خاص بآفاق البيئة والتنمية
افتتح وزيرا الاقتصاد الوطني خالد العسيلي، والتجارة والصناعة والتموين الأردني طارق الحموري ومحافظ جنين اللواء أكرم الرجوب، نهاية تموز الفائت، معرض الصناعات والمنتجات الأردنية الخامسة في جنين، بمشاركة 65 شركة ومصنعًا، ورجال أعمال وممثلي القطاع الخاص والمؤسسات الرسمية الأمنية والمدنية.
وقال العسيلي، إن حجم التبادل التجاري بين البلدين وصل إلى 230 مليون دولار عام 2017، منها 153 مليون واردات سلعية من الأردن، و77 مليون صادرات سلعية للأردن.
وأشار الحموري إلى تطلع الأردن لزيادة التبادل التجاري بإرادة سياسية رغم كل التحديات والعوائق الإسرائيلية.
وأوضح رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية الصناعية عمر هاشم، أن الترويج المنتجات الاردنية في أسواقنا، وتحقيق التكامل الاقتصادي مسألة مهمة، في وقت يمثل المعرض قاعدة للانطلاق نحو علاقات اقتصادية مزدهرة وناجحة.
وأكد رئيس غرفة صناعة وتجارة عمّان فتحي الجغبير، أن المعرض يأتي ضمن جهود الغرفة للترويج للصناعة الأردنية والبحث عن أسواق جديدة، وعقد شراكات واستثمارات مشتركة، تسهم في إنعاش اقتصاد البلدين.
أحمد يونس- معرض الصناعات الأردنية
تصّنيع أم تجّميع؟
تجولت "آفاق" بين زوايا المعرض، وتتبعت حضور البيئة وغيابها في جوانبه، وبحثت عن أبعاد الاستدامة بين العارضين.
يوضح أحمد يونس، المهندس في مجموعة أبو حلتة للاستثمارات أن شركته تنشط في تصنيع الأجهزة الكهربائية المنزلية كالثلاجات، والمُكيفات، والتلفزيونات، وشاشات العرض، وتحرص على مراعاة توفير الأجهزة الموفرة للطاقة بمعايير عالمية.
ورأى أن بوسع المجموعة منافسة السلع المستوردة، داخل السوق الأردنية والعربية، من حيث الجودة والأسعار، في وقت توسم الشركة منتجاتها بملصق (صنع في الأردن)، وتستورد القطع والتقنيات من كبرى الشركات الأوروبية، وتصنع بنفسها المكونات الداخلية كالمواد البلاستيكية، والألواح.
وردًا على سؤال التصنيع أو التجميع، أجاب يونس بأن ما يجري هو "صناعة أردنية بتقنية أوروبية"، مع مراعاة البيئة، باستخدام غازات صديقة لطبقة الأوزون في صناعة الثلاجات، وأجهزة التكييف.
وأفاد المدير الإقليمي للشركة العربية الأوروبية م. أيمن قشقيش بأن شركته تتخصص في أنظمة الهواء المضغوط، الذي تحتاجه معظم الشركات في منتجاتها، سواء للتعبئة، أو للتغليف، أو النفخ، وتوّظف مهندسي كهرباء، وطاقة، وتحكم، وميكانيك.
وأكد أن معدات الشركة هي تقنية ألمانية وصناعة أردنية، وتتخصص في نظام "ضاغط الهواء الحلزوني"، الذي يسحب الهواء والزيت من محيط المنتج على درجة حرارة معينة، وينتج هواءً ساخنًا.
وقال إن شركته، التي تأسست سنة 1994 على يد مهندس من بلدة بيتا بمحافظة نابلس، تنتج أنظمة تبدأ بقدرة 10 أحصنة وحتى 200 حصان، بعمليات تشمل تغليف البلاستيك، والمعدن، والكرتون، وتعد صديقة للبيئة حيث لا تتسبب بمخلفات غير الهواء الساخن، وتنافس السلع الصينية بالجودة والسعر.
|
|
أغذية مصنعة أردنية |
الترويج لأسمدة كيميائية في معرض الصناعات الأردنية |
تدوير غائب
وأوضح مدير عام شركة الأوائل للورق والكرتون، ليث الحاج، أن شركته التي تأسست عام 2015 في الأردن، وافتتحت العام الماضي فرعًا لها في نابلس، تعاني جراء الكلفة الباهظة للتدوير.
