الطالبان خالد العويوي 26 عاماً ورولا الخليلي 25 عاماً، خريجا هندسة معمارية من جامعة بيرزيت، قررا ان يحميا البيئة على طريقتهما، عبر مشروع تخرجهما الجامعي وهو "إدارة النفايات الصلبة مجتمعياً وبيئياً وسياسياً وصناعياً واقتصادياً وتأهيل أراضي مدمرة". تم اختيار كسارة مساحتها 540 ألف متر مربع تقع شمال بلدة الرام جنوب بلدة قلنديا، كموقع يمكن ان يُنفذ المشروع فيه وفقاً لمعايير تصميمية تتناسب مع متطلبات المشروع.
|
خاص بآفاق البيئة والتنمية
 |
التشوهات في تضاريس منطقة الكسارة |
يقال أن اليد الواحدة لا تصفق، والبيئة تحتاج لسواعد لحمايتها من الإعتداءات البشرية المستمرة بحقها بدءاً من المواطن مروراً بالناشط ومسؤول البلدية حتى الوزير.
الطالبان خالد العويوي 26 عاماً ورولا الخليلي 25 عاماً، خريجا هندسة معمارية من جامعة بيرزيت، قررا ان يحميا البيئة على طريقتهما، عبر مشروع تخرجهما الجامعي وهو "إدارة النفايات الصلبة مجتمعياً وبيئياً وسياسياً وصناعياً واقتصادياً وتأهيل أراضي مدمرة".
أرادت الخليلي وزميلها من هذا المشروع ضرب عصفورين بحجر، بتخليص البيئة من الملوثات وزيادة وعي المواطنين بالقضايا البيئية.

الكسارة قبل وبعد تحولها إلى موقع صديق للبيئة
طلاب بيئيون
ولتجسيد هذه الفكرة على أرض الواقع أجرى الطالبان بحثاً ودراسة وتقييم لعدة مواقع في الضفة، حتى تم اختيار كساراة مساحتها 540 ألف متر مربع تقع شمال بلدة الرام جنوب بلدة قلنديا، كموقع يمكن ان يُنفذ المشروع فيه وفقاً لمعايير تصميمية تتناسب مع متطلبات المشروع.
إحدى العوامل التي شجعت على اختيار الكسارة يكمُن في موقعها الذي يمكن إعادة استخدامه وصقله لخدمة رؤية الباحثين المستقبلية، وكذلك استنزاف الكسارة للحجر، بالإضافة إلى طبيعة المكان الذي يحتوي على ارتفاعات مختلفة يمكن استغلالها لصالح المشروع.
المشروع بالبداية كان يستهدف حلّ مشكلة النفايات الصلبة فقط، وكيف يمكن للمهندسين المعمارين ان يساهموا في هذا المجال حسب ما قالت الطالبة الخليلي لمجلة آفاق البيئة.
ولكن رأيُ الطالبين، إنه لا يمكن الفصل بين إيجاد حلول جذرية لمشكلة النفايات الصلبة في مجتمعنا وإعادة تدويرها وتوعية المواطنين بشأن البيئة، لذلك كان أحد المحاور الرئيسية في البحث إحداث تغيير وزيادة الوعي.
"يختلف هذا المشروع عن غيره بارتباطه بالتخطيط الحضري وتنسيق المواقع، إذ يحاول المشروع التعامل مع قضية مهمة كإعادة تدوير النفايات، ويطرح فكرة بناء مجمع لإعادة تدوير النفايات وتطوير موقع "الكسارات" إلى منطقة خضراء يمكن للمواطنين استخدامها بدلاً من أن تكون منطقة مدمّرة وملوثة للبيئة". تقول الخليلي.
وتستكمل: "يشجع المشروع على الإدارة البيئية للموارد والنفايات للحد من الضرر البيئي، ويطرح تصميمه حلاً يعزز الإستدامة الإجتماعية الاقتصادية ويساهم في تحسين نوعية الحياة للمواطنين بعيداً عن التلوث البيئي".
 |
 |
المخطط البيئي الجديد لموقع الكسارة ويشمل العديد من المرافق مثل محمية طبيعية ومزرعة عضوية ومنطقة تسلق ومنشأة تدوير |
المخطط البيئي الجديد لموقع الكسارة |
كسارة معدلة بيئياً
المشروع المطروح من قبل الطالبين، يحوّل الكسارة من مكان قريب لتجمعات سكنية ( الرام، قلنديا، جبع ) ويسبب مشاكلَ بيئية كالتلوث ومشاكلَ صحية ويدمر الثروة الحيوانية والنباتية إلى مكان بيئي صحي يرفّه عن المواطنين ويمنحهم مساحة للترفيه عن أنفسهم.
تتنوع المرافق التي يشملها المجمع البيئي، إذ إن 80% منه سيخصصُ كمنطقة خضراء يتم زراعتها بأنواع مختلفة من النباتات تم دراستها واختيارها بناءً على موقعها والهدف البيئي من استخدامها كالأشجار التي تفصل بين منطقة التصنيع والمنطقة الترفيهية، وأنواع أخرى تساعد في معالجة مشكلة المياه الملوثة القادمة من مخيم قلنديا.
