خاص بآفاق البيئة والتنمية

تشابك النباتات البرية بأغصان الزيتون
ذبابة الزيتون
ينشط مدير عام مجلس الزيت والزيتون، فياض فياض، في الترويج لبدائل طبيعية لمكافحة ثمار الزيتون. يقول لـ(آفاق)، إن هذه الذبابة تفيق في آذار من سباتها الشتوي، وتضع الإناث البيض الذي سيكتمل، ويخرج ذبابًا في أيار، ويسمى بـ"الجيل الأول"، وتضع كل واحدة من ٢٠٠ الى ٤٠٠ بيضة.
وتابع: إن قدر لنصف هذا العدد أن يبيض في أيار، فإن الناتج سيكون من ٤٠ ألف إلى ١٠٠ ألف ذبابة في تموز، وسيتجاوز المليون في أيلول، وهو موسم نضوج الزيتون.
وأفاد: كل ذبابة من الأمهات تُقتل اليوم، تعني التخلص من مليون ذبابة في الموسم، وإنقاذ مليون حبة زيتون من الإصابة بذبابة ثمار الزيتون، والتي تفسد الزيت، وتقلل كميته.
واقترح فياض طريقة عضوية لمعالجة الذبابة بمصائد غذائية سهلة الصنع، وقليلة التكلفة، بإحضار عبوة ماء فارغة، واستحداث أربعة ثقوب في الجزء العلوي للقارورة بمفك نسخنه على النار، نملأ العبوة بالماء بمقدار الثلثين، ونضع ملعقة خميرة صغيرة، ثم نضيف ملعقة سكر صغيرة، ونربط الزجاجة بخيط متين، بعدها نعلق العبوة على الجهة الغربية الجنوبية من شجرة الزيتون على ارتفاع من ١٢٠- ١٥٠ سم عن الأرض. وفّسر سبب اختيار جهة غربية جنوبية، لأنها مسار الذباب، المتعارف عليه.

رباح رفيق أبو الوفا
أبو الوفا
غيّب الموت رباح رفيق أبو الوفا، الذي صمد في سوق جنين منذ عام 1960، ووقتها كان طفلاً بُترت ذراعه اليمنى وتشوه وجهه بعد انفجار قنبلة من مخلفات الجيش الأردني الذي عسكر قرب بلدته الزاوية جنوب جنين. وظل يخفي حروقه بكوفية بيضاء ونظارة سوداء.
حاورت (آفاق) أبو الوفا قبل رحيله، ووقتها قال إنه لم يتعلم في حياته، وبدأ في السوق بعمر 14 سنة، ومات كل أبناء جيله من التجار.
وعرض قصة كفاحه، فقد لازم بيع الأصناف الخفيفة كالفلفل والبندورة والخيار والباذنجان، وابتعد عن البطيخ والبطاطا والأوزان الثقيلة. ولم يختر أن يجلس في البيت، أو أن يتسوّل بدعوى العجز والمرض، وروّج 50 سنة للفلفل الأخضر.
وبحسب شريط ذكريات الراحل، فإن رائحة الخيار والبندورة الطبيعية كانت تفوح من مسافات بعيدة، ولا تصل السوق إلا في مواعيدها الموسمية، التي تختلف عن خضار اليوم المليئة بالكيماويات. مثلما لم تكن جنين تعرف الخضروات القادمة من مدن مختلفة، فكل شيء من سهولها التي للأسف غزاها الاسمنت هذه الأيام.
وتابع: هذه الأيام الخضروات كلها كيماويات وأسمدة، وغابت عنا الأصناف البلدية، ولم نكن نعرف الخضروات إلاّ في المواسم، واليوم يتحول فلفل الأغوار إلى "شريطة" بعد يومين من قطفه".
ومما قاله بمرارة: وقعت ضحية لخطأ طبي، وكنت من أوائل المرضى الذين يدخلون مستشفى جنين، ويومها قطع الطبيب يدي، مع أن أصابعي هي التي جُرحت.

مصيدة ذبابة الزيتون
إهمال
كشفت غزارة الأمطار هذا الموسم، درجة الإهمال التي نعيشها، وحالة ضعف الصلة بالأرض، فالكثير من الحقول باتت مسرحًا للأعشاب، وتشابك النباتات البرية بأغصان الزيتون والأشجار، ولم تحاول السواعد أن تكشف عن نفسها، وتتوجه نحو الأرض، وقلة قليلة لا زالت تحافظ على العهد، وآخرون يكتفون برش مبيدات الأعشاب الضارة.
ستكون الصورة في الصيف القادم سيئة، فعقب (52) حالة مطرية في الخريف والشتاء الحالي، سيتضاعف خطر نشوب الحرائق، وستكون الحقول مرتعًا خصبًا للقوارض والأفاعي.
نقترح على هيئة محلية تنفيذ يوم تطوعي وتشاركي في الأرض، في محاولة لإشراك الجيل الراهن بالعودة إلى الأرض، والعناية بها.

