النفايات الطبية في قطاع غزة بين المخاوف البيئية وسبل المعالجة
خاص بآفاق البيئة والتنمية
على الرغم من الإنجازات المهمة التي تسجلها وزارة الصحة الفلسطينية في عالم الطب، والتي كان لها الأثر الإيجابي على حياة المواطنين في غزة، إلا أن النفايات الناتجة عن المستشفيات والعيادات الطبية في قطاع غزة، ما زالت تشكل خطراً محدقا على البيئة والمواطنين، بسبب قلة مراكز تعقيم النفايات الطبية في القطاع .
من خلال باص المدونين البيئيين الذي تنظمه الشبكة الشبابية الفلسطينية للتغيير البيئي المنبثقة عن مجلة آفاق البيئة والتنمية، قمنا بزيارة لمبنى تعقيم النفايات الطبية بمحافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، والإطلاع على خط سير عملية التعقيم منذ بداية جمع النفايات مرورا بتعقيمها، وإنتهاءً بفرم النفايات وإرسالها لمكب النفايات.
رحلة التعقيم
في البداية يتم جمع كافة النفايات الطبية من العيادات والمستشفيات من جنوب ووسط قطاع غزة، والبالغ عددها 82 مؤسسة طبية وينتج عنها يوميا 7 طن نفايات طبية. يتم فصلها إلى قسمين (نفايات طبية حادة ونفايات طبية معدية).
وتعتبر 20% من النفايات الطبية هي نفايات حادة ويجب معاملتها معاملة خاصة، وما نسبته 80% هو نفايات طبية غير حادة. لكن في حال إختلاط هذه النفايات، يتم التعامل معها معاملة النفايات الطبية الحادة، ومن ثم يتم تعبئة النفايات بأوعية مخصصة تقفل بإحكام، وتحملُ علامة أو لون مميزة.
ومن ثم يتم نقل هذه النفايات من خلال مركبات مخصصة لهذه العملية وتكون معقمة ومبطنة من الداخل، ويوجد داخل كل مركبة ميزان، ليتم بعد ذلك توزين كافة النفايات المستلمة من كل عيادة وإعطاء فاتورة للشخص المسؤول في المركز الصحي، ويتم وضع علامة تحمل اسم كل عيادة على أوعية النفايات الخاصة بها.
بعد وصول النفايات الطبية إلى مبنى تعقيم النفايات الطبية يتم وضعها في جهاز يعمل على تعقيم كافة النفايات، حيث تصل درجة حرارة الجهاز إلى 143 درجة مئوية، ومن ثم يتم فرمها وتحطيمها إلى أجزاء صغيرة ،وبعدها تنقل إلى مكب النفايات للتخلص منها بالشكل السليم.
الجدير ذكره أن قطاع غزة في ظل الحصار الإسرائيلي المفروض عليه وتزايد الحروب المتتالية ضده، زاد من كمية النفايات التي ينتجها داخل المستشفيات والعيادات الطبية، مما زاد الضغط على مراكز معالجة النفايات، فلا يوجد في قطاع غزة سوى محرقتين تعملان بشكل فعّال، وهما محرقة المستشفى النفسية ومحرقة مستشفى ناصر الطبي، إضافة لمحطة معالجة النفايات الطبية جنوب القطاع.
إذن، قطاع غزة يقف أمام حالة تنذر بكارثة طبية وبيئية باتت وشيكة، ومن شأنها أن تهدد سلامة المواطنين والبيئة.