خاص بآفاق البيئة والتنمية

نفايات في خزانات المياه بالعوجا في الأغوار الفلسطينية
"ترّويض"
تكتب (في 17 حزيران) وقبل تصاعد أعداد الإصابات بفايروس كورونا بشكل جنوني: "يبدو أن السيد )كاف( قد روّضنا، ففي أول عهده كانت أخبار الإصابات به صادمة ومقلقة، وتنشر الهلع بين العامة والخاصة. اليوم نُحطم الرقم القياسي، وندخل "المسبح الأولمبي" لـ"كورونا" بأعصاب باردة. والأهم نتلقى تصاعد هجمة الفايروس باستخفاف وتشكيك، ونسخر ممن يلبسون الكمامات حتى في المستشفيات، ونعلن من طرف واحد أن عهد الجائحة قد زال. كانت إحدى الأخطاء القاتلة: اتخاذ كل شيء، ثم ترك كل شيء، دون حلول وسط، والآن لن تجد أية قرارات رصيد لتنفيذها على الأرض من الغالبية. البشرى غير السارة أن حمى الأعراس في انتظارنا، وكأننا نقول: باي باي تباعد ووقاية، ونستعد لأرقام من ثلاث خانات أو أربع لا قدر الله."
يحتاج عدد الإصابات المُرعب-الذي ارتفع في الثلث الأخير من حزيران الماضي-إلى تفسير دقيق من جهات الاختصاص لما حدث، وإجراءات عاجلة لتفادي انهيار نظامنا الصحي الهش.

النفايات المنتشرة في العوجا بالأغوار الفلسطينية
مبادرة
أطلقت مجموعة "حكي القرايا" مبادرة لتنظيف نبع العوجا (11 كم شمال شرق أريحا), وشرع الناشط في المجموعة ومنسق محافظة سلفيت، مراد السرطاوي بتوظيف مواقع التواصل الاجتماعي لتوجيه النقد لملقي النفايات في العين، عقب يوم تخييم للمجموعة في منظقة النبع. وبعد أيام التقى منسقا "حكي القرايا" في أريحا جمال نجوم، ومروان سميرات مع رئيس وأعضاء بلدية العوجا لتنفيذ يوم تطوعي مشترك. واستعدت البلدية لتأمين 5 حاويات معدنية كبيرة، وتثبيت لوحات إرشادية للمحافظة على النظافة، ومقاعد خشبية، ومع إمكانية توفير حمامات متنقلة، وتستعد المجموعة والبلدية للإعلان عن موعد يوم تطوعي لتنظيف النبع، ووضع حاويات دائمة فيه .
وقال السرطاوي لـ(آفاق) إن النقد البنّاء بوسعه صناعة التغيير، والأهم أننا في الخطوة الأولى نحو تكريس ثقافة تعتبر البيئة صديقة.

أمطار حزيران
أرقام
شهدت فلسطين وبلاد الشام، قبل يوم من الانقلاب الصيفي (21 حزيران) أجواء غائمة جزئية وهطلت الأمطار في بعض المناطق كسلفيت، مثلما تأثرت عدة مناطق في فلسطين خلال الثلث الأول من حزيران 2018 بأجواء مشابهة، وتجاوزت المتساقطات 36 ملم في عسقلان، فيما شهدت مناطق أخرى كما في لبنان فيضانات عارمة.
وتعتبر أمطار حزيران أمرًا غير معتاد، لكنها تتكرر عشرات المرات آخرها في21 حزيران 2017، حين شملت الأمطار مناطق عديدة من فلسطين، طالت بعض مناطق الأردن حسب أرشيف الخرائط.
وبحسب سجلات الأرصاد الجوية، التي سردها المهتم بالطقس أحمد عيايدة فقد سجل 1 حزيران 2014 أمطارًا متفرقة على مناطق من بلاد الشام طالت الأردن وفلسطين. وفي الأرشيف عشرات الحالات المطرية خلال الشهر السادس من العام، وهو أمر غير طبيعي إلا انه حدث ويحدث.
وسبق أن نشرت (آفاق) قائمة بالسنوات التي شهدت هطولات مطرية في مناطق بلاد الشام، ومنها فلسطين التاريخية منذ مطلع الثمانينيات، وهي : 12 حزيران 1983، و13 حزيران 1986، و23 حزيران 1988، و17 حزيران 1992، و7 حزيران 1993، و12 حزيران 2008، و15 حزيران 2009، و1 حزيران 2014، و29 حزيران 2015، و10 حزيران 2016، و 21 حزيران 2017، والثلث الأول من حزيران 2018.

توجيهي1
جدل
تُثار كل عام عاصفة أسئلة "التوجيهي": صعوبتها، وسهولتها، وإعجازها. لنعترف قبل كل شيء أن علامات الثانوية العامة الراهنة مُصابة بالتضخم الحاد، وليست واقعية أو حقيقية كونها تقيس قدرة فلذات أكبادنا على البصم، وتعكس القدرة المُفرطة على تتبع شكل التلقين. قديمًا كانت الدرجات عادلة أكثر، وخرّجت علامة 80 أو 85 وحتى 70 وأقلّ عديداً من الأطباء والمهندسين والبارعين والمربين وسواهم.
"توقفوا عن زراعة الوهم وانتظار حصاده المر، وفكروا خارج الصندوق الذي يتكدس فيه التخبط وفقدان البصيرة الثاقبة. بالمناسبة، إحدى التعريفات المقنعة للامتحان: قياس قدرة المعلم".

إعلام
حين نظهر ( نحن الإعلاميون أو الضيوف) على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، يعني أننا أصبحنا تحت الضوء، ومن حق الجمهور أن ينتقدنا (دون تجريح أو سخرية أو إساءة)، وسنكون هذا الوقت شخصية عامة. لا حاجة للإنشاء والشعارات الجوفاء. المعلومات والأرقام هي خير الزاد للسامع وللرائي. تصنيف الأسئلة ليس من عملنا: سؤالك جميل، أو مهم، أو شكرًا على سؤالك. شكر وسائل الإعلام له زمن آخر. ليس عيبًا أن نُحضر أنفسنا قبل المقابلة. إذا كنا في الهواء الطلق يمكن ربط شعرنا الطويل بدل اللهو به كل عشر ثوانٍ فهو حتمًا سيغطي عيوننا ووجوهنا. الألقاب لها مكانها المختلف. إذا أخبركم المُقدم بأن وقتكم انتهى، لا تطلبوا منه التمديد، أو تقولوا له: هناك شيء مهم نسيناه. تبسموا من فضلكم إذا تطلب منكم الموقف ذلك. لا تنادوا على الضيف باسمه الأول المجرد، امنحوه لقبه الوظيفي، أو قولوا له سيد فلان. تذكروا دومًا أن المشاهد ذكي، وسيكتشف ضعفنا وسوء تقديمنا. انتهبوا لمصطلحاتكم جيدًا. جددوا حقيبتكم اللغوية، وتخصصوا في حقل ما، وانصفوا البيئة، وتعمقوا في إعلام تنموي يساهم في حل التحديات، ولا يبالغ في إعادة وصفها.
aabdkh@yahoo.com