وجزء آخر من المشروع يوفّرُ منطقة خاصة للتسلقِ ولعرض أعمال فنية منتجة من النفايات، وذلك لتشجيع إعادة استخدام النفايات بطريقة فعّالة، بالإضافة لمستنقعات مائية.
" حاولنا في تصميم موقع الكسارة، الحافظ على شكله الحالي لكن مع إضفاء لمسة جمالية، بهدف تذكير المواطنين بضرورة الحفاظ على البيئة وزيادة الوعي لديهم عبر هذه النشاطات". توضح الخليلي
 |
 |
المخطط الهندسي لموقع الكسارة ومساحته 540 دونما |
تصور للكسارة وقد تحولت إلى مرفق رياضي |
كسارة صديقة للبيئة
المشروع لا يقتصر على تخصيص منطقة خضراء، بل يشمل إقامة مصنعٍ ضمن معايير تصميم المصانع (كمعيار مدى بعدِ المصنع عن الأماكن السكنية) لإعادة تدوير النفايات الصلبة المختلفة يشمل فصل النفايات، وإعادة تدوير البلاستيك والورق، وضغط المعادن مثل الحديد خاصة ان الأخير يصعب إعادة تدويره لعدم توفر صهاريج صهر، يمنع الاحتلال من إدخالها إلى مناطق السلطة الفلسطينية.
المواد التي قُرر إعادة تدويرها بحسب أصحاب المشروع، تم اختيارها بناء على توفر القدرات المحلية لإعادة تدويرها، الجدوى الإقتصادية والطلب عليها في السوق المحلي، وإذا ما لم تؤدِ لأي روائح كالورق والبلاستيك وضغط المعادن، أما المواد العضوية التي تسبب روائح، فيتم معالجتها في منطقة ثانية وتحويلها لكومبست.
من وجهة نظر الخليلي، فكرة المشروع هذا تجعل المواطنين يتفاعلون مع القضايا البيئية بحيث تتغير تصرفاتهم تجاه البيئة نحو الأفضل، ما يشجعهم على حمايتها ويخلصهم من مصدر إزعاج وضرر بيئيين، عدا أن طبيعة المنطقة الملوثة ستتحسن.
سيتضمن أيضا المجمع مبنى أبحاث ومركز توعية بيئي.
يُذكر ان موقع الكسارة يواجه عدة مشاكل منها استخدامه كمكان لطمر النفايات ومصب للمياه العادمة حسب البحث.
 |
 |
مجمع تدوير النفايات الصلبة المقترح إنشائه في موقع الكسارة |
مرفق تربوي مقترح على أنقاض الكسارة |
منفعة اقتصادية
تعمّد المشروع ليس فقط التطرق لقضايا بيئية ولكن إلى قضايا اقتصادية أيضاً من حيث كيفية جني الأرباح من المشروع، توضح الخليلي: "أن إعادة تدوير النفايات الصلبة يعد ثروة بالنسبة للكثير من الدول حول العالم، وإدخاله في مشروع يستهدف منطقتنا يعدُّ شيئاً إيجابياً ولكن إذا تم تفعيل هذا الجانب بالشكل الصحيح".
 |
 |
مرفق ترفيهي استجمامي مقترح إقامته على أنقاض الكسارة |
موقع الكسارة ومحيطها السكني |
الأول من نوعه
تقول الأكاديمية والأستاذة المساعدة في دائرة الهندسة المعمارية في جامعة بيرزيت شادن قاسم، أن هذا المشروع هو الأول من نوعه من بين مشاريع الطلبة كمهندسين معماريين، وكان هدفه إيصال رسالة مهمة بيئياً عبر إعادة إحياء منطقة كسارة تم اختيارها بعد مرحلة بحث وتقييم لعدة مناطق.
وما تم استنتاجه من خلال البحث أن هذه الكسارة اُستنزفت الحجارة فيها فعلياً ما يجعلها غير قابلة للاستمرار ككسارة.
هذه المشاريع الطلابية ومنها مشروع الطالبين الخليلي والعويوي يواجهها عدة أمور تقف أمام تنفيذها على ارض الواقع منها المستثمرون الذين تهمهم التكلفة جراء ما يمكن أن تكلّفه مثل هذه المشاريع.
بالإجمال يتمتع طلاب الهندسة المعمارية بوعي تجاه القضايا البيئية وخاصة أنه يتم تخصيص بعض المواد التي يتم تدريسها في الجامعة حول البيئة.
بخصوص إعادة تدوير النفايات الصلبة ترى قاسم أن فلسطين من بين الدول التي ما زالت متأخرة وتقتصر محاولاتها على بعض المشاريع الصغيرة والبسيطة.
***يذكر ان مجلة آفاق البيئة تواصلت مع بلدية الرام ولكنها اعتذرت عن تزويد معدة التقرير بأي معلومة حول الكسارة أو إعطاء رأيها بمشروع تخرّج الطالبين.