مجموعة "فلسطين ع البسكليت" أنموذج لمجموعة لطيفة مكونة من شباب وفتيات تجوب أنحاء فلسطين؛ ليستكشفوا أماكن لم يزوروها من قبل في مدن وقرى الضفة الغربية؛ ومن الجميل أن هذه العائلة الكبيرة من عشاق الدراجات تعيش تجربة "المدرسة المتنقلة"؛ وها هي تكبر وتتعلم الكثير عن وطنها في كل مرة. صهيب سمارة؛ مؤسس مجموعة "فلسطين على البسكليت"؛ تزوج في سبتمبر/ أيلول الماضي؛ وفي يوم عرسه أعدّت له مجموعته مفاجآة لا تُصدق.. إنها "زفةٌ خاصة" عبر الدراجات؛ واحتفال من "جنس العمل"؛ وكأنها مكافأة من الحياة على حسن صنيعه. المجموعة تؤمن بأن الأرض بأهلها؛ ونحن أهل الأرض لا بد وأن نتعرف على أرضنا ونتجول فيها.
|
خاص بآفاق البيئة والتنمية
أخبارٌ من هذا القبيل ترسم الابتسامة العريضة على الوجه؛ "عميد بلدية في اسطنبول يصطحب كل يوم أحد السكان بجولة في أنحاء المدينة عبر الدراجات".. نغبطهم هؤلاء الذين اختاروا بملء إرادتهم طريقة مختلفة لحياتهم حتى لو كانت تتعلق بوسيلة المواصلات.
بحجر "البسكليت" يضربون عدة عصافير وليس عصفورين فقط؛ وهل هنالك ما هو أفضل من رياضة تروّح عن القلب وتكسب البدن لياقة وتصادق البيئة؛ مجموعة "فلسطين ع البسكليت" أنموذج لمجموعة لطيفة مكونة من شباب وفتيات تجوب أنحاء فلسطين؛ ليستكشفوا أماكن لم يزوروها من قبل في مدن وقرى الضفة الغربية؛ ومن الجميل أن هذه العائلة الكبيرة من عشاق الدراجات تعيش تجربة "المدرسة المتنقلة"؛ وها هي تكبر وتتعلم الكثير عن وطنها في كل مرة.
يستمتعون بـمسارات لا تشبه بعضها؛ فــ مسار نابلس - كفر مالك ليس للقلوب الضعيفة؛ فيما مسار وادي قانا سهل جدا و"بجنن" وفق تعبيرهم؛ حيث يضيع المرء بين بيارات البرتقال والليمون؛ وكذلك الأمر حين تُنظم الجولة في رام الله فهي تناسب تماماً المبتدئين؛ ولا تخلو أجواء مسار قرية عمواس المهجرة ومسار دير سمعان من السحر.
من بين الأعضاء أناسٌ "آخر روقان" يلّونون دراجاتهم بألوان حب وفرح مفعمة بالنشاط حتى تنسجم مع طاقة الطبيعة؛ وهناك من يحلو له أن يخرج في أجواء المطر؛ يتفقون على إحضار وجبة إفطار خفيفة يتقاسمونها مع بعضهم البعض؛ وفي ساعات الصباح الباكر يجتمعون لتفتح الطبيعة ذراعيها لهم؛ فيما "قلاية البندورة" المطبوخة مع الفلفل والثوم على الحطب تفتح شهيتهم وهم يغسموّنها تحت أشجار الزيتون؛ وكلما قفزت الدراجة قفزةً في المسارات الجبلية؛ تعالت صرخات الشعور بالحرية.
ليس ترفيهاً واستكشافاً للأرض وحسب؛ بل من الإنجازات التي تُحسب لهم أنهم يصطحبون في جولاتهم درّاجين أجانب ممن يتضامنون مع الفلسطينيين؛ والتفاصيل الشائقة تُتبع.
