شذرات بيئية وتنموية.. زلازل مختلفة ومبادرة رمضانية وهجرة ومؤشرات وسجائر
خاص بآفاق البيئة والتنمية
زلزال آذار الماضي في منطقة وادي الحولة قرب بحيرة طبريا
هزات
وقعت في 13 آذار/مارس الماضي هزة أرضية في شمال فلسطين التاريخية، تزامنت مع اليوم 159 من العدوان الدموي على غزة.
لم تسجل في الهزة -في منطقة وادي الحولة قرب بحيرة طبريا- خسائر في الأرواح والممتلكات، وبلغت قوتها نحو 4 درجات على مقياس ريختر.
وقالت إذاعة جيش الاحتلال إن السكان شعروا بهزة أرضية خفيفة في شمال فلسطين المحتلة.
في اليوم نفسه، نشرت إحصائية رسمية حول عدد ضحايا العدوان الاسرائيلي المستمر منذ 159 على غزة.
آثار العدوان الإسرائيلي في غزة
وقالت وزارة الصحة إن الاحتلال ارتكب 10 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 88 شهيداً و135 جريحاً خلال 24 ساعة، ولا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، فيما يمنع الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأكد التقرير ارتفاع حصيلة العدوان إلى 31272 مواطناً و73024 جريحاً، ️72% منهم من الاطفال والنساء (منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 حتى منتصف آذار/مارس الماضي).
ما الذي يمكن أن يفعله الفلسطيني حينما يسمع أخباراً عن هزة أرضية، وهو يتابع أرقام العدوان؟ هل سيصاب بالقلق، أم أنه لن يكترث بما يسمعه؟
في السابق، كانت أخبار الزلازل مرعبة للفلسطيني نوعاً ما، لكنها اليوم تُستقبل بفتور كبير، فما حدث خلال الأشهر الخمسة الماضية، يُشعر السامع بأن زلزال غزة يفوق هزة أرضية بأعنف الدرجات، فالخراب والدمار لا يوصف، والأرقام مرعبة، والتقارير الدولية توحي بأن ما يحدث أكبر من زلزال، ويفوق كل تصور.
همزة وصل
تطلق مجموعة "خريجو مدارس برقين وخريجاتها" مبادرة رمضانية باسم "همزة وصل"، تحث على إلغاء أية مظاهر زينة وإضاءات، وتفادي الإسراف في الموائد، والامتناع عن نشر صور الأطباق والأطعمة، والإحساس بالذين فقدوا كل شيء: الحياة، والأهل، والبيت، والتضامن مع الفئات المتضررة والمتعثرة والفاقدة لأعمالها ومصادر رزقها، في حملات تطوعية للعون والتكافل الفعلي.
وجرى تكريس الصفحة الافتراضية للخريجين خلال شهر رمضان لتكون همزة وصل بين الأسر المتعففة وفاقدي أعمالهم وأهل الخير.
تلقت المبادرة خلال أيام قليلة قوائم من 15 أسرة متعففة تم ربطها بأهل الخير، وتستمر في تلقي المزيد، دون أن تستلم أية مبالغ نقدية أو تبرعات عينية مباشرة.
أرض مهملة قضاء جنين
إهمال
يكشف موسم الشتاء وبداية الربيع درجة الإهمال الكبيرة، التي تشهدها الأراضي الزراعية وحقول الزيتون بشكل خاص، فالأجيال الشابة والفتية بمعظمها لا تكترث بالأرض، ولا تبذل جهداً في رعايتها.
كأمثلة، نشاهد حقول زيتون مهملة تماماً، فلا حراثة، ولا تقليم، ولا إزالة للأعشاب. كما نرى حقولاً أخرى تستخدم فيها مبيدات الأعشاب بشكل مفرط، وتتحول العديد من المزارع لمناطق مليئة بالنفايات، ومرشحة بقوة للحرائق، بعد جفاف الأعشاب.
المرجو، عودة إلى الأرض، والكف عن الإهمال المُفرط الذي يلاحقها.
ذكريات رمضانية في ساحة المراح قديما - بلدة برقين قضاء جنين
رمضانيات
خلال تزامن شهر الصوم بالمدرسة، كنا نتحدث عن نمط حياتنا الرمضاني، فمنا من كان يفضل القراءة بعد السحور، أو يغريه النوم فيؤجل ذلك إلى ما بعد الإفطار. وراج ضرب المواعيد بيننا للذهاب إلى نبع الماء (الحاووز) قبيل المغرب لطلب الماء، أو لشراء الثلج من ساحة البلدة (المراح)، وقبلها نأخذ صحناً فارغاً لشراء السمنة بالمفرق، وسبقتنا الأجيال الأكبر بابتياع الطحينية بالطريقة ذاتها، أما الدجاج فكان مصدره الوحيد الحاجة أم عوض وابنها رحمهما الله، واللحوم على قلتها من الحاج صالح العبد، أو لاحقاً الحاج محمود السعيد رحمهما الله.
في المدرسة تعليم وامتحانات وسط الصوم، وحديث أيضاً عن الطبق الذي تُحضره الأمهات الجميلات للإفطار. كنا نتباهى بالطبق الأفضل، ونكرر الذهاب إلى الحاووز في أيام القيظ.
تغير المشهد اليوم، فانتقل رمضان إلى نهايات الشتاء ومستهل الربيع، وجفت عين الماء الوحيدة في بلدتنا، وزادت رقعة الزحف العمراني الذي "التهم" الساحة الرئيسة، وانتشرت المتاجر بشكل كبير تحت الكساد، وارتفع مستوى المعيشة، وتسللت نزعة الاستهلاك إلى كل شيء، وصارت حياتنا محاطة بالمواد البلاستيكية والأصباغ والمواد الكيماوية، التي لا تقتل أعشابنا فحسب، بل تهدد عافيتنا.
تدخين
ارتفعت أسعار السجائر المستوردة في الضفة الغربية، مطلع آذار/مارس، بمقدار 2 شيقل للعلبة الواحدة.
وتراوحت أسعار علب السجائر بين 26-30 شيقلاً.
ووفق مواقع إعلامية مختصة بالاقتصاد، فقد "تفاجأ المستهلكون بزيادة الأسعار، دون صدور إعلان عن دائرة رقابة الجمارك والمكوس والمضافة والتبغ في وزارة المالية، أو بيان من الشركات المستوردة".
بعيدًا عن تناول أضرار التبغ الصحية، التي تعلمها الغالبية، وقد لا يعجبهم التذكير بها غالباً، خاصة مع وسم علب السجائر برسالة وتحذيرات عديدة، يتبادر إلى الأذهان ما الذي يمكن تأمينه من احتياجات للأسرة بهذا المبلغ؟
نتمنى من المدخنين تقديم قائمة بما يمكن توفيره لعائلاتهم في هذه الظروف العصيبة، بدل شراء علبة سجائر واحدة بـ 30 شيقلاً.
وكي نعلم فقط مدى غياب ترتيب عادل للأولويات في حياتنا، فإن ثمن كيلو الدجاج بـ 12 شيقلاً، ولتر الحليب الطازج بـ 5.5 شيقل، وربطة الخبز بـ 5 شواقل، ودواء السعال للأطفال بـ 13 شيقلاً، وكيلو الملح بـ 2 شيقل، وبعض أنواع الأرز بـ 7 شواقل للكيلو الواحد، وكيلو البندورة بـ 5 شواقل!