خاص بآفاق البيئة والتنمية

الكسارات والمحاجر تشكل تهديدا جديا طوبوغرافيا وبيئة العديد من مناطق الضفة الغربية
استظلت المعلمة آيات مبسلط، ومجموعة من طالبات "طوباس الثانوية" شجرة سرو في باحة المدرسة، وتبادلن الحديث حول المشروع البحثي الجديد لناديهن العلمي.
وذكرت مبسلط إن كسارات الحجارة ومقالعها، والغبار الناجم عنها، والأخطار التي تسببها الشاحنات، وأضرار عديدة أخرى تساهم جميعها في تلويث البيئة، وتدمر التنوع الحيوي، والاعتداء على الغطاء النباتي.
وتابعت: "قبل أن نُصدر "حكمًا قطيعًا" على الكسارات، سنبدأ بجمع المعلومات حولها، ومراجعة مدى تطبيق القوانين بخصوصها، ثم ننطلق في بحث تطبيقي يوصلنا في النهاية إلى سحب عينات من التربة والماء والنبات في المناطق المحاذية للكسارات والمقالع".
واستنادًا إلى المعلمة مبسلط، فإن طالبات الصف الحادي عشر العلمي، وعددهن 33 طالبة، بدأن بتوزيع المهام لإنجاز البحث، الذي جاء بعد تتبع التلوث في وادي الباذان، قبل سنوات، وتنفيذ مسارات بيئية، وإطلاق الزراعة المائية، واستحداث الخلايا الشمسية.
وانطلق النادي العلمي للمدرسة عام 2011، ونال بحثهن حول التلوث في وادي الباذان، ردود فعل إيجابية عديدة، كما أفدن.

المحاجر والكسارات تزحف نحو المنازل
أدوار
وزعت المبسلط وطالباتها الوقت، وانقسمن إلى ثلاث مجموعات، الأولى لمراجعة القوانين والتشريعات الخاصة بالكسارات ومقالع الحجارة، والثانية لفحص عينات خاصة بالموقع، والثالثة لتصميم استبانة ستوزع على سكان المنطقة المحيطة، وستجري مقابلات موثقة مع سلطة جودة البيئة، ووزارة الحكم المحلي في محافظتي جنين وطوباس.
وأفادت: سننشر النتائج في ورقة، ونرسلها إلى وزير التربية والتعليم العالي، وسندعوه إلى تمريرها إلى جهات الاختصاص؛ لوضع حد لها.
وقالت الطالبة زينة قدري إن آثار الكسارات كبيرة وخطيرة، فهي تلوث البيئة، وتضر بصحة الإنسان، وسلامة التنوع الحيوي، ويكفي أن نشاهد الأشجار في محيط المنازل القريبة من الكسارات.
وتابعت نورا خالد: تعلمنا بشكل جيد أصول الاستبيان، وسنشرك أكبر عدد ممكن من أفراد المجتمع في الاستبانة، وسنطرح الكثير من الأسئلة، وسنسعى لحماية بيئتنا.
وأضافت: سنستمع إلى ما سيقوله الناس عن مخاطر المحاجر على صحتهم، وسنرى الطرق التي نستطيع من خلالها الحفاظ على البيئة، وحماية المصادر الطبيعية من تهديد التلوث.
تلوّث
وقالت زينة صوافطة إن التهام المحاجر لمساحات واسعة من الأرض، والغبار الذي تتسبب به، والفوضى في مداخل المدن جراء وجودها؛ أمور تحتاج إلى حل، فنحن لا نسعى إلى تهديد أرزاق الناس، بل إلى حماية أنفسنا، وصون بيئتنا، ويكفي أن نشاهد مخلفات مقالع الحجارة البيضاء، التي تشوه الكثير من المناطق.
ووفق رؤيا قصراوي، فإنها وفريق النادي العلمي سيتوجهن لمحامين، وللمستشارين القانونين في الوزارات والجهات ذات الصلة، لمعرفة الوضع القانوني لهذا المنشآت.
وقالت: نفذنا زيارات أولية لكسارات ومقالع حجارة في جنين وطوباس، وبدأنا بالفعل بمراجعة القوانين الناظمة لعمل وزارة الزراعة، وسلطة جودة البيئة، وقد قرأنا نصوصًا تحمي المواطنين وحقوقهم في التمتع ببيئة نظيفة وخالية من التلوث، لكن على الأرض هناك قلق كبير ومتزايد، ولا تتوقف المقالع عن العمل.
وزادت: في الجولة القادمة، سنأخذ عينات من التربة المجاورة لهذه المنشآت، وسنفحص عينات من المياه والنباتات، وسنراقب مستويات التلوث في الهواء، وسنستعين بمختبرات البلدية، والجامعات، والأهم في كل عملنا أن نتابعه من المسؤولين، ونساهم في حله.
ويخطط النادي لحملات إرشادية تتزامن مع البحث، تحذر من التداعيات البيئية والصحية المستقبلية للكسارات، وتقارن بين الجبال قبل وجود المحاجر وبعدها، وتستعين بتجارب الدول المجاورة في معالجة هذا الملف.
وبحسب مديرة المدرسة، كوثر دراغمة، فإن النادي حقق أهدافه خلال الأعوام السابقة، ويسعى إلى تدشين مركز بحث علمي، وأطلق مشروع تسخين الماء في خزانات المدرسة، باستخدام عدسات محدبة لامة؛ استغلالًا للطاقة الشمسية، ونفذ حديقة الزراعة المائية المتصلة بحوض لتربية الأسماك.