الدراج الصاعد زيد الجنيدي
البسكليت غيّر وجهتي
صهيب سمارة؛ مؤسس مجموعة "فلسطين على البسكليت"؛ تزوج في سبتمبر/ أيلول الماضي؛ وفي يوم عرسه أعدّت له مجموعته مفاجآة لا تُصدق.. إنها "زفةٌ خاصة" عبر الدراجات؛ واحتفال من "جنس العمل"؛ وكأنها مكافأة من الحياة على حسن صنيعه.
قضى هذا الرجل طفولته في أجواء الانتفاضة الأولى التي عاشها الفلسطينيون ما بين اجتياحات وإطلاق نار متواصل من جنود الاحتلال؛ وبالتالي لم تُتاح الفرصة للمرء للتفكير بهواية؛ كما يقول سمارة.
يستهل حديثه لــ "مجلة آفاق البيئة والتنمية": "في البداية تجولتُ في كافة أنحاء الضفة الغربية مع صديقة الدرب دراجتي الهوائية؛ ثم أطلقت فكرة "فلسطين على البسكيلت" قبل نحو ثلاث سنوات؛ أردتُ من أعماقي أن يعرف شباب وفتيات بلادي عن القرى الفلسطينية "وكل الناس تشوف جمال فلسطين مثل ما أنا شفتها"؛ ونجحت فكرتي في جذب عددٍ كبير".
|
|
جولات دراجو فلسطين ع البسكليت |
دراجو جولات استكشاف فلسطين ع البسكليت |
عادة ما يبدأ الأمر بالإعلان عن الجولة في موعد محدد حيث تتوفر دراجات للإيجار لمن لا يملكها؛ وتأتي صياغته على نحو يعبر عن عفوية وبساطة الفريق: "تعالوا بلبس مريح للبسكليت جيبوا معكم ميّ وأكل، ولا تنسوا ضحكتكم الحلوة".
يبتسم صهيب وهو يخبرنا: "أؤمن أن الأرض بأهلها؛ ونحن أهل الأرض لا بد وأن نتعرف على أرضنا ونتجول فيها".
"ترى كيف كانت حياتك قبل البسكليت؟".. يعود إلى ماضٍ بعيد: "فكرت كثيرا في السفر؛ وقتها كنت أرى بلادنا مليئة بالمشاكل وتفتقد للاستقرار وفرص العمل؛ وسبحان الله بعد دخولي في تجربة "البسكليت" تغير تفكيري كلياً؛ لقد جلبت لي الدراجة مشاعر السعادة وأبقتني هنا".
وعن الرسائل التي تحملها جولاتهم؛ يبين: "تتنوع أنشطتنا في المجموعة ما بين الوطنية والصحية والترفيهية؛ وتأخذ أحياناً طابعاً ثقافياً واجتماعياً وسياسيا؛ لقد بدأ المجتمع بتقبل هوايتنا؛ بعد أن كانت السخرية سيدة الموقف".
وتبذل المجموعة جهداً في زيارة الأراضي المهددة بالمصادرة من قبل سلطات الاحتلال؛ بهدف تعزيز صمود أصحابها؛ ومن الصامدين "أم فراس" من قرية كفر الديك غرب سلفيت التي التقوا بها في أرضها الواقعة بــ خربة دير سمعان المحاطة بالمستوطنات من كافة الجهات؛ ولم يشغلها الهم عن زراعة الأشجار.
|
|
دراج فلسطين ع البسكليت في مرج ابن عامر |
دراجو فلسطين ع البسكليت أثناء الطلوع لقرية عورتا |
ويتحدث صهيب عن أهدافهم بالقول: "نسعى إلى تشجيع الفلسطينيين ليجربوا رياضة الدراجة الهوائية وكسر الحاجز الذي بنته العادات والتقاليد؛ والأهم أننا نرغب في أن يتعرف الجميع "صبايا وشباب وأطفال وكبار" على فلسطين الحلوة بطريقة جديدة وممتعة؛ ونفخر أننا على مدار السنين الماضية شَاركنا أكتر من ٣٠٠٠ شخص في جولاتنا؛ وأينما ذهبنا نلقى التشجيع"؛ مضيفا أنه لا توجد حاضنة للمجموعة تدعمها وتطور من عملها وتموّلها مادياً وتساعدها على التفرغ بشكل رسمي.
