البُطُــم الفلسطيني.... حكاية شجرة أصيلة متجذّرة
خاص بآفاق البيئة والتنمية
شجرة البُطُــم الفلسطيني لها نصيب وافر في المخزون التراثي الفلسطيني، فهي حاضرة في الطب الشعبي والمطبخ الفلسطيني. لحاء البُطُــم استخدمه الأجداد للدباغة، وجَمَعَوا أخشاب البُطُــم ليصنعوا منها المحراث والمماسك والعِصِي والفأس والشاعوب والمذراة ومشط الأرض وغيره من أدوات الفلاحة. كما صنعوا منها المهابيش التي يدقّون بها القهوة، ومن خشبها صَنَعَوا أيضاً أعمدة الخيام والأواني المنزلية مثل الباطية والمغرفة والمرواد والغليون، وجمعوا الصّمغ من على قرون البُطُــم فصارَت المستكة العربيّة، وقَطَفو ثمار البُطُــم الفستقيّة ليصنعوا منها الخُبز. واستخدموا أغصانها في التسوّك، فهي قريبة من شجرة الأراك، أما خشبها فله مميزات كثيرة غير متوفرة في الأخشاب الأخرى؛ فهو عندما يحرق يعطي رائحة كرائحة البخور، ومن خشبها المطوّق بطبقات سوداء حفروا عليه الزخرفة والنقش والنحت، ومن اغصانها صَنَعَوا القوس لصيد العصافير.
|
|
رذاذ المطر على ثمار البُطُــم الكروية في جبال قرية دير غسانه |
إن وصف الناشط البيئي محمد أبو نوح لشجرة البُطُــم الفلسطيني المتأصّلة في تراب الوطن بأبعادها الفكريّة والثقافيّة والتراثيّة والأدبيّة، تفتح باب التفكير لنا جميعا، وتشجّع على الاطّلاع، والبحث حول هذه الشجرة الأصيلة، المتجذّرة، منذ فجر التاريخ. يقول ابو نوح "جال نظري في كتب التراث والنبات والبيئة والتقيت كبار العمر في قريتي دير غسانة، فاطّلعتُ على عدّة حكايا وقصص تتحدّث عن البُطُــم الفلسطيني، كشجرة تكرّرت الإشارات إليها في التاريخ الشفوي والحكاية الشّعبيّة والحياة اليومية".
|
|
أشجار البُطُــم الأطلسي في منطقة جباريس جنوب شرق طوباس |
نمو ثمار البُطُــم الحمراء في جبال قرية بيت ريما |
شجرة البُطُــم الفلسطيني
شجرة البُطُــم الفلسطيني من الأشجار الحُرجية المُعمّرة واسمها العلمي Pistacia Palaestina Boiss، وتنتشر في معظم أرجاء فلسطين في مدن الخليل ونابلس والقدس ورام الله وطوباس وفي جبال فلسطين الشمالية، الجليل الأعلى والأسفل وجبل الكرمل. وخلال مساراتنا البيئية في كافة ارجاء الوطن صادفنا هذه الشجرة الجميلة متوسطة الحجم، متساقطة الأوراق، وبخاصة على سفوح الجبال وفوق السلاسل وعلى ضفاف الوديان والشعاب، وهي من نفس فصيلة البُطُــم الأطلسي ولكنها اقل ارتفاعا ومقاومة للجفاف وتنمو في جميع الأتربة، وتحتاج إلى معدل أمطار لا يقل عن 500 ملم في السنة، وتزهر في شهري آذار ونيسان، وهي كغيرها من الأشجار التي تعمّر طويلاً كالفصيلة البلوطية و الأرز وسواها من الأشجار المُعمّرة.
يشير أسم البُطُــم إلى عدة أنواع من الجنس Pistacia، ومن بينها البُطُــم الأطلسي والفلسطيني والفستق الحلبي، وجميع هذه الأشجار المعمرة أحادية الجنس وثنائية المسكن dioceous اي بمعنى أن أزهارها الذكرية والأنثوية توجد على نباتات منفصلة، قسم من هذه الأشجار انثوية، تنتج فقط أزهار انثوية ومنها تنتج فيما بعد الثمار والبذور، بعد عملية التلقيح والإخصاب. أما الأشجار الذكرية فتنتج الأزهار الذكرية ومنها تتكون غبار اللقاح (الطلع) التي تنتشر بواسطة الرياح وتصل للأزهار الانثوية وتلقحها.