وتابع: "نبيع بقايا الورق التالف خارج الأردن، ونصدره إلى أوروبا"، ويعاني الأردن شحًا في المياه، وأدى رفع سعر النفط لزيادة تكلفة الكهرباء، وحاولت بعض الشركات العمل في التدوير، لكنها أقفلت أبوابها؛ للتكلفة الباهظة.
ووفق الحاج، فإن الشركة تبيع بقايا الكرتون في الأسواق الأوروبية، وتعيد استيراده منها بأسعار تقل عن إنتاجه داخل الأردن بثلاثة أضعاف، والحال مختلف في مصر لتوفر المياه والكهرباء بتكلفة أقل.
وأفاد بوجود شركات مختصة بجمع الكرتون المستعمل، وإعادة تصديره للخارج بنحو 100 دولار للطن. بموازاة وجود نوعين من الورق عالميًا، الأول من مواد مُعاد تدويرها، والثاني بمواصفات عالية تستخدمها شركات الأدوية والأغذية.
وأردف الحاج، "نحارب المواد البلاستيكية لأضرارها البيئية، ونسعى لترويج الكرتون في التغليف، ونتعاقد مع 450 شركة تستخدم منتجاتنا، وطاقتنا الإنتاجية 1200 طن شهريًا".
|
|
أيمن قشقيش- معرض الصناعات الأردنية |
ثامر عودة- معرض الصناعات الأردنية |
سكر وبلاستيك
وذكر مالك مصنع (سويس شوكليت) عمر صويص أن شركته متخصصة في إنتاج الشوكلاته البلجيكية، وتنتج سلعًا منافسة للحلوى المستوردة، وتتخصص في 40 نوعًا، لكن الأصناف الخالية من السكر غير رائجة.
ورأى بأن أسباب عزوف إنتاج مسليات وحلوى منزلية يعود إلى انتشار "ثقافة السرعة"، وعدم وجود وقت كاف مقارنة بالماضي، فيما ينتشر استخدام السكر على نطاق واسع، وهذا أمر عالمي.
بدوره، أكد مسؤول المبيعات في شركة عودة للصناعات البلاستيكية، تامر عودة، أن شركته التي انطلقت عام 1990 تراعي البيئة، من خلال بيع المرتجعات والتوالف لشركاء تعيد تدويرها خارج الأردن.
|
|
خالد أبو بكر- معرض الصناعات الأردنية |
عزت فقهاء- معرض الصناعات الأردنية |
وقال إن الشركة متخصصة في إنتاج 3 أنواع من البلاستيك، منها ما هو نظيف وبديل للزجاج ولا يتفاعل مع المواد الموجودة بداخله، ولكن المشكلة غياب مصانع التدوير على نطاق واسع، وينتج مصنعه نحو 400 نوع، وتتعامل معها 700 شركة، ولديها قوارير تعالجها بالتسخين فتتمدد وتزداد مساحتها، وهي مرخصة من مؤسسة الغذاء والدواء.
وتبعًا لعودة فالورق والزجاج أنظف، لكن الناس يفضلون الأسهل، فالزجاج مثلًا ثقيل، وقابل للكسر، ويحتاج لحيز أكبر، وهو صعب في النقل، أما الورق فقابل للاشتعال ويتأثر بالرطوبة.
|
|
علاء حمدان- معرض الصناعات الأردنية |
عمر صويص- معرض الصناعات الأردنية |
إسمنت وطاقة
وأكد المهندس في مجموعة المناصير للرخام والجرانيت عزت فقهاء، أن أكبر مصنع إسمنت في الأردن يراعي البيئة، باستخدام مادة (البوزلانيك) البركانية، التي تمتاز بخفتها ومتانتها وصداقتها للبيئة.
وتنشط المجموعة التي تضم 22 شركة وتعمل منذ 20 عامًا في مجالات الطاقة، والزيوت، والمواد الإنشائية، والحديد، والإسمنت، والرخام، وتعتمد على مصادر طاقة نظيفة خاصة في منطقة العقبة. وأضاف أن للمجموعة "توجهات إدخال الطاقة النظيفة في أنشطتها، وتمتلك أكبر مقلع حجر للبازلت والرخام في الشرق الأوسط، يقع في منطقة الحلابات"، هو الوحيد الذي يستعمل البازلت في خلطاته الإسمنتية.