طالبات طوباس الثانوية
توعية
وسلّط النادي الضوء على الكثير من القضايا البيئية، ونفذ أنشطة واكبت ذبابة أريحا، تلوث مياه الباذان، والطاقة النظيفة، والمياه، وأعاد تدوير مواد بلاستيكية جمعتها الطالبات وصرن يستعملنها في المدرسة ومرافقها، كما أطلقت المدرسة أنشطة حول عصفور الشمس) الطائر الوطني لفلسطين)، واستغلال أسطح المدرسة للزراعة المائية.
وتلخّص دراغمة رسالة النادي الهادفة إلى توفير بيئة علمية لتفعيل مهارات الطالبات العلمية لتطوير قدراتهن، ولحل التحديات البيئية التي تواجه مجتمعاتهن، وهو ما يعزز من توجهاتهن، ويطور من قدراتهن البحثية، ويقربهن من البيئة.
ويضم النادي العلمي في تركيبته كل سنة قرابة 50 طالبة من الصفين الحادي عشر والثاني عشر، بهيئة إدارية من 12 طالبة، ويضم عدة لجان: كلجنة بناة المستقبل ( لمساعدة الطالبات اللواتي يحتجن لمساعدة دراسية في الفيزياء والرياضيات)، والإرشاد والتثقيف ( لنشر التوعية حول أضرار شبكات الضغط العالي الكهربائية، وأهمية التنوع الحيوي، وأنفلونزا الخنازير)، والسلامة والأمان ( لجمع البطاريات التالفة والتخلص منها بصورة سليمة، ومتابعة المواد الحافظة والملونة)، والإذاعة ( للتثقيف خلال الإذاعة الصباحية)، والمعارض والمسابقات العلمية( للاستعداد للمنافسات العلمية والمعارض المختلفة). ويستضيف شخصيات علمية وأكاديمية من أبناء المحافظة والمغتربين، وآخرها الحوار مع د. رياض صوافطة حول قضايا علمية متقدمة، وتم تنفيذ زيارات علمية لمقر شركة الكهرباء بطوباس، وجامعتي النجاح والعربية الأمريكية، وسحب عينات وفحصها من مياه خزان بلدية طوباس.
aabdkh@yahoo.com