ما السبب وراء تزايد التقلبات المناخية؟
عرفت الأرض تزايداً في وتيرة التقلبات المناخية في الآونة الأخيرة، حيث ارتفعت درجات الحرارة فوق المستويات العادية في بعض دول العالم، و يرى علماء المناخ أن درجات الحرارة مرشحة للارتفاع لأكثر من 2 درجة مئوية نتيجة التغير في تركيبة الهواء الناتجة أساساً من الأنشطة الصناعية المكثفة، حيث ساهمت الصناعات الحديثة بإطلاق كميات كبيرة من الغازات المصنعة والتي تعتبر أشد خطورة كونها تحتاج بضعة قرون كي تختفي من الغلاف الجوي وهذا سيلقي بآثاره السلبية على حالة المناخ لفترة طويلة.
أتفق الخبراء أن السبب الأساسي للتقلبات المناخية التي نعاصرها حاليًا ترجع إلى ارتفاع نسبة إصدار الغازات المسببة للاحتباس الحراري مثل ثاني أكسيد الكربون وغاز الميثان وأكسيد النيتروجين ومركبات الكربون الكلورية الفلورية.
منذ الثورة الصناعية أواخر القرن الـ 18، والبشر يستخدمون مختلف أنواع الوقود الأحفوري مثل البترول والغاز الطبيعي والفحم، وكان الناتج كبيراً من الغازات ومنها: غاز ثاني أكسيد الكربون والميثان وبعض الغازات شديدة الخطورة كغاز كلروفلوروميثانCFFC 22 وغاز تترافليروميثان CF6، وهي من غازات الفريون المستعملة بكثرة في أجهزة التبريد والتكييف، كذلك تسهم الزراعة بنصيب كبير من انبعاثات غاز الميثان الناتج عن الزراعة المكثفة خصوصاً زراعة الأرز وتربية المواشي بشكل مكثف.
كما كشف الباحثون مؤخراً في دراسة منشورة لجامعة واشنطن، أن المسطحات المائية الضخمة على مستوى العالم التي تتجاوز مساحتها 400000 كم مربع تساهم بشكل كبير في إنتاج غازات الاحتباس الحراري، فهي من خلال تخزين المواد العضوية في قعرها تطلق نحو مليار طن سنوياً من ثاني أكسيد الكربون أي 1.3% من النسبة العالمية.
لا يخفي علماء المناخ قلقهم من التقلبات المناخية حيث باتت أكثر شراسة من ذي قبل، وهو ما سيهدد حياة الملايين من البشر مستقبلاً، لذلك يستوجب العمل على خفض الانبعاثات الغازية قبل فوات الأوان.