السياحة البيئية خطوة ذكية لاستغلال كل رقعة في بلادنا وتنشيط السياحة ولكن!
خاص بآفاق البيئة والتنمية
السياحة عمود أساسي من الأعمدة الاقتصادية لأي دولة. فالدولة المضيفة للسياح تعمل على توفير كل ما يلزم للسائح لجعله يمكث على أراضيها أكبر فترة ممكنة، وذلك لما لهذا التوجه من انعكاس إيجابي على الاقتصاد الداخلي للدولة. والدولة السياحية إن صح التعبير تستطيع إقناع السائح بالبقاء فيها لكثرة المواقع الأثرية وتلك الخلابة التي يمكن مشاهدتها. لكن في فلسطين للسياحة حكاية أخرى.
تعتبر فلسطين (وهنا نحكي عن مناطق سيطرة السلطة الفلسطينية) من الأماكن التي لا يوجد فيها مواقع أثرية وسياحية كثيرة تجبر السائح على المكوث فيها لفترة طويلة. فالأماكن الموجودة والتي بإمكان السائح والمرشد السياحي الفلسطيني الوصول إليها ضئيلة، ولا تستغرق زيارتها أكثر من أسبوع.
سياحة المشي
هذا الأمر حثّ وزارة السياحة والآثار الفلسطينية والجهات المسؤولة في فلسطين على إيجاد طريقة تجعل وتجبر السائح الزائر على المكوث لفترة أطول في الأراضي الفلسطينية تتمثل بفكرة السياحة البديلة أو (سياحة المشي)، وتعني أن على المرشدين السياحيين الفلسطينيين نقل السائح من مكان أثري إلى آخر بواسطة المشي قدر الإمكان. حيث قام عدد من المرشدين السياحيين برسم وبوضع مخططات للتنقل بين الأماكن السياحية. فعلى سبيل المثال إذا أراد عدد من السياح زيارة تل تعنك( موقع أثري يقع غرب جنين) وكنيسة برقين( من أقدم الكنائس في العالم) يقوم المرشد بإنزال السياح في تل تعنك وبعد الانتهاء من زيارته يقوم بأخذهم الى كنيسة برقين مشياً على الأقدام، ويتخلل المشي التوقف عند نقاط معينة لتوضيح بعض المعالم على الطرق والمسالك السياحية أو للاستراحة.
وبعد الانتهاء من زيارة كنيسة برقين، يكون المرشد قد جهز مكاناً للمبيت واتفق مع إحدى نساء القرية أو بيوتها أو مطاعمها من أجل تجهيز طعام فلسطيني للسياح مثل (المسخن، المقلوبة، مناقيش الزعتر) وغيرها من الأطباق التراثية.
لقد استطاعت فكرة السياحة البديلة أو (سياحة المشي) أن تجبر وتقنع السائح الزائر على المكوث لفترة أطول في فلسطين، لأن التنقل بين المواقع الأثرية وتلك الخلابة يأخذ فترة زمنية أطول، الأمر الذي انعكس على المردود الاقتصادي بالإيجاب. لكن هذه الفكرة في ظل غياب الوعي السياحي والرقابي نتج عنها بعض النتائج السلبية ومنها قيام بعض السياح بالاعتداء على النباتات البرية الفريدة وأخذهم لبعض بويصلات هذه النباتات، ما يؤدي إلى إحداث خلل في التنوع الحيوي للبيئة الفلسطينية.
كما نتج أيضاً عن هذا النوع من السياحة الإضرار بالطيور في فترة تكاثر الحيوانات التي تحتاج إلى نوع من الهدوء، الأمر الذي قد يزيد من معدلات هجرة الطيور في فلسطين.
لذلك لتشجيع السياحة البديلة وفق أسس سليمة، يجب تشديد الرقابة ومتابعة المجموعات السياحية لتجنب الإضرار ببيئتنا الجميلة.