وهناك خمسة أنواع معروفه من أشجار البُطُــم وهي: البُطُــم العدسي (المصطكا) Pistacia lentiscus وهو غير متساقط الأوراق، ويركب المزارعون في فلسطين هذا النبات على الفستق الحلبي، البُطُــم التربنتيني P.terbebthus والذي استخدم كمصدر للتربنتين، وربما يكون أقدم مصدر معروف، البُطُــم الفلسطيني P.Palestina والذي ينتشر بكثافة في معظم جبال فلسطين، الفستق الحلبي P.Vera، والبُطُــم الأطلسي P.Atlantica والذي ينتشر بأعداد قليلة في فلسطين.
|
|
أوراق البُطُــم ألأرجوانيّة الطرية في جبال قرية الساوية |
حبّات البُطُــم الفيروزية في جبل الجرمق – الجليل الأعلى الغربي |
البُطُــم الأطلسي المُعمّر
الاسم العلمي لنبات البُطُــم الأطلسي Pistacia atlantica. أشجار البُطُــم المُعمّرة قد يصل عمرها إلى ألف عام، وتنمو وتنتشر بشكل متقطع في الغابات المفتوحة وعلى المنحدرات الصخرية القاحلة على حافة الأغوار الفلسطينية، والأراضي الحُرجية المفتوحة، وحواف الغابات. وفد شاهدت هذا النبات بكثافة في مدينة تازة وجبال الأطلس عند زيارتي للمغرب والتي سميت على أسمه، كما شاهدت أشجار البُطُــم الأطلسي في جبال منطقة جباريس جنوب شرق مدينة طوباس الفلسطينية. وأشجار البُطُــم الأطلسي هي أشجار نفضية متساقطة الأوراق ويصل ارتفاعها الى نحو بضعة أمتار.
|
|
العفص على أشجار البُطُــم الفلسطيني في جبال بلدة بير زيت |
الباحث مع ثمار البُطُــم الناضجة في جبل الجرمق - الجليل الأعلى |
استخدامات البُطُــم الشعبية
تُعتبر الأشجار الأصيلة والمُعمّرة المكوّن الرئيسي للغطاء الأخضَر في غابات فلسطين ومنها القطلب والسرّيس والخرّوب والزّعرور والبلّوط والعبهر والبُطُــم بنوعيه الفلسطيني والأطلسي، وقد استعملَ أجدادنا قديماً ثمار هذه الأشجار في دوائهم وغذائهم، فأكلوا ثمار البلّوط "الملول" الذي يشبه طعم الكستناء، ومن ثمار الخرّوب الخضراء صَنَعَوا حلوى "المكيكة" وهي أكلة شعبية، ومن ثمار الخرّوب السّوداء صَنَعَوا الدّبس، وجمعوا ثمار القَطلب الحَمراء وثمار الزّعرور الصفراء والحمراء طيبة الطعم والمذاق وصَنَعَوا منها المُربّى.
أما شجرة البُطُــم الفلسطيني فكان لها نصيب وافر في المخزون التراثي الفلسطيني وحاضرة في الطب الشعبي والمطبخ الفلسطيني. فلحاء البُطُــم استخدمه الأجداد للدباغة، وجَمَعَوا أخشاب البُطُــم ليصنعوا منها المحراث والمماسك والعِصِي والفأس والشاعوب والمذراة ومشط الأرض وغيره من أدوات الفلاحة. كما صنعوا منها المهابيش التي يدقّون بها القهوة، ومن خشبها صَنَعَوا أيضاً أعمدة الخيام والأواني المنزلية مثل الباطية والمغرفة والمرواد والغليون، وجمعوا الصّمغ من على قرون البُطُــم فصارَت المستكة العربيّة، وقَطَفو ثمار البُطُــم الفستقيّة ليصنعوا منها الخُبز. واستخدموا أغصانها في التسوّك، فهي قريبة من شجرة الأراك، أما خشبها فله مميزات كثيرة غير متوفرة في الأخشاب الأخرى، فهو عندما يحرق يعطي رائحة كرائحة البخور، ومن خشبها المطوّق بطبقات سوداء حفروا عليه الزخرفة والنقش والنحت، ومن اغصانها صَنَعَوا القوس لصيد العصافير.
