
لوس انجليس/AFP: لم يفت الأوان لإنقاذ المحيطات كما أكد حفيد عالم المحيطات الفرنسي الشهير جاك كوستو خلال مقابلة تمت عبر الإنترنت.
وأوضح فيليب كوستو، عالم البيئة والمتخصص في علم المحيطات أن وسائل إنقاذ المحيطات معروفة، ومنعها من التدهور مسألة بسيطة تتعلق بالإرادة السياسية وتوافر التمويل اللازم.وفيما يلي نص المقابلة:
-ماهي حالة المحيطات أمس مقارنة بما شهده جدك جاك كوستو؟
يمكن العودة إلى لقطات من فيلم "سايلنتوورلد" الذي صوّره جدي في خمسينيات القرن الماضي، عندما كان يغوص قبالة سواحل جنوب فرنسا وأنير ىالشعاب المرجانية والأسماك الوفيرة.
كنت أمارس الغوص في تلك الأماكن نفسها، ورؤية التدهور الذي يعاني منه البحر الأبيض المتوسط تسمح بالقول أن غالبية هذه المنطقة ميتة اليوم. إنه أمر مٌروِّع. ما حصل بعد الحرب العالمية الثانية هو انفجار صناعي هائل ونمو سكاني حول العالم بدأ يؤثر فعلاً على هذه الأنظمة البيئية.
تدهور حال منطقة البحر الكاريبي إلى حد ما، وتحولت فلوريدا كيز إلى منطقة ميتة، وكذلك الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا… كنت هناك قبل عامين وما رأيته أبكاني. يمكن تلخيص هذا التدهور بأفضل طريقة من خلال هذا الإحصاء: خلال حياتي (40 عاما) انخفض التنوع الحيويّ على هذا الكوكب بنسبة 50%.
-ما سبب أهمية حماية المحيطات؟
قد لا يهتم بعض الأشخاص ببعض الحيوانات أو الأسماك، لكن أعتقد أن ما لا يدركه الناس هو أننا نعيش في نظام مترابط.
المحيطات لا تحظى بمقدار كبير من الأهمية لأنها أقل وضوحا من الأمور الموجودة على اليابسة. وكما يقول المثل القديم: بعيداً عن الأنظار بعيدا عن العقل.
يتحدث الناس عن الغابات المطيرة في الأمازون. وهي رائعة ويجب حمايتها بكل قدراتنا. لكن معظم الأكسجين على الأرض لا يأتي من الغابات المطيرة. إنه يأتي من المحيط، من العوالق الموجودة فيه.
نحن نفكر في الغابات المطيرة، وهي أنظمة بيئية متنوعة جدا، لكن الأكثر تنوعا من الغابات المطيرة هي الشعاب المرجانية. وقد اختفى أكثر من 50% من الشعاب المرجانية في العالم.
قد نفقد كل الشعاب المرجانية تقريبا بحلول نهاية القرن، وتلك الشعاب المرجانية التي تشكل واحداً في المئة فقط من سطح المحيط تدعم معظم أنواع المأكولات البحرية، التي لا تغذي أكثر من مليار شخص فحسب/ بل توظف أيضا عشرات إن لم يكن مئات الملايين من الأشخاص.
-ألم يفت الأوان لتغيير مجرى الأمور، وماذا يمكننا أن نفعل؟
الأخبار السارة هي أنه لدينا أدوات يمكننا استخدامها ونعلم أنها مفيدة. ومن المبادرات المتنامية التي تنال إجماعاً حول العالم، أهمية إنشاء مناطق محمية على الكوكب.
حوالي 5% فقط من المحيطات محمية حتى الآن. وهناك مبادرات تهدف إلى حماية 30% من المحيطات بحلول العام 2030. نحن نعلم أن الأمر سيكلف حوالي225 مليار دولار لحماية 30% من المحيط… يقول بعض الأشخاص: لا يمكننا تحمل كلفة هذا الهراء، لكن الامر حقيقي. 225 مليار دولار هو جزء بسيط مما استثمره الاقتصاد العالمي لمكافحة فيروس كورونا. هذا يعني أن الأموال موجودة… الآن نحن نحتاج فقط إلى الإرادة السياسية لتحقيق ذلك.
تُقدَّر فائدة هذا الاستثمار بما بين 500 مليار و900 مليار دولار… حماية 30% من المحيطات ستؤدي إلى زيادة بنسبة 600% في الكتلة الحيوية من المأكولات البحرية. وهذا يعني المزيد من الوظائف والمزيد من الفرص للناس لإطعام عائلاتهم، والمزيد من الدخل الاقتصادي. لذلك، فإن حماية المحيطات أمر يعود بالنفع على الجميع.