يفتح ملف مغامراته بمرح: "في موقف لن أنساه أذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أوقفني مع صديقي؛ وبعد التفتيش والتدقيق بالهويات اكتشف أننا فقط ممن نركب الدراجات؛ ومن حسن الحظ أني أجيد اللغة العبرية؛ وعلى ما يبدو انتابهم الشك في أننا فدائيين ونود تنفيذ عملية طعن؛ حقاً خشيت أن يطلقوا النار علينا".
صهيب الذي يعمل "ضابط ومدرب إسعاف" ويستخدم الدراجة في أغلب مشاويره يقول أن مجموعته تتضمن الهواة وليس المحترفين؛ لذا لم يتسنَ لهم أي مشاركة خارجية بعد"؛ متابعاً: "خرجنا قبل عام ونصف في جولة الحرية لمسافة ٤٥٠ كم والتي امتدت من القدس حتى مدينة العقبة الأردنية؛ ومن اللطائف التي شهدتها أن فتاة أصرت أن تركب البسكليت في جولة البحر الميت وكانت المرة الأولى لها؛ وقطعت ٣٥ كيلو حينها".
|
|
دراجو فلسطين ع البسكليت في عصيرة الشمالية |
زفة العريس صهيب عبر الدراجات |
هدية المجموعة للقائد
من "فرخة" لسلفيت غنينا وزغردنا
ولحبايبنا صهيب وليندا اجتمعنا
والثوب الفلسطيني لبسنا
والصور الحلوة أخدنا
على وقع هذا الموال غنّت مجموعة "فلسطين ع البسكليت" للعروسين صهيب وليندا؛ يعقب على هذه المفاجآة: "كانت فرحتي لا توصف بمشاركة الناس لي بهذه المناسبة".
سألته إن كانت عدوى حب الدراجة انتقلت لزوجته؛ فقال: "ترغب ليندا في ذلك كثيرا لكن التقصير مني؛ وفي عائلتي نحن خمسة إخوة وجميعنا نركب الدراجات ونتجول بها سوية".
وبالنظر إلى المجتمع الفلسطيني فإنه يتمسك بصورة نمطية مفادها أن الدراجة للأطفال؛ إلا أنه بمرور الوقت يطرأ تغيير على طريقة تفكيره في هذا الصعيد؛ وفقاً لضيفنا؛ فمن أعضاء المجموعة رجل مسن تجاوز الستين من العمر يشارك في كل الجولات ويفوق الشباب في نشاطه؛ وقد بلغ عدد المشاركين الدائمين ٧٠ شخصاً؛ فيما فاق عدد من انضموا إلى الجولات في النصف الأول من العام الحالي ١٠٠٠ شخص؛ والكلام لصهيب.
ملاك حسن – عضو أصيل في المجموعة - وهي صحفية شابة تتبادل مع الحياة مشاعر الإقبال وقد كتبت على صفحتها الشخصية في موقع فيس بوك: "زفة البسكليت هي هديتنا لشب وقف معنا كلنا ودعمنا وخلق مجموعة عرفتنا على ناس من كل فلسطين؛ خرجنا من قرية فرخة طلعنا ع الدراجات ورافقنا العرسان لسلفيت، وكانت الضحكة على كل وجه. وحبينا نشارك كل عشاق الدراجة الفرحة واحنا في الطريق بنزّمر وبنغني؛ الناس في الشارع كانت واقفة تصورّنا وتضحك معنا".
ملاك التي وصفت قرية فرخة بــ "مكان صغير يحمل قلباً كبيرا" لها صورة تحمل فيها دراجتها نحو الأعلى؛ وقد أجادت التشبيه حين وصفت المشهد: "كانت جدتي تحمل جرة الماء على رأسها وتمشي بين أشجار الزيتون والتين والبيوت العتيقة بثوبها الذي يعبر عن أصلها وبلدها ويحكي قصتها؛ إن المرأة الفلسطينية لا يميزها فقط ثوبها وإنما حبها لأرضها وناسها وقدرتها على تحمل كل شيء صعب لأن "على هذه الأرض ما يستحق الحياة".
