قراءة في كتاب "أطلس البحار"
اسم الكتاب: أطلس البحار: إحصائيات وحقائق حول المخاطر المحيطة بنظام بيئتنا البحرية
عدد الصفحات: 50 من القطع المتوسط
سنة الإصدار: 2017
دار النشر: هينرش بل
يوضّحُ هذا الأطلس المعدُّ من قبل مجموعة من المستشارين العلميين في مجموعة العمل "مستقبل المحيطات" جامعة كيل اللندنية، ومؤسسة هنرش بل (المؤسسة الوطنية)، أهمية الدور الذي تؤديه البحار وأنظمتها البيئية ليس فقط بما يخدم السكان المقيمين على الشواطئ بل بما يشمل سكان العالم اجمع، ويشير بالتفصيل إلى الثروات ومستويات الرفاه التي توفرها لنا المحيطات والبحار، ويوضح لنا كيفية إدارة هذه الموارد، ويفسّر حالة نظام البيئة البحرية، وحجم التهديدات المحيطة بها، وتأثير التغير المناخي الذي يسببه النشاط البشري على المحيطات والشواطئ، والعلاقة بين الاستخدام الأكثر استدامة للموارد البحرية والتغيرات في أنماط الإنتاج والاستهلاك لدى الإنسان.
يحفزّ هذا الأطلس الجذاب المعتمد على الرسومات والصور البيانية والخرائط الجغرافية، نقاشاً اجتماعياً سياسياً موسعاً حول أهمية البحار كنظام بيئي وإمكانية حمايتها لما تتعرض له، بسبب التغير المناخي بفعل ارتفاع نسبة الحموضة فيها نتيجة امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون، ناهيك عن زيادة حرارة الكون "التسخين العالمي" وارتفاع مستويات البحر عالميا بمقدار 20 سم خلال السنوات المائة الأخيرة وإمكانية ارتفاعه إلى متر مع نهاية القرن الحالي.
ويشرح الأطلس كيف تبتلع البحار غازات الاحتباس الحراري، الروث والأسمدة والبلاستيك والتلوث النفطي التي تسبب دماراً في النظام البيئي للبحار. ويعدُّ مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات الذي أُنعقد في نيويورك عام 2017، بداية توحيد جهود المجتمع الدولي لحماية المحيطات والبحار.
أهمية البحار والتحركات الدولية
تغطي البحار، يذكرُ الأطلس، أكثر من ثلثي مساحة كوكب الأرض، وتحتل مساحة شاسعة وثلاثية الأبعاد ما زال الكثير منها غير مكتشف، كما أن البحار غنية بالموارد التي تمدُّ الإنسان والكائنات الحية بالغذاء، والطاقة والأملاح المعدنية، فضلاً عن هذا كله، فإن البحار مهمة جدا للمحافظة على استقرار المناخ والطقس في كوكبنا.
تشكّلُ البحار والشواطئ جزءاً هاما من بيئتنا التي تحتاج الحماية، لذلك ظهرت على المستوى الدولي خطوات أولى لتعزيز مفهوم الاستدامة في اتفاقيات ومعاهدات الحماية الدولية، ففي الوثيقة الختامية لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بالتنمية المستدامة ريو 20 المنعقد عام 2012، طالبت الدول الأعضاء بمنهجية شاملة ومتكاملة لتحقيق التنمية المستدامة مع وضع آلية تكفل استدامة البيئة البحرية، وقد أقرّت الأمم المتحدة عام 2015 أجندة 2013 التي رأت في البحار مصدراً رئيسيا لتحقيق التنمية وخصصت لذلك بنداً من بنود التنمية الـ17، وهو البند 14 المخصص لحماية البحار، ولتحقيق هذا الهدف ينبغي تضافر الجهود نحو التعاون المؤسسي لتنفيذ خطط العمل الوطنية والإقليمية والدولية اللازمة.
محتويات الأطلس
يتألف الأطلس من 18 عنواناً يناقش كل ما يتعلق بالمعرفة البحرية، جاء بعضها على شكل سؤال لإثارة فضول القارئ وهي بالترتيب:
مخزون الأسماك هل قارب على النفاذ؟ هل تعد مزارع الأسماك حلا للمستقبل، تسميد المناطق الميتة، قمامة الشواطئ سموم في البحر، مشكلة البلاستيك المجهري، مخاطر التراجع في التنوع الحيوي، كيف تبطّئ البحار عجلة التغير المناخي، ارتفاع حرارة المياه وزيادة المخاطر، الحياة في منطقة الخطر (السواحل)، مستقبل متآكل، استغلال الموارد والمناطق المحمية، من يمتلك البحار، عطش عالمي للموارد، أين المستقبل فيما يتعلق بالطاقة المتجددة؟ السياحة البحرية، التجارة العالمية وحروب الأسعار، التعايش مع البحار، الحوكمة الجديدة للبخار. يتوفر الكتاب بنسخته الورقية العربية لدى فروع مؤسسة هنرش بيل في الوطن العربي.