معالجة النفايات وأهميتها البيئية في سطور
في الوقت الحالي الذی نعیشه، تعتبر مشکلة النفایات من أهم القضايا التي تؤثر علی البيئة، وإعادة تدویرها مفتاح لکثیر من المعضلات المتعلقة بالبيئة. النفایات فی تزاید مع ارتفاع التعداد السکاني وتطور أشكال الحیاة المختلفة للانسان والمتعلقة بنمط الحیاة السریعة واستخدام منتجات المرة الواحدة. عملیة معالجة النفایات لحمایة البيئة تُجزّأ إلى ثلاثة أقسام من حیث الآلیة. الأقسام هی کالتالي؛ إعادة استخدام وإعادة تدویر وتولید طاقة.
إعادة الاستخدام هی الأسهل والأوفر تکلفة وتشمل تحویل النفایات إلی أشکال أخری من الاستخدامات، کمثال علیها تحویل الأوعیة البلاستیکیة إلی حاویات للزراعة بدل إنتاج حاویات خاصة من جدید للزراعة التزیینیة، هذا بدل رمي الأوعیة البلاستیکیة کبرامیل الصمغ القدیمة والقواریر المخصصة للاستخدام لمرة واحدة والتي من الناحیة البيئية تحتاج إلی وقت طویل جداً قد یصل لمئات السنین کي تتفكك وتعود الی دورة المواد والطاقة الطبیعیة، هذا إن لم تسبب أذیة بشکل مباشر للحیاة البریة بتداخلها مع الغذاء، والتسبب بأذیة للكائنات الحیّة.
النوع الثاني من معالجة النفایات هو إعادة تدویرها، بمعنى إدخال المواد الملقاة کنفایات في عملیات معالجة للحصول علی بعض المواد الأولیة المکونة لها لإعادة استخدامها مرة ثانیة. کمثال سهل الشرح والاستیعاب یمکن ان نذکر الورق وإعادة تدویره. الورق یأتي من عجینة سللوزیة مستخرجة من الأشجار التي قطعت بهدف صناعة الورق. هنا، بدلاً من إعادة قطع أشجار جدیدة لصناعة ورق یتم الاستفادة من الورق القدیم أو المستخدم مرة ثانیة مما یوفر من الاستهلاك للموارد الطبیعیة المتمثلة بالأشجار فی مثالنا هذا. الورق الذی یأتي من المکاتب الاداریة هو أنظف ورق لإعادة التدویر حیث لا یحتاج إلی عملیات کثیرة لیعود جدیداً ویتم استخدامه ثانیةً. إعادة التدویر للورق یمکن أن تستمر لعدد من التکرارات حتی تصبح العجینة الورقیة ذات سللوز قصیر وتالف لیتم استخدامها کورق مقوی مرة أخيرة. وعلی هذا، یمکن ان نتخیل عدد الأشجار التی تجنبنا قطعها نتیجة هذه العملیة.
فی النوع الثالث من معالجة النفایات او تدویر النفایات کما تدعی عموماً، نذکر إنتاج الطاقة من النفایات ذات المحتوی الحراري العالي والرطوبة المنخفضة مثل المطاط والبلاستیك والأخشاب المتنوعة. هذه العملیة تقلل من استخدام الوقود الأحفوري مما یخفف من الانبعاثات الملوثة الناتجة عنه، ویقلل من رمي النفایات "صعبة التجزئة" في البيئة المحیطه بنا.
کخلاصة ونتیجة؛ إعادة التدویر عملیة محوریة في مجتمعنا الحالي والمستقبلي لتخفیف الضغط علی البيئة من نواحي الاستخدام المستمر لمنتجات الطبیعة ورمي النفایات المعقدة الترکیب والغیر طبیعیة الترکیب فیها، کنوع من عدم الشعور بالمسؤولیة، رغم ان الحلَّ موجودٌ أمامنا وبین أیدینا لنقوم بإهداء أولادنا حياةً أفضل.