وعن مشاركة النشطاء الأجانب؛ يتكلم صهيب سمارة باعتزاز: "نسعد بمشاركاتهم؛ وكان آخر من انضم إلى جولاتنا الدرّاجة الإنجليزية لويز براون التي اختارت فلسطين لتكون أحد جولاتها في الشرق الأوسط؛ فقد قطعنا معاً ٧٠٠ كيلو حول جدار الفصل العنصري الإسرائيلي؛ وقدنا دراجاتنا من الشمال إلى جنوب الضفة الغربية؛ من قرية كردلا إلى الظاهرية مرورا بكل محافظات الوطن؛ كما زارت معنا التجمع البدوي في الخان الأحمر للوقوف عن كثب على معاناتهم مع الهدم المستمر لبيوتهم؛ واستقبلنا أيضاً سفير النوايا الحسنة الدنماركي تروبجورن بيديرسون الذي سبق وأن زار 155 دولة على البسكليت".
ويعرب عن أمله في أن يأتي يوم يتمكن فيه من زيارة العالم وعلى وجه الخصوص دولة تونس؛ لينطلق مع مجموعته عبر دراجات يرفرف عليها عَلم فلسطين.
|
|
دراجو فلسطين ع البسكليت |
رائحة الأجداد في جولات فلسطين ع البسكليت |
فلسطين التي لم أعرفها
قيس مرعي صوالحة؛ ومَن في مجموعة "فلسطين على البسكليت" لا يحفظ ضحكة قيس؛ هو الذي حصل على أول دراجة هوائية من عائلته بعد وفائه بوعده لهم في أن يحقق التفوق في مدرسته؛ إنها أحلى هدايا الطفولة؛ وفقاً لوصفه.
يعقّب: "كانت الدراجة ما هي إلا وسيلة للترفيه عن النفس وقضاء وقت ممتع مع الأصدقاء في تلك الفترة".
يحكي قيس لــ "مجلة آفاق البيئة والتنمية" عن حكاية انضمامه إلى فريق "فلسطين ع البسكليت" عام 2016 "ما شجعني على خوض تجربة من هذا النوع هو أني وددتُ استرجاع ذكريات الطفولة مع الدراجة الهوائية في عمر الشباب؛ إنني تواقٌ لخوض التجارب الجديدة؛ أتذكر أول مسار شاركت فيه حيث انطلقنا حينها من مدينة رام الله إلى مدينة أريحا؛ وهنا حدثت نقطة التحول وأصبحتُ عنصراً أساسياً في الفريق؛ إذ أشارك باستمرار في كل جولة مقترحة؛ وبعد أن تذوّقت حلاوة التجربة لا استوعب ولو ليومٍ واحد أن أعيش بدون دراجة هوائية، لا سيما بعد اتخاذي قراراً قبل عدة أشهر بالذهاب إلى العمل بواسطة البسكليت؛ وحتى في أيام الإجازات ألغيتُ فكرة استخدام المواصلات كلياً".
ويختصر قيس الصعوبات في عدة نقاط أبرزها: طبيعة فلسطين الجبلية مما يجعل عملية التنقل شاقة نوعاً ما؛ وعلى وجه الخصوص في رام الله وبيت لحم ونابلس؛ بالإضافة إلى عدم توفر أماكن مخصصة لممارسة هذه الرياضة؛ أما العائق الثالث فهو انتشار الحواجز الإسرائيلية بين مدن الضفة؛ تبعاً لكلامه.
"هل لك أن تصف لنا أجواء الرحلات في ربوع فلسطين".. تبتسم كلماته أثناء الحديث: "أجواء جميلة جداً ليس بوسعي وصفها لكِ؛ صدقاً لم يخطر لي أن في فلسطين بقاعاً بهذا الجمال؛ ينظم فريقنا جولات أسبوعية في رحاب البلاد مما أتاح لنا زيارة جميع مدن الضفة الغربية من شمالها إلى جنوبها عدا مدينة القدس يا للأسف؛ ومن أمنياتي أن نرتب في المستقبل القريب لمسارٍ فيها وفي غزة؛ وعلى الصعيد الشخصي تعرفتُ على قرى ومخيمات وبلدات عديدة لم أكن أعرفها من قبل".