واستنادًا لفقهاء، فإن شركته تحرص على عدم التسبب في مخلفات من حجارة البازليت، وتنطلق فيها من أن إنتاج الحجارة تحتاج لمياه وطاقة، ولا بد من التخلص منها بطريقة آمنة، فيما تُعاد تنقية المياه لاستعمالها، وتراعي الآلات الأنظمة البيئية السارية في المملكة.
|
|
ليث الحاج-معرض الصناعات الأردنية |
ناصر عابد- معرض الصناعات الأردنية |
أسمدة وكيماويات
وأفاد المهندس في الشركة الحديثة لصناعة الأسمدة، علاء حمدان أن المنتجات تُصدّر إلى 50 دولة منذ عام 1991، ويتجاوز عددها 100 نوع عضوي وكيماوي.
ورأى بأن الشركة تراعي بعض جوانب الزراعة العضوية، المرتكزة على الاستدامة، والحرص على الموارد للأجيال القادمة، وتتبنى صنع أسمدة تمتاز بقصر بقائها في التربة، وسرعة امتصاصها من النبات، وعدم غسلها بمياه الري.
وأضاف حمدان أن الأسمدة جميعًا تصنف كصناعات كيماوية، وتتعرض لعمليات تعدين، كما تتعامل الشركة مع مادة (الدراجون)، وهي طحالب بحرية، وأحماض أمينية، وعناصر صغرى.
وأوضح أن "الحديثة لصناعة الأسمدة" تستخدم في تعبئة منتجاتها عبوات بلاستيكية بيضاء مصنوعة لأول مرة، وليس مُعاد تدويرها.
|
|
منتجات بلاستيكية في معرض الصناعات الأردنية |
معرض الصناعات الأردنية |
صورة "العضوي"
وبيّن المهندس المتخصص في بذور الخضراوات في شركة مقدادي الزراعية، ناصر عابد، أن الزراعة العضوية أفضل للمستهلك من حيث خلوها من الكيماويات والمواد الدخيلة، لكن التحول المطلق لهذا النمط يعني رفع أثمان المنتجات بشكل يعجز المستهلك على شرائها، وهذا ليس واقعيًا، ويحرم شريحة واسعة من حقها في الغذاء.
وبحسب عابد، فإن الأبحاث العالمية الخاصة بالزراعة العضوية، اتفقت على أنها لا تنتج في أفضل الحالات أكثر من 40-50% مقارنة بالزراعة الحديثة. وبالممارسة فإن زبائن الزراعة العضوية في الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً هم النخب.
وروّج مسؤول شركة نبض للصناعات الغذائية، خالد أبو بكر، لمنتجات طبيعية خالية من الإضافات، منها شاي "الكابوس" الذي يعد الأجود في العالم، ويجري التعامل معه بحرص شديد، ولا تستعمل فيه الكيماويات. و"يادال" وهو مستحضر من مجموعة أعشاب طبيعية يستخدم للمأكولات بأنواعها، ويعد بديًلًا لكل المنكهات الصناعية، دون أصباغ، أو ألوان، أو مواد حافظة، ومركّز، وحائز على شهادة منتج عضوي أوروبية.
وقال إن الأرض التي تُزرع فيها الأعشاب والخضراوات العضوية المُدخلة في إنتاج التوابل، يشترط أن تكون قد مرت بفترة تعقيم وتنظيف، فيما تنتظر البندورة المجففة مدة عام لضمان خلوها من الكيماويات.
ووفق أبو بكر، تنتج الشركة 24 خلطة توابل طبيعية، تدخل في كل استخدامات المطبخ، فبهارات تنظيف اللحوم والدواجن مثلاً تُطحن بطريقة خاصة؛ لضمان جودتها وفعالياتها وزيادة قدرتها على امتصاص الروائح غير المرغوبة فيها.
وأنهى: "المستهلك الحالي واع ومثقف، وبوسعة التمييز بين الطبيعي وغير الطبيعي بسهولة وسرعة."
aabdkh@yahoo.com