|
|
أورام العفص على أشجار البُطُــم الفلسطيني في شهر تشرين الأول |
البُطُــم الذكري في جبال القدس |
زيت البُطُــم
تنضج ثمار شجرة البُطُــم الكروية في أواخر آب، وتقطف بين شهري أيلول وتشرين الأول في مثل هذه الأيام ويتراوح قطرها ما بين 3 – 5 ملم، وعندما تكون ثمارها غير ناضجة تكون خضراء اللون ثم تصبح حمراء، وعندما تنضج يصبح لونها يميل للأزرق قبل النضوج ثم تتحول شيئا فشيئا الى اللون البني عند النضوج التام. ووفقا لكبار العمر من أهالي قرية دير غسانه شمال غرب رام الله، كما يقول ابو نوح، كانت صناعة زيت البُطُــم تتم بالعادة منزلياً، فهو يستخدم في الطعام مثل زيت الزيتون والذرة ودوار الشمس وغيرها، وكان يستخرجه أجدادنا، كما يستخرج زيت الزيتون، كما كان الأجداد ينتجون صابون البُطُــم الذي لا يقل نفعا وفائدة عن صابون الغار، بل يفوقه من الناحية الصحية لمساعدته في علاج بعض الأمراض الجلدية والمفاصل.
تقول ميساء مغثي من بلدة حلحول والتي تعمل في وزارة المالية الفلسطينية، وتشارك باستمرار في المسارات البيئية "كنّا نلتقط حبّات البُطُــم الفيروزية، في أواخر أيلول وبداية تشرين الأول، وهي على شكل حبيبات بحجم حبيبات العدس، وننقعها في الماء بعد نزع الحبيبات عن عيدانها، ثم نقوم بتنشيفها تحت أشعة الشمس على سطح المنزل مدة يومين أو أكثر قليلاً، ثم نقوم بطحنها، لعمل حلواء البُطُــم من مسحوقها بعد إضافة السمن البلديّ والعسل أو السكّر.
وتضيف ميساء "كنا نخلط مسحوق ثمرة البُطُــم الجافة بمطحون الزعتر والسمسم والبرغل والحمص والسماق والجوز واللوز لصناعة "الدقّة الفلسطينية" وتغميسها بالزيت ورصيع الزيتون، كما كنا نُبقِي حبات ثمار البُطُــم الناضجة التي تشبه حبات الحمّص، ونقوم بتحميصها ويطلق عليها "قضامة البُطُــم" للاستمتاع بمذاقها الطيب في السهرات الليلية".
|
|
ثمار البُطُــم الأنثوي في جبال جنين |
الباحث مع ثمار الفستق الحلبيّ في بلدة أبو قش |
البُطُــم والخبز والسلطة
وقديما، في ظل افتقار الحصول على القمح جراء شح الموسم، كان الفلسطينيون يصنعون الخبز من ثمار البُطُــم الذي يُسمى بالدكاديك "قراقيش البُطُــم". ففي بداية نمو الثمار في فصل الربيع، وتكون صغيرة الحجم، وبعد طحنها، تصبح على شكل مسحوق أبيض ويستخدم هذا المسحوق في تحضير خبز البُطُــم وذلك بخلطه مع الماء وإضافة قليل من الملح إليه وعجنه، ومن ثم صنع كرات عجينية بحجم كف اليد وترقيقها وتسطيحها بواسطة عصا ملساء ومن ثم شيها على النار. كما كانت تصنع السلطة من الأوراق ألأرجوانيّة الطرية بعد أن يضاف اليها الثوم وعصير حصرم العنب.
