينة الخليل هي أكثر المدن استخداماً لهذه الحواجز.
|
خاص بآفاق البيئة والتنمية
|
أطفال الخليل اثناء عبورهم حواجز الاحتلال |
يجتاز نحو ألف طالبٍ من مدينة الخليل في مشهد شبه يومي، عشرات البوابات الالكترونية للوصول الى مدارسهم في محيط الحرم الإبراهيمي، ليحفظوا إلى جانب دروسهم أصوات صفير تلك الآلات التي تعري أجسادهم وتخضعها لأشعة غير معروفة الأضرار، ناهيك عن آلاف المواطنين الذي يعبرون هذه الحواجز أثناء خروجهم وعودتهم الى منازلهم في البلدة القديمة بمدينة الخليل.
الإحصائيات تشير الى وجود أكثر من مائة حاجز وبوابة الكترونية في محيط البلدة القديمة بمدينة الخليل، تشابه بعضها البوابات التي توضع على المعابر الحدودية، كحواجز "أبو الريش و106 ومدخل شارع الشهداء"، حيث تضم هذه الحواجز عددًا من الحجرات مختلفة الشكل، المزودة بأجهزة الفحص بالأشعة، حيث يتعرض أكثر من 60 الفَ مواطنٍ ممن يقطنون البلدة القديمة لهذه البوابات مرتين على الأقل يوميا.
ما يسمى "الإدارة المدنية الإسرائيلية" نشرت قبل بضعة أيام خارطة جوية تظهر نيتها إنشاء حاجزين إضافيين مزودين بأجهزة الفحص الإشعاعي بالقرب من حي تل الرميدة بالبلدة القديمة.
|
|
اطفال مدارس البلدة القديمة في الخليل ينتظرون للذهاب إلى مدارسهم عبر بوابات الاحتلال المزودة بأجهزة الفحص بالأشعة |
أطفال الخليل اثناء عبورهم حاجز ابو الريش الاحتلالي |
الطلاب أول الضحايا
يشير قسم التخطيط في مديرية التربية والتعليم بمدينة الخليل الى وجود أربع مدارس محاصرة بالاستيطان والثكنات العسكرية بالبلدة القديمة، وهي مدارس (الفيحاء والإبراهيمية وزياد جابر ومدرسة قرطبة ) حيث يجبر كل صباح نحو ألف طالبٍ وطالبة على الوصول إليها عبر البوابات الالكترونية، إضافة إلى عمليات التفتيش اليدوية، دون الاهتمام بما قد تخلفه هذه الأجهزة من مشاكل صحية عليهم نتيجة تعرضهم المستمر لها، خاصة أن معظم هؤلاء الطلبة هم من الأطفال وتتراوح أعمارهم بين 6- 15 عاما.
بهذه الإجراءات، يصادر الاحتلال حق الطلاب في التنقل والتعليم بالحرية، كما قد يعرضهم إلى أضرار محتملة من خلال تسليط حزمة من الأشعة على أجسامهم تصل في بعض الأوقات إلى 20 دقيقة، كما يتعرض أكثر من مائة معلم من العاملين بهذه المدارس لهذه الإجراءات التي فرضت على البلدة القديمة منذ انتفاضة الأقصى أوائل عام ألفين.
وأشار قسم التخطيط إلى أن هذه الحواجز تساهم في تردي الوضع النفسي وإصابة الطلاب بالاكتئاب، وتزيد من العنف خاصة عندما يتعرض هؤلاء الأطفال للصراخ والتفتيش المهين من قبل جنود مدججين بالسلاح.