تشابه وتكرار المعروضات في المعارض النسوية
تشابه
تزور أربعة معارض نسوية هذا الموسم، وفي العام الماضي تتجول في ضعف هذا العدد لمناسبات يوم المرأة، والأم، وفي مواسم التسوق.
السمة الغالبة تشابه المعروضات، وتقاطع الأفكار والمنتجات، فالموجودات: سلع غذائية، ومنسوجات، وأشغال يدوية، وتطريز، وحلوى تراثية، وصابون ومشتقاته.
تحتاج الحركة النسوية إلى مراجعة نقدية لقواعد المعارض، وتشجيع النساء على التقدم خطوة إضافية؛ تتفادى التكرار، وتقدم الجديد والمختلف، ولا تكتفي بتقزيم نجاح المرأة وسيدات الأعمال والرياديات في قوالب ضيقة كل حين.

تكريم رياديات طوباس والأغوار
مُلهمات من طوباس
كرّمت محافظة طوباس والأغوار الشمالية، ووزارة الإعلام، والاتحاد العام للمرأة، وجمعية طوباس الخيرية، وهيئة التوجيه السياسي والوطني تسع نساء رياديات، خلال احتفالية حملت اسم "ملهمات طوباس والأغوار".
وعرضت أول ممرضة في طوباس، "نوال خضيري" سيرة التحاقها بمدرسة طوباس الوحيدة عام 1951، وقتها لم تتوفر للفتيات غير الدراسة حتى الصف السادس، لتنتقل من ترغب بعدها إلى مدارس نابلس.
وأضافت: تلقيت التعليم الإعدادي في مدارس نابلس، وبعد الأول الثانوي، التحقت بمدرسة خاصة بالتمريض في عمان، عام 1961، وتخرجت بعد سنتين، وأحفظ حتى اليوم الكثير من المصطلحات الطبية الخاصة بدراستي، ولا أنسى معلماتي نيفين التوتنجي، وجان المفتي، وأثينا جدعان. بعدها انتقلت إلى طوباس لتأسيس أول عيادة صحية.
وقصت: عدت إلى طوباس عام 1965، وبدأت أبحث عن بيت لنستأجره في المدينة؛ لافتتاح عيادة للأمومة والطفولة، تتبع للمدرسة، وتشرف عليها وزارة الصحة، ووجدت منزلاً، وواصلت العمل حتى النكسة.
فيما عرضت مديرة مدرسة بنات بردلا "كوثر بشارات"، سيرة أول سيدة تدخل بلدية في محافظة طوباس والأغوار الشمالية. إذ تنافست في عام 2005 ضمن قائمة فلسطين الغد في بلدة طمون.
وقالت إن قمة سعادتها تحققت في الجلسة الأولى عقب الانتخابات، حين واكبت حضور الجلسات حتى عام 2015، ولم تتغيب إلا خمس مرات لظروف المرض، وكانت عضواً فاعلاً في كل لجان البلدية.
واستردت "غربية حسن منصور" سيرة أول محامية في نابلس وطوباس. إذ نالت ليسانس الحقوق من جامعة محمد الخامس في المغرب عام 1977، وحصلت عام 1979 على إجازة محاماة شرعية، وعام 1983 نالت شهادة محامية نظامية.
وقالت: تنقلت بين مخيم الفارعة ونابلس والأردن، وعام 1996 دخلت إلى جهاز الشرطة، وعملت في قسم التحقيق 12 عاماً، وتقاعدت عام 2008.
فيما باحت أول مأذونة شرعية في شمال الضفة الغربية، "فداء دراغمة" بالتالي: عدت إلى التعليم بعد انقطاع 12 عاما، واجتزت الثانوية العامة، ثم انتقلت لدراسة الجامعة وأنهيت البكالوريوس في جامعة القدس المفتوحة، ووجدت وظيفة في المحكمة الشرعية، ولم يتوقف حلمي عند هذا الحد، فانتقلت لدراسة الماجستير في جامعة القدس بأبو ديس، فيما كان أولادي يتعلمون في مدارسهم، وايقنت أن التعليم هو السلاح. وبدأت البحث في المراجع الدينية عن عمل المرأة كمأذون شرعي، ولم أجد أي مانع ديني لذلك، فتقدمت بطلب عام 2013 للمحكمة للسماح لي بتوثيق عقود الزواج.
واستعرضت أول مديرة مدرسة في طوباس، "نوال أبو دواس" سيرة ميلادها في بيسان عام 1927. وقالت: أبعدتني النكبة إلى طوباس، وتلقيت تعليمي حتى الصف السادس في المدينة، وانتقلت إلى نابلس لإتمام دراستي، وتنقلت بين مدرستي العائشية والفاطمية، واضطررت للإقامة مع عائلتي في نابلس؛ بسبب عدم توفر المواصلات، ولمعارضة والدي التنقل.
ووالت: عملت مُدرّسة في عمان سنتين قبل النكسة، وعدت إلى طوباس وواصلت مهنة التدريس حتى عام 1979، وكنت أول مديرة في طوباس من بنات المدينة.
فيما بدأت "حياة دراغمة" تجارتها عام 1976، انطلقت من متجر صغير لمساعدة زوجها. قبلها كانت تبيع الملابس في طوباس، وتصلها نساء المدينة إلى المنزل.
وقالت: كان الخروج إلى نابلس للبحث عن بضائع صعبًا على النساء، وواجهتُ معارضة شديدة، ولم ألتفت إلى ما كان يقال، وساعدني زوجي بمرافقتي إلى نابلس، وبالمضي في المشروع، وصرت أوسع تجارتي، وافتتحت أول متجر ملابس في طوباس.
aabdkh@yahoo.com