حدثني والدي (93 عاما)، وهو شيخ جليل عاش مقتبل عمره ما قبل النكبة في قرية زرعين شمال مدينة جنين، بأنهم "كانوا يقطفون عناقيد لبلاب ثمرة البُطُــم الخضراء من رؤوس الأغصان الطرية لأشجار البُطُــم التي تظهر في بداية فصل الربيع ويأكلونها بعد تملّحيها. كما يضيف "كنّا نستعدّ لأكلها عندما تزهر بالتزامن مع إعادة نموّ الأوراق التي تتساقط في الخريف والشتاء، وكنّا نعد منها ايضا سلطة طيبة المذاق من هذه الأوراق ألأرجوانيّة المحمرّة الناعمة الطرية والتي تعتبر من الوجبات الشعبية القديمة التي كنّا نعدها خلال استراحات العمل الزراعي في حقول قرية زرعين المهجرة ".
|
|
ثمار الفستق الحلبي في حديقة هيفاء سباسي في أبو قش |
شجرة بُطُــم أطلسي في جبال جباريس جنوب شرق طوباس |
عفص البُطُــم
وعن اسباب ظهور أورام أو ما يطلق عليه "العفص" على أشجار البُطُــم الفلسطيني وخاصة في الخريف، يقول الباحث البيئي خالد حموده صاحب مؤسسة مشوار للرحلات "يعتبر العفص ظاهرة تنتج بسبب بعض أنواع المن او الزنابير والتي تقوم الأنثى بلسع الساق أو الأوراق بمادة تسبب انتفاخات بأشكال وأحجام مختلفة تبعا لنوع الحشرة، ثم تقوم الأنثى بوضع بيوضها داخلها لتفقس اليرقات وتتغذى من العصارة التي في لحاء الانتفاخ حتى تتحول لشرنقة وتخرج منها الحشرة البالغة".
وفي دليل أشجار وشجيرات من فلسطين الصادر عن مركز أبحاث التنوع الحيوي والبيئة(بيرك) في قرية تِل قضاء نابلس، كتب الدكتور محمد سليم أشتيه "تنشأ هذه الأورام عن تطفل واحد من خمسة عشرة نوعًا من المن المعروف في فلسطين، وتتبع عائلة Aphidiae، وقد تحول لونها للأحمر بسبب تعرضها لأشعة الشمس، ويجعلها هذا جاذبة للطيور، وخاصة البلبل أصفر العجز في فصل الخريف، وقد تستغرق دورة حياة الحشرة داخل العفص عامين من أجل أن تكتمل، وتعتبر دورة حياتها هذه من بين أكثر دورات الحياة تعقيدًا في عالم الحشرات."
|
|
ثمار الفستق الحلبيّ الناضجة في بلدة أبو قش |
شجرة بُطُــم أطلسي في أوائل الربيع جنوب شرق طوباس |
البُطُــم والمستكة
يطلق البعض على شجرة البُطُــم الفلسطيني بشجرة العلكة، وذلك لأنها تفرز مادة صمغية بيضاء يعلكها الصغار والكبار ولها طعم "المستكة" المعروفة عند الجميع. تقول ابتسام سليمان معلمة الجغرافيا ومؤسسة فريق "موطني" للمسارات البيئية: "خلال مساراتنا البيئية بين ارجاء الوطن في قرية قالونيا المهجرة وقرية جفنا ودير السودان وغيرها، كنا نصادف الاشجار الفلسطينية المعمرة ومنها شجرة البُطُــم الفلسطيني والتي تنمو في كل انواع الاتربة والاماكن وبخاصة على السفوح الجبلية والرجوم والسناسل، وتتساقط اوراقها في الخريف وتعود للنمو في الربيع. وتتابع سليمان" كنا نستخرج العلكة لنأكلها من قرون شجرة البُطُــم الفلسطيني بعد احداث جرح بقرن عفص البُطُــم والذي يفرز صّمغا على شكل حبيبات بيضاء تشبه صّمغ السرّيس ويشبه طعمها ورائحتها المستكة العربية التي تطيّب ريح الأسنان واللثة وتعالجها".