|
|
الغرف الإسرائيلية المحصنة لتفتيشر المواطنين في الخليل |
البوابات الالكترونية الجديدة المزودة بأجهزة الفحص بالأشعة على مدخل الحرم الإبراهيمي |
مصائد للقتل
لم يكتفِ الاحتلال بإنشاء هذه الحواجز التي تلتف حول عنق الحرم الإبراهيمي بغية تشديد القبضة على المواطنين، بل قام بوضع أربع بوابات الكترونية جديدة على شكل غرف بمداخل الحرم مزودة بأجهزة الفحص الإشعاعي، لتشكل عائقا يحول بين المواطنين وبين ربهم كما تفيد مديرية أوقاف الخليل، حيث تحولت هذه البوابات إلى مصيدة حقيقية للموت ويشهد على ذلك دماء ستة وعشرين شهيدا قتلوا إما عليها أو في محيطها.
|
|
تعرية الشباب وإذلالهم اثناء عبورهم للحرم الابراهيمي في الخليل |
المخطط الجديد لانشاء جاجزين إسرائيليين قرب تل الرميدة |
أشعة اكس
قد نكون بحاجة للجنة تحقيق دولية تفحص نوعية الأشعة المستخدمة في هذه البوابات الالكترونية الذي يركبها الاحتلال في معظم الأراضي الفلسطينية، مع التأكيد على ان مدينة الخليل هي أكثر المدن استخداماً لهذه الحواجز.
الخبير البيئي المهندس سمير موسى يفيد: "الاحتلال قد يكون يستخدم نظام اشعة اكس مزدوج الطاقة “dual-energy system” ليتمكن من فحص الطلاب وحقائبهم والمواطنين وحاجياتهم الذين يمرون عبر هذه البوابات، كما يحدث في المطارات والمعابر، حيث تعمل هذه الأجهزة من خلال إطلاق حزمتين من أشعة إكس الأولى ذات طاقة كبيرة والأخرى ذات طاقة منخفضة، مما يعرض الطلبة والمواطنين للمخاطر المحتملة.
ويتابع موسى مهما كانت نوعية الأشعة المستخدمة فإنها تتفاعل مع المواد العضوية والمعادن بطريقة مختلفة، فكل مادة لها كثافة وخواص ذرية مختلفة، فمنها من يمتص هذه الأشعة ومنها من يُسمح لها بالنفاذ، ومنها ما يعمل على تشتيتها. فالمواد العضوية مثل الجلد تسمح بمرور الأشعة من خلاله، مؤكدا أن أشعة اكس وجاما إشعاعات خطرة بالنظر لتأثيرها على النسيج الحي وإعادة ترتيبها للكروموسومات ودورها بالإصابة بالسرطان، مع التأكيد على أن خطر هذه الأشعة يبقى معتمداً على حجم الجرعة التي يتعرض لها الإنسان، كما يعتمد على الأشخاص، فالأطفال والنساء الحوامل أكثر عرضةً للخطر حين التعرض لهذه الإشاعات.
مدخل شارع الشهداء في الخليل
لدواعي أمنية
تفيد الدائرة القانونية في بلدية الخليل بأن هناك عشرات القضايا التي تم رفعها لما تسمى "محكمة العدل العليا الإسرائيلية"، لوقف إقامة هذه البوابات الالكترونية في البلدة القديمة بالمدينة، لما تشكله من حصار وتضييق على المواطنين، وتساهم في عزلهم جغرافيا، إلا أن هذه الدعاوى تم رفضها بحجة أن هذه الحواجز أقيمت "لدواعٍ أمنية".
ويصعب على المحكمة التدخل بقرارات المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، حيث تخوض الدائرة القانونية التابعة لبلدية الخليل اليوم معركة قضائية لوقف قيام ما يسمى الإدارة المدنية الإسرائيلية بوضع حاجزين جديدين بالقرب من تل الرميدة، إلا أن رداً متوقعاً برفض الدعوى والسماح للجيش الإسرائيلي بإقامة هذه الحواجز كغيرها من القضايا، مع التأكيد بأن الدعاوي القديمة لم تتطرق إلى الملف الصحي، وما تخلفه هذه البوابات المزودة بأجهزة الفحص الإشعاعي من آثار سلبية على أجساد المواطنين، وقد تساهم إثارة هذه القضية في حالة إثباتها في ثنيِ الاحتلال عن نصب هذه الحواجز كما تشير الدائرة القانونية.