|
|
زيد الجنيدي دراج عمره 14 عام |
فلسطين ع البسكليت |
تجربة غنيّة
ويضيف: "اهتمام الناس كان وما زال ضعيفاً اتجاه هذا النوع من الرياضة؛ ومع ذلك تعلمتُ أنه ما من مستحيل أمام الإنسان؛ ركوب الدراجة علمني التحدي والإصرار على الوصول إلى هدفي؛ لقد اكتشفت أن فلسطين رائعة الجمال وهذا ما يجعلني أقول لكلٍ منكم: "استكشف بلدك واقتنص الفرصة في التعرف على أصدقاء جدد".
ينصح قيس الناس وبشدة تجربة ركوب البسكليت؛ وفي نصيحته وجهة نظر يعبر عنها بطريقته الخاصة: "مش غلط نصير نروح ع أشغالنا بالبسكليت هيك بتخفف أزمات السير الخانقة اللي بتكون داخل مراكز المدن"؛ متابعاً حديثه: "ركوب الدراجة يحد من تلوث الهواء الذي تخلفه عوادم السيارات؛ ناهيك عن أن استخدام البسكليت يحافظ على صحتك ويصنع منك رياضياً".
ويحكي عن موقف عصي على النسيان: "ذات مرة خرجنا في جولة إلى قرية النبي صالح غرب مدينة رام الله وإذ بجنود الاحتلال يهاجموننا ويحتجزوننا لنصف ساعة؛ ثم أغلقوا بوابة الحاجز أمام المشاركين البالغ عددهم 40 درّاج بذريعة عدم حصولنا على ترخيص بالمرور على اعتبار أنه شارع تابع لسيطرة الاحتلال؛ تعودنا على منغصاتهم التي تتنوع بين تفتيشنا وتأخيرنا ومنعنا أحيانا من اجتياز الحاجز بكلمتين "لف وأرجع".
لطالما أدهشه شباب لديهم القدرة على قطع مسافات طويلة جداً تصل إلى أكثر من 120 كم؛ موضحاً: "هناك فتيات مثل "ملاك حسن" استطعن قطع مسافة تصل إلى 450 كم في مسار انطلق من مدينة رام الله- حاجز قلنديا - إلى مدينة العقبة الأردنية (عن طريق جسر الأردن)؛ ويُعد من أهم المسارات التي نظمها الفريق".
|
|
صهيب سمارة يحضر وجبة الفطور أثناء إحدى جولات الاستكشاف |
ملاك حسن ترفع الدراجة أثناء زفة قائد المجموعة صهيب سمارة |
أم قيس كلما خرج ابنها من البيت يلهج لسانها بالدعاء "الله يحميك"؛ فيما هو يتخذ الاحتياطات اللازمة من ارتداء خوذة الرأس والملابس المناسبة؛ وتجنب التهور في السرعة.
وثمة "نهفات" لا يعرفها إلا من "هم أدرى بشعابها" فأكثر ما يتعرض له الدرّاج لا سيما خلال فترة التدريب مطاردة الكلاب.
يروق له أن يفخر بهذا: "أقود بعض الجولات وأرشد المبتدئين حول طرق التعامل مع البسكليت أثناء المسارات؛ أتوقع لو أن أحدنا أهدى شخصاً عزيزاً عليه دراجة؛ فإنها ستكون هدية قيّمة جداً".
وفي نهاية حديثه يتمنى قيس أن يجوب بدراجته كلاً من تونس الخضراء ومدينة برشلونة الساحرة؛ طالباً من "القارئ" :"ادعيلي ربنا يحقق أمنيتي".
ويأمل أن تنعم فلسطين بالحرية، وتسود الشعب الفلسطيني ثقافة ركوب الدراجة كوسيلة مواصلات معتمدة؛ موجهاً بأسلوب مرح رسالة إلى سائقي السيارات: "يا أصدقاء لنا حقٌ في الشارع مثلكم؛ فهلا أفسحتم لنا الطريق قليلاً".