البُطُــم الفلسطيني والفستق الحلبيّ
في بيتها الفلسطيني الجميل الكائن في قرية ابو قش شمال مدينتي رام الله والبيرة، استقبلتني بحفاوة الخبيرة والناشطة البيئية "هيفاء سباسي" وتجولت معها في حديقتها الغناء والتي تعتبر نموذج للحديقة الفلسطينية المنزلية والتي كانت تحوي أشجار الزيتون والليمون والتفاح وعناقيد العنب الجميلة وأشجار التين والرمان والجوز والمشمش والبرقوق وغيرها اضافة الى النباتات البرية الفلسطينية. وما لفت انتباهي هو وجود شجرتي بطم في حديقتها طعّمت بالفستق الحلبيّ وكانت تحمل ثمارا ناضجة ذات لون أحمر وأخضر.
كانت ثمار الفستق الحلبيّ على شجرة البُطُــم الفلسطيني أشبه بلوزة خضراء بيضوية الشكل تحيط بها قشرة رقيقة ضاربة إلى الحمرة، وكانت الثمرة عبارة عن نواة ذات شقين يتفتحان عند النضج، ويحيط بهذه النواة غلاف آخر يختلف لونه عند النضج من الأحمر الغامق إلى الزهري، ومن المعروف أن الفستق الحلبيّ يدخل في تحضير العديد من أطباق الحلوى الفلسطينية، كالبقلاوة، والمعمول، والكنافة والمرطبات، ويوفر العديد من العناصر الغذائية كالبروتين والألياف إلى جانب مضادات الأكسدة، وبعض الفيتامينات والمعادن.
منذ بضعة سنوات ووزارة الزراعة الفلسطينية تجري التجارب على انواع جديدة من المزروعات التي يمكن زراعتها في الاراضي الفلسطينية، ومن ضمن هذه المزروعات كانت شجرة الفستق الحلبيّ والتي زُرِعَت في بلدة سلواد وقرية ابو قش، وفي أراضي قرية فرخة جنوب سلفيت، كما جرت محاولات عديدة في قرى وبلدات غرب مدينة جنين كما أخبرني بعض الأصدقاء.
وتخبرني هيفاء سباسي بأن "التحدي الأكبر الذي واجهني ليس عملية تركيب الفستق الحلبي على البُطُــم الفلسطيني، بل عملية التلقيح للثمار، كون الاشجار المؤنثة منفصلة عن الاشجار المذكرة التي تستخدم لتلقيح هذا النوع من الأشجار، لكن تم حل هذه المشكلة من خلال جمع ازهار الاشجار المذكرة وحفظها لحين ظهور الأزهار المؤنثة واجراء عملية التلقيح يدويا مثل أشجار النخيل تماما".
|
|
ثمار البُطُــم الفستقيّة والتي يصنع منها الخُبز |
الباحث يلتقط ثمار الفستق الحلبيّ في بلدة أبو قش |
وللبطم الفلسطيني الكلمة الأخيرة
كما يوجد هناك صراع على الرموز والمسميات والوجود، هناك صراع على تسميات الأشجار والأماكن والنبات والحيوان في فلسطين، فعلى الرغم من التسمية الرسمية والعالمية لهذه الشجرة الأصيلة المباركة بشجرة البُطُــم الفلسطيني، إلا أن الاحتلال أصَرَ على تسميتها باسم "ايلاه" ثم اضافوا اليها كلمتي "ايرتس يسرائيليت" أي البُطُــم الذي ينمو في أرض "إسرائيل". وخلال تجوالاتنا البيئية في أرض فلسطين كان لدينا دوما قناعة راسخه بأن هذه الشجرة أصيلة كأصالة الفلسطيني المتجذّر في أرضه. ولطالما حملت شجرة البُطُــم الفلسطيني أسماء الأحواض الطبيعية والوديان والخلّات والعيون والمغر والشوارع والجسور، لا بل وأسماء العائلات في فلسطين.